أخبار الوزارة

كلمة معالي وزير الصحة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في حفل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية
24 رجب 1436
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..
أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة..
إخواني الخريجين وأخواتي الخريجات..
أيها الحفل الكريم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
إنه لمن دواعي سروري أن أكون هنا معكم، في هذا اليوم الذي تمتزج فيه فرحتي بفرحة أهاليكم، فهذا الحفل من أهم المناسبات الوطنية لتخريج الأطباء المتخصصين،  فهنيئًا لوطننا نجاحكم، وهنيئًا لكم أن وفقكم الله لنيل شهادة الاختصاص السعودية، وبرامج الدبلوم، بعد استثماركم سنوات عديدة في طلب العلم لتحصلوا على هذه الشهادات العلمية المرموقة.

ويطيب لي أن أرفع أسمى عبارات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ الذي تفضل برعاية هذا الحفل، ليشارك أبناءه فرحة النجاح.

وتعد هذه الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين فخرًا للقطاع الصحي بشكل عام وللتعليم الصحي على وجه الخصوص. وقد شرفني ـ يحفظه الله ـ أن أنوب عن مقامه الكريم في افتتاح هذا الحفل.

أيها الإخوة والأخوات
ما يشهده القطاع الصحي من توسع وتطوير يشير إلى أن المملكة تمضي في الاتجاه الصحيح لنمو الخدمات الصحية والارتقاء بها وفق معدلات طموحة،  وخلال هذه الفترة التي يتم فيها تقييم الأداء، ومراجعة الإستراتيجيات، واستكشاف الفرص الجديدة، سيكون من أولوياتنا أن نركز على تنفيذ خطط توطين القوى العاملة السعودية في القطاع الصحي بما يتلاءم مع منظور تنمية رأس المال البشري الذي هو محور التنمية الوطنية، ويفي بمتطلبات القطاع الصحي خلال الفترة القادمة ـ بمشيئة الله -، فأنتم ثروتنا الحقيقة ورأس المال الذي نعتد به.

ومما لاشك فيه أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية تعد شريكًا فاعلًا ومهمًّا لوزارة الصحة في إنفاذ الخطط الإستراتيجية للموارد البشرية, ورسم واستشراف مستقبل صحي زاهر، وقد أثبتت ريادتها على المستوى الخليجي والعربي من خلال إسهاماتها المتميزة في مجالات عملها وأنشطتها المختلفة، ومن أهمها التدريب والتعليم؛ حيث بلغ عدد خريجيها حتى الآن ما يزيد على (7000) منهم أكثر من (6000) من السعوديين.
وها نحن نحتفل اليوم بتكريم خريجي الدفعة الثامنة عشرة الحاصلين على شهادة الاختصاص السعودية وبرامج الدبلوم، والتي تعد الدفعة الأولى التي تكسر حاجز الألف خريج، غالبيتهم الكبرى من الأطباء المتخصصين.

 وإذا نظرنا إلى النمو الكبير في عدد خريجي الهيئة، نجد أنه ازداد اليوم - بحمد الله - بنسبة الضعف، مقارنة بما كان عليه العدد قبل خمس سنوات، وكذلك زادت التخصصات الطبية التي تشرف عليها الهيئة السعودية حتى وصلت إلى 77 تخصصًا تغطي مجالات عديدة يحتاج إليها القطاع الصحي للارتقاء بخدماته.

أيها الحضور الكرام
بالرغم من هذه الإنجازات إلا أننا لا نزال نواجه تحديًا كبيرًا في توطين الكوادر الطبية؛ حيث لا تزال نسبة السعودة في فئة الأطباء تقف عند 29 في المئة من إجمالي الأطباء العاملين في الوزارة، وهي أيضًا متدنية في بعض التخصصات الصحية الأخرى كالتمريض، في الوقت الذي تشهد فيه الوزارة توسعًا كبيرًا في إنشاء المرافق الصحية؛ حيث من المتوقع أن تتضاعف السعة السريرية في مستشفيات وزارة الصحة خلال السنوات القادمة؛ فضلًا عن السعة السريرية والوظائف الصحية المتاحة للمنشآت الطبية في القطاعات الحكومية الأخرى والقطاع الصحي الخاص.

إخواني الخريجين وأخواتي الخريجات
لقد تميزت الكوادر الوطنية في العديد من التخصصات الطبية بشهادة أقرانهم حول العالم، وشاركوا بفاعلية في مجال البحوث والتطوير، والذي بدون شك يسهم في بناء القاعدة الصلبة للخدمات الصحية في وطننا الغالي.

وأنا واثق كذلك بأن تخرجكم من  هذه الهيئة العريقة لم يقتصر على التأهل في تحصيل العلوم والمعارفِ والمهاراتِ  والمشاركة الفاعلة في  مجال البحوث والتطوير، بل امتد لما هو أهم ليشمل القيم والسلوك التي تمثل روح العمل الصحي، وها أنتم اليوم على أبواب مرحلة جديدة نابضة بالحياةِ؛  تنصب على معالجة المريض من كافة جوانبه الجسدية والمعنوية،  فيا لها من مهنة جليلة تنطلقون في أدائها من حس وطني، وضمير أخلاقي، وبُعد إنساني، راجين أن تكونوا ممن شملهم الله ـ سبحانه وتعالى ـ في قوله: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا}.

إخواني وأخواتي الخريجين والخريجات
في حين أن المستقبل أمامكم مشرق بإذن الله في خدمة الوطن والمواطنين وفي تحقيق أحلامكم وطموحاتكم المهنية والشخصية، فإنكم ستسيرون في طريق سبقتكم فيه نماذج وطنية مُشرقة من أعلام الأطباء والأكاديميين في المملكة، ممن خطوا بأخلاقهم وعلمهم وهممهم العالية دروب السبق والريادة.

ويشرفني في هذا اليوم باسم الهيئة السعودية للتخصصات الصحية تكريم ثلاثة من عمالقة الطب في وطننا الغالي  بمنحهم شهادة الاختصاص السعودية الفخرية وهم: معالي الدكتور/ عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، ومعالي الأستاذ الدكتور/ يوسف بن محمد الجندان، وسعادة الأستاذ الدكتور/ محمد بن مناع القطان.
   
هؤلاء الأطباء الأعلام، هم فخر للوطن، فقد كرسوا حياتهم في تطوير القطاع الصحي وتدريب وتعليم دفعات متوالية من الكوادر الطبية والصحية في المملكة، وقدموا الكثير للقطاع الصحي على مدى سنوات طويلة حققوا فيها إنجازات مميزة، وأنا أدعوكم أيها الخريجون أن تتخذوهم قدوة  لكم وأنتم تستشعرون سمو هذه المهنة.

باسمِي وباسم زملائي القائمين على القطاع الصحي وفي مقدمتهم منسوبو وزارة الصحة أباركُ لكم ولأُسرِكم ولأنفسنا نجاحكم، وأهنئكم على هذا الإنجاز، وأسعد بانضمامكم لفرق العمل ضمن الكوادر الصحية المؤهلة لحمل راية التطوير في تخصصاتكم؛ للنهوض بوطننا المعطاء.

وختامًا.. يشرفني أن أنقل لكم تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله على نجاحاتكم. هذا القائد الفذ - الذي عرفناه بشغفه بالتاريخ-  وها هو يلهمنا بصناعة المستقبل عبر قرارته التجديدية الحازمة والسديدة.

كما أتقدم بالشكر والتقدير للحضور والمشاركين، وكل من ساهم في دعم هؤلاء الخريجين خلال مسيرتهم العلمية.

سائلًا المولى العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها في ظل قيادتها الرشيدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
 



آخر تعديل : 25 رجب 1436 هـ 08:57 ص
عدد القراءات :