أكد أستاذ الطب في جامعة إمبريل كولج لندن ومدير المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية في بريطانيا الدكتور سلمان الرواف أن المؤتمر الثامن والسبعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، الذي اختتمت أعماله اليوم في الرياض تحت شعار (قياس أداء النظم الصحية.. طريق الامتياز) يمثل خطوة مهمة؛ حيث يهدف إلى تنسيق الجهود الخليجية لقياس أداء الأنظمة الصحية في دول المجلس.
وأوضح الدكتور الرواف خلال مشاركته في المؤتمر أن دول مجلس التعاون شهدت تقدمًا صحيًّا وتنمويًّا كبيرًا خلال القرنين الماضيين، وأن التوجه لقياس أداء النظم الصحية يعكس هذا التقدم لما يهدف إليه من تطوير للخدمات الصحية، من خلال الوقوف على أوجه القوة وتعزيزها، وأوجه القصور لتصحيحها.
وأشار إلى أنه لا يوجد حاليًا إطار داخل الدول، أو إطار شامل للتنسيق بين دول المجلس لقياس أداء النظم الصحية من ناحية نوعية وكمية الخدمات الصحية، ومدى تقبل المواطنين لها، وكذلك من ناحية التعاطي مع الصحة عمومًا، والتعاطي مع المرض بصفة خاصة، لافتًا إلى أهمية وجود ضوابط لقياس كافة البرامج الصحية.
وتوقع الدكتور الرواف أن يخرج المؤتمر بضوابط ومعايير متكاملة لقياس أداء النظم الصحية في دول المجلس الست وجمهورية اليمن، مشيرًا إلى أنه يوجد العديد من الأطر الدولية والعالمية لقياس النظم الصحية، مثل الإطار الذي تستخدمه منظمة الصحة العالمية والمجموعة الاقتصادية (O.C.D)، مبينًا أن القياس يعتمد على معايير نوعية وجودة الخدمات الصحية، والسلامة (الخدمات التي تحافظ على سلامة المرضى)، ومدى انتشار الخدمات وسهولة الوصول إليها، كما يعتمد قياس الأداء على مدى تقبل المواطنين للخدمات الصحية، بالإضافة إلى أسعار الخدمات، بحيث تكون الخدمة الصحية متوافرة بسعر مناسب وفي متناول أيدي الجميع.
وشدد على أهمية مقارنة النتائج التي تتوصل إليها الدراسات والبحوث والأرقام في مجال قياس أداء النظم بين كل دولة وأخرى في المجلس، ومقارنتها مع الدول المتقدمة الأوروبية والأمريكية، وذلك لمعرفة مواطن القوة لدعمها وتعزيزها، ومواطن الضعف لتلافيها ومعالجتها، وكذلك معرفة كل الفرص التي تقود إلى تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
واختتم الدكتور سلمان الرواف حديثه بأن دول مجلس التعاون شهدت نقلة نوعية في الخدمات والنظم الصحية خلال العقود الأخيرة الماضية، ويتضح ذلك من خلال توفير الكوادر الصحية المؤهلة، وتأمين الأجهزة والمختبرات المتطورة، مؤكدًا أن دول الخليج تحرص على هذا التطور لمواجهة التحديات التي تواجهها مثل الأعداد الكبيرة من الحجاج والمعتمرين طوال العام كما في المملكة العربية السعودية، والأعداد الكبيرة من العمالة الوافدة في جميع الدول، بالإضافة إلى مجابهة الطوارئ الصحية والأوبئة مثل فيروس كورونا وإيبولا، وتغير نمط الأمراض وانتشار الأمراض المزمنة، مشيرًا إلى أن قياس أداء النظم الذي هو محور هذا المؤتمر يعد أحد التحديات الكبرى لتطوير وتحسين الخدمات الصحية.