بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد
تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، استعدت وزارة الصحة مبكرًا لحج هذا العام (١٤٤٠هـ)، كما أصدرت الاشتراطات والتوصيات الصحية للحج، ونشرتها عبر سفارات خادم الحرمين الشريفين؛ حيث استفاد أكثر من مليون وستمئة وتسعين ألف حاج من الخدمات الوقائية والإسعافية بالمنافذ الصحية التي جهَّزتها الوزارة لموسم حج هذا العام. وشاركت الوزارة، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، في مبادرة (طريق مكة) التي نُفِّذت من خلالها الإجراءات الوقائية في بلد الحاج قبل قدومه إلى المملكة، والتي أحدثت -بفضل الله- نقلة نوعية في الالتزام بالاشتراطات الصحية؛ حيث بلغت -ولأول مرة- التغطية بلقاحي الحمى الشوكية والإنفلونزا للحجاج القادمين عبر هذه المبادرة نسبة ١٠٠٪.
كما طبَّقت الوزارة خلال هذا الموسم، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، نظام الإنذار الإلكتروني المبكر للأحداث الصحية والأمراض الوبائية؛ حيث بلغ عدد المشاركين في خدمة الحجاج لهذا العام نحو ٣٠ ألف من منسوبي وزارة الصحة، كما جهَّزت ٢٥ مستشفى بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بسعة سريرية بلغت ٥٠٠٠ سرير، إلى جانب ١٤٢ مركزًا للرعاية الصحية الأولية، فضلًا عن أكثر من 140 عيادة متنقلة الموزَّعة عبر أماكن تجمُّع الحجاج؛ حيث بلغ عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات الصحية في منشآتنا نحو نصف مليون حاج منذ غرة شهر ذي القعدة وحتى اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة، بالإضافة إلى أكثر من 42٠٠ حاج منوَّم بالمستشفيات، كما أُجريت ٣٦ عملية قلب مفتوح، وأكثر من 750 قسطرة قلبية، و٦٠٠ عملية جراحية مختلفة، و١2 حالة ولادة، بالإضافة إلى خدمات الغسيل الكلوي التي قُدِّمت لكل من يحتاجها، علمًا بـأن جميع هذه الخدمات كانت تُقدَّم مجانًا.
كما أطلقت الوزارة -ولأول مرة خلال هذا الموسم- تقنية (الروبوت الآلي) للاستشارات الطبية التي تتيح لأي مستشفى بمشعر منى الوصول إلى الاستشاريين في تخصصات دقيقة عن بُعد. كما وفَّرت (الصحة) أجهزة الترجمة الآلية إلى 12 لغة بالمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى الترجمة المباشرة عن طريق مركز خدمة (٩٣٧). كما طبَّقت (الصحة) نظام الملف الطبي الإلكتروني عبر ٥٥ مركزًا للرعاية الصحية الأولية وجميع مستشفيات المشاعر المقدسة، إلى جانب تفعيل تقنية التعرُّف على مجهولي الهوية عن طريق البصمة، وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية.
وفي الختام، يسرُّني أن أعلن -ولله الحمد- عن نجاح خطط الحج الصحية لهذا العام (١٤٤٠هـ)، وخلو حج هذا العام من الأحداث المؤثرة في الصحة العامة. وبهذه المناسبة، نثمِّن لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- دعمهما اللامحدود لوزارة الصحة ومنسوبيها وجميع قطاعات الدولة العاملة خلال موسم الحج، داعيًا الله –عز وجل- أن يتقبل من الحجاج حجهم، وأن يعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته