الأستاذ الدكتور / محمد بن صالح الحجاج
أستاذ الأمراض الصدرية ورئيس الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر
الفهـرس
مقدمـة
الوضع الحالي في المملكة
الوضع العالمي الراهن
فيروس "إنفلونزا الطيور "
إنتقال الفيروس بين الطيور
إنتقال العدوى إلى الإنسان
الوباء العالمي العام للإنفلونزا
وسائل الوقاية
طرق تشخيص الحالات المرضية وكيفية علاجها
مـــادة مختـارة
التنسيق بين الجهات المعنية
مقـدمـــــــة
“ إنفلونزا الطيور “ هو مرض فيروسي يصيب أغلب أنواع الطيور الداجنة منها والبرية وخاصة الدجاج والبط والديك الرومي ، كما يمكن أن يصيب أنواعا أخرى من الحيوانات كالخنازير، وينتقل إلى الإنسان عن طريق الطيور المصابة، ولكن لم يثبت بصورة قاطعة انتقاله من شخص إلى آخر حتى الآن.
وفي خضم اجتياح عدوى “ إنفلونزا الطيور “ - سريع الإنتشار - بين والدواجن – في مختلف قارات العالم وتغلغله في دول جنوب شرق آسيا وانتقاله منها إلى تركيا ورومانيا واليونان وبعض الدول الأوربية الأخرى وظهوره في بعض دول أمريكا الجنوبية مثل كولومبيا والبرازيل وتسببه في مقتل أكثر من 60 شخصا في آسيا حتى الآن ، فإنه من الأهمية بمكان اتخاذ جهود حثيثة - حكومية وشعبية - وإجراءات وقائية سريعة لتفادي احتمالية انتقاله إلى منطقة الخليج وتسببه في كارثة اقتصادية وربما بشرية.
إلا أن هذا الوباء لا يشكل خطرا حقيقيا على الإنسان في الوقت الحالي حيث أن المرض لا يزال محصورا في الدواجن ولم ينتقل إلا بنسبة محدودة جدا إلى الأشخاص المتعاملين معها مباشرة ولم تسجل حتى الآن غير حالة واحدة أو حالتين اشتباهية عائلية لانتقاله من شخص إلى آخر.
هواية القنص قد تكون مصدرا للعدوى
الوضع الحالي في المملكة العربية السعودية
لم تسجل في المملكة حتى الآن أي حالة لإنفلونزا الطيور بين الدواجن أو الأشخاص، لكن من المعروف أن المملكة تستقبل أكثر من 270 نوعا من الطيور المهاجرة من آسيا معظمها من الطيور " الدخل" والبط المائي ( النحم ) ومثلها من الدول الأوربية حيث قد تختلط بالطيور المحلية وتنقل إليها المرض.
ويعتقد بعض الخبراء أنه وبسبب مساحة المملكة الكبيرة وموقعها الجغرافي في ممر الطيور المهاجرة مع اعتدال مناخها في فصل الشتاء بالنسبة لدول شمال الكرة الأرضية كل ذلك أدى إلى أن تصل نسبة الطيور المهاجرة إلى المملكة إلى 10 % من مجموع هجرات الطيور في العالم وهذه النسبة تمثل مئات الآلاف من الطيور المختلفة. كما تصل إلى المملكة سنويا آلاف من طيور الزينة والقنص إما مباشرة أو عن طريق دول الخليج العربي الأخرى وقد يكون مصدرها دول موبوءة بمرض إنفلونزا الطيور مثل روسيا وتركيا.
طيور الزينة المستوردة قد تنقل العدوى
وبالرغم من أن مشاريع الدواجن الكبيرة في المملكة مقفلة ويستبعد أن يظهر فيها الوباء إلا أن أغلب المشاريع الصغيرة والتابعة للمزارع الريفية ( وتقدر ربما بما يصل إلى 70 % من الدواجن ) مفتوحة وقابلة للعدوى باختلاطها بالطيور المهاجرة أو دواجن أخرى مصابة . إلا أن الخطر يكمن في انتقال العدوى بين البشر عندما يصبح الفيروس قادرا على الإنتشار بين الناس مما قد يسبب وباء شاملا.
الوضع العالمي الراهن
حالياً ينتشر الفيروس (H5N1) بين الدواجن وخاصة الدجاج في دول آسيوية مثل كمبوديا ، تايلندا ، فيتنام ، كوريا الجنوبية ، أندونيسيا اليابان والصين وبدأ ينتقل إلى تركيا ورمانيا وبعض الدول الأوربية الأخرى ، وينذر بحصول وباء عالمي بين الطيور الأمر الذي قد يؤدي إلى انتقال الفيروس إلى الإنسان بدرجة كبيرة مما قد يسبب كارثة بشرية تذكر بوباء الإنفلونزا الذي اجتاح العالم في عام 1918م وقضى على 50 مليونا من البشر.
وينتشر المرض في الوقت الحاضر على شكل هجمات مصغرة لا تصل إلى حد الوباء العام بين الدواجن في دول عديدة في جنوب شرق آسيا، وإنتقلت العدوى إلى أوروبا وربما تنتقل إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا بسبب هجرة الطيور البرية. كما ظهرت إصابة الإنفلونزا من نوع H5N1 في 118 شخص توفى منهم 61 شخصا وكلهم ممن يتعاملون مع الدواجن ولم تظهر إلا حالة واحدة أو حالتين حتى الآن يعتقد أنها عدوى بين بني البشر وأحدها كان حالة إنتقال المرض بين أم وابنتها في تايلاند. ولازالت الأبحاث متواصلة لدراسة حالات إشتباه أخرى لانتقال العدوى في دول أخرى، ولا يتوقع أن ينحسر المرض بين الدواجن في الوقت الحالي بل يعتقد المراقبون أن يزيد الإنتشار وتزيد حالات الإصابة والوفيات لدى الإنسان.
فيروس " إنفلونزا الطيور "
هو فيروس من نوع الإنفلونزا ( أ ) مشابه لفيروس الإنفلونزا البشرية ، وهو فيروس متحول يغير تركيبته بين فترة وأخرى مما يستوجب تحديث اللقاح المضاد له بصفة مستمرة وخاصة مع حدوث هذه التحولات للفيروس. ويمكن للفيروس أن يصيب الإنسان أو الطيور أو الخنازير وفي بعض الأحيان الخيول والحيتان وبعض الحيوانات الأخرى، وتعتبر الطيور البرية هي المخزون الطبيعي له.
وتحتوى بنيته على مركبين حيويين أحدهما النيرامينيديز ( N ) متسلسلة من رقم 1 إلى رقم 9 والآخر الهيماجلوتينين ( H ) متسلسلة من 1 إلى 15 لتعطي أكثر من 15 فصيلة مختلفة من الفيروس ، لكن أشهرها هو نوع ( H1N5) . هذه الفيروسات تكون عادة متواجدة بصورة طبيعية لدى بعض الطيور دون أن تسبب لها مرضا فيما عدا أعراض خفيفة، ولكن وحدها الفيروسات الحاملة لــ H5 أو H7 تكون قابلة للتحول لتصبح شديدة الخطورة وتسبب أعراضا حادة وقاتلة للطيور وقادرة على الإنتقال إلى الإنسان وبنفس الضراوة.
مجسم لفيروس إنفلونزا الطيور
نبـذة تاريخـية :
تم وصف فيروس الإنفلونزا في إيطاليا عام 1878م ، كما تم تعريف مرض “ إنفلونزا الطيور “ في أوائل القرن الماضي في مناطق جنوب شرق آسيا، وظهرت العديد من الوبائيات المحدودة بين الطيور في دول مختلفة من العالم منها الولايات المتحدة وإيطاليا والمكسيك وغيرها. وظهر مجددا لأول مرة في هونج كونج عام 1997 م ، ومنذ عام 2003 م حتى 2005 م ظهر المرض في أكثر من تسع دول في آسيا ولكن لم يحصل التأكد من إمكانية وخطورة انتقاله للإنسان إلا عندما أصيب 18 شخصاً بفيروس “ إنفلونزا الطيور “ من نوع ( أ) - (H5 N1 )- في هونج كونج ( توفى منهم 6 أشخاص)، وحتى الآن شخصت 118 حالة مرضية بشرية في آسيا أكثرها في فيتنام كلهم من المتعاملين مباشرة مع الطيور المصابة وتوفي منهم 61 شخصا.وقد حدث تفشي نوع آخر من انفلونزا الطيور H7N7 في هولندا في عام 2003م في الدواجن والمتداولين لها وأصيب أكثر من 80 شخصاً مع حالة وفاة واحدة.
أنواع فيروس الإنفلونزا:
هناك العديد من أنواع فيروس الإنفلونزا ، ولكن الإنسان يمكن أن يصاب بثلاثة أنواع منها هي (أ)، (ب)، (ج).وبالنسبة لفيروس (أ) فإن بعض الأنواع الفرعية منه فقط تصيب الإنسان عادة ، لذا فتعتبر عدوى فيروس إنفلونزا الطيور من نوع (أ) H5N1 مختلفة عن الإصابات البشرية المعتادة وليس لدى الإنسان مناعة ولو جزئية ضدها ولهذا تكمن خطورتها في تسبب عدوى شديدة تبلغ نسبة الوفاة فيها أكثر من 55% و تنذر بحصول وباء عالمي خطير وعام.
ويمكن تصنيف فيروس (أ) إلى عدة أنواع فرعية بإعتماد نوعين من البروتينات مختلفة النوع والتركيب على سطحه الخارجي ، هما هيماجلوتينين (H) ونيورامينديز (N) حيث يوجد 15 نوعا من بروتين (H) و9 أنواع من بروتين (N).
وحسب اختلاف تركيبة الفيروس من هذه الأنواع من البروتينات يمكن تصنيف الأنواع الفرعية للفيروس. وعند إضافة رمز لهذه البروتينات يمكن إعادة تصنيفها إلى 9 أنواع فرعية (H5N1، H5N2، H5N3 ...الخ . وتختلف صفات الفيروس ودرجة خطورته حسب نوع هذه البروتينات فمثلا نوع ( H7 ) يوجد منه 9 أنواع فرعية ونادر العدوى بين البشر وعادة ما يكون “منخفض الإمراض” ، ونوع ( H9 ) وهو أيضا يمكن أن يوجد منه 9 أنواع فرعية ولم يثبت منه إلا بعض حالات بشريةمنخفضة الإمراض .
ويمكن أن يصاب البشر بأحد ثلاثة أنواع من الفيروسات أ،ب،ج وبالنسبة لفيروس ( أ ) فإن الفروع السائدة للإنتشار بين البشر هي ( H1N1 ، H1N2 ، H3N2 ) أما بالنسبة للطيور فإنها تصاب بفيروس الإنفلونزا نوع (أ) فقط - وسلالات أخرى منه مثل H5N1 إذ أن الطيور البرية هي المخزون الطبيعي للفيروس ولكنها عادة لا تظهر عليها أي أعراض مرضية. وعند انتقال الفيروس إلى الدواجن والطيور المستأنسة مثل الدجاج والبط فإنها تمرض بشدة وغالبا ما تموت.
وهكذا فإنه يوجد 15 نوعا من الفيروس تشكل مستودعاً كبيراً يتم تداوله بين الطيور المختلفة وحتى الوقت الحاضر فإن كل حوادث إنتشار المرض بين الطيور حصلت من فيروس نوع (أ) بفرعيه H5 وكذلك H7 .يتم نقل الفيروس بواسطة الطيور المائية المهاجرة مثل البط البري الذي يعتبر المخزون الطبيعي للفيروس وهو أكثر الطيور مقاومة للفيروس حيث لا تمرض بسببه ولكنها تنقله إلى الطيور الداجنة التي تمرض سريعاً وتموت خلال يوم أو يومين بعد حدوث العدوى.
الفيروس " “منخفض الإمراض” " LPAI،والفيروس "“عالي الأمراض” " HPAI
يمكن تقسيم نوع انفلونزا الطيور (أ) بفرعبه (H7) ،(H5) إلى صنفين آخرين هما الفيروس " “منخفض الإمراض” " والفيروس "“عالي الأمراض” ". وذلك حسب تركيبتها الجينية ودرجة المرض الذي تسببه للطيور حيث يعتمد هذا التمييز على الصفات الجينية للفيروس، النوع الأول "HPAI " عادة ما يؤدي إلى نسبة وفاة عالية بين الطيور تصل إلى 90-100% بعكس النوع الثاني " LPAI " حيث يمكن أن تكون الإصابة لدى الطيور بسيطة وقد لا يلاحظها مربوا الطيور وتظهر على شكل أعراض مؤقتة أو نقص عدد البيض.
وفي بعض الأحيان فإن الفيروس “منخفض الإمراض” يمكنه أن يتحور ليصبح “عالي الأمراض” لذلك يقوم المسؤلون في مجال الصحة الحيوانية بمراقبتة جيدا حتى ولو لم يحدث أي أضرار ملموسة. وقد ينتقل أي من النوعين إلى الإنسان محدثة عدوى شديدة لديه يمكن أن تصل إلى حد الوفاة..
وقد تبين من ملاحظة طرق إنتقال العدوى أن نوع الفيروس "“منخفض الإمراض” " يمكنه بعد تنقله بين الطيور لمدة قصيرة أن يتطور ليصبح “عالي الأمراض” في الطيور الداجنة محدثاً إنتشار للمرض المميت بين الدجاج حتى ولو كان سابقاً لا يسبب أي أذى يذكر. ومثال على ذلك ما حدث في الولايات المتحدة عام 1983-1984م من جراء العدوى فيروس الإنفلونزا (أ) نوع H5N2 الذي كان ينتقل بين الدواجن بدون أية مشاكل تذكر لمدة 6 أشهر ثم تحول بسبب طفرة جينية إلى نوع “عالي الأمراض” ليسبب موت أكثر من 90% من الدواجن المصابة به، وتطلب التحكم بهذا المرض قتل أكثر من 17 مليون طير بتكلفة قدرت بحوالي 65 مليون دولار.
وخلال عامي 1999 ،2000م ظهر وباء مشابه في إيطاليا بسبب فيروس نوع H7N1 وكان في البداية “منخفض الإمراض” إلا أنه تتطور خلال 9 أشهر وتسبب في موت أكثر من 13 مليون طير ماتت أو أعدمت من قبل السلطات الصحية.
فيروس الإنفلونزا كما يظهر تحت المجهر ومكوناته الداخلية والخارجية
كيف يتغير فيروس الإنفلونزا ؟
يمكن أن يتحور ويتغير ويتطور فيروس الإنفلونزا بطريقتين:
أ-التغير البطيء – drift - في شكل الفيروس ويحدث هذا التغير – على مهل- وخلال مدة طويلة وبصفة مستمرة حيث يمكن بعد ذلك تكون فيروس مختلف. وعند إصابة الإنسان بعدوى الفيروس يقوم الجسم عادة بتكوين مضادات له ولكن عندما يتغير هذا الفيروس بهذه الطريقة تبدأ هذه المضادات تدريجيا بعدم التعرف على النوع المستجد حيث يمكن أن يصاب المرء بهذا الفيروس مرة أخرى وهذا هو السبب في أن فيروس الإنفلونزا البشري لا يعطي مناعة دائمة ويحتاج إلى لقاح سنوي.وهذا النوع من التغير في الفيروس يحدث كثيرا.
ب-التغير السريع (التحول) – shift - تحدث تغيرات كبيرة وبصورة مفاجأة على شكل طفرة جينية تؤدي إلى ظهور نوع جديد من الفيروس. وحيث أن الإنسان لم يصب به من قبل ولم تتكون لديه أي مضادات للفيروس فلا توجد لديه أي مقاومة ضد الفيروس وهنا يكمن سر انتشاره بصورة كبيرة بين البشر مسببا الوباء العام. ولا يحدث هذا التغير السريع في الفيروس إلا نادرا.
فيروس نوع ( H5N1 )
أكتشفت هذه السلالة من الفيروس لأول مرة في دولة جنوب إفريقيا عام1961 م ، وتتميز بأنها تنتقل عن طريق الطيور البرية والمهاجرة بدون أن تحدث لها أعراض المرض ولكن عند انتقالها إلى الطيور الداجنة فإنها تكون خطيرة ومميتة في غالب الأحيان .
وكما ذكر سابقا فقد بدأت أول إصابة في البشر بهذا النوع في عام 1997م في هونج كونج حيث انتقلت العدوى مباشرة من الدواجن المريضة.ثم توالت بعد ذلك حوادث انتشار المرض بين الطيور في العديد من دول جنوب آسيا وانتشر بعد ذلك إلى روسيا ودول أوروبا. ويعتقد أنه حتى الآن تم القضاء على 100 مليون طير إما بسبب المرض أو قضي عليها لمنع انتشار العدوى.
ويعتقد أن هذه السلالة من الفيروس أصبحت مستوطنه بين الطيور مما يوحى بإمكانية حدوث موجات انتشار للعدوى بين الدواجن ومن ثم استمرار إصابة الإنسان بالمرض. ويعضد ذلك عدم وجود مناعة سابقة لدى الإنسان حيث لم يسبق أن تعرض لهذا النوع من سلالة الفيروس في تاريخه الحديث مما أدى إلى عدم تكون مضادات كافية مقاومة العدوى وبالتالي ينتقل المرض من الطيور إلى الإنسان بدون مقاومة. ومما يزيد المشكلة هو أن التحاليل المخبرية للفيروس المستخلص من الحالات المرضية البشرية أظهرت وجود مقاومة من الفيروس لبعض أدوية الإنفلونزا مثل دواء " أمانتادين" و " ريمانتادين" مما يحد من توفر علاجات فعالة للمرض حيث أنها الآن محصورة في دواء "أوسيلتامفـير" ويسمى تجاريا ( تاميفلو ) و " زاناميفـير" ويسمى تجاريا ( ريلينـزا ).
وأظهرت الدراسات الحديثة أن سلالة الفيروس قد أصبحت أكثر ضراوة وأطول مدة في إصابة الطيور وأن البط والخنازير وحتى القطط يمكن أن تنقل العدوى، كما وجد حالتان حتى الآن لانتقال المرض من شخص إلى آخر.
لماذا نوع الفيروس نوع H5N1 هو الأخطر؟
هناك العديد من الأسباب أهمها:
- قدرة هذا النوع على التحور والتغير بسرعة.
- قدرته على إكتساب جينات جديدة من جراء إختلاطه بفيروسات أخرى تصيب الإنسان أو الحيوان.
- قدرته على الإنتقال من الطيور إلى الإنسان.
- قدرته على أن يسبب مرضاً حاداً وخطيراً وربما الوفاة في الكثير من الحالات.
- عند إصابته للطيور الداجنة فإنها لا تتمكن من القضاء عليه حتى لو تعافت فإنها تستمر في إخراجه لمدة لا تقل عن 10 أيام مما يسبب إنتشاراً للمرض بينها حتى ولو بدت سليمة ظاهريا.
- قدرته على البقاء في الطيور المهاجرة دون أن يسبب لها المرض أو يحد من قدرتها على الطيران لمسافات بعيدة ولا يظهر عليها المرض أو الإعياء.
- وأخيرا إمكانية واحتمال تمكنه من الإنتقال من إنسان لآخر.
الطيور المهاجرة تختلط بالطيور المحلية فتنقل إليها العدوى
إنتقال الفيروس بين الطيور
تحمل الكثير من الطيور، وخاصة الطيور المائية والبرية الفيروس في أمعائها دون أن يسبب لها أي أذى ويخرج بشكل عادي مع برازها. وعندما تمرض الطيور بالإنفلونزا فإنها تطرح الفيروس أيضا مع إفرازاتها من الفم والعيون. وينتقل الفيروس من طير لآخر عبر مخالطة الطيور السليمة بطيور مريضة أوالتعرض لإفرازاتها أو ابتلاع أطعمة تلوثت بالفيروس. ويمكن للطيور السليمة نقل الفيروس دون أن يصيبها حيث أن بعض فصائل الفيروس مثل H5 و H7 تسبب المرض عادة في الطيور الداجنة فقط.
تنتقل العدوى للطيور الداجنة بالإتصال المباشر مع الطيور حاملة المرض أو الطيور الداجنة المصابة أو ملامسة الأسطح الملوثة مثل الأقفاص أو تناول الطعام أو الماء الملوث بالفيروس. ويمكن أن تصبح سيارات النقل أو الآليات أو حتى العاملين في مزارع الدواجن وسيلة فعالة في نقل العدوى من مزرعة إلى أخرى مما يسبب إنتشار المرض على نطاق واسع في بيئة تربية الدواجن على مستوى البلد كله.
وعندما ينتشر نوع الفيروس “منخفض الإمراض” فإن الضرر على الدواجن يكون معدوما أو محدودا (مثل توقف الدواجن عن إنتاج البيض أو إنتاج بيض أقل أو وفيات قليلة نسبيا).أما عند إنتشار نوع الفيروس “عالي الأمراض” مثل نوع H5 أو H7 فإن ما يقارب من 90-100% من الطيور تنقص بسبب العدوى. وتقوم السلطات الصحية بتحديد ومراقبة إمكانية تحول فيروس “منخفض الإمراض” إلى فيروس “عالي الأمراض” وكذلك إمكانية سرعة إنتشار الفيروس بين مزارع الدواجن والتأثير الإقتصادي وأهم من ذلك كله إمكانية إنتقال الفيروس للإنسان والعمل الجاد على القضاء على العدوى في بدايتها وذلك بالحجر الصحي وإتلاف الدواجن المصابة ومتابعة الطيور المهاجرة.
وتعتبر طيور البط والأوز والبجع المهاجرة من روسيا هي الناقل الأكثر احتمالا حيث أن أنواعا من الطيور المهاجرة تعتبر حاملة لفيروس أنفلونزا الطيور المهلك وهي الأوزة ذات الرأس مستطيلة الشكل وطائر النورس ذو الرأس بني اللون وطائر الغاق وهو طائر مائي ضخم نهم تحت منقاره جراب يضع فيه ما يصيده من أسماك. ومن بين تلك الطيور تزور الأوزة ذات الرأس المستطيل المحميات والمسطحات المائية الكبيرةومن المهم معرفة أن موت الدواجن في الحظائر يحدث كثيرا بسبب الحرارة العالية أو سوء التغذية أو بعض الأمراض المعينة وتكون الأعداد محدودة بعكس موت الدواجن بسبب عدوى الإنفلونزا حيث يموت كامل الحظيرة بنسبة 90-100% منها.
إنتقال العدوى إلى الإنســان
ينتقل الفيروس إلى الإنسان عن طريق الطيور المصابة بصفة مباشرة أو غير مباشرة وذلك عبر تنفس الهواء الذي يحمل مخلفات الطيور المصابة أو إفرازات جهازها التنفسي وذلك بصفة مباشرة من الطيور (حية أو ميتة ) أو غير مباشرة ( الأماكن والأدوات الملوثة بمخلفات وإفرازات وبراز الطيور المصابة). و لم يثبت حتى الآن حصول انتقال العدوى عن طريق أكل اللحوم أو البيض. ولكن ينصح عموما بطهي اللحوم والبيض جيدا قبل الأكل.
وبالرغم من عدم وقوع حالات عدوى من إنسان إلى إنسان إلا أن هذا لا يعني أنه في حالة حدوث تغير أو طفرة جينية في الفيروس وظهور سلالات جديدة لنفس الفيروس عندها يمكنه الإنتقال من شخص إلى آخر مثله مثل الإنفلونزا البشرية مما قد يتسبب في انتشار العدوى بين الناس بشكل وبائي.
الدجاج هو الناقل الرئيسي للمرض مباشرة إلى الإنسان
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم :
- العاملون في مزارع الدواجن ومربوا الدجاج والطيور الداجنة .
- ناقلوا ومسوقوا الدواجن والعاملون في ذبحها وتجهيزها وتقطيعها.
- البياطرة والفنيون العاملون في حقول الدواجن .
- العاملون في المختبرات المهتمة بهذا الفيروس.
- هواة الصيد البري والقنص وتتبع الطيور المهاجرة.
العاملون في مزارع الدواجن قد يكتسبون العدوى مباشرة من الطيور المصابة
يمكن أن تنتقل العدوى للجزارين أثناء تقطيع وتجهيز الدواجن مباشرة من الطيور المصابة
الوباء العام العالمي
يحدث الوباء العام العالمي عندما يظهر أو يتطور نوع جديد من الفيروس يكون قادراً على الانتقال من شخص إلى آخر بسهولة حيث لايوجد لدى أجسام الاشخاص أى مضادات بسبب عدم تسببه بعدوي سابقة . وحيث يستطيع الفيروس الدوران بين الاشخاص يصبح قادراً على الانتشار بصورة هائلة وبسرعة عجيبة .
وخلال القرن العشرين ظهرت ثلاث حوادث لوباء عام كان أبرزها في عام 1918-1919م وسميت الإنفلونزا الاسبانية حيث كان فيروس الإنفلونزا من نوع ( H1N1 ) . وتسببت في وفاة نصف مليون شخص في الولايات المتحدة و ما يقرب من 50 مليون نسمة في أنحاء العالم، وأغلب الوفيات حدثت في الأيام القليلة الأولي للإصابة، وانتشرت كل هذه الوبائيات في جميع أنحاء العالم خلال سنة واحدة من بداية ظهورها. ثم ظهرت الإنفلونزا الآسيوية في عام 1957-1958م وتسببت في وفاة ما يقرب من 70000 شخص في الولايات المتحدة وحدها . وظهرت بعد ذلك إنفلونزا هونج كونج عام 1968-1969م من نوع H3N2 وتسببت في مقتل 34000 شخص في الولايات المتحدة. ولوحظ أن هذه الفيروسات تحتوي على جينات منتقلة من الإنفلونزا البشرية.
مراحل الوباء العام
وضعت منظمة الصحة العالمية خطة الإستعداد لوباء الإنفلونزا يشمل ثلاث فترات وستة مراحل:
1-فترة ما قبل الوباء
المرحلة الأولى : عندما لا يتم اكتشاف عدوى بأنوع فرعية جديدة من الإنفلونزا في البشر . ويمكن أن يوجد في الحيوانات عدوى بنوع فرعى سبق وأن أصاب البشر من قبل وعند وجوده في الحيوانات أو الطيور تكون إمكانية العدوى للانسان منخفصه.
المرحلة الثانية: عندما لا يتم اكتشاف عدوى فرعية جديدة من الإنفلونزا في البشر، ولكن يوجد نوع فرعي من الفيروس يدور بين الحيوانات أو الطيور ويشكل خطرا محدقا بالانسان.
2- فترة إنذار الوباء :
المرحله الثالثة : عندما يوجد عدوى لدى الإنسان بنوع فرعى من الفيروس ولكن لا يوجد انتقال للعدوى من شخص إلى آخر إلا في حالات نادرة جدا من الإنتقال لمخالط قريب.
المرحلة الرابعة : يوجد تجمعات صغيرة من العدوى بين البشر وانتقال محدود من شخص إلى آخر ولكن الإنتشار يكون محليا جدا مما يوحي بأن الفيروس لم يتأقلم لعدوى البشر.
المرحلة الخامسة: يوجد تجمعات كبيرة ولكن الإنتشار يظل محدودا مما يوحى بأن الفيروس بدأ يتأقلم على إحداث الضرر في البشر ولكن لم يصل بعد إلى مرحلة القدره الكاملة على الإنتشار .
3-فترة الوباء العام:
المرحلة السادسة: وباء يتزايد وينتقل بصفة مستمرة بين الجمهور مشكلا وباء شاملا.
ويتم التفريق بين المرحلة الأولى والثانية بناء على خطر إنتقال العدوى إلى البشر بسبب فيروس متواجد ويدور بين الحيواتات أو الطيور .والتفريق بين المرحلتين يعتمد على طبيعة عدوى الفيروس بين الحيوانات وإمكانية إصابة الإنسان بالفيروس بناء على عدة عوامل منها القدرة الإفتراضية للفيروس وظهوره في الطيور الداجنة أو في الطيور البرية فقط. وكذلك هل هو محدود الانتشار جغرافيا أو منتشر على نطاق واسع؟ وأخيراً هنالك خصائص علمية خاصة بالفيروس نفسه يمكن أن تساعد يى تحديد مدى خطورة الفيروس في الإنتقال إلى الإنسان.
أما التفريق بين المراحل الثالثة والرابعة والخامسة فأن ذلك يعتمد على تقدير خطر حصول الوباء وهناك أيضا عدة عوامل تحدد ذلك منها: معدل الإنتشار والموقع الجغرافي ودرجة وشدة المرض ووجود جينات منتقلة من فيروس الإنفلونزا البشرية وعوامل علمية أخرى.
وســائل الوقــاية
مكافحة المرض لدى الطيور
في حالة ظهور بوادر وباء في البيئة المحلية هناك ثلاثة أهداف يلزم تحقيقها لتنفيذ حملة مكافحة مضادة:
- تحديد الأشخاص والمجتمعات المستهدفة بالدرجة الأولى و تحديد مختلف وسائل الإعلام المستعملة لإيصال الرسالة .
- تجهيز وإعداد المواد التعليمية والإرشادات الخاصة بالتعامل الصحيح والتصرف المطلوب من قبل المجموعة المستهدفة.
- إعداد غرفة عمل لتلقي الإستفسارات والرد على إتصالات الجمهور.
وسائل مقاومة إنتشار الفيروس بين الدواجن:
يعتبر الحجر الصحي على المزارع أو الأماكن الموبوءة والقضاء على كل الدواجن المصابة أو المتوقع إصابتها هو العمل المثالي للحد من إنتشار العدوى للمزارع الأخرى حيث أن إنفلونزا الطيور شديدة العدوى فإنها يمكن أن تنتقل من مزرعة إلى أخرى بواسطة الوسائل الميكانيكية مثل الأجهزة الملوثة أو عربات النقل أو أقفاص التغذية والتربية أو حتى ملابس العاملين في المزارع.
ويمكن لإنفلونزا الطيور “عالي الأمراض” أن يعيش في البيئة لمدة طويلة خاصة عندما تكون درجة الحرارة متدنية. ولذا فإن الإحتياطات الصارمة لتنظيف وتعقيم أماكن تربية الدواجن هامة جدا للحماية من إنتشار الفيروس.
وفي حالة غياب وسائل فعالة للتحكم بإنتشار الفيروس ومراقبته فإنه يمكن للعدوى أن تبقى لمدة طويلة مثلما حدث في المكسيك إذ بدأ الوباء في سنة 1992 بفيروس منخفض وتطور إلى النوع المميت “عالي الأمراض” الذي لم يتم التحكم به حتى سنة 1995م
وكما ذكرنا سالفاً أن فيروس الإنفلونزا يتطور بصفة مستمرة أثناء تكاثره في الجسم المصاب بطريقة التحول التدريجي حيث لا يمكن للجسم بعد ذلك التعرف عليه وتصبح المضادات الجسمية التي تكونت ضده عديمة الفاعلية ويمكن للشخص الإصابة به مرات عديدة
ولكن الخطورة الكبيرة تكمن عندما يتحول الفيروس بطريقة مفاجئة بطفرة جينية التي يمكن أن تحدث بطريقة التمازج بين جينات نوع إنفلونزا الطيور مثل (H5N1) وفيروس الإنفلونزا البشري فيظهر نوع جديد له صفات فيروس إنفلونزا الطيور من ناحية شدة الإصابة التي تصل إلى الوفاة وكذلك من ناحية أخرى خاصية الإنتشار بين شخص وآخر، عندها يحدث الوباء العام والخطير الذي يهدد المجتمعات الإنسانية كلها حيث لا يمكن للمقاومات الموجودة أو ربما الأدوية المتوفرة حالياً مقاومة مثل هذا الفيروس المتوحش.
مثل هذه النماذج يعتقد أنه بمكن أن تحدث من خلال إصابة الخنازير بنوعي الإنفلونزا ليظهر الفيروس الجديد. وهناك فريق من العلماء يرى وحسب الملاحظات الحديثة لإنتشار المرض أن الإنسان نفسه قد يكون هو حقل التمارج بين نوعي الفيروس عندما يكون مصاباً بالإنفلونزا البشرية ثم يتعرض لإنفلونزا الطيور فقد يظهر هذا الفيروس الخطير ثم ينتقل من شخص لآخر.
وقد كان من المعروف أن كل فصائل إنفلونزا الطيور الخمسة عشر لا تتعدى الطيور أو الخنازير في العدوى إلى أن حدث إنتشار للمرض بين البشر في هونج كونج عام 1997م من خلال فصيلة H5N1 التي أصابت 18 شخصاً توفى منهم 6 أشخاص حيث تزامن هذا من خلال وباء “عالي الأمراض” في الدواجن لم يزل خطره إلا بعد أن قضت السلطات على كامل الدواجن في البلد بأكمله قدرت بالمليون ونصف المليون طائر.
وقد ضعت منظمة الصحة العالمية إستراتيجية للوقاية من عدوى فيروس إنفلونزا الطيور تتلخص في :
- المراقبة والترصد من أجل الاكتشاف المبكر لظهور العدوى بين الطيور المهاجرة ، ومنع رحلات الصيد البري لهواة الصيد .
- تقليل نقل الطيور بين المزارع المختلفة للتربية ، ومنع اختلاط الأجناس المختلفة من الطيور في المكان الواحد .
- حظر استيراد الطيور الحية في جميع مراحلها العمرية ، أو التي ترد بصحبة الركاب ، وكذلك لحوم الطيور المجمدة ومنتجاتها من الدول التي توجد بها عدوى .
- في حالة ظهور أي عدوى بين الطيور : ينبغي التخلص نهائيا من كل الطيور الموجودة في المكان ، وتطعيم الطيور الأخرى ، وأخذ دواء "تاميفلو" أو "ريلينـزا" المضاد للفيروس بصورة وقائية بالنسبة للأشخاص المتعاملين معها.
- مراقبة المزارع وأماكن تربية الطيور وذبحها للتأكد من سلامتها بيطريا، وكذلك مصانع تجهيز منتجات ولحوم هذه الطيور.
المختبرات المتخصصة:
وحيث أن فيروس الإنفلونزا H5N1 “عالي الإمراض” فإنه لابد من توفر إحتياطات كافية وصارمة لمنع إنتقال العدوى إلى العاملين في المختبر عند زراعة الفيروس، أو عند تجهيز العينات للفحص المخبري ولا بد من إيجاد مختبر مركزي تحول له جميع العينات المحصلة من المرضى أو الطيور المصابة مع أخذ الإحتياطات اللازمة عند نقل عينات الدم أو الإفرازات الجسمية.
تؤخذ عينة من دم الطيور لفحصها في المختبر لدى الإشتباه بوجود المرض
إحتياطات الفريق الطبي لدى التعامل مع الحالات المرضية المشتبه بها:
- أخذ الحيطة والحذر الشديدين عند التعامل مع أي حالة مشتبه بها وتغسيل اليدين فنياً قبل وبعد التعامل مع أي حالة.
- إستعمال الكمامات وقفازات اليدين وأغطية الجسم الكاملة الصالحة للإستعمال مرة واحدة فقط ليتم التخلص منها مباشرة بطريقة صحيحة.
- لبس النظارات الواقية عند الإقتراب من المصاب لمسافة متر واحد أو أقل.
- يوضع المريض في غرفة معزولة لها خاصية ضغط الهواء السلبي حيث يتغير الهواء 6-12 مرة كل ساعة تقريباً. وينصح باستعمال كمامات مفلترة للهواء عند دخول غرفة المريض.
الحذر الشديد واعتماد تعليمات الوقاية ضروري عند التعامل مع المرضى
وسائل الوقاية الشخصية:
- الإلتزام بقواعد حفظ الصحة العامة من حيث الحرص على نظافة اليدين والجسم والبيئة ، والحرص على نظافة المأكولات وعدم أكل لحوم الدواجن والبيض غير المطهوة جيداً. وعند وجود شك في إمكانية العدوى في الدواجن ينصح المستهلك بعدم ملامسة اللحوم أوتقطيعها بدون حواجز ( قفازات لحماية اليدين ).
- عند التواجد في المدن والقرى التي قد يوجد فيها المرض : تجنب ارتياد مزارع وأسواق الدواجن والأماكن التي تتواجد فيها الطيور بكثرة.
- يلزم جميع العاملين في مزارع الدواجن أو نقلها أو تقطيعها أخذ الحيطة والحذر بلبس الكمامات والقفازات والأرواب الواقية والنظارات الحامية من انتقال العدوى إليهم.
- بالنسبة للمسعفين والعاملين في الميدان الطبي : يجب كذلك استعمال نفس أدوات الحماية عند التعامل مع حالات الأمراض التنفسية وحالات أعراض الإنفلونزا.
- وحيث أنه يمكن انتقال العدوى من الطيور المهاجرة كالبط والحباري والصقور والدخل ، لذا لا بد للصيادين وهواة القنص من التيقظ والإنتباه لإمكانية انتقال العدوى من الطيور الناقلة للمرض أو المصابة به، وعدم ملامستها مباشرة وطهيها جيدا قبل أكلها واستبعاد ما يبدو أنه مريضا.والأفضل من ذلك كله هو الإبتعاد عن هذه الهواية في الوقت الحالي حتى ينحسر الخطر.
- لا يوجد لقاح فعال يمكن إعطاؤه للدواجن والطيور، ولا يوجد كذلك لقاح فعال حتى الآن يمكن إعطاؤه للإنسان. ولكن ينصح بأخذ لقاح الإنفلونزا البشرية للعاملين في الحقل الطبي حتى لا يكونون سببا لتمازج فيروس إنفلونزا الطيور مع فيروس الإنفلونزا البشرية مما قد يحدث اكتساب جينات جديدة لفيروس انفلونزا الطيور يتمكن بعدها من الإنتقال بين البشر بسرعة محدثا وباء عاما.
و أخيرا فإن على السلطات الصحية والتجارية تنفيذ برنامج وقائي شامل لمنع انتقال المرض للبيئة والدواجن المحلية، وذلك بعمل الإحتياطات اللازمة والضرورية مثل منع استيراد دواجن أو طيور حية ( مهما كان نوعها ) من البلدان التي تظهر فيها العدوى وتعقب المرض في الطيور والدواجن المحلية والقضاء على أي حالات مؤكدة والإعلان عنها مع الحجر الصحي على جميع المتعاملين معها وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لمن يصاب منهم، مع توفير مخزون كاف للقاح الإنفلونزا الخاص بالطيور ودواء "تاميفلو" لاستعماله عند الحاجة.
إحتياطات لمنع العدوى بين الأشخاص:
ينبغي على كل من يصاب بأعراض الإنفلونزا القيام بالاحتياطات التالية:
- تغطية الفم والأنف أثناء السعال أو العطاس.
- استعمال المناديل الورقية لاحتواء الإفرازات التنفسية وإلقائها في صندوق قمامة قابل للتغطية يفتح بواسطة الرجل حيث يتم التخلص منها بعد ذلك.
- العناية بنظافة اليدين واستعمال الماء والصابون لتكرار غسلهما بعد ملامسة الإفرازات المخاطية ويستحسن تعقيم الأيدي بمطهر مناسب.
- ينصح المصابون بوضع قناع الوجه الطبي وخاصة في الأماكن المزدحمة كما ينصح الجميع باستعمال هذه الكمامات أيضاً في التجمعات الكبيرة وخاص عند عدم وجود تهوية كافية.
- ينصح أفراد الفريق الطبي باتخاذ الاحتياطات الجيدة لمنع نقل العدوي لأنفسهم أو للغير وذلك باستعمال القفازات الطبية والأقنعة الواقية والتخلص من الشاش و القطن والأدوات الطبية الأخرى بطرق صحية معتمدة.
كيف تقلل من إمكانية العدوى في حالة ظهور وباء بين الدواجن في المنطقة التي تعيش فيها؟
تجنب جميع أنواع الإتصال والإختلاط بالدواجن الحية مثل الدجاج، البط، الإوز، الحمام، أو أي من الطيور البرية؛ مع الإبتعاد عن أي مواقف أو أماكن يمكن أن تكون سبباً في إنتقال العدوى مثل مزارع الدواجن أو سوق بيع الطيور أو التعرض لملامسة الدواجن التي تعيش في البيوت أو ملامسة اللحوم أو منتجاتها، أو الأدوات والأواني المستعملة في تقطيعها وحتى السيارات والأقفاص التي تستعمل لنقلها.
يجب الإهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بالصابون مع إستعمال مطهر موضعي عند ملامسة أي شيء يمكن أن يكون ناقلاً للعدوى.
عند تقطيع اللحم يجب إبعاده عن الأطعمة الأخرى الطازجة أو الجاهزة للأكل وعدم إستعمال نفس السكين أو المسندة المستعملة لتقطيع اللحم والتأكد من لبس القفازات ثم طهي اللحم جيداً والإهتمام بنظافة المكان والأدوات المستعملة مع تعقيم المكان جيداً بإستعمال مطهرات فعالة.
الإهتمام بغسل البيض بالماء والصابون قبل طبخه مع إزالة أي عوالق أو أوساخ عليه وغسل الأيدي جيداً بعد ذلك والإهتمام كذلك بطبخ البيض جيداً وعدم تناول صفار البيض إذا كان رخواً أو سائلاً.
تطبق نفس الإجراءات وبصورة أكثر صرامة لدى مزارع الدواجن ومحلات الجزارة وبيع اللحوم.
ملاحظة: درجة حرارة 70 سيلزيس أو أكثر تقضي على فيروس الإنفلونزا.
طرق انتقال الفيروس إلى الإنسان:
- الاحتكاك المباشر بالطيور البرية التي تنقل المرض دون ظهور أي أعراض عليها.
- الرذاذ المتطاير من أفواه الدجاج وإفرازات جهازها التنفسي.
- الملابس والأحذية الملوثة في المزارع والأسواق.
- الأدوات المستخدمة والملوثة بالفيروس مثل أقفاص الدجاج وأدوات الأكل والشرب وأرضيات الحظائر والأقفاص.
- التركيز العالي للفيروس في فضلات الطيور وأرضيات الحظائر والأقفاص نظراً لاستخدام براز الطيور في تسميد الأراضي الزراعية.
- الحشرات كالناموس وغيره كنتيجة لحمله الفيروس ونقله إلى الإنسان.
- الفئران وكلاب المزرعة والقطط التي تعمل كعائل وسيط في نقل الفيروس للإنسان.
- الاحتكاك بالطيور الحية المصابة في الأسواق، والتي لعبت دوراً مهماً في نشر الوباء القاتل مما أدى إلى إجبار مزارعي الدواجن في أجزاء من آسيا على إبادة عشرات الملايين من الدواجن، حيث أن الأماكن التي يعيش فيها السكان قريبة من مزارع الدواجن.
- الطيور المهاجرة وطيور الزينة وربما الطائرات من مناطق موبوءة والعمالة الوافدة من بلدان متفشياً فيها المرض.
فترة الحضانة:
تتراوح فترة الحضانة من عدة ساعات إلى 3 أيام بالنسبة للطائر، وتمتد إلى 14 يوماً بالنسبة للقطيع، وتعتمد مدة الحضانة على جرعة الفيروس وضراوته، ونوع الطائر، وطريقة العدوى، وعلى قدرة مقاومة الطائر للمرض .
وسائل الوقاية من أجل تحجيم انتشار المرض:
من أهم الوسائل التي يجب إتباعها من أجل تحجيم انتشار المرض ما يلي:
- التخلص من الطيور المريضة والمخالطة لها وإعدامها، ووقاية الأشخاص المتعاملين معها ومراعاة لبس الأقنعة والقفازات أثناء القرب منها (لأن الإنسان ينقل الفيروس من مكان لآخر عن طريق الملابس والأحذية).
- حظر استيراد الدجاج والطيور والبيض من الدول التي يوجد بها حالات عدوى بإنفلونزا الطيور.
- لقاحات تعطى للطائر وذلك للتحكم في المرض، فهناك اللقاح الميت الذي يقلل من ضراوة المرض، ولكنه لا يمنع العدوى، وهناك أيضاً اللقاح الحي المضعف ولكنه أيضاً له فاعلية محدودة، وذلك للسرعة التي يتغير بها الفيروس، ولقدرة سلالة الفيروس الموجودة في اللقاح أن تكون فيروسا جديدا له صفات مختلفة.
- التقليل من نشاط الفيروس في حظائر الطيور المصابة أو ضراوته عن طريق رفع درجة الحرارة أو تعريضها لحرارة الشمس واستخدام المطهرات مثل الفورمالين، وهيدروكلوريد الصوديوم، ومركبات اليود والنشادر لغسل أماكن تواجدها.
- في حالة العدوى بالفيروس في البحيرات أو البرك فيمكن الحد من العدوى عن طريق تشبيع البحيرات بالهواء كما في أحواض الأسماك، وذلك لجعل الفيروس يطفو على سطح الماء حيث يمكن أن يموت بأشعة الشمس أو عن طريق نزح أو تصريف مياه البحيرات وجعل التربة أو الطمي الملوث بالفيروس تجف (خلال شهر تقريبا) أو عن طريق نزح الماء وتنظيف وتطهير البرك الصناعية.
- بالنسبة للعاملين في المزارع ينبغي التقيد بالملابس النظيفة والمعقمة ولبس الأحذية الطويلة والمعقمة وكذلك الكمامات والقفازات وعدم تداول الملابس الشخصية، وعند انتهاء العمل توضع الأدوات الخاصة بالعاملين في معقمات خاصة درجة حرارتها مناسبة ويفضل استخدام الملابس والأدوات التي تستخدم مرة واحدة فقط .
- التخلص من الطيور المصابة والنافقة بالحرق المستمر ودفنها في حفر سطحية خوفاً من تلويثها للمياه الجوفية.
- التخلص من النفايات (مخلفات الدجاج) بطريقة صحية وسليمة ووضعها في أكياس خاصة وسميكة وإغلاقها جيداً والتخلص منها بالحرق.
- وضع الحواجز والشباك للحيلولة دون وصول أي طائر من الخارج والإختلاط بطيور المزرعة أو الأكل من أكل الطيور أو طرح مخلفاته داخل الحظائر.
- وضع القيود على دخول طيور الزينة والتعامل معها.
- لبس النظارات الخاصة بحماية العينين.
- التقيد باستخدام الوسائل الحديثة في المزارع مثل إستخدام الأقفاص التي تحتوي على مكان لوضع أكل الطيور ومكان خاص تتجمع فيه المخلفات (فضلات الطائر) على سيور متحركة وتذهب مباشرة لمكان تجمع المخلفات على أن يكون المكان مغطى وغير معرض للهواء على أن يتم التخلص من هذه المخلفات أولاً بأول بالطرق الفنية.
- وضع القيود على عملية صيد الطيور خاصة الطيور المهاجرة وذلك لتعرضها للإصابة بهذا المرض وبالتالي إمكانية نقلها العدوى للإنسان عن طريق لمسها.
ماذا يفعل الشخص لدى تعرضه لإمكانية العدوى؟
ينبغي الإنتباه لظهور أي أعراض حتى ولو طفيفة مثل الرشح أو السعال، أو إرتفاع درجة الحرارة؛ فإن ظهرت هذه الأعراض خلال مدة 10 أيام من التعرض للعدوى فيلزم المسارعة بإستشارة الطبيب والإهتمام بوضع الكمامة وعدم مخالطة الآخرين وإخبار الطبيب عن كل الظروف التي حصلت ووجهة السفر خلال المدة السابقة إذا كان الشخص قد سافر قريبا، وطبيعة التعرض للعدوى وأي تفاصيل أخرى تفيد في تشخيص الحالة الصحية.
لقاح الإنفلونزا:
لا يوجد في الوقت الحاضر لقاح فعال ضد فيروس الإنفلونزا (H5N1) سواء للطيور أو للإنسان ، إلا أن العمل يجري حثيثا في دول عدة على إيجاد لقاح فعال لمنع حدوث العدوى أو التقليل من أضراره الصحية.
إيجاد لقاح فعال ضد إنفلونزا الطيور هو السبيل الوحيد للحد من خطره
إحتياطات خاصة بالسفر والمسافرين:
من الضروري إجراء إختبار تحليل الدوم لمعرفة وجود فيروس الإنفلونزا وخاصة النوع H5N1 لكل من قدم من دول موبوءة إذا كان يعاني من أعراض تنفسية أو أدخل المستشفى بسبب إلتهاب رئوي خاصة إذا كان هناك إتصال سابق مباشر بالدواجن مثل زيارة المزارع أو أسواق بيع الطيور أو زيارة بيوت مأهولة بتربية الدجاج مثلاً.
وحتى الوقت الحاضر لم تصدر السلطات الصحية وخاصة منظمة الصحة العالمية أي حظر للسفر إلى أي دولة ظهرت فيها عدوى فيروس H5N1 إلا أنه من الحصانة تجنب الذهاب إلى هذه الدول إلا لسبب هام وليس للسياحة فقط.
أما الإحتياطات التي ينصح بها المسافر فهي كالتالي:
- ينصح المسافر بمراجعة الطبيب وأخذ المشورة الصحية قبل السفر لأي من البلاد التي ظهرت فيها العدوى وأخذ أي إحتياطات أو أدوية لإستعمالها عند الحاجة.
- كما ينصح المسافر بإصطحاب حقيبة طبية تشمل الإسعافات الأولية ومطهر موضعي وقفازات وكمامات وأدوية الرشح والإنفلونزا ومضادات حيوية وأحد الأدوية المعتمدة لعلاج إنفلونزا الطيور أو الوقاية منها.
- ينصح بعمل تأمين طبي شامل يغطي تكاليف العلاج والترحيل إلى بلد المسافر.
- عند الوصول إلى وجهة السفر ينصح بالحصول على أي معلومات صحية أو تعليمات خاصة بالعدوى وأي تطورات تحدث خلال مدة السفر.
ولدى تواجد المسافر في أي بلد ظهرت فيه الحالات المرضية ينصح بالآتي:
- تجنب ملامسة أي لحوم طازجة أو طيور أو دواجن حية والإبتعاد عن أماكن تواجدها أو بيعها أو تقطيعها.
- تجنب الأماكن التي يمكن أن تتواجد فيها العدوى مثل مزارع الدواجن أو أسواق بيعها، أو حدائق الطيور مع تجنب ملامسة طيور الزينة أو الإقتراب منها.
- الإبتعاد عن وعدم ملامسة أي وسائل لنقل أو تخزين أو تربية الطيور والدواجن كسيارات النقل أو أقفاص الطيور أو حظائرها.
- ومن أهم عوامل منع حدوث العدوى هو غسل الأيدي المتكرر بالماء والصابون.
- عدم تناول اللحوم والبيض إلا بعد طهيها جيداً.
وعندما تظهر أي أعراض مرضية على المسافر عليه أن يسارع بطلب العون الطبي.
إحتياطات وقائية بالنسبة للحجاج والمعتمرين :
لاشك أن فرصة نقل العدوى بالنسبة للفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي عامة ، والإنفلونزا خاصة ، تزيد كثيرا في الأماكن المزدحمة ، وتزيد خطورتها إذا كان الناس في هذا الزحام من جنسيات وأماكن مختلفة ، فيأتون بما هو موجود في هذه الأماكن من أمراض ، لتنتقل إلى آخرين يعودون بها إلى بلادهم ، وهذا يحدث بوضوح أثناء الحج والعمرة فبالنسبة لتقبيل الحجر الأسود فبالطبع يمكن - إن كانت هناك عدوى بأي نوع من سلالات الإنفلونزا- أن تنتقل بين من يتوالون على تقبيل الحجر ، لأن الفيروس ينتقل عن طريق الاستنشاق والملامسة ، وعلى الرغم من عدم ثبوت إنتقال عدوى فيروس إنفلونزا الطيور من إنسان إلى آخر حتى الآن ، إلا أن الطفرة المتوقعة التي يمكن أن تحدث في الفيروس وتمكنه من ذلك يمكن أن تحدث في أي وقت وفي أي مكان ، وإذا وضعنا في الاعتبار أن هناك أعدادا ضخمة يأتون من دول جنوب شرق أسيا التي ظهر فيها الوباء بين الطيور مثل أندونيسا وماليزيا ، وانتقل منها إلى البشر ، فذلك يدعونا إلى الحرص في تصرفاتنا في هذه الأماكن المقدسة.
وهناك عدد من النصائح ينبغي أن يلتزم بها المعتمرون والحجاج عند ذهابهم لأداء العمرة والحج تتلخص في الآتي :
- تناول اللقاح المحضر هذا العام ضد الإنفلونزا التي تصيب البشر قبل السفر بعشرة أيام على الأقل مع اللقاحات الأخرى، وذلك من أجل الوقاية من الفيروس العادي حتى لا تضعف مناعة الإنسان ، أو أن تختلط كل من السلالتين التي تصيب الإنسان والطيور في حالة انتشار العدوى ، مما يمكن أن يتسبب في حدوث وباء عالمي.
- إرتداء قناع واق يغطي الأنف والفم أثناء التواجد داخل التجمعات، وفي الأماكن المزدحمة.
- الحرص على النظافة العامة والسلوك الصحي السليم ، وأهمها غسيل اليدين باستمرار ، وعدم التقبيل، وعدم استخدام أدوات الآخرين .
- في حالة الشك في حصول العدوى يمكن استخدام دواء " تاميفلو" أو " ريلنـزا"وهي أدوية مضاد لفيروس الإنفلونزا بكافة سلالاته بما فيها إنفلونزا الطيور. وكذلك البشر، حيث أنه يمكن أن يقي من حدوث العدوى، ويستخدم أيضا للعلاج لتحجيم الفيروس وتقليل الأعراض المرضية المصاحبة للعدوى، ويمكن استخدامه للوقاية من العدوى بجرعة : كبسولة واحدة يوميا لمدة 10 أيام فقط ، أي مدة التواجد لأداء العمرة أو الحج .
الحالات المرضية
طرق تشخيصها وكيفية معالجتها
من المعلومات المحدودة المتوفرة في الحالات التي أصيبت من جراء العدوى بفيروس نوع H5N1 فإنه يتبين أن أعراض المرض تشمل الحمى، وألم الحلق، والسعال، وفي الحالات الشديدة التي توفيت ظهر تأزم تنفسي شديد والتهاب فيروسي رئوي حاد أدى إلى فشل تنفسي ومن ثم إلى الوفاة. وتعتبر إختبارات تشخيص المرض سريعة ويعتمد عليها ومتوفرة في المختبرات العادية ويمكن أن تعمل من عينة دم المريض أو إفرازاته. أما زراعة الفيروس وتصنيفه فلا تتوفر إلا في المختبرات المتخصصة.
ويتم تشخيص مرض إنفلونزا الطيور بمعرفة التاريخ المرضي لمن يشتبه بإصابته إبتداء بوجود حالة التعرض للعدوى سواء كانت مباشرة من الطيور المصابة أو غير مباشرة وذلك بالتعرض لإفرازاتها أو أدوات نقلها أو ما شابه ذلك أو التعرض لمريض مصاب بالمرض، ثم وجود أعراض مرضية توحي بإمكانية حصول العدوى حتى ولو لم تكن نموذجية، وأخيرا تحاليل الدم المؤكدة للتشخيص .
أعراض مرض “ إنفلونزا الطيور “ في الإنسان:
تظهر على شكل هبوط عام وصداع ورعشة وتستمر لمدة أسبوعين، مع سوء هضم وانتفاخ أو فقد شهية وإمساك وأحيانا بول داكن وارتفاع في درجة الحرارة والشعور بالتعب والسعال وآلام في العضلات، ثم تتطور هذه الأعراض إلى تورمات في جفون العينين والتهابات رئوية قد تنتهي بأزمة في التنفس ثم الوفاة. وعموا فن الأعراض تشبه إلى حد كبير أعراض الإنفلونزا الحادة وهي :
- رشح الأنف والعينين.
- سعال شديد ومتكرر.
- إحساس بآلام الحلق وحرقان واحتقان في الأنف ومجرى الهواء.
- صعوبة في التنفس.
- إرتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 38 درجة مئوية.
- آلام في الصدر وأوجاع في العضلات والمفاصل
- إحساس بالإعياء والتعب العام.
في بداية المرض لا تختلف إنفلونزا الطيور عن الإنفلونزا البشرية
العـلاج:
لا يوجد علاج نوعي فعال للإصابة بالفيروس، ولكن المعالجة تعتمد على التعامل مع الأعراض ومنع حدوث مضاعفات وتعقيدات صحية - مثل الإلتهاب الرئوي والتهاب القصبات الهوائية و التهاب السحايا – و مبادرة التعامل جيدا معها عند حدوثها والحفاظ على الوظائف الحيوية للجسم أثناء الإصابة. وقد يتطلب الأمر الدخول إلى المستشفى أو العناية المركزة ريثما تخف الحالة.
الإلتهاب الرئوي أحد أخطر مضاعفات مرض إنفلونزا الطيور
وقد تفيد نفس الأدوية المستعملة لعلاج الإنفلونزا البشرية مثل دواء "تاميفلو" ( حبوب أو شراب ) أو ريلينـزا ( إستنشاق ) حيث يمكن استعمالها للوقاية من المرض إذا أخذت قبل العدوى إذ تصل فاعليتها في حالة الإنفلونزا البشرية ما نسبته 82-84 % .
كما يمكن استعمال هذه الأدوية لعلاج مرض "إنفونزا الطيور " حيث أنه عند أخذها خلال مدة 48 ساعة من ظهور الأعراض فإنها يمكن أن تقلل مدة المرض بيوم أو يومين وقد تحد من مضاعفات الإنفلونزا وخاصة عند الأشخاص ممن لديهم أمراض مزمنة مثل أمراض الرئة أو الكبد أو القلب أو الكلى أو مرض السكري ، إلا أنه لا يمكن الإعتماد عليها كليا في العلاج لعدم توفر معلومات كافية عنها ولذا لا بد من الإهتمام بالإجراءات الوقائية على المستوى الشخصي وعلى مستوى الدولة .
أدوية الإنفلونزا
يوجد أربعة أدوية يمكن استعمالها لعلاج حالات الإصابة بالإنفلونزا البشرية أو للوقاية منها ، ويمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسين:
النوع الأول : مستخلصات الدامانتين وهي : دواء أمانتادين ، ودواء ريمانتادين.
- تعمل هذه الأدوية فقط ضد فيروس الإنفلونزا نوع ( أ) وذلك بتثبيط تكاثر الفيروس.
- يستعمل دواء " أمانتادين" لجميع الاعمار إبتداء من عمر سبع سنوات ويوجد على شكل أقراص أو شراب . أما دواء " ريمانتادين" فيستعمل فقط للكبار ويوجد على شكل أقراص.
ويستعملان لعلاج الإنفلونزا البشرية وكذلك للوقاية منها عند أخذهما قبل العدوى وأثناء حضانة المرض ولكنهما قليلا الفاعلية بعد الإصابة بالمرض بحيث يفيدان فقط في خفض حدة المرض وتقليص مدة الإصابة بيوم أو يومين وقد ظهرت مقاومة من الفيروس ضد هذا الدواء في المرضى المصابين بإنفلونزا الطيور H5N1 في الحالات التي شخصت في دول جنوب شرق آسيا.
النوع الثاني : متبطات النيورامينديز : وهما ، دواء ( أوسيلتامفير)، ودواء ( زانامفير)
ويعملان على الحد من نشاط الفيروس وذلك بقفل الموقع النشط لأحد الإنزيمات التي تساعد الفيروس على الانطلاق من الخلية المصابة.
- أوسيلتامفير ( تاميفلو ): يوجد على شكل أقراص أو شراب للأعمار من سنة فأكثر .
ويمكن استعمال هذا الدواء كوقاية للأشخاص من سن 13 أو أكبر. ومدة العلاج 5 أيام أو علاج للأشخاص من عمر سنة فأكبر.
- زانا مفير( ريلينزا ): ويوجد على شكل بودرة للإستنشاق للأعمار من 7سنوات فأكبر، ويستعمل هذا الدواء كعلاج وربما للوقاية أيضا. ومدة العلاج 5 أيام.
دواء "تاميفلو" قد يفيد في الوقاية من العدوى
ما مدى فعالية هذه الأدوية:
كل هذه الأنواع يمكن استعمالها ضد فيروس الإنفلونزا عموما إلا أن هناك فصائل وسلالات من الفيروس يمكن أن تقاوم واحدا أو أكثر من هذه الأدوية ليصبح الدواء عديم الفائدة , ومثال على ذلك فيروس الإنفلونزا (أ) نوع H5 N1 السائد حالياً فهو يقاوم دواء أمانتادين و ريمانتادين لذلك لا يمكن الإعتماد عليها في علاج المرض أو الوقاية منه. ويستجيب فيروس H5N1 لللأدوية من النوع الثاني
الأعراض الجانبية:
- أوسيلتامفـير ( تاميفلو ): الغثيان , القي.
- زانامفـير ( ريلينـزا ): السعال , الصداع , الاسهال, الدوخة. ولا ينصح باستعماله في الأشخاص الذين لديهم أمراض صدرية حيث يمكن أن يسبب انقباضا في الشعب الهوائية.
- ولا يعرف حالياً مدى امكانية استعمال هذه الأدوية للحوامل .كما وجد في أحد الدراسات مقاومة من قبل فيروس الإنفلونزا للدواء بنسبة 5,5% .
وبالرغم من أن دواء أوسيلتامفـير (تاميفلو) فقط رخص باستعماله للوقاية إلا أن كلا الدوائين (تاميفلو ,ريلنـزا ) قد أثبتا فعاليتهما في الوقاية من الإصابة بالمرض بنسبة تصل الى أكثر من 82-84%. وعند إيجاد لقاح فعال لإنفلونزا الطيور فإنه لا يتعارض مع أخذ هذه الأدوية سواء للوقاية أو العلاج.
مـــادة مختـارة
أسئـلة و اجـوبة
فيما يلي أهم الأسئلة الشائعة عن المرض ومدى خطورته على الإنسان وأجوبتها.
س: كيف ينتقل فيروس أنفلونزا الطيور للإنسان؟
ج: كان يعتقد أن أنفلونزا الطيور تصيب الطيور فقط إلى أن ظهرت أول حالة إصابة بين البشر في هونج كونج في عام 1997.
ويلتقط الإنسان العدوى عن طريق الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بالمرض. ويخرج الفيروس من جسم الطيور مع فضلاتهم التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء. وتتشابه أعراض أنفلونزا الطيور مع العديد من أنواع الإنفلونزا الأخرى حيث يصيب الإنسان بالحمى واحتقان في الحلق والسعال. كما يمكن أن تطور الأعراض لتصل إلى التهابات ورمد في العين. وكان جميع الذين أصيبوا بالمرض في عام 1997 والبالغ عددهم 18 حالة يحتكون مباشرة بحيوانات حية سواء في المزارع أو في الأسواق.
وهناك العديد من أنواع أنفلونزا الطيور إلا أن النوع المعروف باسم "إتش5 إن1" هو الأكثر خطورة حيث تزيد احتمالات الوفاة بين البشر المصابين بهذا النوع من الفيروس. ويمكن أن يعيش الفيروس لفترات طويلة في أنسجة وفضلات الطيور خاصة في درجات الحرارة المنخفضة.
س: هل يمكن الشفاء أنفلونزا الطيور؟
ج: يمكن أن يبرأ المرضى المصابون بأنفلونزا الطيور من الفيروس إذا تعاطوا المضادات الحيوية. ويعطف الباحثون في الوقت الراهن
على تطوير مصل مضاد للمرض.
س: ما حجم خطورة أنفلونزا الطيور؟
ج: ترتفع احتمالات الوفاة بين البشر المصابين بأنفلونزا الطيور. فقد توفي ست حالات من 18 مريض أصيبوا بالفيروس في عام 1997. كما أن المرض تسبب في مقتل 10 أشخاص في الأسابيع الماضية. ولا يضاهي فيروس أنفلونزا الطيور فيروس الالتهاب الرئوي الحاد المعروف باسم "سارس" والذي أسفر عن سقوط 800 قتيل وإصابة 8400 شخص في جميع أنحاء العالم منذ انتشاره لأول مرة
في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2002.
س: هل هناك إمكانية لانتقال العدوى بالفيروس من مريض إلى شخص آخر سليم؟
ج: لم تسجل حتى الآن وقائع قطعية تثبت حدوث ذلك. ولتجنب الإصابة بالمرض يجب الابتعاد عن الأماكن التي توجد بها الدواجن الحية حيث يمكن أن يتفشى الفيروس بشدة.
س: ما سبب قلق الخبراء؟
ج: هناك مخاوف من أن الفيروس قد يندمج مع نوع آخر من فيروسات الإنفلونزا التي تصيب الإنسان ليشكلا معا نوع جديد من الفيروسات يمكن أن ينتقل من شخص لآخر. ويمكن أن يحدث هذا الاندماج في حالة إصابة شخص مريض أساسا بنوع من أنواع الإنفلونزا بفيروس أنفلونزا الطيور. وكلما زادت حالات الإصابة المزدوجة هذه كلما زادت احتمالات تطور صورة الفيروس.
س: هل يمكن أن استمر في تناول الدجاج؟
ج: يمكن أن تستمر في أكل الدجاج دون قلق لأن الخبراء يؤكدون أن فيروس أنفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الأكل، لذا فإن تناول الدجاج لا يمثل أي خطورة. وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه ينظر في إمكانية إتخاذ إجراء وقائي لحظر استيراد منتجات ولحوم الدواجن
من تايلاند لمنع وصول أي طيور مصابة إلى أراضيها.
س: ما الإجراءات التي يتم اتخاذها لاحتواء المرض في الدول التي ظهر بها؟
ج: أعدمت الملايين من الطيور في محاولة للتصدي لانتشار المرض بين الطيور الأمر الذي يمنع بدوره انتقاله إلى البشر.
خاتمــة
التحضير للوباء القادم و هل يمكن مقاومته؟
لقد مر 36 عام على آخر وباء عالمي ويعتقد كثير من المختصين أن حصول وباء جديد هو مسألة وقت، ومع أن شدة الوباء لا يمكن التنبوء بدرجته إلا أنه عند حصول الوباء مع عدم وجود أدوية فعالة أو لقاح يمنع العدوى فقد تكون الإصابة شديدة والوباء شامل .
ويعتقد أن يستمر الوباء لمدة طويلة وأن يحدث على شكل موجات كل عدة أشهر كما حدث في أوبئة سابقة وقد يكون هناك شح كبير في الموارد و المستلزمات الطبية والكوادر الصحية بحيث تصبح السيطرة الكاملة على الوباء غير ممكنة ولهذا لابد من الاستعداد الكامل والتحضير الجيد وتوقع الأسوأ لا قدر الله لإمكانية حدوث وباء عالمي شامل مع تعاون جميع الدول والإعلان عن أي حالات بشرية أو حيوانية والحصول على تعاون كافة الجهات الحكومية والأهلية لتطويق الوباء قبل أن يستفحل لدرجة كبيرة لا يمكن بعدها التحكم فيه.
وإعتماداً على المعلومات التاريخية فإن وباء الإنفلونزا يظهر عادة بمعدل 3-4 مرات كل قرن عندما تظهر أنواع جديدة من سلالات الفيروس وتبدأ بالإنتقال من شخص لآخر ومن بلد إلى آخر. وظهر خلال القرن الماضي وباء الإنفلونزا الأسبانية في عام 1918-1919م مسبباً وفاة 40-50 مليون نسمة، تبعه وباءين ظهرا في عام 1957-1958م و 1968-1969م. ويتوقع المختصون ظهور وباء جديد في الوقت الحالي. ويجمع الخبراء على أن القضاء السريع والحاسم على كل ثروة هونج كونج من الدواجن في عام 1997م ساعد في الحد من ظهور وباء عالمي عام. ويعتقد أن تطعيم العاملين والمتعرضين لفيروس أنفلونزا الطيور بلقاح الإنفلونزا البشري هام جداً للحد من ظاهرة تمازج الجينات بين نوعي الفيروس مما يمنع ظهور سلالات جديدة قد تكون السبب في حدوث الوباء العام. يضاف إلى ذلك حماية العاملين والمخالطين للدواجن من العدوى بأخذ الإحتياطات اللازمة مثل الملابس الواقية والكمامات والقفازات. وفي حالة ظهور إصابات ينصح بأن يأخذ العاملون الأدوية المضادة للفيروس كعامل وقاية حتى إذا لم يصابوا بالمرض.
ومن المهم أن تقوم السلطات الصحية بإعداد الخطط المدروسة والمتكاملة لمواجهة إمكانية حصول الوباء عالميا وأن تكون هذه الخطط فعالة لمراقبة وتعقب الفيروس والتعامل الحازم مع أية حالات تظهر بين الدواجن ومعالجة وعزل أي حالات بشرية تظهر لديها الإصابة مع مراقبة الوضع الصحي العالمي وعمل إجراءات شبيهة بما تم عمله وقت انتشار مرض " سارز " من كشف على المسافرين القادمين وملاحظة من يعاني من ارتفاع درجة الحرارة أو أعراض تنفسية .
لأن المملكة تقع في قلب العالم وتستقبل أكثر من مليوني حاج دفعة واحدة ومن كافة أقطار الدنيا وخاصة من دول ظهر فيها الفيروس بين الدواجن والبشر مثل أندونيسيا والصين ، وقد يصل الأمر عند حدوث الوباء لا قدر الله إلى إقفال جميع حدود البلد وقصر الحج على الداخل فقط .
الـمراجــع
- منظمة الصحة العالمية تقارير وإصدارات 2003-2005 م
- مركز التحكم بالمرض CDC– الولايات المتحدة الأمريكية -