افتتح معالي الأستاذ حمد بن محمد الضويلع نائب وزير الصحة اليوم الثلاثاء فعاليات مؤتمر طب العيون السعودي 2016، والذي يعقد تحت رعاية معالي وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، وحضور سعادة الدكتور عبدالإله بن عباد الطويرقي المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، وسعادة الدكتور عبدالله بن غازي العتيبي نائب رئيس الجمعية السعودية لطب العيون، وعدد من المهتمين بطب وجراحة العيون، وذلك في قاعة الأمير سلطان بفندق الفيصلية بالرياض والذي يستمر لمدة أربعة أيام.
وفي بداية الحفل ألقى الدكتور عبدالإله الطويرقي كلمة رحب فيها بحضور الندوة العلمية السنوية الثالثة والثلاثين لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون والتي تنعقد بالاشتراك مع الاجتماع العلمي السنوي الثامن والعشرين للجمعية السعودية لطب العيون، وذكر أن مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون يسعى منذ أن بدأ بتقديم خدماته العلاجية كأول مستشفى متخصص في مجال طب العيون بالمملكة لإقامة الندوات العالمية التي تناقش الجديد في طب وجراحة العيون.
وأضاف: "وتناقش الندوة هذا العام أحدث المستجدات في تخصصات طب وجراحة العيون والتي تشمل فحص وعلاج أمراض القرنية والماء الأبيض وتصحيح العيوب الانكسارية وتشخيص وعلاج أمراض عيون الأطفال وأمراض الشبكية وأمراض أعصاب العين والبصريات ومكافحة الإعاقة البصرية، وذلك بمشاركة متحدثين من داخل المملكة وخارجها".
واستعرض الدكتور الطويرقي منجزات المستشفى قائلاً: "استمرارًا لما يحققه مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون من إنجازات كبيرة على مدى الثلاثين عامًا الماضية، وبتضافر الجهود المبذولة من قبل طاقم العمل، يستقبل المستشفى مرضاه من جميع مناطق المملكة المختلفة، ليقدم لهم أرقى الخدمات العلاجية والطبية المميزة والدقيقة، فقد بلغ عدد زيارات المرضى الذين تم الكشف عليهم في العيادات خلال عام واحد فقط (2015م) 209,184 مراجعًا، وبلغت عدد العمليات الجراحية الكبرى 10,885 عملية، وتظهر مؤشرات الأداء أن المستشفى يماثل نظيراته العالمية المتميزة التابعة للجمعية الأمريكية للمراكز المتميزة في طب العيون والأذن، وخرج من خلال برنامج الزمالة للتخصص الدقيق عام 2015 عدد 18 طبيبًا وطبيبة، وبلغ عدد ما خرجه البرنامج حتى هذا العام 291 طبيبًا وطبيبة، منهم 34 طبيبًا من دول مجلس التعاون الخليجي يحملون درجة زمالة التخصصات الدقيقة في طب وجراحة العيون، وحصل المستشفى على المركز الأول في عدد أبحاث العيون التي تم نشرها على مستوى العالم العربي، إذ أجرى المستشفى عام 2015 عدد 139 دراسة بحثية، متفوقًا بذلك على جامعات عريقة ومستشفيات لها سمعة عالمية في العالم العربي.
وأشار الدكتور الطويرقي إلى أن افتتاح مركز الشيخ صالح الراجحي - رحمه الله - لاعتلال السكري في العين يأتي في إطار الحرص على تجويد الخدمات الصحية المقدمة ومواكبة لتزايد أعداد المرضى، إذ يعالج المركز مرضى اعتلال السكري، بالإضافة إلى كافة أمراض الشبكية المختلفة وفق أدق المعايير، وبالطاقم الطبي المتميز في المستشفى.
بعد ذلك ألقى سعادة الدكتور عبدالله بن غازي العتيبي نائب رئيس الجمعية السعودية لطب العيون كلمة نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبد العزيز رحب فيها بحضور اجتماع طب العيون السعودي 2016، والذي يوحِّد جهود كل من الجمعية السعودية لطب العيون، ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، بالمشاركة مع قسم طب العيون بكلية الطب بجامعة الملك سعود، ويشارك فيه نخبة من الأساتذة الأطباء والطبيبات من الجامعات والمستشفيات السعودية ومن مختلف الدول الشقيقة والصديقة.
وأضاف: "يسرنا أن يتزامن هذا الاجتماع مع مناسبة مرور ثلاثين عامًا منذ إنشاء الجمعية عام 1985، حيث كانت أولى الجمعيات الطبية السعودية، ونذكر هنا بالشكر والتقدير أعضاء أول مجلس إدارة للجمعية، ثم أعضاء كافة مجالس الإدارة التي جاءت بعدهم لكي تواصل الجمعية بجهودهم جميعًا نجاحها في تحقيق أهدافها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله - وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الرئيس الفخري للجمعية السعودية لطب العيون، حيث نظمت 28 اجتماعًا علميًّا سنويًّا، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر البحر الأحمر لطب العيون الأول والثاني في جدة، وأكثر من 40 ندوة علمية لتثقيف الأطباء العامين، وأكثر من 160 ندوة عامة للتوعية بأمراض العيون الشائعة. كما أصدرت 23 كتيبًا لنشر الوعي الصحي، ويتم توزيع هذه المطبوعات خلال المؤتمرات والندوات والمحاضرات والفعاليات، وما زالت المجلة السعودية لطب العيون تحقق مكانة متميزة كمجلة محكَّمة في طب وجراحة العيون، تُعنى بنشر الدراسات والأبحاث العلمية لدعم البحث العلمي وتطوير أبحاث أمراض العيون. وتصدر إلكترونيًّا عبر أشهر المواقع الدولية المتخصصة في نشر المجلات العلمية والطبية، ومنها كل من PubMed وScopus ويسرنا أن ندشن اليوم موقع الجمعية الجديد في شبكة الإنترنت في شكل ومضمون أكثر تطورًا وتحقيقًا لتطلعاتكم جميعًا".
وأشار العتيبي إلى أن اجتماع هذا العام يركز على التطورات الجديدة في تخصصات طب وجراحة العيون، معربًا عن سعادته بتزايد أعداد أعضاء الجمعية وعدد المشاركين في اجتماع هذا العام، حيث فاقوا 1500 متحدثًا ومشاركًا، وحضور نحو 38 شركة طبية رائدة في المعرض الطبي الدولي المصاحب للاجتماع، وأوضح أن اللجنة الوطنية لمكافحة العمى (لمع) تشارك هذا العام في تنظيم ندوة عامة بعنوان (حقوق المكفوفين وضعاف الإبصار في المملكة العربية السعودية)، وستعقد عصر اليوم - بإذن الله - ويسرنا حضور كل المهتمين بالإعاقة البصرية.
واختتم العتيبي حديثه قائلاً: "أود أن أقدم الشكر باسم المشاركين لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله - وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظه الله - على ما يقدمان من دعم للرقي بالطب وبالخدمات العلاجية بالمملكة العربية السعودية بشكل عام ولطب وجراحة العيون بشكل خاص، كما نشكر معالي المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح وزير الصحة لدعمه أنشطة طب العيون وجهود مكافحة الإعاقة البصرية. كما أشكر اللجنة العلمية وسائر اللجان الإشرافية المشاركة واللجنة الوطنية لمكافحة العمى وأعضاء اللجنة المنظمة التي أشرفت على نجاح هذا الاجتماع العلمي، ثم الشركات الطبية والجهات المشاركة بالمعرض الطبي، متمنين التوفيق لكم جميعًا".
بعد ذلك ألقى معالي نائب وزير الصحة الأستاذ حمد بن محمد الضويلع كلمة رحب فيها بالحضور، وأعرب عن سعادته بالمشاركة بهذا الملتقى العلمي، والذي أكد أنه سيشكل علامة أخرى مضيئة في تاريخ الملتقى العريق الذي يعود إلى 30 عامًا مضت، خاصة في ظل ما يبذله القائمون عليه من جهود كبيرة.
وأضاف معاليه: "يعيش العالم اليوم ثورة كبيرة في كافة التقنيات الطبية والخدمات العلاجية بمختلف تخصصاتها. وأجدها فرصة طيبة لتوجيه الدعوة من خلال هذا المنبر لجميع المشاركين أن يغتنموا فرصة هدا اللقاء الخير لتدارس سبل الاستفادة المثلى من الاكتشافات الحديثة في مجال طب العيون، بما ينعكس إيجابًا على صحة العيون، ويسهم في خدمة تطوير وتجويد الخدمات الطبية في هذا المجال ببلدنا المعطاء، ويسهم في بناء إستراتيجية لدعم النشاط البحثي والتطويري في هذا المجال الدقيق في المملكة العربية السعودية، وأود في هذا الشأن أن أشيد بالتعاون المثمر والبناء بين الجمعية السعودية لطب العيون ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وقسم طب العيون بكلية الطب بجامعة الملك سعود، وما يقومون به من جهود مباركة لتحقيق الفائدة المرجوة من هذا الملتقى. ولا بد لي هنا أن أثمن دور الملتقى في تشجيع الأبحاث المقدمة من أطباء العيون بصفة عامة والأطباء المتدربين من الأطباء المقيميين وأطباء الزمالة بصفة خاصة، وأعرب عن تقديري العميق للجهود المتميزة المبذولة منهم في هذا المجال. وهناك جانب آخر في الملتقى أرى أن له أهمية قصوى ودورًا كبيرًا، وذلك هو قيامه بتخصيص ندوتين كل عام لمكافحة الإعاقة البصرية، يكون جزء منها متعلقًا بمناقشة حقوق المكفوفين وضعاف البصر في المملكة، وحقوقهم هذه يجب أن تلقى من مجتمع خير كمجتمعنا كل رعاية وحماية".
وأوضح معاليه أن وزارة الصحة قامت وما زالت بالتوسع في نشر مثل هذه الخدمات التخصصية في مختلف مناطق المملكة، انطلاقًا من المسؤوليات المناطة بها، وإدراكًا لأهمية خدمة المواطنين الكرام وتوفير الرعاية الصحية لهم، وتعمل الوزارة حاليًا من خلال استراتيجيتها الصحية وبرنامج التحول الوطني على استثمار كافة الإمكانات المتاحة لتطوير ودعم هذه الخدمات التخصصية، والارتقاء بمستويات الأداء لخدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم الصحية عبر أنحاء المملكة. وهي بهذا إنما تسعى إلى تحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين لتوفير الحياة الطيبة والصحية لكل من هو على تراب هذا الوطن الغالي.
واختتم معاليه كلمته قائلاً: "أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد على جهوده الخيرة لدعم أنشطة وبرامج الجمعية، والشكر موصول لكل من أسهم بجهده في الإعداد والتنظيم لعقد هذا الملتقى، سائلاً المولى - عز وجل - أن يكلل الجهود بالنجاح، وأن يخرج هذا الملتقى بتوصيات علمية تسهم في دعم مسيرة تطوير طب العيون في المملكة، إنه سميع مجيب".
بعد ذلك، سلم معالي نائب وزير الصحة الدروع التذكارية للشخصيات المكرمة لهذا العام، ومنها (درع صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس الفخري للجمعية السعودية لطب العيون للأداء المتميز)، ويحظى به سنويًّا أحد ممثلي طب العيون في مناطق المملكة، وفازت به د.إلهام التميمي استشاري طب العيون وأستاذ طب العيون المشارك بجامعة الدمام؛ نظير جهودها في خدمة التعليم الطبي لأعضاء الجمعية ونشر الوعي الصحي.
وجرى تسليم درع سمو الأمير عبد العزيز بن أحمد لمكافحة العمى محمد بابر قريشي الرئيس المشارك للوكالة الدولية لمكافحة العمى في الشرق الأوسط وعضو مجلس إدارة المجلس العالمي لطب العيون، والذي يقدم محاضرة (درع سمو الأمير عبدالعزيز بن أحمد لمكافحة العمى) وموضوعها (الاتجاهات الحديثة في التعليم الطبي في طب وجراحة العيون)، كما تم تسليم الميدالية الذهبية للجمعية السعودية لطب العيون؛ حيث اعتادت كل عام انتقاء الموضوع الأكثر أهمية لخدمة أطباء العيون وأخصائيي البصريات في المملكة، وفاز بها هذا العام الدكتور البروفيسور ستيفن روسيل من مستشفى مايو كلينيك بالولايات المتحدة، وفاز بجائزة محاضرة الملك خالد التذكارية السنوية الدكتورة أيفيلين بايسي استشارية طب عيون الأطفال من مستشفى تكساس للأطفال، وذلك نظير جهودها في مجال تصحيح العيوب الانكسارية لدى الأطفال، وتم تسليم درع الجمعية السعودية لطب العيون للدكتور سعيد بن عبدالله الغامدي، وذلك نظير ما قدمه من جهد أثمر برنامجًا علميًّا مميزًا حقق النجاح لمؤتمر البحر الأحمر لطب العيون.
وفي نهاية حفل الافتتاح، دشن معالي نائب وزير الصحة المعرض الطبي الدولي المصاحب لفعاليات المؤتمر والذي يحظى بمشاركة نحو 38 شركة طبية، وتم تكريم رعاة المؤتمر، وتدشين الموقع الجديد للجمعية السعودية لطب العيون والتطبيق الإلكتروني (لعينيك).