داء السكري

السكري من النوع الأول

داء السكري النوع الأول:

هي حالة طبية مزمنة تحدث عندما يُنتِج البنكرياس القليل جدًّا من الإنسولين أو لا ينتج الإنسولين نهائيًّا، يبدأ عادةً في مرحلة الطفولة أو الشباب، ولكن يمكن أن يتطور في أي عمر، يتطلب داء السكري من النوع الأول مراقبة منتظمة لسكر الدم وعلاجه بالإنسولين، كما يمكن أن يتحكم تعديل نمط الحياة إلى جانب تناول الأدوية في مستويات السكر في الدم، وتقليل مخاطر المضاعفات المرتبطة بالأمراض.

الإنسولين:
هو هرمون يساعد الجسم على استخدام الجلوكوز (السكر) للحصول على الطاقة، حيث يسمح الإنسولين للجلوكوز بدخول الخلايا في الجسم عند الحاجة إليه، ويخزن الجلوكوز الزائد لاستخدامه لاحقًا؛ فعند عدم وجود الإنسولين تصبح مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم مرتفعة للغاية، وبمرور الوقت يسبب ضررًا للجسم.

السبب:
يحدث داء السكري من النوع الأول عادةً عندما تحدث استجابة مناعية من الجسم فيهاجم الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للإنسولين (خلايا بيتا) في البنكرياس ويدمرها، تحدث هذه العملية على مدار عدة أشهر أو سنوات، وقد لا تظهر أعراضٌ لمرض السكري لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم والأعراض المصاحبة له (مثل: كثرة التبول والعطش) لا تحدث عادة حتى تُدمَّر أكثر من 90% من الخلايا التي تصنع الإنسولين.
يمكن أن يتطور داء السكري من النوع الأول لمن لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الأول، ولكنه يتطور أيضًا لمن ليس لديهم ذلك، في كلتا الحالتين يكون لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري جين واحد أو أكثر يجعلهم عرضة للإصابة بالمرض، كما قد تؤدي العوامل البيئية والتعرض لبعض الفيروسات إلى استجابة المناعة الذاتية.

الأعراض:
يعاني معظم المصابين بداء السكري من النوع الأول من أعراض ارتفاع مستويات السكر في الدم (ارتفاع السكر في الدم) وتشمل:
  • العطش الشديد.
  • الشعور بالتعب.
  • الحاجة إلى التبول بشكل متكرر.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • -الشعور بالجوع.
  • فقدان الوزن.
  • حدوث عدوى متكررة بالفطريات أو التهابات المسالك البولية.
  • التئام الجروح ببطء.
المضاعفات:
يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية لكن مع العلاج الصحيح وتغيير نمط الحياة يستطيع العديد من مرضى السكري منع أو تأخير ظهور المضاعفات، من هذه المضاعفات:
  • الحامض الكيتوني السكري (DKA): هي حالة طبية طارئة يجب معالجتها على الفور، تحدث عند مرضى السكري نتيجة لحدوث نقص شديد في كمية الإنسولين مما يؤدي إلى تكسير الجسم للدهون للحصول على الطاقة مما ينتج عنه تراكم للكيتونات في الجسم، يمكن أن تهدد الحياة إذا لم تُشخَّص وتُعالَج بسرعة، وتشمل أعراضها نفس الأعراض السابقة بالإضافة إلى:
  1. الغثيان والقيء.
  2. آلام البطن.
  3. التنفس العميق والسريع وله رائحة كرائحة الفواكه.
  4. الشعور بالخمول وصعوبة الانتباه.
  5. فقدان الوعي وقد تصل أحيانًا إلى الغيبوبة.
يحدث الحامض الكيتوني السكري غالبًا للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول، لكن يمكن أن يؤثر أحيانًا على الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
  • الاعتلال العصبي: يسمى تلف الأعصاب الناجم عن مرض السكري (اعتلال الأعصاب السكري)، ويمكن منع حدوث ذلك بالحفاظ على معدلات السكر بالدم في المعدل الطبيعي، وهناك عدة أنواع لاعتلال الأعصاب؛ فأكثرها شيوعًا هو اعتلال الأعصاب الطرفية، ويؤثر على الأعصاب في اليدين والقدمين والساقين والذراعين، فيسبب وخزًا وألمًا وضعفًا في القدمين واليدين، أما الاعتلال العصبي اللاإرادي هو الذي يؤثر على الأعصاب اللاإرادية التي تتحكم في المثانة والجهاز المعوي والأعضاء التناسلية من بين الأعضاء الأخرى.
  • حدوث عدوى متكررة بالجلد كالعدوى الفطرية أو البكتيرية.
  • مشكلات بالعين كالمياه الزرقاء والبيضاء واعتلال الشبكية.
  • اعتلال الكلى وحدوث فشل في وظائفها.
  • حدوث أمراض بالقلب والأوعية الدموية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • السكتة الدماغية.
التشخيص:
يعتمد تشخيص مرض السكري على الأعراض واختبارات الدم المختلفة لتحديد نسبة السكر في الدم، إذا كان لدى المريض أعراض تدل على الإصابة بالسكري فتُجرَى إحدى اختبارات الدم لتحديد نسبة السكر بالدم، ويكتفى باختبار واحد إيجابيٍّ إلى جانب الأعراض للتشخيص، أما في حالة عدم وجود أعراض فيُجرَى اختبار لتحديد نسبة السكر بالدم مرتين في يومين منفصلين لإثبات الإصابة، ومن هذه الاختبارات اختبار السكر التراكمي (A1C)، واختبار السكر الصائم (FBG)، واختبار تحمل الجلوكوز (OGTT)، واختبار سكر الدم العشوائي، يُشخَّص المريض بالإصابة بالسكري إذا كانت إحدى قراءاته إلى جانب الأعراض:
  • الهيموجلوبين السكري: 6.5 أو أكثر.
  • اختبار السكر الصائم: 126 مجم/ ديسيلتر أو أعلى.
  • اختبار تحمل الجلوكوز: 200 مجم/ ديسيلتر أو أعلى.
العلاج:
من المهم أن يُشخَّص مرض السكري في أقرب وقت ممكن؛ حيث إنه إذا تُرك دون علاج فهو حالة مهددة للحياة، ولا يمكن علاج مرض السكري نهائيًّا، لكن يهدف العلاج إلى الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم طبيعية قدر الإمكان، والسيطرة على الأعراض؛ لمنع حدوث مشاكل صحية والمضاعفات، ونظرًا لأن الجسم لا يستطيع إنتاج الإنسولين، فسيحتاج المريض إلى حقن الإنسولين بانتظام للحفاظ على مستويات الجلوكوز طبيعية والذي يصفه الطبيب طبقًا لكمية الطعام المتناولة.

التعايش مع مرض السكري من النوع الأول:
عند الإصابة بالسكري من النوع الأول فيجب الاعتناء بالصحة عناية فائقة، وتبنِّي عادات نمط الحياة الصحية وذلك لتقليل حدوث المضاعفات، حيث تشمل العادات:
  • اتخاذ خيارات غذائية صحية.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام.
  • التحكم في ضغط الدم.
  • التحكم في نسبة الكوليسترول في الدم.
  • تحديد مواعيد منتظمة مع فريق الرعاية الصحية؛ للتأكد من أن المريض على المسار الصحيح مع خطة العلاج الخاصة به، والحصول على المساعدة بشأن الأفكار والإستراتيجيات الجديدة إذا لزم الأمر.
  • المحافظة على الفحوصات الدورية المحددة للفحص المبكر قبل حدوث المضاعفات.
الفحوصات الدورية لمرضى السكري:
ينبغي على مريض السكري المحافظة على مواعيد الفحوصات الدورية لتجنب حدوث المضاعفات بمرور الوقت.
  • اختبار الهيموجلوبين السكري(A1C): اختبار دم يقيس متوسط مستوى السكر في الدم خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر الماضية، حيث يجب عمل اختبار الدم لقياس الهيموجلوبين السكري (A1C) كل ستة أشهر إذا كان آخر مستوى من A1C في النطاق المستهدف، وكل ثلاثة أشهر إذا لم تكن آخر مستويات A1C في النطاق المستهدف.
  • نسبة الألبومين إلى الكرياتينين (ACR): تحليل البول للتحقق من كمية الألبومين (هو نوع من البروتين، وزيادة نسبته علامة على تلف الكلى) في البول، يجب عمل هذا الاختبار مرة كل 5 سنوات لمرضى السكري من النوع الأول.
  • قياس ضغط الدم: يقاس في كل زيارة للمريض لمركز الرعاية الأولية.
  • إجراء فحص للعين: يُجرَى عند طبيب العيون وذلك لتحديد أي مشكلة بالعين قبل حدوثها، حيث يجرى مرة كل 5 سنوات لمرضى السكري من النوع الأول، أو مرة سنويًّا إذا كان لدى المريض أي مشاكل أخرى بالعين.
  • وظائف الكلى: تحليل الدم يقيس وظائف الكلى ويُجرَى مرة كل 5 سنوات لمرضى السكري من النوع الأول، أما إذا كانت هناك مشكلة في وظائف الكلى فيجرى مرتين سنويًّا.




آخر تعديل : 12 صفر 1445 هـ 12:03 م
عدد القراءات :