شارك أحد أبطال وزارة الصحة، فهد عائض القحطاني، لمدة 15 عامًا في خدمة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة. وتحدث القحطاني عن الفرق الشاسع في تطور الخدمات الصحية خلال عقدٍ من الزمن، إذ يروي حكاية تطور القطاعات كشاهد عيان من أرض الواقع، قائلا: "كانت المعاناة الأكبر للقطاعات الصحية في خدمة الحجاج بالمشاعر المقدسة هي صعوبة نقل المريض ووصوله إلى لمستشفيات خاصة قبل منع دخول السيارات، أما اليوم، فيجد المريض –ولله الحمد- في كل جزءٍ من أراضي المشاعر المقدسة مركزًا صحيًا، ناهيك عن تنوع وسائل نقله ما بين السيارات الصغيرة والكبيرة والنقل الإسعافي الطائر، حيث شهد هذا الجانب تطورًا كبيرًا وملحوظًا".
وأضاف القحطاني: "وشهدت قطاعات (الصحة) تطورًا مستمرًا ومتسارعًا على مدار عقد من الزمن في أقسامها ومستشفياتها، بدءً من تنوع الأجهزة، واستخدام أرقى الأجهزة العالمية، وتحديثها بشكل مستمر، مرورًا بالتقنيات التي تشهد تطورًا كبيرًا، حتى وصلنا خلال هذا العام إلى تقديم (الربوت) الاستشاري. كما أن التغذية لم تكن متوفرة في كل القطاعات؛ حيث كانت هناك معاناة كبيرة في نقلها حتى تصل إلى المريض، ولا سيما أنها كانت تُنقل على الأقدام لمسافة كيلو مترات، أما اليوم، فتجد جميع المستشفيات مُجهَّزة بمطابخ خاصة تخضع لمراقبة شديدة، وذلك من أجل تقديم وجبات صحية للعاملين وللمرضى".
وبخصوص توعية الحجاج، ذكر القحطاني: "كنا نواجه معاناة شديدة في موضع التوعية؛ حيث نحتاج للوصول إلى الحاج، وتوزيع النشرات التوعوية عليه بلغات متعددة من أجل توعيته. أما اليوم، فالوسائل التي تتبعها (الصحة) مع تطور التقنيات قد ساهمت في وصول الرسائل التوعوية بطرق أسهل وأسرع. ولذا تجد زيادة الوعي الصحي وخفض نسبة الإصابة بالإجهاد الحراري بشكل كبير عما كانت عليه من قبل خير دليل قاطع على ذلك".
كما أشار القحطاني أيضًا إلى المعاناة التي كانت تطال العالمين في الأعوام الماضية بسبب ضعف الإمكانات، حيث يحتاجون لقطع مسافات طويلة للحصول على الخدمات. أما اليوم، فيوجد في كل مستشفى ومركز صحي سكن مُجهَّز للعاملين يساعد على راحتهم من أجل تقديم أفضل الخدمات الصحية لضيوف الرحمن، ناهيك عن بيئة التحفيز الذي تعمل عليها الوزارة لشحن الطاقات والهمم من منسوبيها لتقديم أقصى درجات الخدمة. وعن سبب حرصه على المشاركة كل هذه السنوات، أكد القحطاني أن هذا الشرف العظيم يتسابق عليه منسوبو (الصحة) كافة، كما أن احتساب الأجر، ودعوة حاج، ومشاركة وطن تقف خلف اندفاع أبناء الوطن للمشاركة بخدمة ضيوف الرحمن.