أخبار الوزارة

وزراء الصحة والزراعة والشؤون البلدية والقروية يعقدون اجتماعًا تشاوريًّا لبحث الأعمال المشتركة
09 جمادى الأولى 1437
عقد وزراء الصحة والزراعة والشؤون البلدية والقروية، بحضور مسؤولين من هذه الوزارات من ذوي العلاقة، اجتماعًا تشاوريًّا يوم الإثنين الماضي؛ لبحث وتقييم الأعمال المشتركة بين هذه الوزارات لمكافحة الأمراض ذات الطبيعة الوبائية، بما في ذلك جهود مكافحة فيروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط ومرض حمى الضنك، وكذلك الجهود المبذولة لتقليل احتمال وصول فيروس (زيكا) وانتشاره في المملكة.
 

واستعرض المجتمعون ما تشكله الأمراض المعدية المنقولة بالبعوض وغيره من النواقل من تحدٍّ صحي متنام للمملكة أسوة ببقية دول العالم، ويأتي في مقدمتها مرض حمى الضنك الذي ينتشر في أكثر من 120 دولة حول العالم، والذي يتعذر استئصاله في الوقت الحاضر لأسباب عدة.

وناقش الوزراء ظاهرة استمرار تسجيل حالات مرض حمى الضنك، الذي ينقله نوع معين من البعوض، يسمى (الزاعجة المصرية)، في عدد من مناطق المملكة، خاصة في محافظة جدة. والمعروف أن هذا البعوض ينقل فيروس (زيكا) أيضًا. وبالرغم من عدم تسجيل أية حالات مشتبه بها للفيروس في المملكة، إلا أن السفر من الدول الموبوءة وإليها قد يتسبب في نقل هذا الفيروس إليها.
 
وأكد الوزراء أن مكافحة البعوض الناقل لهذه الأمراض تشكل حجر الزاوية لتقليل الإصابة بهذا المرض، وأن الوزارات الثلاث تعمل كفريق متكامل، وتتعاضد جهودها المشتركة في كافة مناطق المملكة المعنية لمكافحة البعوض الناقل للأمراض؛ حيث تقوم وزارة الصحة بالاستقصاء الوبائي حول المرض وتشخيصه وعلاج حالات الإصابة به، كما تتولى أعمال التوعية حول الوقاية منه، وتتولى وزارة الشؤون البلدية والقروية أعمال المكافحة المتكاملة داخل النطاق العمراني مثل: رش المبيدات داخل المنازل وخارجها، وشفط تجمعات المياه، وردم المستنقعات، بينما تتولى وزارة الزراعة أعمال الرش وإزالة أماكن تكاثر البعوض خارج النطاق العمراني.
 
وبيّن المجتمعون أنه رغم الجهود الكبيرة والمستمرة التي تبذلها الوزارات الثلاث في هذا الصدد، إلا أن عدد الإصابات بحمى الضنك ما زال كبيرًا، وهو مؤشر على أن أعمال المكافحة الحالية تواجهها بعض التحديات التي حدّت من فعاليتها، وأن من أهم هذه المعوقات كون البعوض الناقل لحمى الضنك يتكاثر داخل المناطق العمرانية والمنازل؛ مما يتطلب رش المبيدات داخل المناطق المأهولة والمنازل. كما أن التوسع العمراني، والعدد الكبير من المشاريع الإنشائية، وعدم التزام القائمين على بعضها بمبادئ الوقاية، أسهم في توفير بيئة خصبة لتكاثر البعوض، وزاد رقعة المساحة المستهدفة بالمكافحة.
 
وشدد الوزراء على ضرورة تعزيز آليات المكافحة ورفع جودتها، وتوحيد العمل بين الفِرق المختلفة، وتقوية التقصي الحشري وأعمال الرش، وفحص مقاومة المبيدات، وتكثيف رسائل التوعية الصحية والنصائح الوقائية للمواطنين والمقيمين حول مكافحة البعوض عبر كل القنوات الممكنة. كما تم التأكيد على دور اللجنة الدائمة المكونة من وكلاء الوزارات المعنية لمتابعة أعمال اللجان التنفيذية المشكلة في المناطق التي يتواجد فيها البعوض الناقل، ووضع مؤشرات أداء، يتم من خلال متابعتها تقييم أداء تلك اللجان.
 
وقد شدد الوزراء على أهمية ما أوصت به وزارة الصحة سابقًا حول النصح بعدم السفر إلى الدول الموبوءة بفيروس (زيكا)، خاصة للنساء الحوامل، وكذلك أهمية إطلاع العاملين الصحيين في مختلف القطاعات على أعراض المرض وطرق تشخيصه. كما راجع الوزراء الوضع الحالي لمكافحة فيروس (كورونا) المتسبب في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وأبدوا قلقهم من استمرار ظهور الحالات الأولية بين المخالطين للإبل، وكذلك حول النسب المرتفعة للإبل التي أظهرت الفحوص التي أجرتها فرق وزارة الزراعة وجود فيروس (كورونا) الحي فيها.
 
كذلك تم استعراض التحديات التي تواجهها الوزارات الثلاث في هذا الإطار وتعرقل جهود وزارة الشؤون البلدية والقروية لتنفيذ التوصيات الخاصة بإخراج أحواش وأسواق الإبل خارج النطاق العمراني، وتشديد الرقابة وتطبيق الإجراءات الوقائية على المسالخ ومحال بيع اللحوم.
 
ورغم التقدم الذي تم إحرازه في منع العدوى الثانوية بفيروس (كورونا) في المنشآت الصحية، أكد الوزراء أهمية الالتزام الكامل والمتواصل بإجراءات مكافحة العدوى والمشاركة الفاعلة والبناءة لجميع مقدمي الخدمات الصحية في القطاعين الحكومي والخاص، والذين وضح لهم جميعًا مدى التحدي الذي يفرضه فيروس (كورونا) وغيره من الفيروسات التنفسية على القطاعات الصحية. وقد أجمع الوزراء على ضرورة النظر إلى هذه الأمراض من منطلق الصحة الشاملة، وتعزيز دور المركز السعودي لمكافحة الأمراض؛ ليكون مظلة وطنية شاملة تُعنى بالحفاظ على الأمن الصحي الوطني، مؤكدين أن العمل المشترك والتكامل بين مختلف وزارات وقطاعات الدولة أصبح ضرورة حتمية لمواجهة الأخطار المتزايدة التي تمثلها الأمراض المعدية، وأن هذه الجهود لن تثمر إلا بالنجاح في بناء شراكة قوية بين الجهات العاملة على مواجهة هذه الأخطار.

 
 



آخر تعديل : 13 جمادى الأولى 1437 هـ 10:58 ص
عدد القراءات :