تعريف نموذج الرعاية الصحية الحديث
يُمثل نموذج الرعاية الصحية الحديث، ركيزة أساسية في التحوُّل الصحي، فهو نموذج لتقديم خدمات الرعاية الصحية المتكاملة لجميع المواطنين والمقيمين في المملكة بأعلى مستويات الجودة والكفاءة، وبما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.
أهداف نموذج الرعاية الصحية الحديث
- يحقق نموذج الرعاية الحديث مفهوم "الشمولية" من حيث الوقاية من الأمراض، ويحافظ على صحة الأفراد من خلال اتخاذ نهج وقائي بدلًا من اتخاذ نهج علاجي فقط في تقديم الخدمات الصحية.
- صُمم النموذج والمطبق بالتجمعات الصحية العشرين في المملكة، لتعزيز الصحة، وجعل الفرد وأسرته شركاء في مسؤولية الحفاظ على صحتهم، وصولًا إلى كل مستويات الرعاية الصحية التي يتطلبها المجتمع داخل المنظومة الصحية بالمملكة، إضافة إلى تحسين الاستجابة لاحتياجات السكان الصحية.
الإنسان محور الرعاية
- يضع نموذج الرعاية الحديث الفرد محور الرعاية الصحية، وليس المنشأة، ويُقدم خدمات صحية مريحة وملائمة لاحتياجات الفرد بكفاءة عالية، وجودة مميزة، وقيمة مرتفعة، من خلال استغلال الأدوات الرقمية والافتراضية، وتوسيع نطاق الخدمات المجتمعية، وتعزيز دور مراكز الرعاية الصحية الأولية.
- يتيح نموذج الرعاية الحديث مسارات خدمات صحية متكاملة ومترابطة محورها الفرد، وتُدار من قِبل فريق طبي عبر مستويات الخدمة المختلفة، وتقع عليه مسؤولية جودة الخدمة وكفاءتها التي تضمن تنقل المريض بين مستويات الرعاية الصحية المختلفة بشكل سلس.
كيف يعمل نموذج الرعاية الصحية الحديث؟
يعمل نموذج الرعاية الحديث وفق ستة أنظمة رعاية متكاملة، تتبعها 42 مبادرة، وهذه الأنظمة تعمل على تقليل حدوث المرض من خلال التدابير الوقائية، واستعادة الحالة الصحية للفرد بعد حدوث المرض.
هذا وتتضمن تلك الأنظمة ما يلي:
الرعاية الوقائية:
يركز هذا النظام على الوقاية وتعزيز الصحة، من خلال تمكين الأفراد من تبني أنماط حياة صحية ودعم المجتمعات لهم.
الرعاية العاجلة:
يوفر ذلك النظام الرعاية اللازمة في حالات الطوارئ، بما يضمن الوصول إلى العلاج في الوقت المناسب وبالمكان المناسب.
الرعاية الاختيارية:
يساعد هذا النظام المرضى في الحصول على نتائج جيدة لإجراءات طبية مجدولة، مع توفير الرعاية الكافية قبل وبعد العملية.
الولادة الآمنة:
يضمن ذلك النظام الدعم المستمر للأمهات، من مرحلة ما قبل الزواج، حتى الولادة ورعاية الأطفال بعد الولادة.
رعاية الأمراض المزمنة:
يركز هذا النظام على تقديم الرعاية المستمرة للمرضى الذين يعانون من حالات مزمنة، مع دعم التنسيق بين مقدمي الرعاية لضمان جودة العلاج.
الرعاية التلطيفية:
يُقَدِّم ذلك النظام رعاية رحيمة وداعمة للمرضى في مراحل الحياة النهائية، مع مراعاة احتياجاتهم، هم وعائلاتهم.
مسارات الرعاية الصحية:
وإضافة إلى ذلك، يتضمن نموذج الرعاية مسارات لتقديم الرعاية الصحية بأعلى مستويات الجودة، وهو ما يجعل انتقال المستفيد خلال مستويات الرعاية واضحًا ومحددًا في مختلف مرافق الخدمات من مراكز الرعاية الأولية، مرورًا بالمستشفيات العامة، فالمستشفيات التخصصية، ثم المدن الطبية.
وخلال العام الماضي 2023، طبقت التجمعات الصحية مسارات الرعاية الطبية، والتي تتضمن:
- مسار الجلطات القلبية.
- مسار السكتات الدماغية.
- مسار فحص سرطان الثدي.
- مسار فحص سرطان القولون والمستقيم.
- مسار الإصابات البليغة.
- مسار فحص السمنة.
- مسار فحص السكري.
- مسار ارتفاع ضغط الدم.
- مسار الرعاية التلطيفية.
- مسار اضطرابات الدهون في الدم.
بعض الآثار والنتائج
- حقق نموذج الرعاية الحديث، منذ بَدْء تطبيقه، الكثير من النتائج الإيجابية للمريض ومقدم الرعاية الصحية، فهو يقدم للمريض رعاية أفضل، وجودة أعلى بسرعة أكبر وأكثر أمانًا، ويُمكِّن المرضى من الحصول على خدمات أفضل بجهد أقل، كما سيتمكن المرضى من الحصول على الرعاية داخل مراكز الرعاية الأولية، وفي المنازل أيضًا.
- وبشأن أثر نموذج الرعاية على مُقدِّم الرعاية الصحية، فإنه يُمكِّنه من تقديم رعاية عالية الجودة وأكثر كفاءة، كما أنه يوفر البيئة المهنية الأمثل للممارس الصحي، ويساعد الموظفين في الحصول على فرص أفضل تُمكِّنهم من الاستفادة من مهاراتهم.
- أظهرت نتائج تطبيق نموذج الرعاية الحديث بالتجمعات الصحية، نتائج مهمة، منها تقليل المدة التي يتم فيها التدخل العلاجي، وتقليل مدة انتظار العمليات الاختيارية، وزيادة التحكم في مرض السكري بنسبة 70% في بعض التجمعات الصحية، واكتشاف العديد من حالات سرطان القولون والمستقيم والثدي في مرحلة مبكرة، وهو ما أسهم في سرعة تقديم الرعاية الصحية، وتخفيف الآثار المترتبة على التشخيص المتأخر.