الأحداث الدولية

مرض الإيبولا الناجم عن فيروس إيبولا السودان - اوغندا 5 فبراير 2025
   


نظرة عامة 
معلومات عن الحالة:
حاليًا، لم يتم الإبلاغ عن أي حالات مشتبه بها أو محتملة أو مؤكدة لمرض إيبولا مرتبطة بهذا التفشي في الولايات المتحدة أو خارج أوغندا. ومع ذلك، وكتدبير احترازي، ونظرًا لوجود تفشيات أخرى للحمى النزفية الفيروسية في شرق إفريقيا، تشارك مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أفضل الممارسات مع إدارات الصحة العامة والمختبرات السريرية والعاملين في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة لزيادة الوعي بهذا التفشي.
في 30 يناير 2025، أعلنت وزارة الصحة في أوغندا عن تفشي مرض الإيبولا الناجم عن فيروس إيبولا السودان بعد تأكيده من قبل ثلاثة مختبرات مرجعية وطنية. ظهرت الأعراض على الحالة بين 20 و21 يناير، وتوفيت في 29 يناير في المستشفى الوطني للإحالة في كامبالا.
ينتمي مرض فيروس إيبولا السودان إلى نفس عائلة فيروس إيبولا، ويُعد مرضًا خطيرًا ذو معدل وفيات مرتفع يتراوح بين 41% و70% في الفاشيات السابقة. نظرًا لعدم توفر لقاحات أو علاجات مرخصة للوقاية أو العلاج من مرض فيروس إيبولا السودان، فإن خطر تأثيره الكبير على الصحة العامة يظل مرتفعًا. قد يسهم توفير الرعاية الداعمة المبكرة والعلاج في زيادة فرص البقاء على قيد الحياة من المرض الشديد.

وصف  الوضع:
في 30 يناير 2025، أعلنت وزارة الصحة في أوغندا عن تفشي مرض الإيبولا الناجم عن فيروس إيبولا السودان بعد تأكيده من قبل ثلاثة مختبرات مرجعية وطنية. تم تأكيد الإصابة في حالة لرجل بالغ يعمل ممرضًا، حيث ظهرت عليه في البداية أعراض تشبه الحمى، وابتدأ في طلب العلاج لدى معالج تقليدي ثم في عدة منشآت صحية. عانى المريض من حمى شديدة، وألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، حيث بدأت الأعراض بين 20 و21 يناير، ثم تطورت لاحقًا إلى نزيف غير مبرر من عدة أماكن في الجسم. تعرض المريض لفشل متعدد في الأعضاء، وتوفي في المستشفى الوطني للإحالة في 29 يناير. تم تأكيد الإصابة بفيروس إيبولا السودان من خلال عينات مأخوذة بعد الوفاة. حتى الآن، تم تحديد 45 شخصًا كأشخاص مخالطين للمريض، منهم 34 من العاملين في مجال الرعاية الصحية و11 فردًا من العائلة. تم تسجيل 8 فاشيات سابقة لمرض فيروس إيبولا السودان، منها 5 في أوغندا و3 في السودان. كانت آخر فاشية لفيروس إيبولا السودان في أوغندا في عام 2022. تراوحت معدلات الوفيات في الفاشيات السابقة بين 41% و100%. لا توجد علاجات أو لقاحات مرخصة لهذا المرض، لكن العلاج الداعم المبكر يمكن أن يقلل بشكل كبير من الوفيات.

مرض فيروس الإيبولا: 
مرض فيروس الإيبولا (EVD) هو مرض قاتل ينتشر بين الحين والآخر في القارة الأفريقية، ويصيب البشر والحيوانات، بما في ذلك القرود، والغوريلا، والشمبانزي.
ينتج المرض عن ستة أنواع من فيروسات الإيبولا (Ebolavirus)، وهي:
  • إيبولا زائير (ZEBOV)
  • فيروس سودان (SVD)
  • فيروس غابة تاي
  • فيروس بونديبوجيو
  • فيروس ريستون
  • فيروس بومبالي
من بين هذه الأنواع، هناك أربعة فقط تسبب المرض لدى البشر، وهي:
  1. إيبولا زائير (ZEBOV)
  2. فيروس سودان (SVD)
  3. فيروس غابة تاي
  4. فيروس بونديبوجيو
بينما يُصيب فيروس ريستون الحيوانات فقط، ولا يُسبب المرض لدى البشر.

تاريخ المرض في أفريقيا:
تم اكتشاف فيروس إيبولا لأول مرة عام 1976 بالقرب من نهر إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومنذ ذلك الحين تكرر ظهوره بشكل دوري، متسببًا في تفشيات عديدة في عدة دول أفريقية.
واجهت جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر من 10 تفشيات لفيروس إيبولا (ZEBOV) خلال العقود الماضية، وكان أكثرها شدة بين عامي 2018 و2020، حيث بلغ عدد الإصابات 3,481 حالة، مع معدل وفيات وصل إلى 66%. أما أحدث تفشٍ، فقد تم تسجيله في 22 أبريل 2022، حيث تم تأكيد إصابة واحدة لمواطن كونغولي.
أما فيروس إيبولا السودان، فقد تم الإبلاغ عنه لأول مرة في جنوب السودان في يونيو 1976، ومنذ ذلك الوقت استمر ظهوره بشكل دوري، حيث سُجلت سبع موجات تفشٍ حتى الآن، شملت أربع حالات في أوغندا وثلاث في السودان. وقد تراوحت معدلات الوفيات الناتجة عنه بين 41% و100% في الفاشيات السابقة.
شهدت أوغندا عدة موجات تفشٍ للفيروس، حيث أُبلغ عن أربع حالات تفشٍ في الأعوام 2000، 2011، و2012 (حالتان)، بالإضافة إلى تفشي فيروس بونديبوغيو عام 2007، وتفشي فيروس إيبولا السودان عام 2019.

إنتقال المرض:
تشمل طرق انتقال فيروس إيبولا ما يلي:
  • الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة، مثل خفافيش الفاكهة، القردة، الشمبانزي، الظباء، والنيص.
  • التعرض المباشر لدم أو سوائل جسم شخص مصاب أو متوفى بسبب فيروس إيبولا، بما في ذلك البول، اللعاب، العرق، البراز، القيء، حليب الثدي، السائل الأمنيوسي، والسائل المنوي.
  • ملامسة الأدوات والمواد الملوثة بسوائل جسم المصابين أو المتوفين بالفيروس، مثل الملابس، الفراش، الإبر، والمعدات الطبية.
  • انتقال الفيروس عبر السائل المنوي للمتعافين من إيبولا، حيث يمكن أن يبقى الفيروس في بعض سوائل الجسم، بما في ذلك السائل المنوي، حتى بعد تعافي الشخص واختفاء الأعراض الشديدة.
  • من الجدير بالذكر أن الشخص المصاب لا يمكنه نقل العدوى للآخرين إلا بعد ظهور الأعراض عليه.
الأعراض والتشخيص:
  • تتراوح فترة حضانة فيروس إيبولا بين 2 إلى 21 يومًا. تتمثل الأعراض الأولية في الحمى، والتعب، وآلام العضلات، والصداع، والتهاب الحلق، تليها لاحقًا القيء، والإسهال، والطفح الجلدي، وضعف وظائف الكلى والكبد. في الحالات الشديدة، قد يعاني المريض من نزيف داخلي وخارجي، مثل النزيف من اللثة أو وجود دم في البراز.
  • لا يكون المصابون معديين حتى تظهر عليهم الأعراض، ويظلون قادرين على نقل العدوى ما دام الفيروس موجودًا في دمائهم. نظرًا لتشابه الأعراض الأولية مع أمراض أخرى شائعة، مثل الملاريا وحمى التيفوئيد، فإن التشخيص يتطلب فحوصات متخصصة.
  • يُعد فحص البلمرة الجزيئي (PCR) من أكثر طرق التشخيص شيوعًا، نظرًا لقدرته على اكتشاف مستويات منخفضة من الفيروس، كما يمكن لفحص الأجسام المضادة تحديد ما إذا كان الشخص قد تعرض سابقًا للإصابة بفيروس إيبولا.
الوقاية:
  • للحد من انتقال فيروس إيبولا، يجب اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل خطر انتقاله من الحياة البرية إلى الإنسان، وكذلك من الإنسان إلى الإنسان، خصوصًا عبر الاتصال المباشر أو الوثيق مع المصابين، لا سيما من خلال سوائل الجسم. كما ينبغي اتخاذ احتياطات إضافية لتقليل خطر الانتقال المحتمل للفيروس من خلال بعض سوائل جسم الناجين.
  • توصي منظمة الصحة العالمية بتقديم الرعاية الطبية والدعم النفسي للمتعافين، بالإضافة إلى إجراء الاختبارات البيولوجية (بما في ذلك اختباران سلبيان متتاليان)، وذلك ضمن برنامج رعاية الناجين من فيروس إيبولا.
  • اللقاحات والعلاجات
  • حاليًا، يتوفر لقاح مرشح وعلاجان مرشحان—أحدهما يعتمد على الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، والآخر مضاد فيروسي، سيتم توفيرهما من خلال بروتوكول تجريبي سريري.
  • من المهم الإشارة إلى أن اللقاحين المرخصين ضد فيروس إيبولا لا يوفران حماية متقاطعة ضد فيروس إيبولا السودان، وبالتالي لا يمكن استخدامهما في هذا التفشي.
تقييم المخاطر:
  • في 5 فبراير 2025، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إشعارًا صحيًا للمسافرين عند المستوى الثاني، مما يستدعي ممارسة الاحتياطات المعززة للأشخاص المتوجهين إلى أوغندا.
  • حتى الآن، لم تصدر CDC أي توصيات مؤقتة لإدارات الصحة بشأن تقييم وإدارة المخاطر للمسافرين بعد وصولهم، بما في ذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة القادمين من أوغندا.
توصيات للمسافرين:
  • مراقبة الأعراض المحتملة لمرض الإيبولا الناجم عن فيروس إيبولا السودان أثناء التواجد في منطقة التفشي ولمدة 21 يومًا بعد مغادرتها.
  • عزل أنفسهم فورًا والتواصل مع السلطات الصحية المحلية أو طبيب في حال ظهور أي أعراض.
  • الأعراض المحتملة:
  • الأعراض "الجافة" المبكرة: الحمى، الأوجاع، التعب.
  • الأعراض "الرطبة" المتأخرة: الإسهال، التقيؤ، النزيف غير المبرر.
تعتمد السيطرة الفعالة على فاشية مرض فيروس إيبولا السودان على تنفيذ مجموعة من التدخلات الأساسية، والتي تشمل:
  • إدارة الحالات السريرية لضمان تقديم الرعاية المناسبة للمصابين.
  • تتبع الحالات والمخالطين لمنع انتشار الفيروس.
  • تعزيز خدمات المختبرات لضمان التشخيص السريع والدقيق.
  • تنفيذ تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها في المرافق الصحية والمجتمعية للحد من انتقال الفيروس.
  • تعزيز إشراك المجتمع في جهود المكافحة والتوعية، لضمان الامتثال للإرشادات الصحية وتقليل مخاطر التفشي.

ت​وصية منظمة الصحة العالمية:
نظرًا لعدم وجود رحلات جوية مباشرة من أوغندا إلى الولايات المتحدة، يمكن للمسافرين القادمين من أو العابرين عبر المناطق المتأثرة في أوغندا دخول الولايات المتحدة عبر رحلات متصلة من دول أخرى.
إجراءات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها:
  • التواصل المستمر مع إدارات الصحة العامة، والمختبرات السريرية، والعاملين في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.
  • توعية المسافرين لزيادة الوعي بالتفشي الحالي واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
توصيات لمقدمي الرعاية الصحية:
  • البقاء في حالة تأهب وتقييم أي مرضى يُشتبه في إصابتهم بمرض الإيبولا الناجم عن فيروس إيبولا السودان.
  • أخذ سجل سفر مفصل للمرضى المشتبه بهم، خاصة القادمين من المناطق المتأثرة في أوغندا.
  • النظر المبكر في احتمالية الإصابة بفيروس إيبولا السودان ضمن التشخيص التفريقي، مما يساهم في:
  • تقديم الرعاية المناسبة والسريعة للمريض.
  • إجراء التشخيصات اللازمة في الوقت المناسب.
  • الحد من انتشار العدوى داخل المرافق الصحية والمجتمع.

المصادر: 
منظمة الصحة العالمية - مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي CDC




آخر تعديل : 17 شعبان 1446 هـ 01:17 م
عدد القراءات :