4 أكتوبر 2022
منظمة الصحة العالمية
مقدمة:
تسببت الفيضانات في عدد من الأقاليم في باكستان، وعلى مدى أسابيع قليلة خلال شهر سبتمبر 2022، في حدوث دماراً كاملاُ للبنية التحتية ووفاة أكثر من 1500 شخص وتشريد 33 مليون من السكان وتعطيلاً كاملاً للأنشطة الاقتصادية والغذائية والصحية. في هذه الكوارث، تكون الأولوية هي إنقاذ الأرواح وتأمين المأوى والغذاء للنازحين، ويأتي بعد ذلك توفير خدمات الرعاية الصحية العلاجية والوقائية التي تضررت بشكل كبير أثناء الكارثة وقد يكون لها أثار خطيرة على الصحة العامة المحلية والدولية على المدى البعيد خصوصاً وأن باكستان تعاني من إنتشار وإستيطان بعض الأمراض المعدية.
الوضع الصحي في المناطق المنكوبة
أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الفيضانات أدت إلى:
- تعطيل 10% من النظام الصحي في باكستان ممثلةً في 1460 منشأة صحية، منها 432 تم تدميرها بالكامل.
- دمار مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية في المناطق المنكوبة.
- تعذر الوصول للخدمات الصحية، وأهمها مراكز الولادة ورعاية المواليد، بسبب تحطم الطرق والجسور.
- شلل شبه تام في نظام الترصد الوبائي ونظام الإحالات الطبية للمرضى.
- توقف حملات التطعيم.
- صعوبة إنشاء مراكز صحية ميدانية متنقلة في المناطق المنكوبة.
الأمراض المرشحة للإنتشار المحلي وعبر الحدود
تستوطن باكستان عدد من الأمراض المعدية وخصوصاً في المناطق المنكوبة والفرصة مهيأة لإنتشارها بشكل كبير بسبب التجمعات الكبيرة للنازحين والفيضانات وتعطل نظام الصرف الصحي وإنتشار البعوض الناقل وكذلك توقف حملات التطعيم، ومن أهم هذه الأمراض: الأمراض المسببة للإسهال الحاد وأهمها الكوليرا، حمى الضنك، الملاريا، التيفوئيد، الحصبة، شلل الأطفال، الإيدز، بالإضافة إلى كوفيد19 والأمراض الجلدية والتسمم الغذائي في تجمعات النازحين. ويوجد حالياً فاشيات نشطة للكوليرا والملاريا وحمى الضنك.
الإستجابة لحالة الطوارئ الصحية
تنصب جميع الجهود في البداية حول:
- توفير ملاجئ مناسبة للنازحين والغذاء ومياه الشرب النظيفة ونظام الصرف الصحي المناسب بالإضافة إلى جهود المكافحة للحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض، وكذلك حملات التوعية.
- توفير الخدمات العلاجية والوقائية الأولية الضرورية وكذلك وسائل التشخيص المخبرية اللازمة.
- تكثيف أنشطة المراقبة الوبائية في أماكن النازحين والتبليغ عنها.
تقدير المنظمة للوضع الصحي
نظراً للدمار الكبير للبنية التحتية وتعطل الخدمات الصحية في المناطق المنكوبة في باكستان ولوجود عدد من فاشيات الأمراض المعدية، فإن عدد الوفيات مرشح للزيادة والفرصة كبيرة لإنتشار الأمراض على المستوى المحلي والخارجي وأن الخدمات الصحية تحتاج لفترة طويلة لإستعادة نشاطها. وتقدر منظمة الصحة العالمية بأن النظام الصحي في المناطق المنكوبة يحتاج إلى 115 مليون دولار ليستعيد نشاطه الأساسي ويضمن إستمرار تقديم الخدمات العلاجية والوقائية الضرورية.