التحول المؤسسي ونموذج الرعاية الصحية

نظرة عامة
​​لمواكبة أهداف رؤيـة المملكة 2030 والارتقاء بجودة القطاع بما يخدم صحة الإنسان؛ تم النظر إلى ما تقدمه وزارة الصحة من أدوار ثلاثة: تنظيم الخدمات، وتقديمها، وتمويلها، فتحتم فصل هذه الأدوار بحيث تختص الوزارة بتنظيم القطاع والإشراف عليه. وهــي اللبنة الأولى فــي تطوير مكونات القطاع. 

ويتم العمل على التحول المؤسسي لتقديم الخدمة الصحية وذلك من خلال نموذج محدد عن طريق تكوين تجمعات صحية موزعة على جميع مناطق المملكة لإثبات مفهوم التحول المؤسسي، ويتم تشغيلها عبر وحدات للأعمال المناطقية -التي سيتم إنشاؤها وتشرف عليها شركة الصحة القابضة كشركة حكومية مملوكة للدولة - بحيث تحرر وحدات العمل التجمعات الصحية من مركزية اتخاذ القرارات في الوزارة، وتتحول التجمعات في نهاية المطاف إلى منظمات الرعاية الصحية المتكاملة ( Organizations Care Accountable)، ويصبح كلُّ تجمعٍ صحي مسؤولًا عن الحفاظ على الصحة العامة لفئة سكانية معينة وتفعيل الكشف المبكر ونشر الوعي الصحي، والعادات الحياتية السليمة بين أفراد المجتمع، وتقديم المعرفة اللازمة لهم كجزء من رعايتهم، وللاطمئنان على صحتهم، ومتابعة حالتهم الجسدية والعقلية والعاطفية من الطفولة وحتى الشيخوخة. 

وتتضمن التجمعات الصحية عددًا من مرافق تقديم الخدمات وفق المستويات المختلفة: "مراكز رعاية أولية، مستشفيات، مدنًا طبية، ومستشفيات تخصصية«، هذا ويتم اتخاذ كل القرارات اللازمة " تتضمن كل الأعمال والقرارات المتعلقة بالتجمع مثل: قرارات التوظيف والصيانة وتحويل المستفيدين بين مرافق التجمع الواحد وفقًا للتخصص والسعة السريرية أو نقل الكوادر الصحية بين مرافق التجمع بحسب الحاجة للتخصصات" بطريقة أسرع ودون الحاجة للرجوع إلى الوزارة.

ويعد التجمع الصحي شبكة متكاملة من جهات تقديم الرعاية الصحية، فهي شبكة موزعة جغرافيًا على مختلف المناطق بالمملكة، وتطبق هذه التجمعات نموذج الرعاية الصحية الحديث، بحيث يكون لنموذج الرعاية الصحية الحديث مسارات تشمل: الرعاية الوقائية، ورعاية الأمراض المزمنة، والرعاية التلطيفية، والرعاية العاجلة، ورعاية الطفل والأم، والرعاية الاختيارية.

وستعمل التجمعات الصحية على إحداث تغيير جذري في الرعاية التي تقدمها للمستفيدين بما يتناسب مع نموذج الرعاية الحديث في المملكة العربية السعودية. 

يأتي ذلك في إطار العمل على تمكين المستفيد خلال مراجعته في هذه التجمعات من الحصول على كل الخدمات المطلوبة عبر تنظيم إداري متكامل مسؤول عن ضمان مرونة إجراءات الخدمة وسرعة تقديم الخدمة وضمان رضا المستفيدين.

وتماشيًا مع رؤية المملكة 2030، وفي إطار المساعي الرامية لتطوير نظام الرعاية الصحية الذي يسهم في تمكين المستفيدين، صُمم نموذج الرعاية استنادًا إلى المبادئ التالية:
  • تمكين المستفيدين وعائلاتهم من التحكم بصحتهم.
  • تقديم المعرفة اللازمة للمستفيدين كجزء من علاجهم، وتمكينهم من اكتساب الثقافة اللازمة للتحكم بصحتهم.
  • الدمج الكامل للنظام الصحي بما يتواءم مع وجهة نظر المستفيدين.
  • الحفاظ على صحة الأفراد والتركيز على المستفيدين ككل من خلال اتخاذ نهج وقائي بدلاً من اتخاذ نهج علاجي فقط لتقديم الخدمات الصحية.
  • توفير الخدمات العلاجية على نحو يناسب المستفيدين، ويركز على النتائج، دون أن يكون العلاج مفرطاً أو دون المستوى الأمثل.



آخر تعديل : 10 شعبان 1445 هـ 01:37 م
عدد القراءات :