الإسعافات الأولية هي الخطوة الأولى في سلسلة الرعاية الصحية الطارئة، وتمثل تدخلات فورية وبسيطة تُقدَّم للمصاب في موقع الحادث أو الطارئ، قبل وصول الدعم الطبي المتخصص. وتُعد هذه المهارات ضرورية لكل فرد في المجتمع، إذ تُسهم في إنقاذ الأرواح، وتقليل حدة الإصابات، ومنع المضاعفات، ورفع فرص الشفاء السريع.
الإلمام بالإسعافات الأولية لا يقتصر على العاملين في المجالات الصحية، بل يجب أن يكون جزءًا من الوعي المجتمعي العام، حيث يمكن أن يتعرض أي شخص في أي وقت لحوادث مثل الاختناق، الحروق، الكسور، الجروح، نوبات الصرع، السكتة القلبية أو الإغماء. والقدرة على التعامل مع هذه المواقف بشكل صحيح يمكن أن يُحدث فارقًا حاسمًا بين الحياة والموت.
تتضمن مبادئ الإسعافات الأولية التقييم السريع للحالة، وضمان سلامة المكان، والاتصال بالجهات المختصة، والقيام بإجراءات عاجلة كإيقاف النزيف، أو إنعاش القلب والتنفس (CPR)، أو تثبيت الكسور، أو التعامل مع حالات التسمم، وغيرها من الحالات الطارئة.
وتؤكد وزارة الصحة على أهمية نشر ثقافة الإسعافات الأولية ضمن برامج التوعية الوطنية، وذلك من خلال إدراجها في المناهج التعليمية، وتنفيذ دورات تدريبية في المدارس، وأماكن العمل، والمراكز المجتمعية، بالإضافة إلى توفير محتوى رقمي تعليمي سهل الفهم عبر منصاتها الإلكترونية.
كما تسهم الإسعافات الأولية في تعزيز قدرة المجتمع على التعامل مع الأزمات والكوارث، حيث تُعد جزءًا من منظومة الأمن الصحي الوطني، وتكمل جهود الطوارئ الطبية والإسعاف.
في ظل رؤية المملكة 2030، تُعزز الإسعافات الأولية مفاهيم المسؤولية الفردية والمجتمعية، وتسهم في بناء مجتمع صحي واعٍ قادر على التصرف السليم في اللحظات الحرجة، مما يدعم جودة الحياة، ويُقلل من الأعباء الصحية الناتجة عن الحوادث الطارئة وسوء الاستجابة الأولية لها.