ثمّن سعادة الأمين العام لمجلس الضمان الصحي التعاوني الدكتور عبدالله بن إبراهيم الشريف الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لفعاليات المؤتمر العالمي الثاني لطب الحشود، الذي ستنظمه وزارة الصحة في العاصمة الرياض خلال الفترة من 15-17 / 11/ 1434هـ الموافق 21-32 / 2013م، مؤكدًا أن هذه المناسبة المهمة امتداد للدعم اللامحدود من قبل القيادة الرشيدة واهتمامها المستمر بالقطاع الصحي وفعالياته وأنشطته الحيوية؛ في سبيل الحفاظ على صحة وسلامة أبناء هذا الوطن الغالي والمقيمين فوق ثرى بلادنا الغالية بشكل عام، وعلى وجه الخصوص الاهتمام بصحة وسلامة ضيوف الرحمن القادمين لأداء مناسك الحج والعمرة.
ونوّه د.الشريف بأن المؤتمر يعد فرصة مميزة للاستفادة العلمية والمهنية من خلال تبادل الخبرات والمعارف والاطلاع على التجارب المشابهة في طب وإدارة الحشود البشرية، إضافة إلى إجراء التقييم والتقويم للخطط الموضوعة والإجراءات التي طبقت في إدارة الحشود، والتوسع في الجوانب الإيجابية وتبنّي عمل الفريق الواحد بشكل شامل ومتناغم بين الجهات العاملة في الحج.
وأضاف أن تنظيم إدارة الحشود مر بثلاثة مراحل، بداية بعصر ما قبل الإسلام، منذ أن أمر الله عز وجل نبيه إبراهيم عليه السلام بأن يشرع الحج للناس. ثم المرحلة الثانية: عصر ما بعد الإسلام، عندما شرع الحج بعهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصبح الحج الركن الخامس من أركان الإسلام. ثم العصر الحديث بعد تأسيس الدولة المدنية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -؛ وبذلك تصبح مكة المكرمة من أقدم بقاع الأرض التي احتشد بها آلاف البشر في مكان واحد وفي زمان واحد وأداء نسك متطابق.. لكن مرحلة ما بعد تأسيس الدولة المدنية تميزت بتطور وسائل النقل الجوية والبحرية والبرية فأدى إلى تسهيل وتسريع الوصول إلى مكة المكرمة حتى تخطى أعداد الحجاج حاجز المليونين؛ مما تطلب التعامل مع هذه المتغيرات الحالية والمتغيرات المستقبلية المتسارعة بنظرة شاملة بجوانبها الإدارية والعمرانية والصحية والخدمية والإنسانية.
وأشار د.الشريف إلى أن نجاح حكومة خادم الحرمين منذ عهد المؤسس في تنظيم مواسم الحج لم يأت من فراغ، بل جاء من خلال فكر مستنير ورؤية بعيدة تهدف إلى وضع خطة وإستراتيجية متكاملة العناصر مما يحقق أداء مناسك الحج والعمرة بكل سهولة لكل مسلم ممن قدم من مختلف أصقاع الأرض ومشاربها، وكان آخر هذه الرؤى التطويرية المشروع العملاق لجسر الجمرات ومشروع توسعة الحرمين ومشروع قطار المشاعر المقدسة بمكة وغيرها الكثير، والتي كلفت مئات المليارات؛ حتى حصلت المملكة على إشادة دولية لتجربتها الفريدة من نوعها بتنظيم موسم الحج، على اعتبار أنها تدير أكثر من مليوني حاج في نطاق جغرافي وزمني محدد، والتي تتطلب الكثير من الاستعداد البشري والخطط المتكاملة ووفرة في الدعم المالي مما جعلها مثالًا يحتذى به.
وأضاف أن المشاركة الدولية الواسعة في هذا المؤتمر تعكس أهميته العلمية والمهنية، حيث يشارك فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، كما سيشهد المؤتمر مشاركة وزراء الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إضافة إلى وزراء الصحة في أمريكا وفرنسا وكوبا وكندا وتركيا وماليزيا وباكستان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى أعضاء المجلس الاستشاري العالمي وعددٍ من الخبراء والعلماء من مختلف دول العالم، وعديد من المنظمات والمؤسسات العالمية والإقليمية، داعيًا المهتمين والمختصين ووسائل الإعلام بالاستفادة القصوى من هذا المؤتمر من خلال الحضور والمشاركة المتميزة، في مجالات اختصاصهم.