الخطة الوطنية للوقاية

مقدمة

أنفلونزا الطيور هو مرض معدي يسببه فيروس يصيب الطيور وبعض الثدييات ومنها الإنسان ويتميز بخاصية العدوى السريعة وإحداث أعراض تتراوح بين البسيطة الى أعراض مميتة، ويعتبر البط والطيور البرية والمائية المستودع الرئيسي لهذا الفيروس والأكثر مقاومة وبالمقابل فإن الدواجن والدجاج خاصة هو الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى وتتراوح فترة الحضانة بين 1-7 أيام، وتعزى الفاشيات التي حدثت مؤخراً في بعض دول جنوب شرق آسيا وبعض الدول الأوروبية (تركيا) والعراق إلى الاختلاط بين الطيور المنزلية والطيور المائية والبرية.

يسبب المرض فيروس الأنفلونزا (A) الذي يتضمن قائمة طويلة من الأنماط ( حتى الآن 15 نمط) والتي تعرضت لتحورات جينية أدت الى حدوث أوبئة عديدة بين الطيور في مناطق وسط وجنوب شرق آسيا والأمريكيتين ومؤخراً في روسيا وانحصرت تلك الأوبئة حالياً في النمط ( H5N1 ) وقد تسببت هذه الأوبئة بين الطيور في انتقال المرض الى ثدييات أخرى ومنها الإنسان وفيما يخص الطيور فإن كل أنواع الطيور معرضة للإصابة بالعدوى على درجات مختلفة حسب أنواعها ، وتشهد بعض مناطق العالم حالياً تفشيات للفيروس المسبب لأنفلونزا الطيور أدت الى نفوق وإعدام الملايين منها ، وتم رصد هذه الفيروسات في حالات إصابة بشرية بين المتعاملين في تربية الدجاج وصناعة لحومها وتعتبر المخالطة المباشرة أو غير المباشرة للطيور الحية المصابة بالفيروس المصدر الرئيسي لانتشار المرض عن طريق إفرازات الفم والبراز لهذه الطيور وكذلك من خلال تلوث الأدوات والملابس المستعملة من قبل العاملين في مزارع الطيور والدواجن بإفرازات الطيور ومخلفاتها ونقلها إلى أشخاص آخرين وللفيروس قدرة للعيش لفترات طويلة في المحيط ذو درجة الحرارة المنخفضة.
إن مرض أنفلونزا الطيور في حد ذاته لا يشكل الخطورة الأساسية عالمياً وإنما تحور فيروس أنفلونزا الطيور بحيث ينتقل من إنسان الى آخر مسبباً تفشياً بين البشر ينتشر بشكل سريع من مكان الى آخر كما حدث في الأوبئة العالمية التي حدثت في القرن العشرين وتسببت في موت الملايين من البشر في أنحاء كثيرة من العالم وأشهر هذه الأوبئة:
  • تفشي الأنفلونزا الأسباني بين عامي 1918 و1919م.
  • تفشي الأنفلونزا الآسيوي بين عامي 1957 و1958م.
  • تفشي أنفلونزا هونج كونج بين عامي 1968 و1969م.
ونظراً لفداحة الأوبئة التي حدثت خلال القرن الماضي والخسائر البشرية العالية التي نجمت عنها، وفي ظل الظروف العالمية الحالية وهي مواتية لحدوث وباء وتتوقع الأوساط الصحية أن يؤدي الوباء القادم إلى حدوث 2-4.7 مليون حالة وفاة لذا فقد حدثت استجابة عالمية برعاية منظمة الصحة العالمية لاستنفار الطاقات المحلية والإقليمية والعالمية بناء على ما تم تسجيله من فاشيات أنفلونزا الطيور في عدد من دول آسيا وأوروبا لتقوية نظم الاستعداد المبكر والتحسب لهذا الوباء واحتوائه في أضيق نطاق عند حدوثه ووضع الخطط والمواجهات اللازمة لذلك.
آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:06 م
عدد القراءات :