مواضيع مختلفة

السكته الدماغيه

​نبذة مختصرة:
• تحدث عندما يتوقف أو يقل تدفق الدم إلى الدماغ؛ مما يؤدي إلى تلف خلاياه.
• تجب معرفة العلامات التحذيرية المؤقتة ما قبل السكتة الدماغية وعدم تجاهلها.
• أهم عرض للسكتة الدماغية هو حدوث شلل نصفي مفاجئ للجسم.
• السرعة في طلب العلاج خلال الساعات الأولى من ظهور الأعراض مهم للغاية.
• السيطرة على الأمراض المزمنة واتباع نمط حياة صحي من أهم سبل الوقاية منها.


مقدمة:
هو مرض يؤثر في الشرايين في الدماغ، ويحدث نتيجة خلل مفاجئ في إمداد الدماغ بالدم، وغالبًا ما يكون بسبب انسداد او انفجار مفاجئ لأحد شرايين الدماغ. كما تعتبر من أهم أمراض الأعصاب؛ حيث تصيب أي شخص؛ ولكنها أكثر شيوعًا عند كبار السن.

 

مسميات أخرى:
نوبة نقص الدم الموضعية الاحتباسية العابرة - الجلطة الدماغية.

 

ما قبل الجلطة:
نوبة نقص تروية عابرة (سكتة دماغية تخثرية عابرة صامتة): تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ لفترة قصيرة من الزمن، وتظهر أعراض تدوم أقل من 24 ساعة ولا تسبب ضررًا دائمًا على الدماغ؛ حيث تعد علامة تحذيرية خطيرة بأن السكتة الدماغية قد تحدث في المستقبل ويجب عدم تجاهلها، وعادة ما يكون السبب:
• انخفاض تدفق الدم في جزء ضيق من الشريان الرئيس الذي يحمل الدم إلى الدماغ (مثل: الشريان السباتي).
• انتقال جلطة دموية من جزء آخر من الجسم (مثل القلب) وصولاً إلى الدماغ.
• تضييق الأوعية الدموية في الدماغ؛ مما يؤدي إلى صعوبة تدفق الدم لفترة قصيرة من الزمن، وعادة ما يحدث بسبب تراكم البلاك (مادة دهنية).

 

أنواع السكتة الدماغية:
• سكتة دماغية إقفاريه (تخثرية - الصمية): هذا النوع يشكل 87%من حالات السكتات الدماغية، حيث تحدث بسبب انسداد الأوعية الدموية التي تحمل الدم إلى الدماغ بواسطة ترسبات دهنية أو جلطة دموية (خثرة دموية) مصدرها مكان في الجسم ويكون عادة القلب. 
• سكتة دماغية نزفية (نزيفيه): يحدث النزيف بسبب انفجار أو تمزق الأوعية الدموية الذي ينتج عنه تورم وضغط في الدماغ؛ مما يؤدي إلى تلف الخلايا والأنسجة فيه، وفي معظم الأحيان قد يؤدي إلى الوفاة، وله عدة أسباب أحدها ضغط الدم المرتفع غير المنتظم. كما يمكن أن تكون ناتجة عن تشوه شرياني وريدي (حالة وراثية تتصف بارتباط غير طبيعي بين الشرايين والأوردة وغالبًا ما يحدث في الدماغ أو العامود الفقري).

 

أنواع السكتة الدماغية الأقفارية الأكثر شيوعًا هي:
• سكتة دماغية خثاريه (Thrombotic stroke):

يحدث هذا النوع من السكتة الدماغية عندما تتكون خثرة / جلـطة (Thrombus) في أحد الشرايين المسؤولة عن توريد الدم إلى الدماغ. تخثـر الدم يحدث عادة في المناطق التي كانت قد تضررت جراء مرض تصلب الشرايين، وهو مرض تنسد فيه الشرايين بسبب تراكم الترسبات الدهنية (لـويحات). هذه العملية تحدث في أحد شرياني الرأس (kuh - ROT - id) الموجودين في مؤخر العنق والمسؤولـين عن توريد الدم إلى الدماغ، مثل الشرايين الأخرى في منطقة الرقبة والدماغ.

• سكتة دماغية صمية أو انصمامية (strokeEmbolic):

 يحدث هذا النوع من السكتة الدماغية عند تكون خثرة أو جسيم آخر في داخل أحد الأوعية الدموية البعيدة عن الدماغ، في منطقة القلب، عادة فيدفعها تيار الدم معه حتى تستقر في وعاء دموي ضيق في منطقة الدماغ. ويسمى هذا النوع من الخثرة صمه (embolus). هذه الحالة تنشأ إجمالًا نتيجة لاضطرابات نظم القلب في واحدة من حجرتي القلب العليا (الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation)، يؤدي إلى خلل في تزويد الدم وإلى تكون جلطات.
• السكتة الدماغية النزفية (Hemorrhagic stroke):
تحدث هذه السكتة عندما يبدأ أحد الأوعية الدموية في الدماغ بالنزف أو بالتمزق. هذا النزف قد يحدث نتيجة بعض الحالات الطبية التي تؤثر على الأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم غير المعالـج (توسع كيسي غير طبيعي في شريان أو أكثر - Aneurysm). وهناك سبب آخر أقل شيوعًا للنزف، هو تمزق الأوعية الدموية، وهو تشوه شرياني وريدي (AMV – (Arteriovenous malformation) يتمثل في كون بعض الأوعية الدموية رقيقة الجدران، مما يؤدي إلى تمزقها بسهولة وهو تشوه خِلـقي.
 
هنالك نوعان من السكتة الدماغية النزفية:
• نزف داخل الدماغ:
 في هذا النوع من السكتة الدماغية، ينفجر أحد الأوعية الدموية الموجودة في داخل الدماغ فيتدفق الدم إلى أنسجة الدماغ من حوله، مما يسبب ضررًا لخلايا الدماغ. كذلك خلايا الدماغ الموجودة ما وراء التسرب لا تحصل على كميات منتظمة من الدم فيصيبها الضرر، هي الأخرى..
وقد يسبب ارتفاع ضغط الدم مع الوقت لسكتة دماغية من هذا النوع. فمع مرور الوقت يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يجعل الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة داخل الدماغ أكثر رقة وأكثر عرضة للتشقق والتمزق.

 نزف تحت العنكبوتية:
 في هذا النوع من السكتة الدماغية، يبدأ النزف في أحد الشرايين الكبيرة أو في منطقة سطح الدماغ فيتدفق الدم في الحيز ما بين الدماغ والجمجمة. هذا النوع من النزف يكون مصحوبًا، عادة، بصداع قوي جدًا ومفاجئ.
هذا النوع من السكتة الدماغية ينجم، غالبًا، عند انتفاخ أو توسع يظهر في جدار أحد الشرايين، التي قد تتكون وتكبر مع الوقت، أو قد تكون خِلقية (منذ الولادة). بعد بدء النزف، قد تتوسع الأوعية الدموية في الدماغ وتضيق بطريقة غير منتظمة (تشنج وعائي(vasospasm)، مما قد يسبب ضررًا للخلايا جراء الهبوط الإضافي في تزويد أجزاء الدماغ الأخرى بالدم.
هنالك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمال التعرض لسكتة دماغية. كما أن بعض هذه العوامل قد يزيد، أيضًا، احتمال الإصابة بالجلطة (السكتة) القلبية (احتشاء عضل القلب الحاد - AMI - Acute myocardial infarction).

 

السبب:
يحتاج الدماغ لإمداد متواصل بالأكسجين والمواد الغذائية لكي يعمل بشكل طبيعي، وعند الإصابة بالسكتة الدماغية يتم توقف إمداد الأكسجين للدماغ؛ مما يؤدي إلى موت خلايا الدماغ بعد دقائق قليلة؛ وينتج عن ذلك عجز في وظيفة الدماغ والتي قد تشمل على مشاكل في الحركة، النطق، التفكير، التحكم بوظائف الأمعاء والمثانة، والوظائف الحيوية الأخرى للجسم، كما أن سبب حدوثه لا يزال غير معروف.

 

عوامل الخطورة:
• التقدم في العمر.
• الجنس حيث يكون أكثر شيوعًا عند الرجال.
• التاريخ العائلي.
• الإصابة السابقة بالسكتة الدماغية.
• الإصابة السابقة بنوبات نقص تروية عابرة (جلطة إنذارية). 
• الإصابة السابقة بنوبة قلبية.
• ارتفاع ضغط الدم غير المنتظم.
• داء السكري.
• ارتفاع الكوليسترول.
• أمراض الشرايين.
• الرجفان الأذيني.
• مرض فقر الدم المنجلي.
• عدم ممارسة النشاط البدني.
• سوء التغذية.
• السمنة.
• اضطرابات النوم.
• التدخين.
• تناول الخمور.
• تعاطي المخدرات.

 

الأعراض:
• خدر أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم.
• صعوبة في التحدث أو الفهم.
• صعوبة في الرؤية في كلا العينين أو إحداهما.
• صعوبة في المشي، والدوخة، وفقدان التوازن.
• صداع شديد ومفاجئ وقد يصاحبه غثيان.

 

متى تجب رؤية الطبيب:
تجب رؤية الطبيب فورًا عند ملاحظة أي من الأعراض التالية حتى عند اختفائها:
 الوجه: إذا ابتسم الشخص المصاب وتدلى جانب من وجه.
• الذراعان: إذا لم يستطع رفع ذراعه للأعلى.
• الكلام: إذا كان كلامه غريبًا أو متداخلًا.
أو حدوث أياً من الأعراض السابق ذكرها في الأعلى.

 

المضاعفات: 
المضاعفات المحتملة نتيجة للسكتة الدماغية تختلف باختلاف الجزء المتضرر من الدماغ، وهذه المضاعفات تشمل:
• العدوى غالبًا في الصدر والمسالك البولية.
• تقرحات في الجلد.
• الشلل أو فقدان حركة العضلات.
• صعوبة التحدث أو البلع.
• فقدان الذاكرة وصعوبات التفكير.
• الاكتئاب.


التشخيص:
يحتاج الطبيب إلى تقييم نوع السكتة الدماغية التي تعرضت لها والمناطق التي تأثرت بها في الدماغ، كما يحتاج إلى استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض (مثل: وجود ورم في الدماغ أو رد فعل لأحد العقاقير)؛ لذا قد يستخدم الطبيب العديد من الاختبارات لتحديد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، منها:
 التحاليل المخبرية: اختبارات الدم لتحديد مستويات الكوليسترول والسكر في الدم.
• اختبارات أخرى: الأشعة المقطعية، التصوير بالرنين المغناطيسي، اختبار للبلع، اختبارات للقلب والأوعية الدموية.


العلاج:
يعتمد العلاج على نوع السكتة الدماغية، حيث تشمل:
• الأدوية: عادة ما يكون بتناول واحد أو أكثر من الأدوية المختلفة؛ حيث بعضها قد يؤخذ على الفور ولفترة قصيرة (مثل: مسيلات الدم)، أما البعض الآخر قد يحتاج إلى أن تؤخذ على المدى الطويل؛ لكن عندما يتم تشخيصه على الفور يتم إعطاء المصاب مذيب للجلطة عن طريق الوريد؛ لتحسين تدفق الدم إلى الجزء من الدماغ؛ لكن يجب استخدامه في الثلاث أو الأربع ساعات الأولى من الإصابة، وفي بعض التوصيات الأخرى حتى الست ساعات الأولى.
• الجراحة: قد يحتاج البعض لها، حيث يتم إزالة الخثرة؛ لاستعادة تدفق الدم إلى الدماغ، ويتم عن طريق إدخال قسطرة في الشريان وغالبًا في الفخذ، ثم تمرير جهاز صغير عبر القسطرة إلى الشريان المتضرر في الدماغ، حيث يتم عمل هذا الإجراء في غضون الست ساعات الأولى من ظهور أعراض السكتة الدماغية الحادة.
• التأهيل: حيث قد يحتاج بعض المصابين إلى علاج طويل المدى حيث يحتاجون إلى علاج طبيعي، علاج وظيفي، نطق وتخاطب، وعلاج نفسي، والتغذية، التحكم في المثانة.


 الوقاية:
• معرفة علامات وأعراض السكتة الدماغية هي الخطوة الأولى لضمان تلقي المساعدة الطبية على الفور.
• السيطرة على المشاكل الصحية (مثل: داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، وغيرها).
• اتباع نمط غذائي صحي.
• الحفاظ على وزن صحي.
• ممارسة النشاط البدني بانتظام.
• الإقلاع عن التدخين.

 

الأسئلة الشائعة:
• هل يمكن علاج المصابين بالكي (الكي بالنار)؟
لم يثبت نهائيًا أن العلاج بالكي يعالج الجلطات الدماغية؛ بل قد يسبب في المقابل جروحًا لا تبرأ خاصة مع مرضى السكري وكبار السن.
• هل الجلطات تصيب الدماغ فقط؟
الجلطات قد تصيب الدماغ، القلب، الرئتين، شرايين الساق وأماكن أخرى.

 

المفاهيم الخاطئة:
• السكتة الدماغية لا يمكن تفاديها أو منعها من الحدوث.
الحقيقة: الالتزام بطرق الوقاية منها يلعب دورًا رئيسًا في إمكانية تجنب حدوثها بإذن الله.
• السكتة الدماغية تحدث فقط للبالغين أكبر من 38 سنة وكبار السن.
الحقيقة: يمكن أن تحدث السكتة الدماغية لأي شخص في أي وقت.
• إذا اختفت أعراض السكتة الدماغية، فلا داعي لرؤية الطبيب.
الحقيقة: أعراض الجلطة المؤقتة هي - في الغالب - علامات تحذير قبل السكتة الدماغية الفعلية وتحتاج إلى أن تؤخذ على محمل الجد.

 

لمعرفة المزيد:

آخر تعديل : 16 ربيع الثاني 1443 هـ 12:12 م
عدد القراءات :