أخبار الوزارة

بدء فعاليات المؤتمر الـ78 لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون صباح اليوم في الرياض
15 ربيع الثاني 1436
 
افتتح معالي وزير الصحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب فعاليات المؤتمر الثامن والسبعين في دورته الأربعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم الأربعاء بفندق ريتز كارلتون في الرياض، بحضور معالي أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، وأصحاب المعالي وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية اليمن الشقيقة، ومعالي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وعدد كبير من قيادات الصحة بدول المجلس.
 
وقال معاليه في كلمته: "يسرني أن أرحب بكم أجمل ترحيب في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وأن أتقدم لكم جميعًا بخالص العزاء والمواساة في فقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - سائلًا المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه، كما نسأله سبحانه أن يمد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بالتوفيق والسداد".
 
وثمَّن معاليه لجميع الحضور والمشاركين في المؤتمر تلبيتهم الدعوة لحضور هذا المؤتمر الذي يعقد هذا العام تحت شعار (قياس أداء النظم الصحية.. طريق الامتياز) متطلعًا لأن يخرج هذا المؤتمر بالنتائج المأمولة التي تواكب تطلعات ورؤى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس.
 
ووجه معالي وزير الصحة في ختام كلمته خالص الشكر والتقدير لجميع اللجان المنظمة من الوزارة وللمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون على جهودهم القيمة، لا سيما متابعة وتنفيذ ما يصدر من مجلسكم الموقر من قرارات وتوصيات.
 
بعد ذلك ألقى معالي الدكتور علي بن سعد العبيدي وزير الصحة في دولة الكويت رئيس الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون كلمة رفع فيها شكره وامتنانه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، وإلى سمو ولي عهده الأمين، وإلى سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهم الله - مشيدًا بالنهضة المباركة التي تشهدها المملكة العربية السعودية ومسيرة البناء والتطوير، كما أعرب عن بالغ شكره لمعالي الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية، على استضافة هذا المؤتمر، وعلى الحفاوة البالغة التي استقبل بها المشاركين، والجهد المميز الذي بُذل في تنظيمه ليخرج بهذه الصورة المشرفة.
 
وأوضح الدكتور العبيدي أن المجلس يجني في هذا اليوم المبارك ثمار جهود كبيرة وإنجازات متميزة وعطاءات متفردة غير مسبوقة تجسدت خلال الدورة المنقضية في وضع مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي على الخريطة العالمية؛ حيث حصل المجلس على جائزتي العصر الجديد للتكنولوجيا والابتكار، وجائزة أوروبا الذهبية للجودة لعام 2014م، منوهًا إلى أن حصول المجلس على هاتين الجائزتين في عام واحد لهو إنجاز كبير وتتويج للجهود المبذولة على مدى السنوات الماضية، كما يُعد حافزًا وداعمًا لاستمرار الجهود الجادة والحثيثة لاستدامة التميز في عمل المكتب التنفيذي.
 
وبارك الدكتور العبيدي لسعادة مدير عام المكتب التنفيذي حصوله على جائزة النزاهة العربية لعام 2014م من الاتحاد العربي للتزوير والتزييف المنبثق عن جامعة الدول العربية، هذه الجائزة التي تمنح لأبرز الأعمال والإنجازات العربية في المجالات الإنسانية والطبية والاقتصادية والأمنية وغيرها، وتقدم سنويا للشخصيات العربية المتميزة تعبيرًا عن نزاهتهم وتقديرًا لمسيرة حياتهم وما قدموه من أبحاث وأعمال كان لها أثر بارز في مجتمعاتهم وشعوبهم العربية، علاوة على منحه مؤخرًا جائزة الصحة العربية للابتكار والإنجاز في صناعة الرعاية الصحية على مستوى الشرق الأوسط لعام 2015م.
 
وبيَّن أن الدورة المنقضية شهدت تفعيلاً متسارعًا ومتواصلاً للأنشطة التي تبنتها اللجان الفنية المنبثقة عن المكتب التنفيذي، والتي بدأت نتائجها تظهر على مخرجات الأداء في كافة المجالات أهمها جودة الرعاية الصحية، وسلامة المرضى ومكافحة العدوى، ومكافحة الأمراض غير السارية، ومكافحة التدخين والنظم الصحية وغيرها من البرامج الفنية، علاوة على عقد العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل الخليجية (والتي بلغت (63) اجتماعًا للجان الفنية، و(79) لقاءً علميًّا ومؤتمرين وزاريين في الكويت وجنيف.
 
وأضاف أن الدورة المنقضية تميزت بنشاط فاعل مع العديد من المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية في تعزيز وتطوير الأنظمة والاستراتيجيات الصحية منها منظمة الصحة العالمية، وجامعة الدول العربية، ومجلس وزراء الصحة العرب، مبينًا أن المكتب التنفيذي قام بتوزيع مخرجات كل هذه الملتقيات على جميع الدول الأعضاء والمنظمات والجهات الأخرى الخليجية والإقليمية والدولية ذات العلاقة.
 
وأشار إلى أن الدورة المنقضية تميزت باعتماد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في قمتهم الخامسة والثلاثين التي عُقدت بالدوحة خلال شهر ديسمبر الماضي الخطة الخليجية المحدثة والمعتمدة من مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في مكافحة الأمراض غير السارية (2014 - 2025م)، حيث يمثل ذلك دعمًا قويًّا وتعزيزًا إضافيًّا لمجابهة هذه القضية الصحية الخليجية المهمة. كما شهدت انطلاق مشروع تطوير، وتحسين العمل بالمكتب التنفيذي، تنفيذًا للقرار رقم 10 الصادر عن المجلس في جنيف 2014م.
 
وأشار إلى أن القيمة الإجمالية لمناقصات الشراء الموحد للعام 2014م بلغت (2.755.514.000) دولار بإجمالي عدد مناقصات بلغ 16 مناقصة تطرح فيه ما يزيد على (11.242) صنفًا من الأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية، وبمشاركة جميع الدول الأعضاء، بالإضافة إلى القطاعات الصحية الحكومية المشاركة التي بلغت 22 جهة، وارتفع عدد الشركات المشاركة ليبلغ 657 شركة. كما قامت لجنة التسعيرة عام 2013م بالانتهاء من دراسة عدد أربع عشرة مجموعة علاجية، حيث تم خلال الاجتماعات تسعير (4263) مستحضرًا باختلاف التراكيز والعبوات، وبلغ عدد المستحضرات التي تم اعتماد أسعارها في الدول (2704) مستحضر، حيث أخذ السعر الأقل منها في دول المجلس، وهذه الأدوية المبتكرة وعلى ضوئها سيتم تخفيض أسعار الأدوية الجنسية في كل دولة.
 
وأكد أن مجلس وزراء الصحة انتهج مبدأ أساسيًّا قوامه أن الإنسان هو محور وهدف كل تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية وصحية؛ مما يستوجب إيلاء الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال اهتمامًا خاصًا ودراسة متأنية؛ حتى يتمكن من اتخاذ القرارات الصائبة التي تمثل طموحات وتطلعات مواطني دول المجلس.
 
ولفت إلى المجلس أضحى على الخريطة الدولية بكل وضوح، وتبوأ المكانة المرموقة التي تليق به وبدوله الأعضاء؛ حيث تميز عمل هذا المجلس خلال السنوات الأخيرة بديناميكية فائقة وبرامج عمل مدروسة خلال فترات زمنية محددة، وإنني هنا وفي هذا المقام ليسعدني الإشادة بالجهود التي يبذلها               الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، مدير عام المكتب التنفيذي، والتي جعلت من مجلس وزراء الصحة ومكتبه التنفيذي علامة بارزة وكيانًا له أهداف واضحة ورسالة سامية نسعى جميعًا إلى تحقيقها.
 
ونوه إلى أن منطقة الخليج تواجه تحديات صحية كبيرة تتمثل في ظهور أمراض معدية ومستجدة تهدد صحة وسلامة البشر، إلى جانب التحول في الأنماط المرضية الناتجة عن التغيرات السلوكية والحياتية المسببة لمشكلات صحية وبيئية واجتماعية جمة، وبروز أنظمة صحية جديدة، مما يحتم علينا أن نكون في حالة تأهب دائم لمواجهة هذه المشكلات، ونتكاتف للعمل معًا للحد من انتشارها.
 
وفي الختام، وجَّه العبيدي شكره وتقديره لأصحاب المعالي الوزراء على تعاونهم الصادق والمتميز خلال فترة رئاسته للدورة التاسعة والثلاثين للمجلس، فهنيئًا لنا جميعًا نجاح فعاليات وبرامج هذه الدورة، داعيًا الله - عز وجل - أن يبارك عمل المجلس، وأن يكلل مساعيه بالنجاح والتوفيق لما فيه مصلحة شعوبه.
 
من جهته، قدم معالي الأمين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني خالص التعازي وصادق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية - حفظهم الله ورعاهم جميعا - وإلى الأسرة السعودية الحاكمة، والشعب السعودي العزيز، في وفاة المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته - والذي برحيله خسرت دول العالم قائدًا حكيمًا وزعيمًا بارزًا أفنى حياته في خدمة الأمتين العربية والإسلامية، ونصرة القضايا الإنسانية العادلة، سائلاً المولى العلي القدير أن يمد بعونه وتأييده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لمواصلة النهج المتميز للمملكة العربية السعودية ودورها الرائد في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
 
وقال في كلمته في حفل الافتتاح: "أتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين على الاستضافة الكريمة لأعمال هذا المؤتمر، وعلى جهودها المتواصلة لدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، والشكر موصول إلى معالي الأخ الاستاذ أحمد بن عقيل الخطيب وزير الصحة والعاملين معه في الوزارة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، وعلى جهودهم المتميزة في الترتيب والتحضير لعقد هذا الاجتماع، كما يسعدني أن أبارك لمعالي الوزير الثقة الملكية السامية بتعيينه وزيرًا للصحة، سائلاً الله العلي القدير أن يجعل التوفيق والنجاح حليفين لجهوده ومساعيه المخلصة.
 
وأود أن أنتهز مناسبة عقد هذا المؤتمر لأرحب بمعالي السيد رياض ياسين عبدالله، وزير الصحة في الجمهورية اليمنية الشقيقة، التي نكن لها في دول مجلس التعاون ولشعبها العزيز صادق المودة والمحبة والتقدير، ونتطلع إلى أن تستعيد الدولة اليمنية الشرعية عافيتها، وأن يعود إلى ربوع اليمن العزيزة الأمن والاستقرار بعد أن عبث العابثون بكيانها وزعزعوا أمنها وبثوا الفوضى والعنف والإرهاب في أرجائها وعطلوا عن قصد وسوء نية العملية السياسية السلمية التي بدأت منذ عام 2011م وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، سائلاً الله - العلي القدير - أن يحفظ اليمن الشقيق، وأن ينعم على شعبه الكريم بالأمن والأمان والسلام، وأن نرى اليمن يمنًا سعيدًا مباركًا ومزدهرًا محافظًا على قيمة وعروبته ودينه سندًا وعونًا لأمته العربية والإسلامية كما كان دائمًا عبر تاريخه المجيد.
 
وأضاف: "لا يفوتني في هذه المناسبة أن أشيد بجهود سعادة الأخ الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، والعاملين معه في الإعداد الجيد لأعمال هذا الاجتماع، معربًا عن امتناني وتقديري للجهود التي يقوم بها المكتب التنفيذي وبين الأمانة العامة في مجال العمل الصحي المشترك خدمة للأهداف والغايات التي يسعى مجلس التعاون إلى تحقيقها.
 
كما أعرب عن بالغ التقدير لمبادرة الأخ الدكتور توفيق خوجة بالتنسيق مع الأمانة العامة لتعزيز علاقات التعاون المشترك، في إطار جهود المكتب التنفيذي لإعادة هيكلة وتطوير العمل الإداري، والارتقاء به؛ مما يعكس حرصه على بناء تعاون إيجابي وفعال بين المكتب والأمانة، بما يؤدي إلى مزيد من التنسيق والعمل المشترك.
 
وأبان الدكتور الزياني قائلاً: "لقد أولى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس القطاع الصحي اهتمامًا بالغًا، تمثل في إصدار المجلس الأعلى عددًا من القرارات التي تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية في دول المجلس والارتقاء بها، وتوفير البيئة الصحية الملائمة لحياة أفضل للمواطن الخليجي".
 
ولعل من حُسن الطالع أن يأتي انعقاد هذا المؤتمر في أعقاب اختتام الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون التي عقدت في ديسمبر الماضي في دولة قطر، والتي صدر عنها قرار باعتماد الخطة الخليجية المحدثة (2014-2025) للوقاية من الأمراض غير السارية، ونتطلع من مؤتمركم الموقر النظر في توحيد الجهود وتضافرها لمواجهة الأوبئة الطارئة؛ تعزيزًا لمبدأ التكامل بين دول المجلس.
 
وهنا لا بد أن أشيد بالاهتمام الذي توليه وزارات الصحة في دول المجلس والمكتب التنفيذي لمتابعة تنفيذ الخطة وما تحديث هذه الخطة والخطوات الملموسة والمتخذة من قبل وزارات الصحة بدول المجلس إلا دليلاً واضحًا على حجم الجهود المبذولة للمساهمة في الحد من هذه الأمراض الخطيرة، وأنا على ثقة تامة بأن هذا الموضوع سيظل ضمن الاهتمامات القصوى لوزاراتكم الموقرة ومحل عنايتكم ومتابعتكم المستمرة.
 
وأضاف: "إننا في الأمانة العامة نتطلع إلى مزيد من التعاون والتنسيق المشترك بين الأمانة العامة والمكتب التنفيذي؛ سعيًا إلى تحقيق التواصل المستمر بما يحقق الأهداف المشتركة التي نسعى إليها جميعًا".
 
وقال: "يأتي مؤتمركم هذا تحت شعار (قياس أداء النظم الصحية.. طريق الامتياز) وهو ما يؤكد حرص وزارات الصحة بدول مجلس التعاون والجمهورية اليمنية على مراجعة نظمها الصحية بهدف الارتقاء بها وتطويرها، ومحاكاة التجارب العالمية المتميزة في هذا المجال، ومعرفة أوجه القصور لتلافيها".
 
ويسرني أن أنتهز هذه المناسبة لأتقدم بالتهنئة لمملكة البحرين ممثلة في وزارة الصحة لحصولها على جائزة التميز الخليجي للإعلام الصحي لعام 2014م، متمنيًا للجميع المزيد من النجاحات في مجالات العمل الصحي المشترك.
 
عقب ذلك رفع المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد خوجة في مستهل كلمته شكره وتقديره باسمه شخصيًّا وباسم مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على كريم استضافة المملكة العربية السعودية لهذا الملتقى الخليجي الطيب، معبرًا في الوقت نفسه لصاحب المعالي الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، وزير الصحة، عن عظيم اعتزازه وتقديره بالثقة الملكية الغالية التي أوليت لمعاليه، وتعيينه وزيرًا للصحة، داعيًا الله - عز وجل - أن يكلل جهود معاليه بالتوفيق والسداد، كما تقدم بالشكر والتقدير لمعالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع، وزير الصحة السابق بالمملكة العربية السعودية، ومعالي المهندس عادل بن محمد فقيه، وزير العمل وزير الصحة المكلف السابق، ومعالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وزير الصحة الأسبق، على جهود معاليهم خلال الفترة الماضية، التي تولوا فيها قيادة وزارة الصحة بالمملكة، مثمنًا كل الحفاوة والترحاب وإحكام الإعداد والترتيب والتميز في العمل والتنظيم لهذا المؤتمر الخليجي المهم.
 
وأشاد الدكتور خوجة بالنهضة الشاملة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في جميع مناحي الحياة، وفي مقدمتها النهضة الصحية المباركة حيث قال: "إن شعار هذا المؤتمر (قياس أداء النظم الصحية.. طريق الامتياز) ينسجم مع المفهوم الحيوي الشامل لمنظمة الصحة العالمية عندما أطلقته تتابعًا منذ عام 2000م في التقرير الخاص بالصحة في العالم تحت شعار (تحسين أداء النظم الصحية)، وأكدت عليه في تقريرها الحديث لعام 2013م تحت شعار (بحوث التغطية الصحية الشاملة) الذي يتضمن قياس أداء النظم الصحية بناء على المعلومات والطرق المحسنة والمحدثة باستمرار كسمة منتظمة في جميع تقارير المنظمة الخاصة بالصحة التي تصدرها سنويًّا وتستخدم هذه المنهجية مؤشرات لأداء النظم الصحية في سعيها لتحقيق ثلاثة مرامٍ عامة هي: تحسين الصحة، والقدرة على الاستجابة لتطلعات السكان وعدالة المساهمات المالية. ولقد وضعت المنظمة إطارًا يتألف من مجموعة من الوسائل الفعالة التي تساعد الدول الأعضاء على قياس أدائها، وعلى فهم العوامل المؤثرة في الأداء وعلى تحسينه.
 
وقدَّم خوجة الشكر والتقدير لمعالي الدكتور علي بن سعد العبيدي، وزير الصحة في دولة الكويت، على توجيهاته السديدة، وأفكاره وآرائه النيّرة، ومساندته الصادقة لدول المجلس وللهيئة التنفيذية ولكافة لجان المجلس خلال فترة رئاسته للدورة المنتهية، والتي كُللت بإنجازات خليجية رائدة، حيث كان لمعاليه ولجهود المكتب التنفيذي دور كبير فيها، منها اعتماد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في قمتهم الخامسة والثلاثين التي عُقدت بالدوحة خلال شهر ديسمبر الماضي الخطة الخليجية المحدثة والمعتمدة من مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في مكافحة الأمراض غير السارية (2014-2025م)؛ حيث يمثل ذلك دعمًا قويًّا وتعزيزًا إضافيًّا لمجابهة هذه القضية الصحية الخليجية المهمة، مضيفًا أن القيمة الإجمالية لمناقصات الشراء الموحد للعام 2014م بلغت (2.755.714.000) دولار، بإجمالي عدد مناقصات بلغ 16 مناقصة تطرح فيه ما يزيد على (11242) صنفًا من الأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية.
 
كما أنهت لجنة التسعيرة عام 2013م دارسة عدد أربع عشرة مجموعة علاجية،لافتا إلى حصول المجلس ومكتبه التنفيذي على جائزتي العصر الجديد للتكنولوجيا والابتكار، وجائزة أوروبا الذهبية للجودة لعام 2014م، بالإضافة إلى منح مدير عام مكتبكم التنفيذي جائزة النزاهة العربية لعام 2014م من الاتحاد العربي للتزوير والتزييف المنبثق عن جامعة الدول العربية، وجائزة الصحة العربية للابتكار والإنجاز في صناعة الرعاية الصحية على مستوى الشرق الأوسط لعام 2015م وذلك خلال معرض الصحة العربي في دبي خلال الأسبوع الماضي، وكذلك توقيع اتفاقية جائزة التميز الخليجي في مجال الإعلام الصحي لدورة ثانية تستمر خمس سنوات، بدعم من شركة الدار المحلية للعلاقات العامة والإعلام بمبلغ (100.000) دولار لكل عام، بعدما حققت الدورة الأولى نجاحًا متميزًا على المستويين الخليجي والإقليمي، وأيضًا الانتهاء من تعديل لائحة الكشف الطبي للعمالة الوافدة وتعديلها لتصبح لائحة الكشف الطبي للوافدين للإقامة بدول مجلس التعاون، والانتهاء من المرحلة الثانية للربط الإلكتروني لبرنامج العمالة الوافدة مع دول وسفارات دول المجلس، وتطبيق نظام البصمة الحيوية للوافدين، والاحتفاظ بها في قاعدة البيانات للوافدين.
 
وأشار إلى قيام المكتب التنفيذي بعقد اجتماع طارئ للمسؤولين الوقائيين وضباط الاتصال بدول المجلس، بشأن اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة فيروس إيبولا، والذي عقد بالرياض يوم الأربعاء 17 شوال 1435هـ الموافق 13 أغسطس 2014م، بمقر المكتب التنفيذي للمسؤولين الوقائيين وضباط الاتصال حول فيروس إيبولا تحت رعاية صاحب المعالي وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية، وخرج الاجتماع بتوصيات مهمة فاعلة، بالإضافة إلى التنسيق المستمر والمكثف مع المنظمات الإقليمية والدولية ودول المجلس فيما يخص انتشار الأمراض والأوبئة لتوحيد الجهود للحد والقضاء على الأمراض والأوبئة.
 
 وأيضًا اعتماد الخطة الخليجية الاستراتيجية المحدثة لمكافحة التبغ (2015-2030م)، كما تم الانتهاء من وضع الدليل الخليجي لمعايير وضوابط التعاون مع الجمعيات الخليجية الصحية، وتضمنت الأهداف ومعايير الاختيار، ومجالات التعاون، والدور المنتظر من المكتب التنفيذي، وكذلك الدور المرتقب من الجمعية الخليجية.
 
وأشار الدكتور خوجة إلى أن الدورة المنقضية تفعيل متسارع ومتواصل للأنشطة التي تبنتها اللجان الفنية المنبثقة عن المكتب التنفيذي، والتي بدأت نتائجها تظهر على مخرجات الأداء في كافة المجالات، وأهمها جودة الرعاية الصحية، وسلامة المرضى، ومكافحة العدوى، ومكافحة الأمراض غير السارية، ومكافحة التدخين، والنظم الصحية، وغيرها من البرامج الفنية.
 
وقال الدكتور خوجة: "إن ما تحقق من منجزات خلال الدورة المنتهية لم يكن ليتحقق إلا بتوفيق الله - عز وجل - ثم بالرعاية والدعم المتواصل لصاحب المعالي الوزير الدكتور علي بن سعد العبيدي، وزير الصحة بدولة الكويت رئيس الدورة التاسعة والثلاثين، وكذلك بالتوجيهات السديدة من لدن معاليكم وجهود الأخوة الزملاء أعضاء الهيئة التنفيذية، وأعضاء اللجان الفنية، وتفاني الأخوة منسوبي المكتب التنفيذي بكل جدارة.
 
وهنا أسجل كلمة شكر وتقدير لصاحب المعالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ نظير دعم معاليه المتواصل وتبنيه المبادرات الصحية الخليجية وتعزيز قرارات مجلسكم الموقر، سواء من قبل شخصه الكريم أو الزملاء الأجلاء منسوبي الأمانة العامة، مثمنًا لمعاليه الكريم تشريفه لنا. فشكرًا لمعاليه على هذا العطاء وهذا الدعم المتواصل، داعيًا الله - عز وجل - لمعاليه بالتوفيق والسداد، ومزيدًا من الإنجازات والعطاءات الخيّرة، والنهوض بمسيرة التعاون الخليجي المشترك عامة والصحي خاصة.
 
وفي الختام، أعرب الدكتور خوجة عن جميل شكره وعرفانه لأصحاب المعالي رؤساء وأعضاء الوفود والضيوف، وكل من شارك بفكره وجهده ورأيه، وأسهم في إنجاح أعمال هذا المؤتمر، وأخص منهم صاحب المعالي الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، وزير الصحة، الذي لم يدخر جهدًا، ومتابعة في إخراج وعقد هذا المؤتمر الخليجي المبارك بهذه الصورة الرائعة المتميزة، وشكري أيضًا للجنة الإشرافية العليا المنظمة للمؤتمر وجميع أعضاء اللجان العاملة من منسوبي وزارة الصحة، وخص بالشكر معالي الدكتور منصور بن ناصر الحواسي، نائب معالي وزير الصحة للشؤون الصحية ورئيس اللجنة الإشرافية العليا المنظمة للمؤتمر، وسعادة الأخ الدكتور علي بن قاسم القحطاني، مستشار معالي وزير الصحة لشؤون المناطق رئيس اللجنة التنظيمية، وكذلك جميع منسوبي وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية، وزملائي منسوبي المكتب التنفيذي.
 
بعد ذلك تم تكريم أصحاب المعالي وزراء الصحة السابقين في المملكة العربية السعودية، وكذلك أعضاء الهيئة التنفيذية؛ نظير ما قدموه من جهود لدعم مسيرة العمل الصحي في المجلس.
 
كما قام أصحاب المعالي وزراء الصحة بالتوقيع على إعلان الرياض لقياس أداء النظم الصحية.. طريق الامتياز، والذي يمثل استكمالاً لمسيرة هذا البرنامج الخليجي الحيوي، ويأتي انطلاقًا نحو التطلعات المستقبلية والإقليمية والدولية.
 
وفي تصريح له عقب نهاية حفل الافتتاح قدم معالي وزير الصحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على الثقة الملكية الغالية بتعيينه وزيرًا للصحة، ولسمو ولي عهده نائب لرئيس مجلس الوزراء ولسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مبديًا سعادته الغامرة وفخره الكبير لرئاسته مؤتمر وزراء مجلس التعاون الخليجي في دورته الـ40 الذي يجمع الأخوة والأشقاء بدول مجلس التعاون لبحث ودراسة أهم القضايا الصحية المؤثرة في دول الخليج.
 
وأضاف معاليه قائلاً: "أعتقد أن هذا الاجتماع هو تجمع مهم لوضع جميع القدرات المتوافرة في دول الخليج لمواجهة التحديات في القطاع الصحي والتعامل معها", لافتًا إلى أن المجلس حقق نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية, حيث تعامل بكفاءة عالية في شراء الأدوية الموحد، وحقق إنجازات عالية, وأيضًا تعامل بكفاءة مع موضوع تسجيل الأدوية. كما أجاد وقدم نجاحات كبيرة في مجال الكشف المبكر على العمالة الوافدة، وحقق نجاحًا في تخفيض العمالة الوافدة إلى دول الخليج، والتي هي غير سليمة طبيًّا، لتقل النسبة من 30% إلى ما دون 5%، ونتطلع إلى خفض هذه النسبة، على الرغم من أن هذه النسبة تعد الأقل عالميًّا, متمنيًا لأعمال المؤتمر هذا العام التوفيق والسداد، وأن يكون النجاح حليفه.
 
وأبان معاليه أن كل ما يتم مناقشته من موضوعات بين الأشقاء وزراء الصحة في الخليج يعود بالنفع على أبناء الخليج من مواطنين ومقيمين، فدول الخليج تشترك في اللغة والحدود، والتحديات نفسها، سواء السياسية، والاقتصادية، والصحية، ومن هذا المنطلق، جميع الملفات التي تدرس يشارك فيها جميع وزراء الصحة في دول المجلس والتباحث فيها، مشيرًا معاليه إلى أنه بتكاتف الجهود وباجتماع وفود أكبر لدراسة ملفات معينة، فالإنجاز سيكون بتكلفة أقل على جميع الدول، والنجاحات التي تحققت بجهود المجلس كبيرة في جميع المجالات الصحية والعلاجية، بالإضافة إلى المجال التوعوي، واستشهد معاليه بتكريم الشركات المساهمة في المجال التوعوي قبل أيام قليلة؛ نظرًا لأهمية التوعية في المجال الصحي الذي يهم مواطني الخليج، ومن أبرزها الرعاية الصحية الأولية، وما نستطيع عمله لها للحد من الأمراض، وزيارة المستشفيات، فهي التي تمكننا من اكتشاف الأمراض في بدايتها، وبشكل مبكر، وبالتالي التعامل معها بسرعة.
 
وفيما يخص الملف الصحي الخليجي المتنقل قال معالي وزير الصحة أحمد الخطيب إن الرؤية موجودة ولكن التنفيذ يحتاج وقتًا، بحيث تكون جميع دول الخليج تمتلك البنية التحتية المناسبة لتسجيل الملفات الصحية في هذا النظام، فعلى سبيل المثال في المملكة العربية السعودية هدفنا أن يكون لكل مواطن سعودي ملف صحي خاص في النظام يمكن التعامل معه في أي مستشفى في جميع مناطق المملكة، وهذا بالطبع يحتاج وقتًا لبناء الأنظمة والأجهزة، وتوحيد النماذج، وإدخال البيانات، وربط المستشفيات العامة والخاصة في النظام، فمتى تم ذلك سيكون ربط الدول ببعضها سهل جدًا، وبالتالي العمل بها.
 



آخر تعديل : 15 ربيع الثاني 1436 هـ 03:04 م
عدد القراءات :