صحة المرأة

الرضاعة الطبيعية

توفر الرضاعة الطبيعية فوائد صحيةً لا مثيل لها للطفل والأم؛ فحليب الثدي مصمم بشكل فريد لتلبية الاحتياجات الصحية للطفل في مرحلة النمو، وهو الغذاء المثالي للرضع؛ حيث إنه آمِن لهم، كما أنه يعزز جهاز المناعة لدى الرضع؛ مما يُسهِم في حمايته من العديد من أمراض الطفولة الشائعة، كما يوفر حليب الأم كلَّ الطاقة والمغذيات التي يحتاجها الرضيع في الأشهر الأولى من حياته، ويستمر في توفير ما يصل إلى نصف أو أكثر من احتياجات الطفل الغذائية بين عمر  6 أشهر و12 شهرًا ، وثلث احتياجات الطاقة بين 12 و24 شهرًا؛ لذا توصي منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بما يلي:

  • البدء المبكر بالرضاعة الطبيعية خلال ساعة واحدة من الولادة.
  • الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة، وإدخال أغذية تكميلية (صلبة) كافية من الناحية التغذوية وآمنة في عمر 6 أشهر، مع استمرار الرضاعة الطبيعية حتى عمر سنتين أو أكثر.
متى يجب البدء بالرضاعة الطبيعية:
  • يجب أن تبدأ الرضاعة الطبيعية في غضون الساعات القليلة الأولى من الولادة، من خلال السماح بوضع الطفل على صدر الأم (الجلد على الجلد) وإرضاعه.
  • في بعض الحالات، يجب فصل الرضيع عن الأم لعدة ساعات أو حتى أيام بعد الولادة، لذا يُوصَى بضخ الثدي لتحفيز إنتاج حليب الثدي.
  • في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، تُنتِج المرأة كمية صغيرة من الحليب السميك المُصفَرِّ يسمى "اللبأ"، وهو غني بالعناصر الغذائية، ويوفر جميع السعرات الحرارية التي يحتاجها الطفل في الأيام القليلة الأولى.
  • تشعر العديد من النساء بالقلق من أن أطفالهن لا يحصلون على ما يكفي من الحليب مباشرة بعد الولادة، خاصة عندما تُنْتَج كمياتٌ صغيرة فقط من اللبأ، لكن لا داعي للقلق؛ حيث يولد الرضع ولديهم فائض من مخزون السوائل والسكر تستخدمها أجسامهم إلى أن يزداد إنتاج حليب الأم.
  • يوصى باستمرار الرضاعة الطبيعية بشكل متكرر؛ لتَنْتُج كمية أكبر من الحليب في غضون ثلاثة إلى خمسة أيام.
  • عادة ما يفقد الرضع الوزنَ خلال الأيام القليلة الأولى من الحياة، ويستعيدون هذا الوزن تدريجيًّا بعد أسبوعين من الولادة.

وقت الرضاعة:
يتم محاولة إرضاع الرضيع بمجرد أن يبدأ في إظهار علامات الجوع وتشمل:
  • استيقاظ الرضيع من النوم.
  • تحريك الرأس والفم للبحث عن ثدي الأم.
  • مص اليدين، أو الشفتين، أو اللسان.
  • البكاء الشديد، ويدل على شدة الجوع، ولا يوصَى بتأخير الرضاعة حتى بكاء الرضيع.

عدد الرضعات ومدتها:
  • في أول أسبوع إلى أسبوعين، يرضع معظم الأطفال من 8 إلى 12 مرة يوميًّا خلال 24 ساعة، أو على الأقل كل ساعتين إلى ثلاثة منذ بداية الرضعة السابقة.
  • يرغب بعض الرضع في الرضاعة بشكل متكرر، كل 30 إلى 60 دقيقة، بينما يجب إيقاظ الآخرين وتشجيعهم على الرضاعة.
  • خلال الأسبوع الأول من العمر، يجب إيقاظ الرضيع النائم لإرضاعه إذا مرت أربع ساعات منذ بداية الوجبة السابقة.
  • يختلف طول الفترة الزمنية التي يحتاجها الرضيع لإنهاء الرضاعة الطبيعية، خاصة في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة؛ حيث يحتاج بعض الرضع إلى 5 دقائق، بينما يحتاج البعض الآخر إلى 20 دقيقة أو أكثر.
  • يوصى بالسماح للرضيع بالرضاعة الطبيعية ما دام يرغب في ذلك.
  • يوصى بإرضاع الطفل من ثدي واحد في الجلسة الواحدة حتى الشبع؛ وذلك لأن الحليب المتدفق في نهاية جلسة الرضاعة يحتوي على نسبة دهون أعلى من المتوفرة في الحليب في بداية الرضاعة؛ مما يساعد الطفل على الشعور بالشبع والنوم.

فوائد الرضاعة الطبيعية للرضع:
  • يحتوي حليب الثدي على الكمية المناسبة من الدهون والسكر والماء والبروتين والمعادن اللازمة لنمو الطفل وتطوره.
  • حليب الثدي أسهل في الهضم من الحليب الاصطناعي، كما أن الأطفال الذين يرضعون من الثدي يعانون من غازات أقل ومشاكل رضاعة وإمساك أقل.
  • يحتوي حليب الثدي على أجسام مضادة تحمي الأطفال من أمراض معينة (مثل: التهابات الأذن، والإسهال، وأمراض الجهاز التنفسي، والحساسية).
  • تقليل مخاطر الإصابة بالربو.
  • تقليل مخاطر الإصابة بالسمنة.
  • تقليل مخاطر الإصابة بالسكري النوع الأول.
  • تقليل مخاطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ.
  • تقليل مخاطر الإصابة بالتهاب الأمعاء والقولون للخدج.

فوائد الرضاعة الطبيعية للأم:
  • تُسهِّل الرضاعة الطبيعية فقدان الوزن الذي اكتُسِب أثناء الحمل.
  • تقليل مخاطر الإصابة بضغط دم مرتفع.
  • تقليل مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
  • تقليل مخاطر الإصابة بسرطان المبيض والثدي.
  • تساعد الرضاعة الطبيعية على إفراز الأوكسيتوسين والذي يساعد على انقباض الرحم وتقليل كمية الدم بعد الولادة.
كيفية إرضاع الرضيع:
  • الرضاعة الطبيعية تتطلب ممارسة، حيث يستغرق الأمر وقتًا لتحديد أفضل وضعية للإرضاع والتجشؤ، مع تقديم كلا الثديين، وتبديل الثدي بعد كل رضعة؛ فعند إمساك الثدي:
  • تقريب جسم الرضيع ليكون مستوى أنفه قريبًا من حلمة الثدي.
  • دعي رأس الرضيع يميل للخلف قليلًا حتى تتمكن شفته العليا من التقاط حلمة الثدي، يجب أن يساعد ذلك على فتح فمه بشكل واسع.
  • عندما يفتح فمه، يجب أن يكون ذقنه قادرًا على لمس الثدي أولًا، ورأسه مائلًا للخلف حتى يصل لسانه إلى أكبر قدر ممكن من الثدي.
  • مع لمس ذقنه بثبات لثديك وأنفه واضح، يجب أن يكون فمه مفتوحًا. 
  • يجب أن تلاحظ الأم هالة الثدي فوق الشفة العلوية للطفل أكثر من أسفل شفته السفلية.

علامات الشبع عند الرضع:
تختلف هذه العلامات من طفل لآخر، حيث تشمل:
  • إرخاء أصابع يديه وقدميه.
  • سكب الحليب من فمه.
  • التوقف عن المص.
  • إدارة الرأس بعيدًا. 

علامات تدل على أن الرضيع رضع كمية كافية من الحليب:
  • خد الرضيع مستدير وليس مجوفًا أثناء المص، ويمكن سماع الابتلاع ورؤيته.
  • يكون الرضيع هادئًا ومرتاحًا أثناء الرضاعة، ويترك الثدي بمفرده عندما يكتفي.
  • بعد الرضاعة يكون الثدي أكثر نعومة والحلمات متشابهة (ليست مفلطحة أو مقروصة أو بيضاء).
  • قد تشعر الأم بالنعاس والاسترخاء بعد الرضاعة.
  • في أول 48 ساعة من المحتمل أن يبلل الرضيع حفاضتين أو ثلاث حفاضات فقط، كما يجب أن تصبح الحفاضات المبللة أكثر تكرارًا وذلك بمعدل 6 حفاضات كل 24 ساعة على الأقل من اليوم الرابع أو الخامس فصاعدًا. 
  • البدء في اكتساب الوزن بشكل ثابت بعد أول أسبوعين (من الطبيعي أن يفقد الأطفال جزءًا من وزنهم عند الولادة في أول أسبوعين).
  • في البداية يكون براز الرضيع بلون أسود يشبه القطران، أما بعد حوالي 5 أو 6 أيام يجب أن يتبرز الرضيع مرتين على الأقل، ويكون البراز أصفرَ ناعمًا، كما يتسم براز الرضع الذين يرضعون من الثدي ببراز سائل لا رائحة له.

تجشؤ الطفل:
يعد تجشؤ الرضيع/ الطفل جزءًا مهمًّا من إطعامه، فعند الابتلاع يمكن أن توجد فقاعات الهواء في بطنه وتسبب الكثير من الانزعاج، يجد بعض الأطفال سهولة في التجشؤ، بينما يحتاج البعض الآخر إلى المساعدة.

متى يجب أن يتجشأ:
لا توجد قواعد بشأن موعد التجشؤ؛ فبعض الأطفال يحتاجون إلى التجشؤ أثناء الرضاعة، والبعض الآخر بعد ذلك، إذا بدا الطفل غير مرتاح أثناء الرضاعة فيفضل الحصول على استراحة صغيرة للتجشؤ، أما إذا بدا على ما يرام أثناء الرضاعة فيفضل الانتظار لحين الانتهاء.

أفضل وضع للتجشؤ:
مسك ودعم رأس الطفل ورقبته، والتأكد من أن بطنه وظهره مستقيمان (غير ملتويين)، ثم فرك ظهره أو الربت عليه برفق، لا تحتاج الأم إلى قضاء وقت طويل في تجشؤ الطفل، حيث إن بضع دقائق تكون كافية.

طرق لتجشؤ الطفل:
  • على الكتف: وذلك بوضع ذقن الطفل على كتفك، ودعم منطقة الرأس والكتف بيد واحدة، ثم فرك ظهره برفق والتربيت عليه.
  • الجلوس في حضن الأم: وَضْعُ راحة اليد بشكل مسطح على صدره ودعم ذقنه وفكه، مع تجنب الضغط على منطقة الحلق، ثم إمالة الطفل للأمام قليلًا، وباستخدام اليد يُفرَك ظهر الطفل برفق.
  • الاستلقاء على البطن: استلقاء الطفل على رجل الأم ووجهه لأسفل، مع دعم ذقنه وتجنب الضغط على منطقة الحلق، واستخدام اليد للفرك أو التربيت برفق على ظهر الطفل.
  • إذا لم يتجشأ الطفل:
  • إذا لم تنجح هذه الطرق وظهرت على الطفل علامات احتباس الرياح (مثل: البكاء، تقوس الظهر، سحب الساقين إلى البطن، قبضة اليد) فيجب تجربة الاستلقاء على ظهره وتدليك بطنه برفق، ثم تحريك ساقيه للخلف وللأمام (حركة الدراجة).

متى تجب رؤية الطبيب:
إذا كان الرضيع يتقيأ الكثير من الحليب بعد الرضاعة، ويبدو غير مستقر ويبكي كثيرًا أثناء أو بعد الرضاعة.



آخر تعديل : 12 محرم 1445 هـ 10:34 ص
عدد القراءات :