أخبار الوزارة

د. صفية الشربيني تقدم نصائح متكاملة لمرضى السكري الراغبين في الحج
أكدت استشارية الباطنة والغدد الصماء والسكري الدكتورة صفية بنت مراد الشربيني أن مريض السكري الذي يريد تأدية فريضة الحج بدون مشاكل صحية يجب عليه بذل بعض المجهود للتحكم في مستوى السكر بالدم، مشيرةً إلى أن الانتظام على الحمية والتمارين الرياضية وأقراص خفض السكر أو الأنسولين للذين يعالجون به له الأثر الأكبر في أداء هذا النسك العظيم بسهولة وأمان إن شاء الله.

وخلال استضافتها في مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة ضمن خدمة "صحة ضيوف الرحمن لنا عنوان" التي تطلقها وزارة الصحة للعام السابع على التوالي عبر الهاتف المجاني 8002494444، أوصت الدكتورة الشربيني جميع مرضى السكري بضرورة مراجعة الطبيب بمدة كافية قبل تأديتهم لهذه الفريضة لإمدادهم بتقرير طبي مفصل عن حالتهم الصحية والأدوية والجرعات التي يأخذونها، كما دعت كل مريض سكري يرغب في الحج إلى حمل بطاقة التعريف بمرضه بحيث تكون إلكترونية وتتضمن أهم المعلومات التي توضح حالة المريض وجرعة الدواء المحددة له.

وأهابت د. صفية بالمرضى أخذ جميع أدويتهم بالكميات التي تكفيهم خلال فترة بقائهم في الحج، لافتة إلى أن الطبيب وحده هو الذي يستطيع تقدير إذا كان حاج السكري يستطيع تأدية فريضة الحج أم لا، خاصةً إذا كان مريض السكري يعاني من ضعف في الكلى أو من أمراض تصلب شرايين القلب، مشيرة إلى أن بعض مرضى السكري لابد أن يجرى لهم فحص كامل لمعرفة مدى عمل وظائف الكلى ومدى انضباط هيموجلوبين السكر في الدم لديهم.
وذكرت الدكتورة صفية الشربيني أن المستوى المقبول لسكر الدم هو 80 ـ 130 ملجم/ دس ليتر إذا كان المريض صائما، وأقل من 180 بعد الأكل بساعتين.

وعن المجهود البدني الذي يقوم به مريض السكري أثناء السعي والطواف ومدى تأثيره على انخفاض مستوى السكر في الدم، أشارت د. صفية إلى أن مرضى السكري الذين يأخذون الأنسولين يجب أن يجروا تحليل السكر قبل الطواف والسعي فإذا ما كان أقل من 80 ملجم /دس ليتر يجب أن يؤجلوا الطواف والسعي وأن يأكلوا وجبة، أما إذا كان مستوى السكر بين 100 و 180 ملجم /دس ليتر فيستطيع مريض السكري أن يطوف ويسعى بعد تناوله وجبة خفيفة، ولكن إذا كان مستوى السكر لديه فوق 250 ملجم/دس ليتر فهنا يجب ألا يطوف لأنه إذا مشي مسافات طويلة سيرتفع السكر حتماً لاسيما عند مرضى السكر من النوع الأول، أما مرضى النوع الثاني الذين يأخذون حبوب فلا مشكلة لديهم ولكن يستحسن أن يأكلوا وجبة خفيفة قبل بدء الطواف.

وشددت استشارية الباطنة والغدد الصماء والسكري على ضرورة قيام مريض السكري بمراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن إذا ما شعر بأعراض انخفاض أو ارتفاع السكر أو إذا أصيب بمرض آخر عرضي مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الإسهال مع التبول الشديد لأن نسبة السكر ترتفع في حالة الإصابة بمثل هذه الأعراض، مشيرة إلى أن من أهم أعراض ارتفاع السكر في الدم هي كثرة التبول، وكثرة العطش، وكثرة الحكة، وعدم التئام الجروح، ونقص الوزن، والإجهاد والتعب، والتنميل بالأطراف، أما أهم أعراض انخفاض السكر هي التعرق بكثرة، والشعور بالجوع، والارتعاش، وشحوب اللون، والدوخة وعدم تركيز، وخفقان القلب، والإغماء والتشنجات.

أما فيما يخص الحقيبة الطبية التي يجب أن ترافق مريض السكري فقد شددت الدكتورة الشربيني على أنه يجب أن تتضمن كمية كافية من الأدوية سواء كانت على شكل أقراص أو جرع أنسولين وأن تحتوي على جهاز تحليل السكر سواء لمن يأخذ حبوب أو جرعات أنسولين، بالإضافة إلى شراء كمية كافية من الأشرطة، مشددة على أنه المرضى الذين يأخذون أنسولين تحديدا يجب أن يجروا تحليل مستوى السكر ما لا يقل عن 4 عن مرات في اليوم.
ونصحت الشربيني بأن تتضمن الحقيبة الطبية أيضاًُ بطاريات إضافية ومسحات طبية بالإضافة إلى باقي أدوية المريض لاسيما

إذا كان مصابا بأمراض مزمنة أخرى خاصة وأن مرضى السكري غالباً ما يعانون من الأمراض المزمنة.
 كما أكدت الشربيني على أنه على المريض الذي يأخذ جرعات الأنسولين أن يصطحب معه أيضاً حقن الجلوكاجون وهي حقنة إسعافية تؤخذ إذا أصيب المريض بانخفاض مفاجئ في السكر أو دخل في حالة غيبوبة لا سمح الله، وهذه الحقن مهمة جدا لأنها تعدل مستوى السكر بصورة مباشرة وسريعة، ونوهت إلى أن الغيبوبة تحدث في حالة انخفاض السكر، وفي حال ارتفاعه أيضاً خاصة عند الأشخاص كبار السن والذين يعانون من ارتفاع السكر ولا يأخذون أدويتهم بشكل منتظم.
أما بالنسبة للمرضى الذين يستخدمون الأنسولين فلفتت الشربيني الانتباه إلى ضرورة قيامهم بشراء حافظة مبردة خاصة لنقل الأنسولين لتفادي تلفه، محذرة مرضى السكري من إرسال الانسولين في حقيبة السفر سواء برا أو جواً وضرورة وضعه دائما في حقيبة اليد، خاصةً وأن درجة الحرارة في شحن الطيارة منخفضة جدا إلى درجة التجميد، وفي حالة اضطرار مريض السكري لإرسال الأنسولين في حقيبة السفر فيجب عليه أن يغلفه في علبة فلين أو في فقاعات النايلون وأن يضعه وسط الحقيبة بين الملابس.
كما نصحت الشربيني أن يحمل مريض السكري في حقيبة يده بعضاً من  قوالب السكر والحلويات والعصائر لاستخدامها في حالة انخفاض السكر خلال الرحلة.

وأوصت د. صفية بن مراد الشربيني مرضى السكري الاعتناء بأقدامهم جيداً وهذه العناية تشتمل على النظافة ومراقبة أي تغيرات تطرأ على القدم ووقايتها من الإصابة، وذلك بلبس جوارب وحذاء جلدي مريح لاسيما أثناء الطواف والسعي لأن الوقاية من الإصابة أسهل بكثير من علاجها، في حالة ملاحظة الحاج لأي جرح أو تقرح أو تورم فعليه الإسراع بمراجعة الطبيب، بالإضافة إلى ضرورة تقليم الأظافر خاصة قبل الإحرام بطريقة مستقيمة حتى لا تجرح الأظافر ما بينها،  وألا ينسى التنشيف جيدا واستعمال الفازلين حتى لا تحدث تشققات وجروح، مع لبس جوارب قطنية تمتص العرق، والانتباه الدائم لإمكانية تعرض مريض السكري للإصابة بجروح دون أن يشعر بسبب حدوث تنميل في القدمين في بعض الأحيان.

ونصحت الشربيني مرضى السكري الذين يعانون من تلف في الأعصاب الطرفية خاصة ويشعرون دائماً كما لو كانت الرجل مخدرة، بأن يستخدموا الكرسي المتنقل في السعي والطواف بدلاً من المشي على أقدامهم.
وأكدت د. الشربيني على ضرورة أخذ مرضى السكري للتطعيم الخاص بمرض الأنفلونزا مؤكدة أن من الإرشادات المهمة في علاج مرضى السكري أخذ هذا التطعيم كل عام وقبل بداية فصل الشتاء، بالإضافة إلى أخذ تطعيم ضد البكتيريا الكروية الرئوية مرة في العمر، وذلك بحسب  الدراسات والقرارات والتوصيات المحلية والدولية.

وأوصت الدكتورة صفية الشربيني الحاج مريض السكري بالعناية بالأسنان واللثة واستخدام الفرشاة والمعجون مما يجنبه تقرحات الفم والتهاب ونزيف اللثة، وألا ينسى العناية بالجلد لأنه أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الجلدية، كما أوصته بالحرص على تناول الوجبات الغذائية الصحية المقررة بحيث تحتوي على جميع العناصر الغذائية الرئيسة وعدم الانسياق وراء ما يقدم من مواد غنية بأطعمة لا تتناسب مع حالته الصحية، حيث من المفترض توزيع السعرات الحرارية اليومية على ثلاث وجبات رئيسة ووجبات أخرى خفيفة بينها.

وفي ختام حديثها لفتت استشارية الباطنة والغدد الصماء والسكري الدكتورة صفية بنت مراد الشربيني الانتباه إلى أن الراحة ضرورية للحاج، مشددة على ضرورة أن ينظم نومه في هذه الفترة بحيث لا تقل ساعات النوم عن 8 ساعات يومياً لأن قلة النوم تضعف من مقاومة الجسم للجراثيم وتؤخر من التئام الجروح، بالإضافة إلى أهمية الإكثار من شرب المياه نظراً لأن مريض السكر يكون أكثر عرضة للجفاف.




آخر تعديل : 09 ذو الحجة 1432 هـ 01:07 م
عدد القراءات :