أخبار الوزارة

ممثل منظمة الصحة العالمية: المؤتمر يسهم في تنسيق الجهود بالتوجه والرؤى الخليجية
16 ربيع الثاني 1436
أبدى الدكتور حسن البشرى، ممثل منظمة الصحة العالمية في المملكة، سعادته بالدعوة المقدمة له لحضور المؤتمر الثامن والسبعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي المنعقد حاليًا في العاصمة الرياض، والذي يعقد بصورة دورية بين دول المجلس حيث قال إن هذا المؤتمر يسهم مساهمة كبيرة في تنسيق الجهود بالتوجه والرؤى في دول المنطقة، وهذا بالطبع يساعد على اتخاذ القرارات الحاسمة، وهو ما يساعد المنظمة أيضًا؛ كونها تقع في منطقة بها تنوع كبير بين الدول الفقيرة والغنية والمتوسطة الدخل، ما يساعد على الوصول إلى رؤية واضحة في توحيد القرارات بحيث إننا بدلاً من التعامل مع ست أو سبع دول، نتعامل مع رأي واحد، ما يساعد كثيرًا على اتخاذ القرار.
 
وأضاف الدكتور البشرى أنه اتضح لنا من خلال الجلسات مدى التفاهم والتنسيق بين دول مجلس التعاون، والذي ساعدنا كثيرًا على الوصول إلى المعلومات الكافية لشراء الأدوية واللوازم الطبية، وفي كثير من الأمور ذات العلاقة بالخدمات والنظم الصحية، وهذا - في حد ذاته - يقلل التكلفة العلاجية, وفي الوقت نفسه يسمح للدول بالتعرف على التجارب المختلفة؛ لأن كل دولة تستطيع التعرف على كل ما يحدث في دولة أخرى، وكيف نجحت، والمشكلات والتحديات التي تواجهها، وهذا - في حد ذاته - يساعد على تطوير الخدمات الصحية، مثنيًا على الجو الأخوي والأسري الذي تشهده اجتماعات وزراء الصحة في دول مجلس، ويدعو إلى التفاؤل, متمنيًا أن يسير العديد من الدول العربية على المنوال نفسه في توحيد الرؤى والقرارات.
 
كما امتدح الدكتور حسن البشري الخدمات الصحية في المملكة، وما تقدمه في المناسبات الكبيرة ومواجهة لكل التحديات، خصوصًا في طب الحشود والتجمعات الكبيرة، مستشهدًا بموسم الحج في كل عام حيث قال في هذا الخصوص: "إن المملكة أعطت ولم تستبقِ شيئًا, وهذا ليس مجاملة؛ بل حقيقة واقعة، ومن حكمة الله ونعمه علينا أننا في بلد معطاء، وهذا لا يعلمه إلا من يعمل في الحقل الطبي هنا في المملكة، ويعرف مدى الاجتماعات والاستعدادات والإنفاق وتبادل المعلومات حتى يكون الحج خاليًا من أي حالة كورونا أو أي وباء أو أمراض، وقد نجحت المملكة العربية السعودية - ولله الحمد - في ذلك كثيرًا, بل إن الإجراءات التي تتخذ في المنافذ الجوية والبرية والبحرية أكدت لنا أن تلك الإجراءات ليست خططًا توضع فقط، وإنما تطبق وتمثل قبل حدوثها, فالإمكانات التي سخرت في الحج كانت مهولة، فعلى سبيل المثال سيارات الإسعاف الموجودة في المشاعر المقدسة بأعدادها المهولة تفوق عدد سيارات الإسعاف في عدد من الدول وليس دولة واحدة، بالإضافة إلى الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة في مستشفيات المشاعر، والتي تعمل على مدار الساعة بلا توقف، ما يعطي انطباعًا جيدًا عن حجم الإمكانات والتطورات التي تشهدها الخدمات الصحية في المملكة، خاصة أن تلك الخدمات التي تقدم لتلك الحشود في المشاعر لمدة أربعة أو خمسة أيام ليس من السهل التصدي لتحدياتها".
 
 وأضاف د.البشري أن ما شاهدناه في المملكة من خدمات صحية متقدمة في الحج جعلنا نقدم الدعوة لعدد من أعضاء المنظمة للمرة الثالثة؛ للوقوف والاطلاع على الخدمات المقدمة من وزارة الصحة في المملكة لجموع الحجيج، وكتبنا تقريرًا يشيد بهذا العمل، وقدمنا عددًا من المقترحات التي قد تساعد على تطورها أكثر.
 
وأضاف البشري قائلاً: "إن أول من ينتقل إليهم مرض إيبولا هم العاملون في المستشفيات؛ كونهم أول من يتعامل مع المرضى والدماء أو الإفرازات الملوثة، وللقضاء على ذلك، لا بد من توفير الملابس الخاصة، والتدريب والتشخيص، والتخلص من جميع الأدوات المتعلقة بالمريض لتفادي المرض، وهذه الأمور لا تشكل تهديدًا على المملكة؛ لأنها تمتلك بيئة صحية مناسبة، على عكس ما هو في الدول الأفريقية الفقيرة التي أسهمت في انتشار المرض بسرعة، ولهذا جميع العوامل الناقلة لمرض إيبولا في المملكة والخليج أُخذت بعين الاعتبار، وهي - بحول الله - بعيدة عن أن تصاب بهذا الوباء؛ كونها وفرت كميات كبيرة من الملابس والمطهرات، وكذلك العمالة المدربة في المستشفيات، ولهذا فإن احتمالية الإصابة في المملكة ضعيفة جدًا".
 
وكما هي الحال مع إيبولا فإن الحديث عن كورونا لا يختلف كثيرًا، إلا أن كورونا يمر بثلاث مراحل رئيسة هي: أولاً التعرض للمرض نتيجة التعامل مع الحيوانات المريضة، وثانيًا العدوى في المستشفيات بين المرضى والعاملين في الحقل الطبي، وثالثًا انتشار المرض خارج البلاد. ولعل من أهم الأمور التي زادت الحالات هي عدوى المستشفيات؛ ولكن بعد ظهور المرض مرة أخرى العام الماضي، قامت وزارة الصحة بتدريبات خاصة للعاملين في الحقل الصحي، وتوفير كل الإمكانات التي تحد من المرض وانتشاره داخل المستشفيات، والآن تم الحد من هذا المرض بشكل كبير, وأيضًا انتشار المرض خارج المملكة لم يعد هاجسًا كما كان في الماضي, ولا بد من الحملات التوعوية المناسبة والمكثفة للابتعاد عن مصادر المرض، وكذلك الأهم هو التشخيص المبكر لتفاديها. أما ما يتعلق بالمستشفيات من تشخيص المرض وخدمات مخبرية وعلاجية ومعاملة المرضى، فقد تم وضعه في الاعتبار، وتم تنفيذ العديد من البرامج للتصدي لها. عمومًا المرض الآن لا يشكل خطورة كما كان في السابق، وعند ظهوره للمرة الأولى ولله الحمد.
 



آخر تعديل : 19 ربيع الثاني 1436 هـ 08:52 ص
عدد القراءات :