نظرة عامة
مسببات المرض:
- هو مرض معدٍ يسببه فيروس أحادي السلسلة موجب الحمض النووي الرييوزي، ينتمي إلى عائلة الفيروسات المصفرة ”Flaviviridae"، ويتركز بشكل أساسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مما يعرِّض ما يقارب ثلث سكان العالم لخطر الإصابة بالعدوى.
- توجد أربعة أنماط مصلية للفيروس (DENVs 1-4)، وغالبًا ما تنتشر معًا في نفس المناطق، ويمكن أن يتغير النمط المصلي السائد بمرور الوقت بسبب التفشيات وتحولات المناعة للسكان.
- في حال الإصابة بالعدوى من أحد الأنماط المصلية، يتم تحفيز مناعة وقائية طويلة الأمد فقط لنفس النمط المصلي المتعرض إليه، وحماية قصيرة المدى (على مدى 6-3 أشهر فقط) للأنماط الأخرى، فمن الممكن أن يصاب الشخص بعدوى حمى الضنك عدة مرات في حياته.
طرق الانتقال:
- ينتقل المرض إلى البشر بشكل أساسي من خلال لسعات أنثى بعوضة "الزاعجة" المصرية المصابة بالفيروس، وعلى الرغم من كونها بعوضة استوائية، فإن التقارير المعاصرة توثِّق استمرارها خارج هذه المناطق، كونها تزدهر في المناطق الحضرية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بمساكن البشر، وتدخل المباني بسهولة للتغذية والراحة, وتتميز بكفاءة نقل عالية بسبب ميولها القوية نحو الإنسان ولسعاتها المتعددة.
- تعتبر بعوضة "الزاعجة" المنقطة بالأبيض (بعوضة النمر الآسيوي) ناقلاً ثانويًّا متحملاً للعدوى، وعلى الرغم من قلة كفاءتها في نقل العدوى، فإنها تشكل تهديدًا متزايدًا مع انتشارها في المناطق المعتدلة وتفشيها في المناطق الريفية وشبه الحضرية.
العلامات والأعراض:
قد تأخذ حمى الضنك أحد الأشكال التالية:
- حمى غير نوعية: تمثل غالبية الحالات، وغالبًا تكون بدون أعراض.
- حمى ضنك بسيطة: تتميز بوجود حمى مع صداع شديد، وآلام في المفاصل والعضلات، وطفح جلدي.
- حمى ضنك مع علامات تحذيرية: تتميز بوجود القيء المستمر، وآلام شديدة في البطن، وانخفاض ضغط الدم, أو نزيف في الأغشية المخاطية، وفي مواقع الحقن. تزداد العرضة للإصابة بحمى الضنك النزفية عند تكرار الإصابة بالمرض بواسطة نوع آخر من الفيروس.
العلاج:
لا يوجد حاليًا علاج مضاد للفيروسات محدد متاح لعدوى حمى الضنك. تتركز خطة العلاج في المقام الأول على تخفيف الأعراض (خصوصًا مسكِّنات الألم) ومنع المضاعفات6.
اللقاح:
تم ترخيص لقاحين ضد حمى الضنك:
Dengvaxia® (CYD-TDV) , Qdenga® (TAK-003)
يوجد لقاح آخر ضد حمى الضنك تم تطويره في مختبر الأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، وهو في المراحل الأخيرة من التطوير السريري.
الوضع الوبائي العالمي خلال عام 2024م
نظرة عامة:
منذ بداية عام 2024 تم الإبلاغ عن أكثر من 14 مليون حالة إصابة بحمى الضنك، وأكثر من 10 آلاف حالة وفاة مرتبطة بحمى الضنك على مستوى العالم.
هناك 90 دولة لديها حالات نشطة لانتقال حمى الضنك في عام 2024, ولم يتم تسجيل جميع هذه الحالات في التقارير الرسمية. بالإضافة إلى ذلك، لا تمتلك العديد من البلدان الموبوءة آليات قوية للكشف والإبلاغ، وبالتالي فإن العبء الحقيقي لحمى الضنك على مستوى العالم أقل من المقدر.
عدد حالات حمى الضنك المُبَلَّغ عنها في جميع أنحاء العالم تتضاعف سنويًّا كل عام منذ 2021, إلا أن هذه الزيادة كانت واضحة بشكل خاص في منطقة الأمريكتين.
منظمة الصحة للبلدان الأمريكية(PAHO)
بين الأسابيع الوبائية 1 و44 من عام 2024، تم الإبلاغ عن إجمالي 12,479,437 حالة مشتبه بها من حمى الضنك (تم تأكيد 53٪ منها مختبريًّا)، مما أدى إلى معدل إصابة تراكمي قدره 1,307 لكل 100,000 نسمة، ويمثِّل هذا زيادةً بنسبة 204%، مقارنة بنفس الفترة في عام 2023، و381٪ مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الماضية.
تم تصنيف 20,916 حالة (0.17%) كحمى ضنك شديدة، وتم تسجيل ما مجموعه 7,575 حالة وفاة10.
أبلغت البرازيل عن أكبر عدد من الحالات في عام 2024 (أكثر من 9.8 مليون)، تليها الأرجنتين والمكسيك وكولومبيا وباراغواي.
أبلغت منطقة جزر وادي اللب الفرنسية أن عدد الحالات الأسبوعي حتى نهاية شهر أكتوبر الماضي وصل إلى 540 حالة، وهو أكثر من ضعف العدد الذي شُوهد في شهر سبتمبر. كان الوباء الذي انتشر في وقت سابق من هذا العام ناجمًا عن النمط المصلي DENV-2 بينما تم مؤخرًا اكتشاف النمط المصلي DENV-3 في أكثر من 90% من العينات التي تم تحليلها.
هناك إمكانية لانتقال الحالات إلى مناطق أخرى بسبب السفر والهجرة المكثفة.
قارة أوروبا:
- اعتبارًا من نوفمبر 2024 تم تأكيد حالات إصابة بحمى الضنك المنتقلة محليًّا في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
- ارتفع عدد حالات الإصابة بحمى الضنك في فرنسا بشكل كبير، فمنذ الأول من مايو (وهو بداية فترة نشاط بعوض النمر الآسيوي) حتى 18 أكتوبر أصيب 85 شخصًا في فرنسا دون أن يسافروا إلى بلد يتوطن فيه المرض.
- عدد الحالات المحلية المبلغ عنها في إيطاليا ارتفع بنسبة 159.7٪ مقارنة بالعام الماضي، حيث إن مجمل عدد الحالات في عام 2024 هو 213 حالة.
منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط:
- لا تزال حالات تفشي حمى الضنك مستمرةً في كلٍّ من البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات و/أو المعرضة للخطر في المنطقة، والتي تعاني ضعف أنظمة الرعاية الصحية.
- في إيران كان يتم تسجيل أقل من 20 حالة إصابة بحمى الضنك المجلوبة من الخارج سنويًّا قبل عام 2024، ولكن هذه السنة تم الإبلاغ عن 221 حالة إصابة بفيروس حمى الضنك حتى بداية شهر أكتوبر الماضي13. تم الإبلاغ عن حالات محلية للمرض في إيران في يونيو 2024 لأول مرة تاريخيًّا.
منطقة جنوب شرق آسيا:
- في بنغلاديش، يظل العدد الإجمالي لحالات الإصابة بحمى الضنك والوفيات الناجمة عنها في عام 2024 عند مستويات أقل، مقارنة بما تم الإبلاغ عنه لنفس الفترة في عام 2023 (71393 حالة و355 حالة وفاة في عام 2024، حتى 10 نوفمبر، مقارنة بـ 291791 حالة و1476 حالة وفاة في عام 2023) .
- وفي النيبال، تم الإبلاغ عن 28212 حالة من خلال نظام الإنذار المبكر والتنبيه في عام 2024، وتعتبر أعداد الحالات الإجمالية أقل مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.