"هل سأكمل الحج؟ كنت في الطائرة ووجدت نفسي هنا في المشاعر المقدسة".. بهذه الكلمات خاطبت الحاجة الأفغانية (أنسيسا هاشمي) مترجمتها في مستشفى عرفة، حيث كان يبدو الخوف واضحًا على محيَ الحاجة التي تبلغ من العمر 60 عامًا، وهي تتوقع أن الطائرة ستعيدها إلى المطار استعدادًا للعودة إلى بلادها دون إتمام مناسك الحج لهذا العام، لكن حينما علمت أنها ضمن قافلة (الصحة) لنقل الحجاج المرضى المنوَّمين لإكمال حجهم، شعرت حينها بالسعادة الغامرة، وتهللت أساريرها، لأنها ستكمل فريضة الحج، بإذن الله.
يُشار إلى أن الحاجة أنسيسا كانت قد تعرضت لحادث سقوط أثناء سيرها تسبب في انكسار عظمة الساق اليسرى؛ مما جعل مستشفى الأنصاري بالمدينة المنورة تحوِّلها إلى مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة، ثم حُوّلت عن طريق الإخلاء الجوي إلى عرفات، حيث انطلقت صباح يوم السابع من ذي الحجة لتهبط في مستشفى عرفات العام لتعتبر أول حاج يتم إخلائه لمشعر عرفات. وطمن الدكتور حاتم الغنام، أخصائي العظام بمستشفى عرفات العام، الحاجة أنه يمكنها إكمال الحج وتحقيق أمنيتها في الوقوف بجوار جبل الرحمة التي كانت ترددها؛ حيث أفادها بأن حالتها عبارة عن كسر في عنق عظمة الفخذ الأيسر الذي نتج عن سقوطها، وبأن إمكانية إكمال مناسك الحج في هذه الحالات رغم صعوبتها إلا انها مع العناية والمتابعة الطبية، سوف تكون في المستطاع بدورها.
ومن جهتها، أعربت الحاجة أنسيسا عن شكرها وتقديرها إلى (الصحة)، موضحة أنها لا تستطيع وصف مدى سعادتها بما سمعته من طبيبها المعالج، حيث إنها قدمت كل ما تملك للوصول لبيت الله الحرام والحج هذا العام، مقدرة امتنانها للخدمات الطبية المقدمة التي ساعدتها -بعد الله- في إتمام حجها إن شاء الله.