أخبار الوزارة

وزير الصحة ينقل تحيات خادم الحرمين الشريفين للمشاركين في مؤتمر طب الحشود
15 ذو القعدة 1434
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله - افتتح معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة صباح اليوم السبت المؤتمر العالمي الثاني لطب الحشود الذي تستضيفه المملكة بالعاصمة الرياض ويستمر لمدة أربعة أيام.
 
وقال معاليه في كلمته: يسرني أن أحمل لكم تحيات وترحيب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ الذي كلفني أن أنوب عن مقامه الكريم في افتتاح هذا المؤتمر الهام.

وأضاف معاليه أن المملكة تمكنت بفضل الله من خلال تجربتها الطويلة في مجال صحة وطب الحشود من التعامل بسرعة وإيجابية مع الطوارئ والمستجدات والمتغيرات المفاجئة التي تواجهها، ونجحت في ذلك بكفاءة واقتدار، ولعل آخر تجمع بشري كبير كان في موسم العمرة في شهر رمضان الماضي والذي تم بفضل الله بنجاح رغم ما يواجه العالم من تحديات صحية مثل فيروس (كورونا) وإنفلونزا الطيور وغيرهما، وها نحن على مشارف موسم الحج ونحن متفائلون بتوفيق الله بأن نحقق إنجازًا آخر يضاف لهذا الوطن المعطاء.

 وطمأن معاليه الجميع بأن وضع الحجاج الصحي مطمئن وجيد ولله الحمد، مشيرًا إلى  أن المملكة العربية السعودية حريصة على تعزيز تجربتها الثرية في مجال صحة وطب الحشود التي اكتسبتها عبر تاريخها الطويل من خلال استشعار مسئوليتها تجاه الحشود الكثيفة التي تفد إليها في موسمي الحج والعمرة من جميع أنحاء العالم، ومن أجل ذلك فقد دشنت وزارة الصحة البرنامج العلمي والتدريبي المخصص للدبلوم السعودي لصحة طب الحشود والكوارث، ومدته سنة واحدة، تزامنًا مع إنشاء المركز العلمي لطب الحشود المتعاون مع منظمة الصحة العالمية بوزارة الصحة بالمملكة والذي من أبرز مهامه إثراء البحث العلمي في مجال طب الحشود وتدريب الكوادر الصحية في هذا المجال وتقديم الاستشارات للدول الأخرى، كما أنها حريصة من خلال ما تراكم لديها من تجارب سابقة وما توافر لديها من خبرات علمية في هذا المجال على أن يوصي هذا المؤتمر بوضع معايير دولية للتعامل بشكل علمي مع الحشود البشرية.
 
وأضاف معاليه أن موضوع طب الحشود والتجمعات البشرية الذي اتخذ عنوانًا لهذا المؤتمر والذي نؤمل أن يمثل انطلاقه حقيقية نحو ضمان سلامة الحشود في أي منطقة على مستوى العالم وفي أي مناسبة تحوي حشودًا بشرية كثيفة لهو جدير بأن تدعى إليه هذه الكوكبة النيرة من العلماء والباحثين والخبراء العالميين والمختصين في المنظمات الدولية والدول الشقيقة والصديقة؛ حرصًا على الاستفادة منهم والاطلاع على التجارب العلمية والعملية التي سبق التعامل معها في ظروف مشابهة فضلًا عن استعراض تجربة المملكة في موسم الحج؛ لكونها تدير أكبر تجمع بشري في نطاق جغرافي وزمني محددين، وهو ما يعد فرصة لتبادل الخبرات وتطوير الخطط والبرامج في هذا المجال الحيوي، تأكيدًا منا على أهمية التكامل والتعامل بين علماء العالم لخدمة البشرية جمعاء.
 
 وقال معاليه: أن هذا الجمع الطيب ونحن على مشارف مناسبة دينية عظيمة تهم العالم أجمع يؤكد الدور المناط بكم تجاه طب الحشود والتجمعات البشرية ومواكبة اهتمام العالم لدراسة ما يواجه هذه التجمعات من مخاوف صحية، وفي مقدمتها فيروس (كورونا) النمطي وغيره من الفيروسات والأمراض، بمعيار علمي محايد يحقق الهدف العملي الذي يصب في مصلحة الشعوب دون أي اعتبارات أخرى، لافتًا إلى  أن وزارة الصحة تؤكد نهجها العلمي المبني على الأدلة والبراهين وتلتزم بالتعاون مع الهيئات والمنظمات الصحية العالمية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، كما تؤمن بمبدأ الشفافية الذي هو نهج هذا الوطن الطاهر.
 وفي ختام كلمته رفع معاليه أسمَى عباراتِ الشكرِ والتقديرِ لخادمِ الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ـ يحفظهم الله ـ على ما يولونه من اهتمامٍ بالقضايا العصريةِ، وخصوصًا ما يتعلق منها بسلامةِ الحجاج والمعتمرين، سائلًا المولى العلي القدير أن يكلل جهود الحاضرين بالنجاح.

وفي تصريح صحفي عقب حفل الافتتاح قال معاليه أن المملكة أصبحت مرجعًا عالميًّا لطب الحشود والتجمعات البشرية، وذلك في ظل تواجد نخبة كبيرة من معالي وزراء مجلس التعاون الخليجي والدول العربية ودول العالم أجمع ومشاركة المنظمات الدولية، ومن ضمنها منظمة الصحة العالمية، وهو ما يثري تجربة المملكة الفريدة التي اكتسبتها في طب الحشود والتجمعات البشرية وأن تعود هذه التجربة بالفائدة العلمية ليس فقط للمملكة وإنما لجميع التجمعات البشرية في جميع دول العالم.

 وحول موقف وزارة الصحة بخصوص فيروس (كورونا) أوضح معاليه أن الوزارة في المملكة حريصة جدا على التعاون مع كل الجهات العلمية والعالمية والبحثية، وأن الوزارة من أكثر الدول في العالم التي تقوم بإجراء بحوث عن فيروس (كورونا) التاجي وآخرها الدراسة التي نشرت أمس الأول في مجلة "لانست" والتي أكدت أن نمط الفيروس متغير حتى بين أفراد العائلة نفسها.
 
وأوضح د.الربيعة أن تجمع الخبراء العالميين في هذا المؤتمر سوف يساعد في وضع آلية لمزيد من البحوث؛ للوصول ليس فقط لحقائق عن هذا الفيروس ولكن لأفضل الطرق للوقاية منه، متمنيًا أن يتم الوصول وإيجاد لقاح يقي الجميع هذا الفيروس.

وفي سؤال حول الإجراءات الاحترازية التي وضعتها وزارة الصحة قال معالي وزير الصحة أن الوزارة مرت بتجربة قريبة جدًّا، وهي موسم العمرة وتجمع أكثر من خمس ملايين معتمر قدموا وأتموا مناسك العمرة في مكة المكرمة، ولله الحمد تمكنت المملكة ممثلة في وزارة الصحة بالانتهاء من هذا الموسم بنجاح متميز وعدم انتقال أي مرض وبائي أو محجري بين المعتمرين، ونحن الآن على مشارف الحج حيث وصل عدد لا بأس به من الحجاج، وبحسب المعلومات نحو 200 ألف حاج حتى الآن، ولله الحمد إلى  هذه الساعة لم يتم تسجيل أي حالات من الأمراض محجرية أو وبائية.
 
 وأضاف أن وزارة الصحة قامت بعمل دراسات كبيرة جدًّا مع الهيئات العلمية سواء داخل المملكة أو خارجها، بوضع اشتراطات صحية وتوصيات وزعت على كافة دول العالم وهي على موقع وزارة الصحة الإلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية، وسيتم خلال هذا المؤتمر مراجعة هذه التوصيات، وإذا رأى الخبراء أن نقوم بتعديل بعضها سنقوم بتعديلها ونتابع الوضع بشكل دقيق جدًّا، وتعتبر المملكة العربية السعودية من أكثر الدول في العالم التي تقوم بعمل استقصاء وبائي دقيق جدًّا حرصًا على سلامة مواطنيها أولًا ثم من يفد إلى  هذه المملكة وفي مقدمتهم الحجاج والمعتمرون.
 
 وأشار د. الربيعة إلى أن التوصيات دائمًا تكون للحجاج القادمين  وخاصة في التعامل والوقاية والابتعاد عن الاماكن المزدحمة، وبلا شك أن هذه التوصيات التي تسهم في نشرها وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي التي ستستعين بها الوزارة لكي توصل رسالتها وجميع المعلومات للمتلقين وبأي لغة.

وأكد معاليه أن المرض بشكل عام لا يعرف جنسية ولا يعرف عمرًا صغيرًا كان أم كبيرًا أو أشخاصًا، وبلا شك فإن أي إنسان معرض لأي فيروس، والمملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الصحة تأمل بألا يصاب أحد بأي فيروس؛ ولذلك تعمل الوزارة لحمايتهم وعلاجهم وتقديم الرعاية لهم، وإن شاء الله يستطيع العالم منع أي فيروسات تفد من مختلف الدول، داعيًا جميع الدول للتكاتف من خلال منهج علمي مبني على البراهين للتخلص من هذا المرض والأمراض الأخرى والوقاية منها.
 
من جانبه قال وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش في كلمته أن الموقع الجغرافي المهم للمملكة جعلها تعمل كل ما هو ضروري لتقديم أفضل الخدمات الصحية لحجاج وزوار بيت الله الحرام، ومن ضمنها إقامة مؤتمر طب الحشود.
وأكد أنه لا يخفى على الجميع الأعباء والتحديات الصحية الناتجة عن مسببات الأمراض المعدية التي تمثل أحد أكبر تحديات التنمية في القرن الحادي والعشرين على المستوى العالمي، خصوصًا في وجود التجمعات البشرية، مؤكدًا وجود العديد من المعوقات والمؤثرات الصحية المهمة التي تمثلت في وجود الأمراض المعدية كالحمى المخية الشوكية والأنفلونزا والكوليرا والحميات النزفية المختلفة التي يمكنها أن تنتشر بسرعة هائلة في مثل هذه المناسبات، بالإضافة إلى  وجود العديد من الأمراض المعدية الأخرى في هذا القرن مثل مرض السل الذي سجل ارتفاعات كبيرة أخيرًا، كما أن هناك أمراضًا أخرى مستجدة لم يعرفها الإنسان من قبل مثل مرض السارس خلال العامين 2003/2002م، وعدوى الإنفلونزا H1N1 في عام 2009م، وكذلك فيروس الكورونا ميرز في 2012م، مبينًا أن جميع هذه الأمراض مثلت تحديًا آخر أمام الصحة العامة.

 وأضاف أننا نعيش الآن في عصر العولمة الذي جعل من العالم قرية صغيرة يمكن انتقال أي مرض معد من دولة لأخرى بسرعة كبيرة وهائلة، مثل عدوى السارس والإنفلونزا H1N1  والذي يجعل تكاتف الجهات المسئولة عن الصحة العامة أمراَ ضروريًّا.
 
وأشار د. ميمش إلى أن هذا الكم الهائل من التجمعات البشرية وفي رقعة جغرافية محدودة يجعل تدافع البعض لتأدية المناسك يؤدي إلى  إصابات بالغة قد تؤدي إلى  الوفاة؛ مما يجعل سلامة الجميع من هذه الإصابات مهمة شاقة، مشيرًا إلى  أن اختلاف الناس وقدومهم من مختلف دول العالم والتي تفوق 150 دولة خلال العام يجعل مهمة التوعية الصحية والتواصل الصحيح بين الجميع مهمة صعبة، مؤكدًا  أن التعاون وتبادل المعلومات والخبرات يصب في المصلحة العامة وهذا مما مكّن المملكة العربية السعودية من العمل بشكل دؤوب لمجابهة هذه التحديات، وعقد هذا المؤتمر الذي دعي له العديد من الخبراء العالميين والمتخصصين والمهتمين بالشأن الصحي.
 
وأوضح ميمش أن هذا المؤتمر يعتبر فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والتجارب ورسم السياسات الصحية ووضع الإستراتيجيات التي من شأنها تعزيز قنوات الصحة العامة والحد من انتشار الأوبئة، والتواصل إلى  توصيات بناءة وهادفة وقابلة للتطبيق.
من جانبه عبر د.علاء علوان مدير المكب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط عن شكره وامتنانه لمعالي الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة لتكرمه باستضافة هذا المؤتمر الدولي الثاني حول طب الحشود ورعاية المركز العالمي لطب الحشود لهذا الاجتماع فالمركز من المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية في هذا المجال.
 

وأضاف قائلًا: يتواصل إيلاء المزيد من الاهتمام بطب الحشود وتصديه للعديد من التحديات في الصحة العمومية، سواء داخل هذا البلد المضياف أم خارجه، فالتجمعات الحاشدة تلقي بتبعات ضخمة على الأمن الصحي لدينا؛ نظرًا لازدياد إمكانية انتشار الأمراض المعدية خلال تلك التجمعات الحاشدة والازدحام الشديد وزيادة حركة الناس، ولا ريب أن أهم التجمعات الحاشدة ما يحدث أثناء الحج والعمرة، فهما ينفردان بكونهما الأضخم من حيث الأعداد والأكثر من حيث الازدحام؛ حيث يجتمع ما يزيد على 3 ملايين نسمة ينتمون إلى  أكثر من 180 بلدًا في المملكة العربية السعودية كل عام.

 ولقد تجمع لدى المملكة السعودية ثروة كبيرة من الخبرات والمعارف حول الإدارة الفعالة للأخطار  الصحية التي قد تظهر أثناء التجمعات الحاشدة،  وتراكمت تلك الخبرات والمعارف على مدار العقود المتعددة التي حفلت بالتخطيط الناجح وبالإدارة الفعالة لهذين النسكين السنويين. ولقد عينت منظمة الصحة العالمية مكتب الطب الوقائي في وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية ليكون مركزًا متعاونًا مع المنظمة في طب الحشود، وذلك تقديرًا من المنظمة للعمل المثالي الذي قامت وتقوم به وزارة الصحة في الإدارة الناجحة للحج وللعمرة على مدى عقود متعاقبة.
 
 وأوضح أن المؤتمر الدولي الثاني لطب الحشود يقدم فرصة مثالية لإنشاء شبكة افتراضية تضم المؤسسات والأفراد الذين تجمعهم شراكات مع المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية في شتى أرجاء المعمورة.
 
ولقد استقطب هذا المؤتمر أفضل الخبراء في العالم في مجالات التجمعات الحاشدة وطب الحشود، وإنني على ثقة بأن تبادل المعلومات العلمية والمعارف والخبرات ضمن هذا المؤتمر سيتيح فرصًا جديدة تودي إلى  المزيد من التطوير لقاعدة البينات الملائمة لأغراض التخطيط والإدارة والتقييم والرصد لجميع مناسبات التجمعات الحاشدة، وستتماشى مع المعايير والمقاييس التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية، وستكون قابلة للتطبيق في جميع بلدان العالم في مجال التجمعات الحاشدة وطب الحشود



آخر تعديل : 18 ذو القعدة 1434 هـ 11:14 ص
عدد القراءات :