أخبار الوزارة

د.خوجة يشيد بالخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن
02 ذو الحجة 1436

أوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أن موسم الحج تجربة فريدة على مستوى العالم، وتتكرر كل عام، وتقوم المملكة العربية السعودية بجهود استثنائية لهذه المناسبة الكريمة، فقد شرف الله المملكة العربية السعودية بخدمة ضيوف الرحمن، وتحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ على تسخير كافة إمكاناتها لتقديم أفضل الخدمات والرعاية للحجاج في كافة المجالات، ومن بينها الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة للحجاج، والتي شهدت طفرة كبيرة من حيث الكم والنوع والجودة، من خلال منظومة وقائية وإسعافية وعلاجية متقدمة، وقوى عاملة إشرافية طبية وفنية ومساعدة على مستوى عالٍ من الكفاءة والتدريب، تحت قيادة وإدارة حكيمة من معالي وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح.

وتعمل وزارة الصحة بكافة أجهزتها وقطاعاتها على مدار العام لتوفير الرعاية الصحية للحجاج على أعلى مستوى، على الرغم من الظروف الصعبة المتمثلة في تواجد أعداد كبيرة من الحجاج على مساحة محدودة من الأرض؛ مما يساعد على سرعة انتشار العدوى وارتفاع نسبة الحوادث والإصابات الناجمة عن ازدحام السير، كما أن غالبية الحجاج من كبار السن؛ حيث تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا. كذلك فإن بعض الحجاج لديهم مشكلات صحية مزمنة كالسكري والضغط والربو وأمراض القلب وغيرها، بالإضافة إلى اختلاف الجنسيات واللغات والعادات والثقافات والظروف المناخية المتغيرة؛ مما يعرض الحجاج لضربات الشمس والإرهاق الحراري في فصول الصيف والالتهابات الرئوية ونزلات البرد في فصول الشتاء، وما يترتب على ذلك من ارتفاع أعداد المراجعين للمرافق الصحية وازدياد أعداد المنومين.

وأضاف د.خوجة أنه يحسب للخدمات الصحية أثناء الحج وعلى رأسها وزارة الصحة ما تقوم به من إنجازات متميزة، فعلى الرغم من الزيادة المضطردة لأعداد الحجاج من سنة إلى أخرى، فقد واكب ذلك توسع كبير في الخدمات التشخيصية العلاجية والسريرية، وتهتم وزارة الصحة بوضع الخطط الدقيقة الملائمة لهذه المناسبة العظيمة التي تليق بالحدث الديني الأهم في حياة المسلم وبأكثر الأماكن قدسية في العالم، وتبنى هذه الخطط على الدراسة المستفيضة للإيجابيات والسلبيات للموسم المنصرم حال انتهائه حتى يستفاد من هذا التقويم في الإعداد للموسم المقبل، وتقدم وزارة الصحة خدمات صحية متميزة خلال موسم الحج وفق خطة متكاملة وشاملة للخدمات الوقائية والعلاجية الإسعافية وأهداف محددة تتمحور حول تقديم خدمات صحية وقائية متكاملة؛ بهدف الوقاية من الأمراض المعدية والوبائيات ومنع انتشارها وتفشيها، وتقديم خدمات صحية علاجية متكاملة للحجيج في جميع المرافق الصحية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة ومنافذ الدخول البرية والبحرية والجوية، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث ومواجهة أي طارئ أو حادث - لا قدر الله - قد يحدث في هذا التجمع البشري الضخم، والاستجابة السريعة في تقديم خدمات الطوارئ بأعلى درجة ممكنة من الدقة والكفاءة لمواجهة حالات الكوارث والحوادث.

وتعتمد خطة الحج الصحية هذا العام على النواحي الوقائية، وذلك بتطبيق شعار (الوقاية خير من العلاج)، ومنع وفادة الأمراض الوبائية والاكتشاف المبكر لحالات الإصابات بالأمراض المعدية، وحصر واحتواء تفشي الأمراض الوبائية والمحجرية، وتطبيق الاشتراطات الصحية على جميع العاملين، كذلك فإن الخدمات الفنية المساندة، والتي تهدف إلى توفير جميع المعلومات والاحتياجات لتشغيل المرافق الصحية ومنها التموين الطبي، المختبرات بأنواعها، التغذية، الإحصاء والمعلومات، كما تهدف الخدمات التشغيلية إلى تسهيل تنفيذ جميع الأعمال والإجراءات التشغيلية لجميع المرافق الصحية والقائمين عليها وتشمل النقل، الإسكان، الاتصالات، الصيانة والنظافة، الصيانة الطبية، والنفايات الطبية، كما أن هناك العديد من الخدمات الإسعافية والطارئة، والخدمات التطويرية، والنواحي الإشرافية والإعلامية.

وتابع قائلاً: "وهنا أود الإشادة بالجهود التي تقدمها الوزارة في مجالات خدمات الطب الوقائي والصحة العامة من حيث إصدار الاشتراطات الصحية وتعميمها على جميع الدول التي يفد منها الحجاج، وتفعيل مراكز المراقبة الصحية بمنافذ دخول الحجاج، وتكثيف غرف عزل متخصصة، وتفعيل دور مركز القيادة والتحكم ومشاركة المجلس العلمي الاستشاري والمركز العالمي لطب الحشود بالمملكة، بالإضافة إلى الدور الإعلامي الصحي المهم والسلوكيات الصحية التي تهتم به الوزارة. كذلك الإشادة بدور خدمات الطب العلاجي والخدمات المساندة، مشيرًا إلى أنه في هذا الإطار يجب ألا ننسى دور القطاعات الصحية الأخرى المتمثلة في الحرس الوطني، وقوى الأمن، "والهلال الأحمر السعودي، كجهات داعمة للخدمات الصحية التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن.

وعن الدور الذي تقوم به بعثات الحج الطبية في الحفاظ على صحة حجاج بيت الله الحرام، أوضح الأستاذ الدكتور توفيق خوجة أن هناك تعاونًا وتنسيقًا كاملاً مع وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية والبعثات الطبية الخليجية؛ حيث اهتم بهذا الموضوع معالي وزراء الصحة بدول مجلس التعاون، وذلك منذ مؤتمرهم السادس عام 1979م، والذي تم بموجبه اعتماد نموذج البطاقة الصحية للحجيج وتعميمها على الدول الأعضاء، وإيجاد حيز فيها خاص بتسجيل التطعيمات التي تقررها الصحة السعودية، ووضع شعار المكتب التنفيذي عليها.

كما أكد المؤتمر أهمية أن تقوم كل دولة بتقديم إحصائية وبائية عن حجاجها كل عام، على أن تقوم المملكة العربية السعودية بإعداد إحصائيات نهائية تمد بها الدول لتستفيد منها، كما وافق الوزراء على دليل العمل الذي اقترحته اللجنة الفنية والخاص بالإسهال وضربات الشمس والأمراض السارية التي تكشفها الفئات الطبية، وقد أوصى معالي الوزراء بأهمية تكثيف حملات التوعية الصحية للحجاج قبل سفرهم من بلادهم، ودراسة إمكانية توحيد برامج التثقيف الصحي للحجاج في جميع الدول الأعضاء، بالإضافة إلى العديد من الاجتماعات والأنشطة المكثفة التي قام بها المكتب التنفيذي والدول الأعضاء خلال مواسم الحج الماضية.

كما أكدت لجنة الحج الخليجية على الاهتمام بصحة البيئة بالنسبة للحجاج، وذلك من خلال التفتيش المستمر على أماكن السكن، وإلزام المطوفين بذلك، مع مراعاة الشروط الصحية في أماكن إعداد الطعام والشراب ودورات المياه، وتوفير أجهزة التكييف المناسبة، وتأمين الاتصالات بين الحجاج وبعثاتهم حتى تستطيع البعثة الطبية القيام بواجبها بسرعة، وإرسال سيارات الإسعاف لنقل المرضى عند الضرورة. كما اقترحت اللجنة في اجتماعها الأخير (اسورة المعصم) البلاستيكية التي يسهل وضعها في معصم الحاج، وتضم بعض المعلومات المهمة عنه وعن صحته. كما اقترحت إدماج أنشطة البعثات الطبية بالمشاعر في المرافق الصحية السعودية، على أن يعمل أعضاء البعثات مع زملائهم العاملين بهذه المرافق كفريق عمل متكامل، خاصة بعد التغطية الشاملة للمشاعر بالمستشفيات والمراكز الصحية السعودية.

وختم د.خوجة قائلاً: "إذ أشيد بكافة الجهود التي تقدمها وزارة الصحة وجاهزية الخدمات الصحية والاستعداد المتميز لخدمة ضيوف الرحمن، أود أن أتوجه إلى جميع القائمين على هذه الخدمات وعلى رأسهم صاحب المعالي وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح بوافر شكري وتقديري وامتناني لما يقدمونه من جهود مضنية وأعمال خيرة لتوفير كل سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام، داعيًا الله - عز وجل - أن يجزي ولاة الأمر - حفظهم الله - خير الجزاء على ما يقدمونه من جهود خيرة لتيسير أمور ضيوف الرحمن، والتي هي شرف للجميع، وأن يجعل كل هذه الأعمال الخيرة في موازين حسناتهم، وأن يوفقنا جميعًا لما يحبه ويرضاه، إن الله سميع مجيب الدعاء".




آخر تعديل : 02 ذو الحجة 1436 هـ 01:56 م
عدد القراءات :