هو اضطراب نمائي، يحدث في مرحلة مبكرة من الطفولة، يؤثر في كيفية التواصل والتفاعل الاجتماعي، ويتضمن أنماطًا محددةً ومتكررةً من السلوك، أُضيف مصطلح "طيف التوحد" للإشارة إلى وجود مجموعة متعددة من الأعراض والعلامات وعلى مستويات مختلفة من الشدة.
لا يوجد حتى الآن سبب محدد للاضطراب، وتلعب العوامل الجينية والوراثية دورًا مهمًّا في الإصابة بالاضطراب، وتتفاعل مع عوامل بيئية مختلفة، وتُدرَس علاقتها بالاضطراب حاليًّا مثل المضاعفات التي تحدث أثناء الحمل والولادة، ولكن لم تُثبَت علاقةٌ مباشرةٌ مع أيٍّ من هذه العوامل حتى الآن.
تظهر الأعراض في مراحل الطفولة المبكرة، ويكون هناك بعض العلامات التحذيرية مثل ضعف التواصل البصري، وعدم الاستجابة للاسم، والتأخر اللغوي، وتظهر الأعراض من خلال العناصر التالية:
** من المهم معرفة أنه ليس شرطًا ظهورُ كل هذه المشاكل، ولكن من المهم معرفة إمكانية حدوثها لتسهيل التعرف والتعامل معها.
ما مدى شيوع اضطراب طيف التوحد؟
أفاد مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي أن ما يقارب 1 من كل 44 طفلًا في الولايات المتحدة يُشخَّصون باضطراب طيف التوحد، وأن الاضطراب في ازدياد بأكثر بـ١٠ مرات في الـ٤٠ سنة الأخيرة،
ويُعتَبَر الذكور أكثر عرضة للإصابة بأربع مرات من الإناث.
اضطراب طيف التوحد قد يحدث في الأشخاص بمختلف (الأعراق، والجنسيات والحالة الاجتماعية والاقتصادية).
ما التوقعات بعد التشخيص؟
لا يمكن التنبؤ، حيث إن اضطراب طيف التوحد يؤثر على كل شخص مصاب به بطريقة مختلفة؛ فكل شخص يكون لديه نقاط قوة ونقاط تحديات تختلف على أثرها طريقة التدخل، وبالتالي يختلف مآل الشخص.
لذلك فخطط العلاجات الحالية التي تقدَّم من فريق بمختلف التخصصات تتمركز حول تقليل وتخفيف الأعراض التي تحول بين الطفل وقدرته على إنجاز وظائفه اليومية وجودة الحياة حسب حالة كل طفل.
هل التطعيمات تسبب اضطراب طيف التوحد؟
لا توجد علاقة بين التطعيمات بمختلف أنواعها واضطراب طيف التوحد؛ حيث أظهرت العديد من الدراسات أن التطعيمات غير مرتبطة باضطراب طيف التوحد، ولا توجد أي علاقة بينها، والانتكاسة التي نراها في بعض حالات التوحد تكون عادةً على عمر ١٤ شهرًا وليس لها ارتباط بالتطعيمات.
هل التلفاز والأجهزة الذكية كالآيباد والجوال تسبب اضطراب طيف التوحد؟
التعرض للشاشات الإلكترونية والأجهزة الذكية لا تسبب اضطراب طيف التوحد، ولكنها قد تؤثر على (صحة الطفل بما يخص مهارات العضلات الدقيقة، والنوم، والسِّمنة، والتغيرات الكيميائية العصبية في الدماغ مثل: تقليل الإنتاج الخاص بالميلاتونين، والسلوك، وتطور اللغة، والتفاعل، وزيادة الحركة، وضعف التركيز).
هل اضطراب طيف التوحد وراثي؟
سبب حدوث اضطراب طيف التوحد غير معروف وقد يكون وراثيًّا، وإلى الآن لم يستطع العلم اكتشاف جينات محددة مسبِّبة للتوحد، بل هي على الأرجح ناتجة من تفاعل عدة جينات مع بعضها البعض.
بعض أنواع الخلل الجيني يفسِّر بعض الحالات فقط مثل متلازمة إكس الهش، ومتلازمة برادر ويلي أو متلازمة إنجل مان.
هل يستجيب الطفل لبرامج التدخل المبكر؟
نعم، من المهم التدخل المبكر "مبكرًا" ويبدأ بمجرد اكتشاف وجود تأخر في أي مجال من مجالات التطور النمائي لدى الطفل حتى قبل التشخيص النهائي؛ حيث إنه قد يغير الكثير من مجريات الأمور، ويساعد في تطور المهارات وتحسنها.
لقد أظهرت الأبحاث أن التشخيص والتدخل المبكرَين لاضطراب طيف التوحد من المرجح أن يكون لهما آثار إيجابية كبيرة سواءً في المراحل المبكرة أو على المدى الطويل، وذلك على مختلف المهارات اليومية سواء الحركية أو اللغوية والاجتماعية.
هل يوجد برامج تأهيلية ذات فائدة للطفل المصاب باضطراب طيف التوحد؟
نعم يوجد، وهناك عدة جهات معنية تقدم هذه الخدمات من ضمنها (وزارة الصحة من خلال عيادات ومراكز النمو المختلفة ومراكز التأهيل، أو مراكز الرعاية النهارية تحت إشراف وزارة الموارد البشرية، أو مراكز التربية الخاصة التابعة لوزارة التعليم، وغيرها من المراكز المتخصصة في القطاعات الحكومية والأهلية المختلفة).
كيف يُعالَج اضطراب طيف التوحد؟
لم يثبت علميًّا حتى الآن أن اضطراب طيف التوحد يُشفَى تمامًا، ولا يوجد نوع واحد فقط تُعالَج من خلاله الحالة، لذلك يكون العلاج والتدخل من خلال مجموعة من البرامج العلاجية والتأهيلية المختلفة المصمَّمة حسب احتياج كل طفل، وتشمل هذه التدخلات ما يلي:
- علاج النطق والتخاطب.
- التدخلات السلوكية وتطوير المهارات الاجتماعية مثل برامج تحليل السلوك التطبيقي.
- العلاج الوظيفي.
- العلاج الطبيعي.
- العلاج الأسري.
- العلاج الاجتماعي.
- العلاج بالتغذية.
- الأدوية.
هل يستطيع المصاب باضطراب طيف التوحد الدراسة بمدارس عامة هنا؟
نعم ، يستطيع العديد من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الالتحاق بالتعليم وبمراحله المختلفة، ويعتمد ذلك على عدة جوانب تشمل القدرات الإدراكية واللغوية لدى الطفل، وشدة الأعراض السلوكية، والمهارات الاجتماعية، فيمكن للطفل أن يكون في مدرسة عامة وفي فصول عامة، ويكون مُدمجًا بالفصل بشكل كامل، وقد يحتاج بعض الأطفال لبرامج تعليمية وتأهيلية خاصة داخل المدرسة، ويتم ذلك بمساعدة المختصين ومعلمي التربية الخاصة، وقد يكون هناك دمج جزئي لبعض الطلاب كذلك من خلال وجودهم في فصول خاصة، ويُدمَجون في أوقات الأنشطة الحركية والفسحة وغيرها من الأنشطة الطلابية المختلفة.
مَن المختص بتشخيص اضطراب طيف التوحد؟
من أفضل الطرق لتشخيص حالات الاضطرابات النمائية -ومنها اضطراب طيف التوحد- أن يكون من خلال فريق متعدد التخصصات مثل: (طبيب تطور نمو وسلوك الأطفال، وطبيب نفسي للأطفال والمراهقين، وطبيب أعصاب الأطفال، والاختصاصي النفسي، واختصاصي اللغة والتخاطب، واختصاصي التربية الخاصة، والاختصاصي الاجتماعي، واختصاصي العلاج الوظيفي، واختصاصي التغذية).
هل يحتاج اضطراب طيف التوحد إلى كشف وقائي؟
لا يوجد كشف وقائي، ولكن يوجد كشف مبكر عن طريق المسح بطرق ومقاييس مقننة وفعالة.
هل توجد علاقة بين اضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
نعم، توجد علاقة ثنائية الاتجاه، حيث إن الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد قد يصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والعكس صحيح.
هل سوء التغذية أثناء فترة الحمل له علاقة بالإصابة باضطراب طيف التوحد؟
العوامل البيئية ككل لا يمكن اعتبارها مسببة أو عرَضية، لكن من الممكن أن تحفز خطرَ الإصابة بالتوحد من خلال عدة آليات أساسية؛ من ضمنها تأثير العوامل الوراثية، والالتهابات، ونقص الأكسجين في الدماغ وغيرها.
هل العلاجات التكميلية والعلاجات البديلة مفيدة لعلاج اضطراب طيف التوحد؟
تشير الدراسات العلمية بأن العلاجات التكميلية مثل الحِمْية الغذائية، وأوميغا 3، والفيتامينات، والبروبايوتيك، والمكملات العشبية الصينية، والعلاج بالأكسجين غير مفيدة في علاج اضطراب طيف التوحد، وإنما قد يظهر تحسُّن في بعض الجوانب السلوكية وجوانب التركيز والذي يرتبط بالصحة العامة للطفل وليس كتأثير في تطور المهارات الاجتماعية.