عقدت اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع الصحي لفيروس (كورونا) المستجد صباح اليوم الأحد اجتماعها الرابع والسبعين، برئاسة معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وحضور أعضاء اللجنة، الذين يمثلون عددًا من القطاعات الحكومية ذات العلاقة؛ حيث اطلعت اللجنة على كافة التقارير والتطورات حول الفيروس. كما جرى استعراض الوضع الوبائي للفيروس على مستوى العالم، والحالات المسجلة في المملكة، والاطمئنان على أوضاعهم الصحية، مع التأكيد على استمرار تطبيق كافة الإجراءات الوقائية في منافذ الدخول وتعزيزها، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للتصدي له ومنع انتشاره، مثنية على تفاعل الجميع مع أمر منع التجول، داعية إياهم للبقاء في منازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى.
عقب الاجتماع، عقد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي مؤتمرًا صحفيًّا شاركه فيه الدكتور عبدالله العسيري استشاري الأمراض المعدية الوكيل المساعد للصحة الوقائية؛ حيث أوضح المتحدث الرسمي للوزارة أن إجمالي عدد الحالات المؤكدة بفيروس (كورونا) المستجد حول العالم بلغ أكثر من 3400000 حالة، وبلغ عدد الحالات التي تعافت أكثر من 1100000 حالة حتى الآن. كما بلغ عدد حالات الوفاة نحو 244 ألف حالة، مضيفًا أنه فيما يخص المملكة، يضاف إلى العدد الإجمالي العدد الجديد من الحالات المؤكدة وهو 1552 حالة، وهذه الحالات وُزعت على عدد من المدن هي: جدة (245)، ومكة المكرمة (221)، والجبيل (156)، والدمام (150)، والمدينة المنورة (139)، وبيش (111)، والرياض (109)، وصفوى (109)، والطائف (68)، والخبر (66)، والهفوف (55)، والظهران (32)، والمجاردة (17)، والزلفي (12)، والخرج (10)، والباحة (10)، والقرية العليا (7)، والنعيرية (6)، والقطيف (5)، وبيشة (5)، وينبع (4)، وبريدة (3)، والدرعية (3)، والمندق حالتان، وحالة واحدة في كل من: أضم، وسلوى، والمجمعة، والبكيرية، ورابغ، والرس، وبلجرشي، وبالتالي يصبح عدد الحالات المؤكدة في المملكة 27011 حالة، ومن بين هذه الحالات يوجد حاليًا 22693 حالة نشطة ما زالت تتلقى الرعاية الطبية لأوضاعها الصحية، ومعظمهم حالتهم الصحية مطمئنة، منها 139 حالة حرجة، والبقية حالاتها مطمئنة.
كما ذكر أن الحالات المسجلة اليوم وعددها 1552 حالة، 19% من الحالات تعود لسعوديين وعددهم 301 حالة، و81% لغير سعوديين وعددهم 1251، و16% من الحالات للإناث، وعددهن 251 حالة، و84% لذكور وعددهم 1301 حالة. كما بلغت نسبة كبار السن في الحالات المسجلة اليوم 2%، والأطفال 5%، والبالغون 93%. كما وصل عدد المتعافين - ولله الحمد - إلى 4134 حالة، بإضافة 369 حالة تعافٍ جديدة، وبلغ عدد حالات الوفاة 184 حالة، بإضافة 8 حالات وفاة جديدة منها حالتان لسعوديين في الدمام وجدة، و6 حالات لغير سعوديين في مكة المكرمة، والرياض، والمدينة المنورة، وجدة، تراوح أعمارهم ما بين 32 و84 عامًا.
وذكر الدكتور العبدالعالي أن الطاقة الاستيعابية العامة في المملكة تقارب الـ80 ألف سرير في كافة القطاعات التي تقدم الخدمات الصحية، بينها 8000 سرير بتجهيزات عناية مركزة تستطيع التعامل مع الحالات الحرجة، مقدمًا شكره الجزيل لكل مَنْ أسهم في صندوق الوقف الصحي؛ لتجسيدهم القيم السعودية النبيلة بعطائهم وتعاونهم الذي برز في هذا الجانب؛ نظرًا لما يواجهه الوطن من تحديات في هذه الجائحة العالمية التي تصب في مجالات تطوير الخدمات الطبية والصحية المقدمة.
وجدد التشديد على البقاء في المنزل، والالتزام بالتباعد بالمسافات الآمنة التي تحميهم من انتقال العدوى، وتجنب لمس الوجه، والمداومة على غسل اليدين بانتظام، واتباع آداب العطاس، وارتداء الكمامة، وممارسة الرياضة، وتناول الغذاء الصحي. كما جدد التوصية لكل مَنْ لديه أعراض أو يرغب في التقييم، استخدام خدمة التقييم الذاتي عبر تطبيق (موعد)، أو الاستفسار أو الاستشارة الاتصال على رقم مركز (937) على مدار الساعة.
من جانبه، بين الدكتور عبدالله العسيري أن الدراسة السريرية التي اعتمدت في المملكة تهدف إلى اختبار عدد من البروتوكولات العلاجية التي ثبتت فعاليتها في الاختبارات الأولية، سواء في المختبرات، أو في دراسات سابقة على متطوعين، وهي ضمن تحالف تقوده منظمة الصحة العالمية أطلق قبل عدة أسابيع، ويهدف إلى مجموعة من الأبحاث لتسريع شفاء المصابين بفيروس (كورونا) المستجد، ومجموعها 4 بروتوكولات، 3 بروتوكولات منها عبارة عن أدوية مضادة للفيروسات، طورت سابقًا لأمراض فيروسية مختلفة، ولها طيف واسع من الاستخدامات، ومستوى أمان عالٍ؛ ولكن من غير المعروف الآن هل لها دور في التعجيل بالشفاء لمصابي فيروس (كورونا) المستجد أم لا، وهذا هو السبب الرئيس الذي دعا المملكة للدخول في هذا التحالف مع عدد كبير من الدول لاختبار هذه الأدوية على أرض الواقع.
وأضاف العسيري أن المرضى الذين ثبتت إصابتهم بفيروس (كورونا) المستجد، إذا كانت لديهم التهابات رئوية وموجودين في أحد المستشفيات السبعة بالمملكة وهي: مستشفى الملك فيصل التخصصي، والمدينة الطبية بجامعة الملك سعود، ومستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض، ومستشفى أحد بالمدينة المنورة، ومستشفى النور بمكة المكرمة، ومستشفى الدمام المركزي، ومستشفى القطيف المركزي، سيدخلون الدراسة السريرية لمعرفة مدى فاعلية هذه الأدوية، ومتابعتهم بشكل مستمر لمعرفة التطورات والتحسن على حالتهم.
وأشار إلى أن مدة هذه الدراسة تختلف حسب استجابة المرضى وعددهم، والمتوقع أن تظهر النتائج الأولية لهذه الدراسة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وبالتالي تستطيع الحكم على مدى فاعلية هذه الأدوية ودورها في علاج هذا الفيروس.
كما أوضح الدكتور العسيري أن هناك أبحاثًا أخرى خارج نطاق الأبحاث السريرية تقوم بها منشآت متعددة أهمها: مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث بالحرس الوطني، ومركز الملك فهد للأبحاث بجامعة الملك عبدالعزيز، والمدينة الطبية بجامعة الملك سعود بالرياض، ومستشفى للملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وجميعهم ينسقون بقيادة وزارة الصحة لباكورة أبحاث تغطي الجوانب الوبائية ومكافحة العدوى، بالإضافة إلى الأبحاث التي تتم على اللقاحات المحتملة لهذا الفيروس؛ حيث إن هناك مختبرين داخل المملكة خطوا خطوات جيدة في هذا الجانب، ونتوقع - بمشيئة الله - أن يسهما في الجهد العالمي لتطوير لقاح فعال لهذا الفيروس.