الإمساك:
هو التبرز بمعدل أقل من المعتاد، أو تغيُّر في طبيعة البراز ليكون أكثر صلابة مع وجود ألم أثناء التبرز، أو أن يكون الطفل غير قادر على التبرز. لا يعاني معظم الأطفال المصابين بالإمساك من مشكلة طبية كامنة، كما يُعد الإمساك شائعًا في مرحلة الطفولة؛ خاصة عندما يُدرَّب الأطفال على استخدام الحمام في عمر يتراوح بين سنتين و3 سنوات.
العادات الطبيعية للأمعاء:
تختلف طبيعة الأمعاء وحركتها المنتظمة على حسب عمر الطفل وطبيعة الطعام المتناول؛ ففي خلال الأسبوع الأول من الحياة يتبرز الرضيع ما يقارب أربع مرات في اليوم الواحد، ويكون البراز لينًا أو سائلًا، كما أن الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية لديهم عادة عدد مرات أكثر من التبرز ونادرًا ما يعانون من الإمساك، وتَقِلُّ عدد مرات التبرز بالتقدم في العمر؛ حيث إنه في عمر سنتين إلى 4 سنوات يتبرز الطفل من مرة إلى مرتين يوميًّا.
الإمساك وتطور الطفل:
الإمساك شائع بشكل خاص في ثلاثة أوقات في حياة الرضيع والطفل:
- بعد بدء تناول الحبوب والأطعمة المحضرة؛ حيث قد يعاني الرضع الذين ينتقلون من حليب الثدي أو الحليب الصناعي إلى الأطعمة الصلبة من الإمساك.
- أثناء التدريب على المرحاض؛ حيث يتعرض الأطفال للإمساك أثناء التدريب على المرحاض؛ لأنه غير مستعد لاستخدام المرحاض، وقد يحاول تجنب الذهاب إلى الحمام؛ مما قد يؤدي إلى الإمساك.
- وقت دخول المدرسة، بعض الأطفال يترددون في استخدام الحمام في المدرسة؛ لأنه غير مألوف وهذا يمكن أن يؤدي إلى الإمساك.
- يمكن للوالدين المساعدة من خلال إدراك هذه الأوقات، والعمل على منع الإمساك وعلاج المشكلة إذا تطورت حتى لا يصبح الإمساك مشكلة أكبر.
السبب:
- في أغلب الأحيان يصاب الأطفال بالإمساك لأنهم لا يشربون كميات كافية من السوائل، أو لا يتناولون ما يكفي من الألياف في غذائهم.
- ألمٌ أثناء التبرز يؤدي إلى تجنُّب الذهاب إلى المرحاض؛ لتجنُّب المزيد من الألم، كما قد يصاب الطفل بتمزق في فتحة الشرج (شَقٌّ شرجي) بعد تبرُّز كمية كبيرة أو صلبة؛ فيمكن للألم أن يؤدي إلى منع الطفل من التبرز خوفًا من الألم.
- إذا كان مكان التبرز (دورة المياه) غير مألوف فقد يؤخر الأطفال عملية التبرز لأن المكان غير مريح.
- عند انشغال الطفل باللعب وتجاهل الحاجة إلى استخدام المرحاض؛ خاصة إذا بدأ بالذهاب إلى المدرسة، فيتجنب التبرز بسبب مخاوف تتعلق بالنظافة أو الإحراج بشأن استخدام المرحاض في المدرسة.
- المشكلات الطبية التي تسبب الإمساك (مثل: مرض هيرشسبرونغ "خلل في الأعصاب في القولون"، وعيوب في فتحة الشرج، ومشاكل في امتصاص الغذاء، ووتشوهات الحبل الشوكي)، وتناول بعض الأدوية كالحديد.
الأعراض:
- الرضيع الذي يصاب بالإمساك عادةً لديه براز يبدو صلبًا أو على شكل كرات صغيرة.
- قد يبكي الرضيع أثناء محاولة التبرز.
- قد يتبرز الطفل عدد مرات أقل من المعتاد له في اليوم.
- الأطفال الأكبر سنًّا المصابون بالإمساك يفعلون حركات غير عادية عندما يشعرون بالحاجة إلى التبرز، ومن الممكن أن يختبئوا خوفًا من المرحاض أو القلق من أن يكون التبرز مؤلمًا.
- النزيف أثناء أو بعد التبرز.
- ضعف في الشهية أو ألم في المعدة يتحسن بعد التبرز.
متى تجب رؤية الطبيب:
- إذا كان لدى الرضيع (الأصغر من أربعة أشهر) أقل من ثلاث مرات من البراز أسبوعيًّا.
- إذا كان الطفل يعاني من أعراض (مثل: القيء أو البكاء المفرط إلى جانب الإمساك)، أو إذا كان يتبرز برازًا صلبًا.
- إذا كان الطفل لا يرغب في تناول الطعام، أو فَقَدَ وزنَه بسبب الإمساك.
- عند ملاحظة الدم في براز الطفل أو حفاضاته.
- يعاني الطفل من نوبات متكررة من الإمساك.
- يشكو الطفل من الألم أثناء التبرز.
المضاعفات:
- شرخ شرجي (حدوث قطع في عضلات فتحة الشرج).
- نزيف من المستقيم.
- انسداد معوي بسبب البراز الصلب.
العلاج:
يمكن المحاولة باستخدام العلاجات المنزلية لتخفيف الإمساك للطفل قبل اللجوء إلى الطبيب.
الرضع أكثر من أربعة أشهر:
- عصير الفاكهة: إذا كان طفلكِ يبلغ من العمر أربعة أشهر، يمكنك إعطاؤه عصائر فاكهة معينة لعلاج الإمساك (مثل: عصير الخوخ، أو التفاح، أو الكمثرى).
- شراب الذرة الداكن: يعتبر شراب الذرة الداكن علاجًا للإمساك، حيث يحتوي على بروتينات سكر معقدة تحفظ الماء في حركة الأمعاء.
- الأطعمة الغنية بالألياف: إذا كان الطفل قد بدأ تناول الأطعمة الصلبة يمكن تقديم فواكه وخضراوات أخرى عالية الألياف؛ بما في ذلك المشمش، أو البطاطا الحلوة، أو الكمثرى، أو الخوخ، أو البقوليات، أو البازلاء، أو القرنبيط، أو السبانخ، كما يمكن خلط عصير الفاكهة (التفاح، والكمثرى) مع الحبوب.
- الحديد الموجود في حليب الأطفال لا يسبب الإمساك أو يزيده سوءًا؛ لأن جرعة الحديد صغيرة جدًّا؛ لذلك لا يوصى بالتغيير إلى نوع منخفض الحديد لأن ذلك لن يساعد في تخفيف الإمساك.
الأطفال:
إذا كان الطفل مصابًا بالإمساك لفترة قصيرة، فإن تغيير ما يأكله قد يكون العلاج الوحيد المطلوب:
عصير الفاكهة: يمكن أن تساعد عصائر الفاكهة في تخفيف حركات الأمعاء (مثل: عصير الخوخ، أو التفاح، أو الكمثرى).
نظام غذائي متوازن: بما في ذلك أطعمة الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات، وشرب كميات كافية من السوائل.
التدريب على استخدام المرحاض: إذا كان الطفل يعاني من الإمساك أثناء تعلمه استخدام المرحاض، فيجب إيقاف التدريب على المرحاض مؤقتًا لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر قبل إعادة تدريب المرحاض، وعند معاودة التدريب يجب تشجيع الطفل على الجلوس في المرحاض بمجرد أن يشعر بالرغبة في التبرز، وإعطاؤه التعزيز الإيجابي (مثل: العناق أو كلمات التشجيع) سواء كان الطفل ناجحًا أم لا، مع تجنب معاقبته أو الضغط عليه.
التشجيع على عادات التبرز الصحية: إذا كان الطفل متدربًا على استخدام المرحاض، فيجب حثه على الجلوس في المرحاض لمدة 10 دقائق، مرة أو مرتين يوميًّا بعد تناول الطعام؛ فالأطفال غالبًا يشعرون بالرغبة في التبرز بعد تناول الطعام وخاصة وجبة الإفطار، ومكافأة الطفل مع الثناء عليه لمجرد أنه جلس على المرحاض للمحاولة، حتى لو لم يتبرز، كما يجب تشجيع الطفل على شرب الكثير من السوائل، وخاصة الماء.
الحليب: بعض الأطفال يصابون بالإمساك لأنهم غير قادرين على تحمُّل البروتين في حليب البقر، فإذا كان الطفل لا يستجيب للمحاولات السابقة؛ فيجب المحاولة في الامتناع عن حليب البقر (ومنتجات الألبان) لمدة أسبوعين على الأقل حتى يشفى من الإمساك.
يجب التأكد من حصول الطفل على المساعدة مبكرًا، فكلما طالت مدة إصابة الطفل بالإمساك زادت صعوبة عودته إلى طبيعته، قد يصف الطبيب للطفل الملينات لفترة من الوقت للتأكد من أن برازه يبقى لينًا بما يكفي لدفعه للخارج بانتظام.
الوقاية:
- التشجيع على شرب الكثير من السوائل وخاصة الماء.
- تناول الأطعمة الصحية (مثل: الفواكه والخضروات) لاحتوائها على الألياف التي تساعد على الهضم المنتظم.
- تجنب جلوس الطفل أمام شاشات التلفاز، أو الألعاب الإلكترونية، أو انشغاله باللعب لفترة طويلة؛ لتجنب انشغاله باللعب عن التبرز.
- مساهمة الطفل في نشاط بدني ليساعد على تحريك الأمعاء وتحسين الهضم.
- إدراك أوقات تطور الطفل التي تُعرِّضُه للإصابة بالإمساك كتغيير نوع الطعام وبداية دخول المدرسة وبداية تدريبه على استخدام المرحاض والتعامل معها بحكمة؛ لتجنُّب حدوث الإمساك.