نمط الحياة الصحي هو أسلوب متكامل في العيش يهدف إلى تعزيز الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية للفرد، والوقاية من الأمراض، وتحسين نوعية الحياة على المدى الطويل. لا يُعد نمط الحياة الصحي مجرد مجموعة من السلوكيات الفردية، بل هو منظومة شاملة تتضمن العادات اليومية والقرارات المتكررة التي يتخذها الشخص في مجالات التغذية، والنشاط البدني، والنوم، والصحة النفسية، والعلاقات الاجتماعية، وإدارة الضغوط.
يبدأ تبنّي هذا النمط منذ مراحل الطفولة المبكرة، بل ويمتد ليشمل الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية والبيئية، لما له من أثر مباشر على مستوى الصحة العامة. فاتباع نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية الأساسية، والابتعاد عن الأغذية المصنعة والمشبعة بالدهون والسكريات، يُسهم في تقوية المناعة والوقاية من السمنة والأمراض المزمنة.
كما يُعتبر النشاط البدني المنتظم ركيزة أساسية في الحفاظ على الوزن المثالي، وتنشيط الدورة الدموية، وتحسين الصحة النفسية وتقليل مستويات التوتر والقلق. ويُوصى بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين المتوسطة أو 75 دقيقة من النشاط المكثف، حسب إرشادات منظمة الصحة العالمية.
ولا يقل النوم أهمية، إذ يُعد النوم الجيد والمنظم عاملاً رئيسيًا في تنظيم العمليات الحيوية بالجسم، وتعزيز التركيز، ورفع كفاءة الجهاز المناعي. وينبغي تجنب السهر المفرط واستخدام الشاشات الإلكترونية قبل النوم لتحقيق توازن صحي.
إضافة إلى ذلك، فإن الامتناع عن العادات الضارة مثل التدخين، وتعاطي المواد المؤثرة على الصحة، والاستهلاك المفرط للكافيين، يُسهم في تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب والرئة والأوعية الدموية.
ولنمط الحياة الصحي جانب نفسي واجتماعي لا يقل أهمية عن الجوانب العضوية، حيث يُسهم تعزيز الصحة النفسية، وبناء شبكة دعم اجتماعي قوية، وممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل، في رفع مستوى الرضا الذاتي، وتعزيز التكيف مع تحديات الحياة.
في النهاية، نمط الحياة الصحي ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة لتحقيق الرفاه الشامل، وضمان حياة أكثر إنتاجية واستقرارًا. وهو استثمار طويل الأمد يُعزز من جودة الحياة ويُقلل من العبء الصحي على الفرد والمجتمع، بما يتماشى مع تطلعات رؤية المملكة 2030 نحو مجتمع صحي وواعٍ ومستدام.