تُعد صحة الطفل ركيزة أساسية في بناء مجتمع قوي ومتماسك، حيث تبدأ العناية منذ اللحظات الأولى لتكوّن الجنين، وتستمر عبر مختلف مراحل الطفولة، لضمان نمو جسدي وعقلي ونفسي سليم. وانطلاقًا من إيمان وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية بأهمية هذه المرحلة الحساسة، تبنّت الوزارة منظومة متكاملة من البرامج والمبادرات الوطنية التي تُعنى بحماية الطفل، والارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة له، بما يتوافق مع أعلى المعايير العالمية.
تغطي جهود الوزارة جميع الجوانب المتعلقة بصحة الطفل، بداية من الرعاية الصحية الأولية للأمهات الحوامل، والفحوصات المبكرة ما بعد الولادة، ووصولًا إلى التطعيمات الدورية، والرصد المبكر للاضطرابات الوراثية والسلوكية، ومكافحة أمراض الطفولة الشائعة. كما توفر برامج التغذية الصحية، وخدمات الصحة النفسية، والتوعية بأهمية النشاط البدني، وتتبنى سياسات بيئية داعمة لصحة الطفل داخل الأسرة والمجتمع والمدرسة.
وتعزز وزارة الصحة مفهوم الشراكة مع أولياء الأمور، من خلال توعية مستمرة وتمكينهم من اتخاذ قرارات صحية مبنية على المعرفة، عبر منصات إلكترونية ومحتوى موثوق يُقدّم بلغات متعددة، ويلائم الفئات العمرية المختلفة. كما تُعنى الوزارة بتوفير بيئة رقمية آمنة تقدم خدمات ذكية لمتابعة نمو الطفل، وجدولة التطعيمات، وتقديم النصائح الغذائية والسلوكية، ومتابعة المؤشرات الصحية بشكل مستمر.
ويُعد الاهتمام بصحة الطفل جزءًا لا يتجزأ من التزامات المملكة تجاه رؤية السعودية 2030، التي تضع الإنسان في مقدمة أولوياتها، وتسعى لرفع متوسط العمر وجودة الحياة منذ الطفولة. ويظهر ذلك جليًا في الاستثمارات المستمرة في البنية التحتية الصحية، وتدريب الكوادر المتخصصة، والتعاون مع المنظمات العالمية، مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، لتطبيق أفضل الممارسات في رعاية الطفولة.
من خلال هذه الجهود الشاملة، تؤكد وزارة الصحة التزامها الراسخ بحماية صحة الطفل السعودي، وضمان حصوله على رعاية متكاملة في كل مرحلة من مراحل حياته، بما يُسهم في بناء جيل أكثر صحة ووعيًا واستعدادًا لصناعة مستقبل الوطن.