رأس معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة اللقاء التشاوري الثالث لمسئولي الوزارة والمناطق والمحافظات صباح اليوم الثلاثاء في محافظة ينبع بحضور نائبيه للشؤون الصحية والتخطيط والتطوير والوكلاء والوكلاء المساعدين والقيادات الصحية بالوزارة ومديري عموم الشئون الصحية بالمناطق والمحافظات.
كما قدم معالي الوزير شكره وتقديره للزملاء الذين عملوا في المجلس في الفترة السابقة وأشاد بدورهم الكبير في إنجاح اللقاءات التشاورية ودورهم المميز في خدمة الوزارة وهم: الدكتور علي القحطاني، والدكتور طارق السالم، والدكتور عبدالحميد الغامدي، والدكتور عبدالله الوادعي، والدكتور عبدالله الأحمري.
وأكد د.الربيعة أن هذا اللقاء يأتي انطلاقًا من تعاليم ديننا الحنيف الذي علمنا التشاور والتحاور حيث يقول المولى - عز وجل - في محكم التنزيل (وشاورهم في الأمر). كما أنه يأتي تماشيًا مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وما أرساه من مبدأ الحوار الذي دائمًا يوجه المسئولين والمواطنين على إرساء منهج الحوار والتشاور، مشيرا معاليه إلى أن سياسة الوزارة حريصة جدًا على منهج الحوار والعمل المؤسسي المنهجي المبني على الخطط العلمية، والجلوس على طاولة واحدة بعيدًا عن ضغوط العمل لدراسة التحديات والصعوبات وبحث سبل التغلب على هذه التحديات، ووضع برامج متعددة ترسي مفهوم الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة التي تؤكد الاهتمام وسلامة المريض وكسب رضاه وتجويد الخدمات المقدمة.
عقب ذلك تطرق المجتمعون إلى الخطوات العلمية التي تمت بجهود العاملين والعمل الدؤوب والإنجازات الكبيرة في مناطق المملكة بكافة المستويات، والتي كان آخرها دعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين المتمثل في إقرار الهيكل التنظيمي للوزارة الذي يعد نقله نوعية لخدمة هذه الوزارة ويتماشى مع المهام المناطة بها وما يحدث من التوجهات العالمية في الرعاية الصحية الحديثة للتركيز على مفهوم الصحة العامة والطب الوقائي وتنظيم العمل السريري مع التركيز على تجويد وسلامة الخدمات الطبية. متمنيًا معاليه أن ينعكس هذا الهيكل وما يتبعه من تنظيمات في المناطق بمردود إيجابي لصالح المواطن والمستفيد من الخدمة، الذي هو المحور والمرتكز والأساسي لعمل الوزارة.
وقال د.الربيعة كما ذكرت الوزارة لها منجزات كبيرة سواء على مستويات المشاريع أو العمل السريري الإكلينيكي أو الجودة على مستوى التعامل والتواصل مع المستفيد من الخدمة وتقنية المعلومات والتطورات التي تحدث يوميًا، سواء في الجوانب المالية والإدارية والمتابعة والمراجعة وغيرها من البرامج العديدة التي لسنا في صدد الحديث عنها الآن، ولكننا نقول إن التطوير كبير والقادم أكبر، ولا يزال أمامنا مشوار طويل للتطوير، لأن الوزارة خطواتها متسارعة، وإن شاء الله بعملكم وجهدكم نصعد للأعلى وأن نكون جميعا كما اجتمعنا في هذا المكان نجتمع بالحرص والتفاني والعمل والمهنية لخدمة المريض وتحقيق مفهوم الرعاية الصحية المتكاملة التي تبنتها الوزارة.
وختم معاليه كلمته بشكر القائمين على هذا اللقاء بدءًا من محافظ ينبع والهيئة الملكية بينبع وصحة المدينة.
وقد بدأ الاجتماع بالأساليب العلمية والمنهجية للتفعيل شعار (المريض أولاً) وكيفية تحقيق رضاه، حيث تم نقاش الأدوات والوسائل والقنوات التي تشجع على السماع لرأي وشكاوى المريض، والتعرف على مستوى الخدمة المقدمة، حيث استعرض المجتمعون أيضًا التجارب الدولية والمحلية في هذا المجال، وأكد الجميع على أهمية استمرار التواصل مع المرضى منذ دخوله لطلب الخدمة سواء، في العيادات الخارجية أو الطوارئ أو داخل أقسام التنويم.
واختتم هذا المحور بالتأكيد على أهمية أن يدرك جميع العاملين والممارسين الصحيين أن المواطن والمستفيد من الخدمة يأتي في المقدمة.
بعد ذلك تطرق الاجتماع في يومه الأول بالاستماع إلى معالي نائب الوزير للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم بالجهود والبرامج التي عملت في الوزارة لسلامة وتجويد الخدمات المقدمة للمستفيدين من الخدمات الصحية بالدولة وأهمها برنامج المراجعة الإكلينيكية الذي يحتوي على إنشاء لجنة مراجعة شهادات الأطباء والمميزات السريرية التي تعطى لهم لضمان عدم قيام أي من الأطباء بعمليات ليست في قدراتهم أو تخصصهم، وإنشاء برنامج يرصد الأخطاء الجسيمة في المستشفيات وهو النظام الإلكتروني الذي يقوم بتسجيل الحدث على الشاشة من المستشفى مباشرة ويظهر لدى المسئولين بالوزارة لمساندة المستشفى لمعرفة الخلل الذي حدث والأخطاء الجسيمة كما هو معروف مثل نقل الدم بالخطأ أو إجراء العملية الجراحية في المكان الخطأ أو على المريض الخطأ، بالإضافة إلى إنشاء برنامج المراجعة الإكلينيكية الذي تتم فيه متابعة 49 مؤشرًا إكلينيكيًا في 90 مستشفى من مستشفيات الوزارة مثل الوفيات الناتجة عن العمليات الجراحية أو الوفيات داخل المستشفى ونسبتها، وغير ذلك مما هو متعارف عليه عالميًا، وإنشاء برنامج متابعة إنتاجية الأطباء وفيه يستطيع الطبيب الاستشاري تسجيل كل إنتاجه من عمليات وعيادات، والتي ستكون الحافز لكل مجد في عرض أعماله وأبحاثه وإنتاجيته وإنشاء برنامج السلامة الدوائية وفيه تدريب صيدلي متخصص لمتابعة تطبيق دليل السلامة الدوائية وتثقيف الأطباء وهيئة التمريض على الأسلوب الأمثل لإعطاء الدواء والأخطاء المحتملة وطرق تجنبها، وإدخال الترميز الطبي الدولي الأسترالي في السجلات الطبية (ICDIO) بالوزارة مما يسهل تسجيل الأمراض وترميزها، وإنشاء برنامج تحسين الإنتاجية في غرفة العمليات بالمستشفيات، والذي تم تطبيقه في 16 مستشفى بالوزارة بنسبة وصلت 25% زيادة في إنتاجية غرفة العمليات في هذه المستشفيات.