شدد معالي وزير الصحة رئيس مجلس إدارة شركة (أرامكو)، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح على أن التوجه الاقتصادي للدولة يعتمد على تنويع مصادر الدخل، ودعم مساهمة القطاع الخاص في إيجاد وظائف لشباب وشابات الوطن، لافتًا إلى أن معرض القوات المسلحة لدعم توطين صناعة قطع الغيار، والتوجه للتصنيع سيكون داعمًا أساسيًّا لذلك، موضحًا أن المملكة ليست دولة استهلاكية للمنتجات والتقنيات فحسب، بل هي مصدرة أيضًا.
وأضاف: "رأينا الكثير من المبتكرين ممن لديهم براءات اختراع محلية ودولية"، وأردف: "إذا بنينا على النجاحات التي تمت ودعمناها ستكون المملكة في يوم من الأيام المصدر الرئيس لمنتجات ولتقنيات معقدة، ما سيسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني".
وأعرب وزير الصحة عن طموحه بأن تكون المملكة مصدرة للخدمات الصحية: "أتطلع لذلك اليوم الذي نتحدث فيه عن عشرات الآلاف من الرواد السعوديين في القطاعات والتخصصات الصحية المختلفة في كل أنحاء العالم المؤسسين على بنية تحتية معرفية قوية جدًا من جامعات ومراكز أبحاث ومراكز تصنيع تدعمهم".
ولفت: "لدينا اليوم أطباء سعوديون يرأسون أقسامًا في المراكز الطبية المتقدمة في أمريكا في كليفلاند وجونز هوبكنز"، مؤكدًا أنه بالشراكة مع القطاع التعليمي سنرى عنصرًا بشريًّا سعوديًّا مصدر دخل وفخر للمملكة، وامتدح الخدمات الصحية المتقدمة جدًا في القطاع العسكري.
وبين الفالح أن شركة (أرامكو) تسير بشكل متواز مع وزارة الدفاع والقطاعات العسكرية في الاهتمام بالصناعات المحلية، موضحًا أن وجود تنسيق للإستراتيجيات والسياسات وسبل دعم القطاع الخاص في الاهتمام بهذه الصناعات سيقلل المخاطر.
وذكر: "عندما يخدم المصنع قطاعات عدة فالمخاطرة تكون أقل ومعدلات الطلب أعلى، وبالتالي تكون المنافسة والتكلفة أكثر"، مضيفًا: "مهم جدًّا ألا يقتصر التفكير على قطاع واحد؛ بل ننظر بشمولية أكثر على مستوى المملكة، فكثير من المصنعين رأينا أنهم بدأوا التصدير".
وأكد الفالح عقب جولته اليوم في المعرض الذي يُقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن التنسيق الدائم بين الجهات الحكومية والشركات الوطنية الكبرى سيسهم في زيادة إقبال القطاع الخاص على تصنيع قطع الغيار في المجالات المختلفة، حيث سيضمن توافر عملاء كثر ومستخدمين لما ينتجه من قطع غيار.
وامتدح فكرة معرض (أفيد) لدعم التصنيع الوطني، مبينًا أنه يلبي ذلك التنسيق الذي سيدفع القطاع الخاص لتوجه صناعة قطع الغيار، مستعرضًا عددًا من الفوائد والإيجابيات العائدة على الجهات الحكومية الخدمية المعتمدة في معظم أعمالها على الأنظمة والآليات والمعدات والتقنيات، وأبرزها توفير الكثير من الأعباء المادية على تلك الجهات، إلى جانب ضمان استمرارية تلبية الاحتياج لقطع الغيار في جميع الظروف سواء في السلم أو الحرب، بالإضافة إلى توفير عامل الوقت على الجهات المستفيدة من المصنع محليًّا، وهو من أهم المكتسبات التي يوفرها التصنيع المحلي لقطع الغيار، فسرعة توفير القطع أمر لن يتسنى للمصنع الأجنبي مهما حاول التعامل معه، حيث سيظل المنتج المحلي أقرب وأسرع استجابة وتعاملاً.
وعدّ توفر الفرص الوظيفية للشباب السعودي أهم المكاسب من الإنتاج والتصنيع المحلي لقطع الغيار، إلى جانب النهوض بمستوى التدريب التقني والمهني ليتواكب مع حجم التصنيع والإنتاج محليًا، فضلاً عن زيادة التنويع في مصادر الدخل الوطني، بوصفه أحد أهم الإستراتيجيات التي تعمل عليها الدولة، إلى جانب أن ذلك سيُسهم في تفعيل دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية الوطنية.
وصف الفالح بيئة معرض (أفيد) بالمثالية والمتميزة لتبادل الخبرات والأفكار بين المشاركين فيه، وعقد الكثير من الشراكات واتفاقيات التعاون بين القطاعين الخاص والعام، أو بين عناصر القطاع الخاص ذاته، داعيًا إلى ضرورة استفادة جميع القطاعات المحلية من هذا المعرض مستقبلاً، لا سيما أن نتائجه الإيجابية ونجاحاته ما زالت تثبت أهميته في كل نسخة من نسخه.
وتجول معالي وزير الصحة برفقة مستشار وزير الدفاع الأمير بندر بن عبدالله بن سعود بالمعرض واستمعا إلى شرح من المدير العام للإدارة العامة لدعم التصنيع المحلي والمتحدث الرسمي لمعرض القوات المسلحة لدعم توطين صناعة قطع الغيار (أفيد) العميد المهندس عطية بن صالح المالكي، عن محتويات ومقتنيات الأجنحة والجهات المشاركة وأبديا إعجابهما بما شاهداه من تطور ومبادرات تخدم التنوع الاقتصادي في المملكة.