أخبار الوزارة

كلمة مـعـالي وزير الصحة بمناسبة الذكرى التاسـعـة للبيـعـة
20 جمادى الثانية 1435
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
تتواصل بحلول هذا اليوم الخالد، السادس والعشرين من جمادى الآخرة 1435هـ الموافق السادس والعشرين من إبريل 2014م، أفراح وإنجازات الوطن في هذا العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - يحفظهم الله - استمرارًا لما كان عليه هذا الوطن المعطاء منذ تأسيسه على يد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - مرورًا بأبنائه الملوك - رحمهم الله جميعًا - والذين كانت لهم بصماتهم الواضحة على صعيد النماء والتطوير في مجالات مختلفة تمس حياة المواطن.
 
وتطل علينا في هذا اليوم ذكرى البيعة التاسعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - مقاليد الحكم، وهي مناسبة وطنية نستذكر فيها تسعة أعوام من الفخر والاعتزاز ببناء وطن شامخ مضت تحت ظل قائد استوطن القلوب ورسم الفرح المتباهي بإنجازات فاقت التوقعات وتخطت حاجز الزمن.
 
لقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين الزاهر تحولات تنموية إستراتيجية وإصلاحات أحدثت نقلة نوعية في مختلف مجالات التطوير في بلادنا هي مصدر فخرنا واعتزازنا، وتقدير العالم حولنا، وتمهد لمرحلة مهمة في تاريخ البلاد والأمة، وتجعلنا أكثر تفاؤلاً وتطلعًا لمستقبل الوطن وأجياله القادمة.
 
وحين نركز تحديدًا على الشأن الصحي، نجد أن عهد الملك عبدالله - يحفظه الله - تميز بدعم لا محدود يعد الأكبر في موازنات وزارة الصحة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، في ظل نهضة اقتصادية شاملة، وهو ما يدل على أن الاستثمار في المواطن وصحته له الأولوية القصوى ضمن اهتمامات الدولة - أعزها الله - حيث قامت الوزارة - ولله الحمد - خلال السنوات الخمس الماضية بإنشاء وتجهيز 824 مركزًا للرعاية الصحية الأولية، وتعكف على تنفيذ 827 مركزًا آخر ليصبح إجمالي المراكز في المملكة 2259 مركزًا؛ سعيًا منها إلى أن يصل الإجمالي في نهاية الخطة الإستراتيجية للوزارة 1440هـ إلى 2750 مركزًا صحيًّا، وواكب ذلك التوسع نقلة أخرى في إنشاء المستشفيات العامة والمتخصصة؛ حيث تم إنشاء وتشغيل 79 مستشفى بسعة 10835 سريرًا خلال الفترة نفسها، ويجري حاليًا تنفيذ وطرح عدد 147 مستشفى وبرجًا طبيًّا بسعة سريرية تقدر بـ3441 سريرًا؛ ليرتفع عدد الأسرَّة إلى 39840 سريرًا، ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد الأسرَّة بنهاية الخطة الإستراتيجية عام1440هـ إلى نحو 73.168 سريرًا، بعد استكمال هذه المشاريع - بحول الله - بالإضافة إلى بناء خمس مدن طبية تغطي أرجاء الوطن كافة كأسلوب نوعي يطبق لأول مرة على مستوى المملكة؛ لتقديم خدمات المستوى الصحي الرابع، وفق المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، لتضيف عند الانتهاء منها 6200 سرير مرجعي، ويتوازى مع ذلك التوسع أيضًا في إنشاء المراكز الطبية النوعية المتخصصة؛ حيث تم إنشاء وتجهيز 12 مركزًا لجراحة وأمراض القلب، وجارٍ تنفيذ 3 مراكز جديدة؛ ليصبح المجموع 15 مركزًا لجراحة وأمراض القلب، كما قامت الوزارة بتشغيل 5 مراكز لعلاج الأورام، وتخطط لاستحداث مركز متخصص للأورام بكافة مناطق المملكة.
 
ولم يقتصر التطور الصحي في هذا الوطن المعطاء على تشييد المنشآت؛ بل واصلت الوزارة سعيها الحثيث لخدمة المريض ومواجهة الطلب المتنامي على الخدمة، من خلال الاستمرار في تبني البرامج الخدمية النوعية؛ حيث أسهم برنامج جراحة اليوم الواحد في تحسين نسبة جراحة اليوم الواحد في المستشفيات من 2% إلى 42% ليشهد العام الماضي إجراء 65.305 عمليات، فيما قدم برنامج الطب المنزلي خدماته لأكثر من 33.700 مريض في منزله منذ تطبيقه عام1430هـ، فيما حقق برنامج إدارة الأسرَّة نسبة دوران للسرير خلال الخمس سنوات الماضية بلغت 20% ليقدم خدمة أكبر للمرضى، بالإضافة إلى ذلك استفاد من برنامج (إحالتي)، الذي يهدف إلى تحويل الحالات المرضية بين مستشفيات المملكة إلكترونيًّا نحو 95.000 حالة.
 
كما انعكس الدعم الكريم للخدمات الصحية في هذا العهد الزاهر الميمون على مستوى جودة الخدمات الصحية، حيث تم اعتماد 52 مستشفى من المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية، وجارٍ إخضاع 38 مستشفى آخر للاعتماد نفسه، بالإضافة إلى اعتماد 22 مستشفى من هيئة اعتماد المستشفيات الأمريكية JCI وجارٍ إخضاع 14 مستشفى آخر للاعتماد.
 
واعتمدت الوزارة منهج الرعاية المتكاملة والشاملة ضمن خطتها الإستراتيجية 1430-1440هـ ليكون نموذجًا في توفير وتقديم الرعاية الصحية بمختلف مسمياتها؛ حيث تم تأسيس وكالة للصحة العامة لتتولى تنفيذ 37 برنامجًا وقائيًّا، منها برنامج التحصينات الوطني الذي يستهدف 24 مرضًا، حيث ارتفعت نسبة التحصين إلى 98% للقاحات الأساسية، وبرنامج الوقاية من السكري والكشف المبكر عن السرطان ومكافحة التدخين وبرنامج الزواج الصحي، كما تم تطوير المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية لتنفيذ البرامج والحملات التوعوية على مدار العام، وتقديم المشورة لمحتاجيها من المرضى وذويهم بواسطة خبراء ومختصين، وقد انعكست هذه المنظومة الصحية المتكاملة والشاملة التي طبقت أعلى معايير الجودة العالمية على مستوى المؤشرات الصحية، حيث انخفض معدل وفيات الأطفال الرُّضع وحديثي الولادة، والأطفال دون سن الخامسة بمستويات تضاهي المعدل الأوروبي، كما ارتفع متوسط العمر عند الولادة من 69 سنة إلى 75 سنة خلال سنوات قليلة.
 
وتمر بنا هذه المناسبة العزيزة لتتجدد معها معاني وقيم الولاء والحب لهذه القيادة الحكيمة، سائلين الله أن يبارك في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وأن يمده - عز وجل - بعونه وتوفيقه لخدمة شعبه الوفي وأمته العربية والإسلامية، وأن يشد عضده بأخويه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين - يحفظهم الله.

وختامًا، أسأل الله العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد الطاهرة ولاة أمرها، وأن يحفظ وطننا الغالي من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، وأن يمتع الجميع بدوام الصحة والعافية، إنه سميع مجيب، وهو ولي ذلك والقادر عليه.
 



آخر تعديل : 20 جمادى الثانية 1435 هـ 02:52 م
عدد القراءات :