مرضى السُّكري

​الجانب التوعوي لمريض السُّكري قبل رمضان
ينبغي على مريض السكري الإلمام بما يلي قبل رمضان؛ وذلك لمساعدته على إدارة حالته بشكل فعال أثناء الصيام، وتجنُّب حدوث مضاعفات:-
  • معرفة علامات وأعراض ارتفاع وانخفاض السكر في الدم، وكيفية التعامل معها.
  • مراقبة نسبة السكر في الدم بانتظام والأوقات المفضلة لقياسها.
  • تخطيط الوجبات جيدًا، والإرشادات الغذائية المتعلقة بالصيام.
  • النشاط البدني والأوقات المفضلة للقيام به.
  • إدارة الأدوية قبل وأثناء وبعد رمضان بالاتفاق مع مقدِّم الرعاية الصحية.
  • معرفة الحالات الضرورية التي يجب على المريض فيها قطْع الصيام.
أعراض ارتفاع وانخفاض السكري، التي يمكن أن تحدث في رمضان، وكيفية التعامل معها:-
أعراض انخفاض السكري:- 
  • التوتر والقلق.
  • سرعة النبض ومعدل ضربات القلب.
  • الارتجاف والتعرق والرعشة.
  • الشعور بالإرهاق والدوخة، وتغيُّر الحالة المزاجية.
  • تنميل في الشفتين.
التعامل مع انخفاض السُّكر في الدم:-
تجب معالجة انخفاض السكر في الدم؛ إذا كان مستوى السكر في الدم 70 ملجم/ ديسيلتر، أو أقل.
إذا كان مريض السكري في كامل وعيه، أو شبه واعٍ؛ فيجب اتباع (قاعدة 15–15 – 15):-
  • شرْب ١٥ جرامًا من الكربوهيدرات سريعة المفعول، أي ما يعادل (نصف كوب تقريبًا) من عصير الفواكه، أو سائل يحتوي على سكر، مثل: (نصف كوب ماء مذاب به ملعقة طعام من السكر أو العسل). 
  • بعد ذلك يتم قياس نسبة السكر خلال 15 دقيقة.
  • إذا كان لايزال منخفضًا؛ فتكرر الخطوة السابقة بشرب 15 جرامًا (نصف كوب) من شراب يحتوي على السكر.
  • يجب تكرار الجرعة والاختبار إلى أن يتم الوصول لقراءة طبيعية لمستوى السكر في الدم.
  • إذا وصلت قراءة السكر إلى المعدل الطبيعي؛ فيجب الحفاظ على هذا المستوى عن طريق تقديم 15 جرامًا من وجبة خفيفة، مثل: (كوب حليب أو قطعة خبز).

إذا كان مريض السكري فاقدًا وعيه:-
يجب إسعافه فورًا عن طريق حقنِه بإبرة الجلوكاجون (بالعضل)، وعدم محاولة وضع أيَّة سوائل أخرى داخل الفم؛ لتجنب الاختناق، ثم نقله فورًا إلى أقرب مستشفى.
تجب مراعاة الآتي عند علاج انخفاض سكر الدم:-
  • تجنُّب الأطعمة التي تحتوي على دهون مضافة، مثل: الشيكولاتة؛ لأنها لا ترفع مستوى السكر في الدم بسرعة؛ حيث إن الدهون تُبطئ من امتصاص السكر.
  • يجب الاحتفاظ دائمًا بقطعة حلوى؛ لتناولها فورًا عند الشعور بأعراض الانخفاض.
  • يميل الكثير من الناس إلى الرغبة في تناول الطعام قدر استطاعتهم؛ حتى يشعروا بتحسن، وهذا يمكن أن يتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم.
أعراض ارتفاع السكري:-
  • العطش الشديد.
  • كثرة التبول.
  • الشعور بالصداع، والإرهاق الشديد.
  • الشعور بالصداع، ورؤية مشوَّشة.
  • رائحة نفَس برائحة الفواكه.
  • الشعور بالغثيان، أو القيء وآلام بالبطن.
التعامل مع ارتفاع السكر في الدم:-
  • يمكن في كثير من الأحيان خفْض مستوى السكر في الدم عن طريق ممارسة الرياضة.
  • إذا كانت نسبة السكر في الدم أعلى من 240 مجم/ ديسيلتر؛ فيجب فحْص البول؛ بحثًا عن الكيتونات، وإذا وجِدت الكيتونات؛ فيجب تجنب ممارسة الرياضة؛ حيث قد تؤدي ممارسة الرياضة عند وجود الكيتونات إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
  • الإكثار من شرب الماء.
  • التمدد، وأخْذ قسط من الراحة.
  • في حالة استخدام الأنسولين، تؤخذ الجرعة التصحيحية بحسب إرشادات الطبيب.
  • تجب رؤية الطبيب عند وجود كيتونات في البول.
فحص مستويات السكر في الدم في رمضان:-
يُعد فحص مستويات السكر في الدم من العناصر الأساسية للمراقبة الذاتية لنسبة السكر، والتحكم في نوبات الارتفاع والانخفاض، والتي يمكن أن تحدث في رمضان؛ نتيجة تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة.
هناك اعتقاد خاطئ لدى البعض، وهو أن وخْز الجِلد من أجل فحْص جلوكوز الدم، يبطل صيام رمضان، ولكن هذا خطأ، فعلى العكس فقياس نسبة السكر في الدم؛ تزيد من قدرة مريض السكري على التحكم فيه، ومتابعة الصيام بأمان.

يعتمد عدد مرات قياس نسبة السكر في اليوم على عدة عوامل، منها: نوع السكري، والأدوية المتناولة حاليًا، ولكن في العموم يجب فحص السكر عدة مرات؛ للتحكم الجيد في رمضان.
عدد مرات فحص نسبة السكر في اليوم في رمضان:-
  • مرضى السكري ذوو المخاطر المنخفضة والمعتدلة، ينصح لهم بفحص نسبة السكر مرة أو مرتين في اليوم في رمضان.
  • أما مرضى السكري ذوو المخاطر المرتفعة، فيفضَّل فحص السكري 3- 4 مرات في اليوم.
أوقات قياس السكري في رمضان:-
  • من المهم لجميع مرضى السكري قياس مستويات السكر في الدم بعد الإفطار؛ للكشف عن ارتفاع نسبة السكرفي الدم بعد الأكل.
  • يجب التحقق من مستويات السكر في الدم عند الشعور بأعراض انخفاض أو ارتفاع السكر، أو الشعور بالتوعُّك.
  • ومن الأوقات الأخرى عند السحور (قبل الفجر)، في الصباح، في منتصف النهار، بعد الظهر، قبل الإفطار، وبعد الإفطار بساعتين.
مستهدفات قياسات السكر الطبيعية لمرضى السكري:-
تختلف مستهدفات السكر في الدم؛ طبقًا لاختلافات المرضى الفردية، ولكن بصفة عامة يمكن الأخذ بالمستهدفات التالية لمعظم البالغين غير الحوامل المصابين بداء السكري. 
  • الهيمجلوبين السكري A1C  أقل من 7 %.
  • السكري قبل الوجبات 80- 130 ملجم/ ديسيلتر.
  • بعد الوجبات من 1- 2 ساعة أقل من 180 ملجم/ ديسيلتر.
يجب على المريض قطْع الصيام مباشرةً والإفطار عند:-
  • التعرض لنوبة انخفاض بسكر الدم (سكر الدم < 70 ملجم/ ديسيلتر).
  • عند إعادة فحص السكر في غضون ساعة، وكان مستوى الجلوكوز في الدم من 70- 90 ملجم/ ديسيلتر؛ فيجب قطع الصيام أيضًا.
  • عند زيادة نسبة السكر بالدم > 300 ملجم/ ديسيلتر.
  • كانت هناك أعراض ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم، أو الجفاف، أو عند المرض الحاد.

النشاط البدني لمرضى السكري في رمضان:-
  • يجب تجنب التمارين الشديدة، خاصة خلال الساعات الأخيرة من الصيام (قبل غروب الشمس)؛ لأنه قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بنقص سكر الدم؛ أو الجفاف.
  • يجب الحفاظ على مستوى النشاط البدني الطبيعي أثناء رمضان، ويمكن اعتبار صلاة التراويح جزءًا من أنشطة التمارين اليومية؛ لما فيها من ركوع وقيام.

التقييم الطبي لمريض السكري قبل رمضان

التقييم الطبي:- تجب على مريض السكري قبل البدء في الصيام، مراجعة مقدِّم الرعاية الصحية المتابع لحالته قبل رمضان بفترة من 6 إلى 8 أسابيع على الأقل؛ حيث توفر هذه الزيارة:-
  • تقييم وضعه الصحي؛ لتحديد إمكانية الصيام من عدمها.
  • التحكم في نسبة السكر، ومقدار ضغط الدم، ونسبة الدهون في النطاق المستهدف قبل البدء بالصيام.
  • تقديم النصح؛ لوضع خطة غذائية معدَّلة تعمل على تحسين نسبة السكر في الدم أثناء الصيام، كما تساعد من يعانون من السِّمنة على إنقاص الوزن في رمضان.
  • وضع الخطة العلاجية المناسبة بتعديل جرعات الأدوية وأوقاتها، بما يتناسب مع فترات الصيام.
تعتمد عوامل قياس مخاطر الصيام لمرضى السكري على:-
  • نوع السكري.
  • أدوية التحكم بالسكري.
  • خطر التعرض لنوبات انخفاض السكر بالدم.
  • وجود مشكلات صحية أخرى، أو مضاعفات للسكري.
  • تجربة المريض في صيام الأعوام السابقة.
يمكن تقسيم مرضى السكري بصفة عامة؛ طبقًا لمدى تعرضهم للمخاطر أثناء الصيام إلى:-
فئات معرضة للخطر بصورة عالية عند الصيام، وهم:-
  • ​مرضى السكري من النوع الأول.
  • مرضى السكري من النوع الثاني الغير متحكمين بالسكري (السكر التراكمي > 8.5%).
  • من لديهم عدم وعي بنوبات انخفاض سكر الدم.
  • حدوث نوبات انخفاض السكر في الدم بصورة شديدة ومتكررة في خلال 3 شهور قبل الصيام.
  • وجود تاريخ لحدوث نوبات الحامض الكيتوني، أو غيبوبة ارتفاع السكر في الدم، في خلال 3 شهور قبل الصيام.
  • وجود أمراض أخرى إلى جانب السكري، مثل: أمراض الكلى، أو فشل وظائف القلب.
  • وجود حالة مرَضية حادة، مثل: (عدوى القَدم السكري).
  • المرأة الحامل المصابة بسكري الحمْل، أو لديها تاريخ سابق للإصابة بسكري الحمل، وتعالَج بأدوية خفض الجلوكوز.
فئات معرضة للخطر بصورة متوسطة عند الصيام: -
  • مرضى السكري من النوع الثاني ذوو التحكم المتوسط بالسكري (السكر التراكمي من 7.5%- 8.5%).
  • المرأة الحامل المصابة بسكري الحمل، أو لديها تاريخ سابق للإصابة بسكري الحمل، والتي تتحكم فيه بواسطة التحكم في النظام الغذائي فقط.
  • مرضى السكري المتحكمون فيه عن طريق الإنسولين القاعدي.
فئات معرضة للخطر بصورة منخفضة عند الصيام:-
  • مرضى السكري من النوع الثاني ذوو التحكم الجيد بالسكري (السكر التراكمي < 7.5%).
  • مرضى السكري من النوع الثاني المتحكمون به جيدًا على نوع واحد من الأدوية.

​إدارة مرضى السكري ممن يعانون من الأمراض المزمنة والمضاعفات عند صيام رمضان

يعاني العديد من مرضى السكري من حدوث المضاعفات، ومنها: أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، وتصنَّف هذه الفئة من الفئات عالية الخطورة عند صيام رمضان، خاصةً عند الصيام بطريقة غير آمنة، ويكون ذلك بفعل الآتي:-
  • تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات.
  • وانخفاض مستويات النشاط البدني.
  • عدم شرب كميات كافية من السوائل. 
  • عدم الانتظام في تناول جرعات الأدوية.
لذا ينبغي اتباع الإرشادات الآتية لصوم آمن لهذه الفئات:-
  • إجراء تقييم شامل من مقدم الرعاية الصحية، والأطباء المختصين، مثل: طبيب القلب، وطبيب الأعصاب، وطبيب الكلى؛ لتقييم الحالة الصحية قبل الصيام.
  • الحصول على الإرشادات والتعديلات الخاصة بالتغذية، وتغيير خطة الأدوية والمتابعة؛ طبقًا لتقييم المخاطر الفردية.
  • شرب كمية كافية من السوائل خلال الفترة بين الإفطار والسحور.
  • مراقبة نسبة السكر في الدم بعناية، وعمل مراجعات أسبوعية بالتنسيق مع مقدم الرعاية الصحية؛ لتقييم الحالة الصحية أثناء الصيام.
  • بالنسبة لمرضى الكلى، يجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والفوسفور.

كيف تتعامل مع الحالات الطارئة
​​


آخر تعديل : 09 رمضان 1446 هـ 03:44 ص
عدد القراءات :