أخبار الوزارة

الفالح: المملكة جعلت نصب أعينها إرساء دعائم التعاون بين دول عالمنا الإسلامي
06 صفر 1437
 
قال معالي وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح إن المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - حريصة على كل ما يخدم المسلمين أينما كانوا، وجعلت نصب أعينها إرساء دعائم التعاون بين دول عالمنا الإسلامي.
 
وأوضح خلال كلمته التي ألقاها في الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة المنعقد حاليًا في مدينة إسطنبول بتركيا خلال الفترة من 5-7/2/1437هـ الموافق 17-19/11/2015م أنه لا يخفى على الجميع أننا نعيش اليوم في عالم يحتدم بالمنافسة والتحدي، وأن الدول وجدت أنها إذا أرادت أن تزيد فرصها في النجاح في عصرنا هذا، فإنها مضطرة أشد الاضطرار إلى بناء التحالفات الإقليمية والاقتصادية مع غيرها من الدول، تعقد فيها الاتفاقيات، وتفتح الأسواق لبعضها البعض، بما يخدم مصالحها المشتركة وبالتالي نموها وازدهارها.
 
وأضاف أن عالمنا الإسلامي، بما يجمع دوله من روابط قوية ومتعددة، وبما يمتلكه من إمكانات بشرية وثروات طبيعية يمكنه أن يشكل واحدًا من أهم هذه التحالفات، من خلال بناء رؤية مشتركة, والانطلاق في عمل جماعي متناسق، يخدم دولنا، ويساعدنا على مواجهة تحديات التنمية ومتطلباتها، والمسؤولية كبيرة علينا أمام أوطاننا وشعوبنا أن نبني من تكاتفنا قوة نخدم بها نهضتنا ومستقبل أجيالنا.
 
وقدم معاليه خالص الشكر وجزيل الامتنان لفخامة رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان لكريم رعايته لهذا الاجتماع الخيِّر، وإلى الحكومة التركية على استضافة هذه الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة، وعلى ما لقيناه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وأثنى معاليه على جهود وزير الصحة بالجمهورية التركية الدكتور محمد مؤذن أوغلو، وما يقوم به من تعاون مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لدعم التعاون بين دول العالم الإسلامي، سائلا الله العلي القدير أن يكلل هذا اللقاء الخيِّر بالنجاح والتوفيق، مبينًا معاليه أن من أفضل الأمثلة التي تتجسد فيها فوائد هذا التعاون، هو مجال الصحة، حيث إن الفرص فيه لا تنتهي. وأنا أدعو هنا من هذا المنبر، إخواني وزراء الصحة في عالمنا الإسلامي إلى التعاون في بناء قاعدة صلبة في مجال البحوث الصحية، تتضافر فيها جهود دول العالم الاسلامي بعضها مع بعض، لتكون هذه القاعدة البحثية صرحًا قويًّا يضاهي الأفضل في العالم، ويركز على التحديات الصحية التي تواجهها دولنا، كما أن العالم الإسلامي زاخر بحمد الله بالمواهب المبدعة الخلاقة، ونرى الأطباء والعلماء المسلمين يحتلون مراكز مرموقة في الجهات البحثية في العالم.
 
وقال معاليه لا شك أن تعاوننا وتكاتفنا في تشجيع العمل البحثي سيسهم في استقطاب المواهب لتؤدي دورها في خدمة قضايانا الصحية الملحة في دولنا، والحد من هجرة العقول إلى الخارج. ونحن اليوم في وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية لدينا خطط طموحة لذلك، وقد أطلقنا عدة مبادرات بحثية في الآونة الأخيرة أدعوكم للمشاركة فيها، ونحن نتطلع إلى التعاون مع جميع دول العالم الإسلامي في هذا الشأن، كما أدعو أيضًا إلى التنسيق في مجالات الوقاية من الأمراض المعدية، فهو مجال صحي آخر نستفيد به من بعضنا بعضًا، ومن تكاتفنا في تعاملنا مع العالم في هذا المجال.
 
وقد انضمت المملكة العربية السعودية وإندونيسيا إلى أجندة لجنة الأمن الصحي العالمي التي ترتكز على ثلاثة محاور تشمل الوقاية والكشف المبكر، والترصد والاستجابة السريعة، والمملكة ترى أن انضمام دول العالم الإسلامي الأخرى إلى هذه الأجندة يشكل فرصة جيدة لها لمواجهة تحديات انتشار الأمراض المعدية.
 
وأضاف الفالح أن الأمراض المعدية تحد كبير وهي لا تعرف الحدود, وتجربتنا مؤخرًا مع فيروس كورونا بينت لنا كم يتطلب النجاح في مكافحتها من جهد. ونحمد الله على تمكننا من إبقاء موسم الحج الفائت خاليًا من هذا الفيروس للعام الرابع على التوالي، مع ما يمثله ذلك من تحد كبير، وهناك كذلك مجال آخر لا بد لنا أن ندعو إليه هو مجال التنسيق بشأن الأدوية والأمصال والمستلزمات الطبية.
 
ولفت معاليه إلى أن هناك فرصة يتيحها التحالف بين دول العالم الإسلامي من خلال الشراء الموحد، فكمية متطلبات الرعاية الصحية في الدول الإسلامية مجتمعة ضخمة جدًّا، وهذا سيتيح لها مواجهة احتكار شركات الأدوية وغلاء الأسعار المتزايد، وتحقق لها توفيرًا كبيرًا من خلال الحصول على المتطلبات الصحية بأسعار عادلة.
 
وقال معاليه: اسمحوا لي أن أتطرق إلى موضوع آخر نتشارك جميعًا في الاهتمام به، والحرص عليه، وهو رعاية صحة الحجيج, فالمملكة العربية السعودية التي تفضل المولى عليها بخدمة حجيجه، تدرك حجم مسؤولياتها في هذا الشأن، وتجعل توفير أفضل الخدمات للحجيج في كافة المجالات على رأس أولوياتها، فجعلت تقديم الخدمات الصحية المتكاملة للحجيج بدءًا بالوقاية، ثم الخدمات الإسعافية والرعاية الأولية, ووفرت حتى مستويات العلاج الثلاثية المتطورة في المشاعر المقدسة؛ ولكن لا بد لنا أن نتعاون حتى يظل حجنا في مستوى صحي جيد، ويظل صامدًا في وجه الأوبئة والأمراض المعدية التي يمكن أن يشكل تفشيها خطرًا على الحجاج؛ بل حتى على الدول القادمين منها وعلى العالم أجمع.
 
وأردف معاليه قائلاً: "نحن نتطلع إلى مزيد من التعاون والتنسيق بين الدول الإسلامية في شؤون صحة الحجاج. وقد أسست وزارتنا لهذا الشأن مركزًا لطب الحشود مجهزًا على أعلى مستوى، وأدعو كل دولة إسلامية لتسمية منسق لها للتواصل مع هذا المركز لتنسيق التعاون مع دولهم"، متمنيًا من المؤتمر إدراج توصية ضمن توصياته حول إعداد خطة مشتركة بين الدول الأعضاء تتضمن إقامة أنشطة تدريبية وتثقيفية للحجاج في بلدانهم حول صحتهم خلال الحج، فالتوعية الصحية المسبقة للحجيج والوقاية من الأمراض تمثل حجر الزاوية في حماية صحتهم، كما أدعو إلى الاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الدول في هذا المجال.
 
وقال معاليه: دعوني أستخدم الجهود الحثيثة التي تقوم بها دولة ماليزيا الشقيقة في هذا الشأن كمثال حي على هذا الجهد المطلوب، بالإضافة إلى التأكد من الالتزام بالفحوص الطبية والتحصينات حسب متطلبات وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية، وتوفير المعلومات الصحية مسبقًا لنا عن كل حاج له متطلبات صحية خاصة، وكذلك عقد دورات تدريبية لأطباء الصحة العامة، وكذلك الممارسون الصحيون الذين يتم ابتعاثهم ضمن البعثات الطبية في الحج لاطلاعهم على مستجدات الأوضاع الصحية خلال الحج، وإيضاح مهامهم وواجباتهم تجاه تلك المستجدات, ولا يفوتني هنا أن أثني على جهود البعثات الصحية المشاركة في الحج في التنسيق في هذا الشأن.
 
واختتم معاليه قائلاً: "أيها الإخوة والأخوات، إنه يشرفني أن أنقل لكم دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد اللقاء السادس لمؤتمر وزراء الصحة بدول منظمة التعاون الإسلامي في المملكة العربية السعودية، حيث إن المملكة قيادة وشعبًا حريصة على عقد هذا الاجتماع الخيِّر على أرضها، وبالقرب من البيت الحرام، وهي فرصة للإعراب عما نوليه من أهمية لهذا التعاون بين دول تجمعها عقيدة خالدة ورسالة سامية ومصير مشترك".
 



آخر تعديل : 10 صفر 1437 هـ 03:10 م
عدد القراءات :