أخبار الوزارة

د.عسيري: فِرَق الاستجابة السريعة تزور 34 مستشفى ومركزًا طبيًّا خلال الأسبوع الماضي بالرياض
19 ذو القعدة 1436
استمرارًا للجهود التي تقوم بها وزارة الصحة لمكافحة فيروس (كورونا) والحد من انتشاره، ورغبة في إطلاع كافة أفراد المجتمع ووسائل الإعلام على مستجدات الوضع الحالي لفيروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في ظل الزيادة في عدد الحالات المسجلة خلال الأسابيع الماضية، ورغبة في تسليط الضوء على استعدادات الوزارة لموسم الحج لهذا العام فيما يخص هذا الأمر، فإن مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة يود الإيضاح أنه منذ البيان السابق يوم الأحد الماضي، تم تسجيل 7 حالات إضافية مؤكدة مرتبطة بالتفشي في مدينة الملك عبدالعزيز للحرس الوطني ليصل العدد الكلي إلى ٧8 حالة مؤكدة في مختبراتنا.
 
وتأكيدًا لما ذكرناه سابقًا فإن الحالات المسجلة خلال هذا الأسبوع لا تشكل حالات جديدة، وإنما هي حالات اكتسبت العدوى سابقًا؛ لذلك فإن استمرار الإعلان عن الحالات لا يعني أن العدوى ما زالت مستمرة في المستشفى، وإنما هي حالات التقطت العدوى قبل مدة، وبسبب طول فترة حضانة الفيروس لم تظهر عليها الأعراض إلا مؤخرًا، ومن ثمَّ تم تأكيد إصابتها مخبريًّا.
 
أما فيما يخص أنشطة الاستجابة فقد استمرت فِرَق الاستجابة السريعة بمنصة مكافحة العدوى في مركز القيادة والتحكم في تقييم الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى في المنشآت الصحية؛ حيث زارت 34 مستشفى ومركزًا طبيًّا خلال هذا الأسبوع وأصدرت تقارير وجداول زمنية للتعامل مع المخالفات إن وجدت.  كما يتواجد فريق من برنامج الوبائيات الحقلي بوزارة الصحة، وفريق من مركز مراقبة الأمراض الأمريكي ميدانيًّا في مدينة الملك عبدالعزيز للحرس الوطني لتقديم الدعم فيما يخص دراسة الحالات وطرق انتقال العدوى إليها، وتتم مناقشة تقاريرهم في اجتماعات مركز القيادة والتحكم لاتخاذ الإجراءات بصددها.
 
وفيما يتعلق بالاستعدادات لموسم الحج، فإنه يستمر استعداد الوزارة لموسم الحج، ومنع ظهور أي حالات لفيروس (كورونا) وغيره من الأمراض المعدية في الحج. كما تبذل الوزارة الإجراءات الوقائية للحفاظ على الصحة العامة بإصدار اشتراطات الحج الصحية رسميًّا وإرسالها إلى جميع الدول الإسلامية والدول التي فيها جاليات مسلمة للعمل بموجبها، وأيضًا يتم نشر هذه الاشتراطات رسميًّا في النشرة الصحية لمنظمة الصحة العالمية.
 
بالإضافة إلى ذلك يتم في المنافذ الجوية والبحرية والبرية التأكد من التزام الحجاج بهذه الاشتراطات، وحتى تاريخ اليوم فقد بلغ عدد الحجاج الذين تم فحصهم صحيًّا ٤٥8942 حاجًّا وحاجة، وقد تم تقديم العلاج الوقائي ضد الحمى الشوكية لحجاج دول ما يسمى بحزام الحمى الشوكية في أفريقيا، الذين بلغ عددهم 108534 حاجًّا وحاجة. أما لقاح شلل الأطفال الفموي فقد أعطي لـ147334 حاجًّا وحاجة قادمين من الدول الموبوءة أو التي انتهى فيها سريان المرض وما زالت تحت المراقبة.
 
أما عن الاستعدادات للأمراض التنفسية المعدية بما في ذلك فيروس (كورونا) والأنفلونزا الموسمية وغيرها، تعمل الوزارة على عدة محاور أهمها: منع حالات فيروس (كورونا) الأولية الناتجة عن مخالطة الإبل؛ حيث سعت الوزارة إلى منع تواجد الإبل في مناطق الحج لأي غرض كان، وقد استجابت الجهات المعنية لهذا الأمر، وكذلك منع الحالات الثانوية التي قد تنتقل بين البشر، وذلك بحصر المخالطين للحالات المؤكدة، وعدم تمكينهم من الحج حتى تنتهي فترة متابعتهم، وأيضًا التقصي النشط عن الالتهابات التنفسية، ورفع إجراءات التعرف على الحالات المشتبه بها، وفرزها، وعزلها، ونقل الحالات المؤكدة خارج مستشفيات المشاعر، وتوفير التشخيص المخبري في منى وعرفات، بالإضافة إلى العاصمة المقدسة والمدينة المنورة، وتحصين الحجاج بلقاح الأنفلونزا الموسمية، ورفع التغطية بهذا اللقاح إلى أعلى درجة ممكنة، وإلزام العاملين الصحيين بلقاح الأنفلونزا الموسمية والحمى الشوكية حماية لهم وللحجاج.
 
وفيما يخص فِرَق الاستجابة السريعة لمكافحة العدوى في المنشآت الصحية فإن هذه الفِرَق تشكل أهم إجراءات الاستجابة التي تعتمد عليها الوزارة بعد الله في تفقد آلية التعامل مع الحالات المعدية في المنشآت الصحية، وقد شكلت هذه الفِرَق العام الماضي في إطار الاستجابة لتفشيات فيروس (كورونا)، وخضعت لتدريب مكثف، واكتسبت خبرات واسعة في التعامل مع المرض؛ حيث تُدار هذه الفِرَق من قِبَل مراكز القيادة والتحكم في المناطق الصحية، وتعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.
 
وينقسم نوع الاستجابة إلى ثلاثة أنواع حسب عدد الحالات المسجلة وجاهزية المنشأة للتعامل معها، وقد يحتاج الفريق إلى تكرار الزيارات، وفي بعض الحالات إلى البقاء في المنشأة المعنية فترات تصل إلى أسبوع، وفي إطار الاستجابة للتفشي الحالي في مدينة الرياض فقد تم تحري عدد من أفراد فِرَق الاستجابة من الرياض وخارجها، وبلغ عدد الزيارات التي قامت بها هذه الفِرَق 351 زيارة لمستشفيات وزارة الصحة والقطاعات الحكومية خارج وزارة الصحة والقطاع الخاص.
 
وقد أوضح د.عسيري أنه لا توجد علاقة بين الجو وانتقال الفيروس بين الأشخاص، ولا يوجد أي تفشٍ حاليًا، وتعد الوزارة أي إنسان مصاب بالتهاب رئوي حالة مشتبه بها، وقد كونت الوزارة فكرة عن أي حالة مشتبه بها أو أي تفشيات؛ حيث يوجد نمطان للمرض وهما: الإصابة بالمرض من خارج المستشفيات ومعروفة مصادره، والنمط الآخر وهو الانتقال بين الأشخاص الذي يحدث داخل المستشفيات، علمًا بأن نسبة الانتقال بين الأشخاص لا تتعدى 2%، مشيرًا إلى أن الفيروس ما زال ضعيفًا، في الوقت نفسه فإن منظمة الصحة العالمية عقدت أكثر من عشرة اجتماعات، وخرجت في كل اجتماع بالتوصيات نفسها، وهي أن الفيروس محدود جغرافيًّا ولا يحتاج إلى إجراءات غير المتخذة حاليًا.
 
  وأكد عسيري أن الفيروس محدود جغرافيًّا ومعروف مصدره، ولكن ذلك لا يلغي هذا الاحتمال، فأي ملاحظات سيتم الأخذ بها والتأكد منها. وعن إمكانية اتخاذ قرار بإغلاق المدارس أو أي تجمعات، أكد عسيري أن مثل هذه الإجراءات تتخذ بواسطة منظمة الصحة العالمية التي توصي بذلك؛ حيث ترى المنظمة أن انتشار المرض ما زال محدودًا. 
 
وعن موسم الحج لهذا العام أكد العسيري أنه يتم التوصية بمنع فئات عمرية محددة؛ حيث اقتصرت التوصية على الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأي أمراض معدية أو وبائية مثل: كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، مضيفًا أنهم قاموا بحصر جميع المتوفين بسبب فيروس (كورونا) لتعويض ذويهم - حسب الأمر السامي الكريم - بـ500 ألف ريال دون النظر إلى الجنسية او المهنة، وهي الآن في طور استكمال الإجراءات الإدارية، وقريبًا سيتم الصرف حيث تم تشكيل لجنة من عدة جهات من ضمنها وزارة الصحة ووزارة المالية.
 
وعن علاقة الإبل بفيروس (كورونا) قال عسيري: أثبتت الدراسات التي أجراها الباحثون من أمريكا والمملكة أن الفيروس كان منتشرًا في الإبل داخل المملكة منذ أكثر من 30 سنة، وكان وقتها محصورًا فيها دون أن ينتقل إلى البشر، وخلال الأربع سنوات الماضية انتقل من الإبل إلى الإنسان، في حين تم اكتشاف أن 74% من الإبل تحمل مضادات لفيروس (كورونا)؛ ما يعني إصابتها بهذا الفيروس في مرحلة ما من مراحل حياتها.
 
وأكد الباحثون أن العثور على فيروس (كورونا) في جسم الإبل على نطاق واسع يعطي نتائج مهمة للسيطرة على انتشاره، وبالإضافة إلى ذلك، اكتشف الباحثون أن الفيروس يتواجد في الجهاز التنفسي بشكل أساسي وليس في البراز، وهذا يقدم أساسًا مهمًا لدراسة مسارات الانتقال بين البشر والحيوانات، مشيرًا - في هذا الصدد - إلى أن هناك دراسات جديدة في المملكة للتأكد من علاقة الإبل بنقل العدوى إلى الإنسان، منها دراسة خاصة بدماء الإبل للتأكد من وجود مضادات الفيروس، ودراسة أخرى للتأكد من دور الإبل في نقل المرض إلى الإنسان، حيث تكمن المشكلة في أن الأعراض لا تظهر حتمًا على الإبل، فقد تظهر أعراض تنفسية أو لا تظهر، وبالتالي فإن إجراء المزيد من الدراسات يؤكد جميع الفرضيات؛ ولكن في كل الأحوال هناك اشتراطات صحية ينصح بها للتعامل مع المواشي بشكل عام في الحظائر، أهمها ارتداء الكمامة الواقية، والابتعاد عن الحيوانات التي تظهر عليها الأعراض المرضية.
 
خلاصة القول إن الخفافيش قد تكون الحاضن الأول للفيروس، بينما الحيوانات الأخرى المستأنسة وخاصة الإبل حاضن ثانوي ينقل العدوى إلى الإنسان، وعن إيجاد بدائل لهدي الأضاحي من الإبل أوضح عسيري أن المفتي العام للمملكة أصدر فتوى تجيز استبدال الإبل بالبقر والغنم والضأن؛ حيث تم منع دخول الإبل المشاعر المقدسة لهذا العام كإجراء احترازي للحد من انتشار الفيروس.
 
من جهته، رد الدكتور علي البراك، مدير عام المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها وعضو المجلس العلمي الاستشاري، على سؤال حول ما إذا كان فيروس (كورونا) سلاحًا بيولوجيًّا موجهًا إلى المملكة قائلاً: في حال ظهور أي تفشٍ  للأمراض في أماكن وأوقات مختلفة عن أماكن انتشارها، يؤخذ في الاعتبار هذا الاحتمال، ويتم تفنيد هذه الفرضية بتأكيدها أو عدم صحتها.
 
وأضاف: ما يتم حاليًا من إجراءات ونمط التفشي لفيروس (كورونا) لا يدل على وجود ما ذُكر في السؤال، ولكن يبقى الاحتمال دائمًا واردًا، وأحب أن أشير إلى أن الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار المرض تتم بشكل مستمر، من خلال توثيق ومراجعة المعلومات العلمية والطبية المتوافرة في كل مرحلة خلال الثلاث سنوات الماضية، أي منذ معرفتنا بالمرض، وهذه المكونات الطبية المتراكمة أكدت انتقال الفيروس بين الإبل والإنسان، وبين الإنسان والإنسان داخل المنشآت الصحية.
 
وزاد: لهذا قام مركز القيادة والتحكم بعمل بعض الإجراءات لاحتواء المرض ومنع تفشيه داخل المنشآت الصحية، وإصدار توصيات للعامة فيما يخص طريقة مخالطتهم للإبل، وخلال الفترة الماضية تم العمل بشكل متواصل لنشر هذه المعلومات وجعلها متوافرة للعاملين الصحيين وللمجتمع؛ لكي يتم التعرف على المرض بطريقة صحيحة، ومعرفة طرق انتقاله، وأخذ الاحتياطات الطبية والمجتمعية للابتعاد عن مصدره.
 



آخر تعديل : 02 ذو الحجة 1436 هـ 08:33 ص
عدد القراءات :