أخبار الوزارة

مها المسلَّم: القلق والتوتر والخوف من المسببات السلبية لمشاعر الطلاب
04 ذو القعدة 1434
أوضحت الأستاذة مها محمد المسلّم المشرفة التربوية بإدارة الأطفال بمنطقة الرياض أن من أبرز المشاعر السلبية المتفاوتة التي قد تصيب طلابنا مع بداية العام الدراسي الجديد القلق الإحباط، التوتر، الانزعاج، الخجل، الخوف، التشويش، الغضب، التذمر، الارتياب، الاستياء، الظلم، اليأس، الارتباك، الملل، القهر، الإحراج...إلخ.
 
وأكدت المسلّم أن تلك المشاعر السلبية التي يُصاب بها الطلاب مع بداية كل عام دراسي جديد تتأثر بعدة عوامل، منها المرحلة العمرية (مستوى النضج)، المرحلة الصفية للطالب، الأهل، المعلمون، المدرسة، وعوامل أخرى طارئة غير ثابتة كالنقل أو المواصلات أو مرض ... إلخ.
 
فالمرحلة العمرية تؤثر كثيرًا في تلك المشاعر بسبب عامل النضج، فكلما كبر الطالب كان أكثر إدراكًا لمحيطه المدرسي، والتحكم والتخلص من المشاعر السلبية، وأكثر حنكة من صغار السن كالروضة والابتدائي، مع العلم أن المرحلة المتوسطة يعيش فيها طلابنا أوج مشاعرهم التي تكون كالبركان الهائج المليء بالانفعالات من سلبي وإيجابي، ولهذا علينا أن نحسن التعامل معهم، وتوجيههم نحو طريق سليم وصحي لنفوسهم الصغيرة.
 
جاء ذلك تزامنًا مع بدء العام الدراسي الجديد؛ حيث قامت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وضمن البرنامج التوعوي (صحتي.. مدرستي) باستضافة الأستاذة مها محمد المسلّم المشرفة التربوية بإدارة رياض الأطفال بمنطقة الرياض، وذلك من خلال مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة وعبر الهاتف المجاني 8002494444 وموقع وزارة الصحة على تويتر @saudimoh للرد على أسئلة المتصلين بخصوص كيفية التخلص من المشاعر السلبية والتعامل مع المشاعر بإيجابية.
 
وفي هذا السياق اعتبرت الأستاذة مها أن المشاعر هي نتيجة أفكار الشخص، فإدارة الأفكار تساعد على إدارة المشاعر؛ حيث إن الصور الذهنية في عقل الإنسان لها تأثير قوي في تحديد مشاعره، وأن من أبرز النصائح لتحويل المشاعر السلبية إلى أخرى إيجابية هي أخذ قسط من الاسترخاء بشكل دوري لمدة لا تقل عن ١٥ دقيقة، ثم أخذ نفس عميق جدًا، والإيمان بما عند الله من خير، فالمسلم أمره كله خير، وهذا حُسن الظن بالله، وهي أهم قاعدة جوهرية في هذا الموضوع، ثم استبدال الفكرة السيئة بفكرة حسنة، والنظر إلى النصف الآخر من الكوب، وتعداد نعم الله عليك، وحديث النفس بكلمات إيجابية تحفيزية فيها تشجيع للذات وقبول لها، ومن تلك الكلمات: "أنا أقدر، أنا أعرف، أنا أستطيع، أنا قوي، أنا أتحكم، أنا بخير، أنا أتعلم، أنا أتفهم، أنا متفائل، أنا أُحسن الظن، أنا متمكن، أنا واثق... إلخ"، وأيضًا تطوير الخطط الشخصية نحو التغيير المثمر، ورسم الأهداف بما يتناسب مع القدرات والتوقعات الممكنة، فإن لذلك شأنًا كبيرًا في المشاعر المريحة، والحرص على اختيار الأصدقاء الإيجابيين الذين يمثلون الدعم لكل نجاح، والابتعاد عن رفقاء السوء والمتشائمين والمحبطين الذين يبثون الطاقة السلبية القاتلة في كل عمل.
 
ومن الضروري الإفصاح عن المشاعر بإفراغها على السطح الخارجي، وعدم كبتها داخليًّا، وعدم السماح لأي شخص بإيلام شعورك، والابتعاد عن جلد الذات، فهذا مرض يميت كل شعور جميل، ويقتل كل فكرة مزهرة، وكن مرنًا في استبدال أي خطوة لم تنجح فيها بأخرى، فالنجاح الحقيقي لا يأتي إلا بعد كل فشل؛ لتشعر بقيمته وتتذوق حلاوته.

وختمت المسلّم بمقولة جون ميلتون: "العقل سيد مكانه، فيمكن أن يحول الجحيم إلى نعيم، والنعيم إلى جحيم"، مؤكدة: "إن إدارة الأفكار كفيلة بتغيير بوصلة الانفعالات إلى نور الإيجابية".



آخر تعديل : 04 ذو القعدة 1434 هـ 02:37 م
عدد القراءات :