تجاوزت مجموعة من النساء السعوديات من منسوبات وزارة الصحة الظروف والصعاب؛ حيث لم تُغرهّن إجازة عيد الأضحى المبارك، بل وتحملن مشقة السفر والبعد عن أسرهن وأطفالهن خلال أيام العيد، وجعلن هدفهن (الخدمة الإنسانية) و (العطاء) من أجل كسب الأجر، ونيل شرف خدمة ضيوف الرحمن، ومساندة الجهود التي تبذلها الدولة لخدمة الحجاج.
شاركت متطوعات (الصحة) ضمن برنامج (سواعد الصحة) الذي يجسد دور الصحة في تأصيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية وإيجاد مبدأ التطوع لدى الشباب في خدمة حجاج بيت الله الحرام، بينهن طبيبات وممرضات، يشاركن من خمس مناطق؛ حيث يقمن بمهام تطوعية علاجية ووقائية مصمَّمة بشكل مرن يناسب تخصصات المتطوعين والحاجات الفعلية لحجاج بيت الله الحرام، ويفعّلن دور منسوبات القطاع الصحي في الأعمال التطوعية خلال موسم الحج.
من جهتها، تقول إحدى منسوبات (صحة الطائف) تعمل أخصائية متطوعة في التمريض، حنان الثبيتي: "شاركت ضمن المنتدبين من (الصحة) خلال مواسم حج ماضية، لكن هذا العام فضّلت المشاركة كمتطوعة، رغبة في أن أكون من المبادرات للعمل التطوعي وقدوة لزميلاتي وزملائي منسوبي الصحة بهذا العمل الإنساني، وحبًا في العطاء والعمل الخيري، ولكسب الأجر إن شاء الله". وتضيف الثبيتي، قائله: " لم تغرني إجازة عيد الأضحى، وبلا شك يودّ الجميع قضاء أيام العيد بين أطفاله ومع أسرته، لكنني تجاوزت هذه الرغبة بصعوبة، وفضلت التطوع والبحث عن الأجر خلال هذه الأيام المباركة بالمشاعر المقدسة؛ حيث أشعر بسعادة بالغة عند القيام بأعمال تطوعية، كما أنني سعيدة بمساندة (الصحة) والجهات المعنية فيما تقوم به من جهود لخدمة ضيوف الرحمن".
أما الدكتورة منال الشريف، وهي إحدى منسوبات (الصحة) أيضًأ، فتقول: "بكرم من الله وفضله أن جعلني طبيبة متخصصة في طب الأسرة، وأعمل استشارية ومدربة في مركز الدراسات العليا ومدير مركز صحي الخالدية".
وأضافت: "في هذا العام كان لي الشرف بأن أكون عضو في فريق (سواعد الصحة) التطوعي، فالتطوع في الحج هو عمل عطاء وعمل إنساني في خدمة ضيوف الرحمن وذلك عبر تقديم خدمات شاملة علاجية ووقائية واستشارات طبية للحفاظ على صحة الحجاج والاطمئنان عليهم كي يستطيعوا إتمام حجهم والعودة إلى ديارهم سالمين". وعبرت الشريف عن سعادتها بالمشاركة في هذا العمل الإنساني. وتشاركها بالحديث أخصائية التمريض عفاف محمد من (صحة جازان)، قائلة: "تشرفت بالانضمام لبرنامج (سواعد الصحة) التطوعي بهدف خدمة ضيوف الرحمن، ورغم الظروف والصعاب إلا أن محبة العمل الإنساني والخيري والإصرار على الحصول على الثواب والأجر تغلب على جميع العقبات، وحاليًا أنا بمشعر عرفات، وقد نلت شرف المشاركة الإنسانية- ولله الحمد- كما أسأل الله العلي القدير أن يتم لجميع ضيوف الرحمن حجهم بالأمن والأمان وبكل سهولة ويسر".
من جانبه، قال المشرف الميداني لبرنامج (سواعد الصحة)، الدكتور سلطان الزهراني: "إن هذا البرنامج يُعد أحد مشاريع برنامج المشاركة المجتمعية بوزارة الصحة ضمن مسار تمكين التطوع الصحي وخلق فرص تطوع احترافية للممارسين الصحيين من أطباء وممرضين وفنيين؛ بحيث يكون لجهودهم أثر في خدمة ضيوف الرحمن، وذلك تحقيقا لأهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠ في الوصول إلى مليون متطوع".
يُشار إلى أن برنامج (سواعد الصحة) يشارك فيه أكثر من ١٠٠٠ متطوع ومتطوعة من خمس مناطق.