تواصلاً لجهود (الصحة) للتصدي لجائحة فيروس (كورونا) المستجد، والبحث عن اللقاح الفاعل، وبدعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين - حفظهما الله - التي لم تألُ جهدًا، وبذلت الغالي والنفيس للحفاظ على صحة وسلامة مواطنيها والمقيمين على ثرى بلادنا الطاهر، فقد أكدت (الصحة) استمرار تجاربها وأبحاثها في هذا المجال، وأعلنت تنفيذ تجربة سريرية للقاح ضد الفيروس بالمملكة، وذلك في إطار اتفاقية التعاون بين المملكة والصين، والتي تشمل تنفيذ تجارب سريرية في هذا المجال.
وأبانت (الصحة) أنه جارٍ حاليًا وضع خطة عمل لتنفيذ تجربة سريرية في المرحلة الثالثة للقاح ضد فيروس (كورونا)، بالتعاون مع شركة (كان سينوا) الصينية، التي تمكنت من تطوير لقاح ضد الفيروس؛ حيث نفذت تجارب للمرحلتين الأولى والثانية في الصين، وقد شملت المرحلة الأولى من الدراسة تجربة اللقاح على 108 متطوعين في الصين خلال الفترة الزمنية من 16 إلى 27 مارس 2020م، تضمنت ثلاث جرعات مختلفة (منخفضة، ومتوسطة، وعالية). كما شملت المرحلة الثانية من الدراسة تجربة اللقاح على 603 متطوعين في الصين، وذلك خلال الفترة الزمنية من 11 إلى 16 إبريل 2020م، وتضمنت جرعتين مختلفتين (منخفضة ومتوسطة)؛ حيث أظهرت هاتان المرحلتان فاعلية عالية للقاح، مع ظهور أجسام مضادة للفيروس ببلازما المتطوعين، واستجابة مناعية جيدة، في حين كانت الأعراض الجانبية قليلة، خصوصًا مع جرعات اللقاح المنخفضة، وقد تم نشر نتائج الدراستين في مجلة (لانست) العلمية المحكمة.
وأوضحت (الصحة) أن المرحلة الثالثة ستشمل دراسات سريرية متعددة المراكز في دول مختلفة، وعلى أعداد كبيرة، بعد أن تم التأكد من فاعلية وأمان اللقاح في المرحلتين الأولى والثانية، وتستهدف الدراسة التي ستنفذ في المملكة على 5000 متطوع كحد أدنى من الأصحاء ممن هم فوق سن 18 عامًا، وذلك من خلال تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى سيتم إعطاؤهم جرعات منخفضة من اللقاح. أما الثانية، فهي مجموعة التحكم، والذين سيتم إعطاؤهم اللقاح منزوع المواد الفعالة، لافتة إلى أن الفِرَق البحثية ستعمل على متابعة المشاركين بعد إعطائهم الجرعة؛ لضمان عدم ظهور أي أعراض جانبية؛ حيث ستكون المتابعة عبر الزيارات المباشرة مع الأطباء المشاركين في الدراسة، وإجراء التحاليل المناعية اللازمة، بالإضافة إلى استخدام وسائل المتابعة الإلكترونية.
وأشارت (الصحة) أن العمل يجري حاليًا لتهيئة وإجراء الاستعدادت للبدء في ثلاث مدن رئيسة هي: الرياض، والدمام، ومكة المكرمة، وذلك في أربعة تجمعات صحية هي: التجمع الصحي الأول بالرياض، والتجمع الصحي الثاني بالرياض، والتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية، والتجمع الصحي الأول بمكة المكرمة، مؤكدة أنه سيتم الإعلان عن إطلاق الدراسة في القريب العاجل.
وتأتي هذه الخطوة استمرارًا للدراسات والأبحاث التي تجريها في هذا المجال؛ حيث قامت (الصحة) مؤخرًا، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بإجراء دراسة سريرية متقدمة متعددة المراكز في 7 مستشفيات بالمملكة لمكافحة جائحة فيروس (كورونا) المستجد.