تحتفل وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية ممثلة في الإدارة العامة لمراكز الرعاية الصحية الأولية ومناطق ومحافظات الوطن الغالي مع دول العالم اليوم السبت باليوم العالمي للمسنين تحت شعار (إضافة حياة للسنوات وليس فقط سنوات للحياة).
وأوضح الدكتور عصام عبدالله الغامدي مدير عام الإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية أن اليوم العالمي لهذا العام يركز على تدارس التحديات التي تواجه الاتفاقيات المبرمة حول تقديم الرعاية الصحية للمسنين في مختلف دول العالم؛ حيث نصت الاتفاقيات الدولية على حق كبار السن في الرعاية الصحية والاجتماعية وأهمية إعطاء كبار السن الاهتمام في تقديم هذه الخدمات لهم، والتي تكفل لهم الرعاية الصحية والوقاية والعلاج من الأمراض وخدمات التأهيل بعد الإعاقة.
ويهدف اليوم العالمي للمسنين هذا العام إلى التوعية بأهمية تزويد كبار السن بالقدر نفسه من الرعاية الوقائية والعلاجية والتأهيل الذي تحصل عليه الفئات الأخرى. كما يهدف إلى تعزيز الخدمات الصحية وتدابير الوقاية من الأمراض المعدية وغير المعدية، وتوفير سبل التكنولوجيا المساعدة، وخدمات الرعاية في مجال التأهيل.
وعلى المستوى الوطني، أبان الدكتور عصام الغامدي أن المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الصحة تسعى إلى تحقيق وتنفيذ بنود هذه الاتفاقيات بدءًا من المستوى الأول للخدمة الصحية في وزارة الصحة وهي مراكز الرعاية الصحية الأولية عن طريق توفير الرعاية الصحية الأولية التي تعين على تزويد كبار السن بجميع الخدمات الصحية الشاملة والمتكاملة على كافة المستويات الصحية، كما يهدف اليوم العالمي للمسنين في المملكة إلى حث المجتمع وتوعيته ممثل في الأسرة إلى الاهتمام بالمسنين لديهم وتوفير حياة صحية كريمة مليئة بالحيوية.
ولتحقيق الرفاهية لهذه الفئة العزيزة. وتمشيًا مع التوجهات العالمية والإقليمية لرعاية المسنين فقد أوضح مدير عام المراكز الصحية الأولية بالوزارة أنه قد تم تفعيل برنامج رعاية المسنين واعدت الإدارة العامة للمراكز الصحية إستراتيجية وطنية لصحة المسنين لمدة خمس سنوات، والتي حظيت بموافقة معالي وزير الصحة حفظه الله.
وقد قامت الإدارة العامة للمراكز الصحية بالبدء في تنفيذ الإستراتيجية وإعداد برنامج رعاية صحة المسنين بوزارة الصحة، وتم إعداد خطة تنفيذية للبرنامج طبقًا للمحاور الرئيسة للإستراتيجية الوطنية لصحة المسنين وتشمل نوعية الخدمات الصحية أن تكون كاملة وشاملة وذات جودة عالية، والاكتشاف المبكر للمشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية الرئيسة للمسنين، وإعداد فريق صحي متعدد المهام في تدبر صحة المسنين وبناء وتطوير كفاءة وقدرات الكوادر الصحية في الرعاية الصحية الأولية على التواصل مع المسنين وتقديم الخدمات الصحية الشاملة والكاملة، والتركيز على مفهوم التشيخ النشط، ومشاركة المسنين في العلاج، والتعليم المستمر للكادر الطبي والمشاكل الطبية الفعالة بين المراكز والمستشفيات.
وأكد مدير عام الرعاية الصحية الأولية أن التطور في الخدمات العلاجية والوقائية في بلدنا الغالي أدى إلى قلة نسبة المراضة والوفيات بين المسنين، وبالتالي شهدت المملكة العربية السعودية زيادة في حجم فئة المسنين فقد شكلت 4,8 % من مجموع سكان المملكة سنة2000م، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 10% 2025م وإلى 12,9% عام 2050. ومع هذا التزايد في عدد المسنين فهناك حاجة ماسة لتقديم خدمات صحية شاملة ومتكاملة لهذه الفئة الغالية علينا على كافة المستويات الصحية.
وذكر الغامدي أن هناك زيادة في حجم فئة المسنين بالمجتمع، عالميًا فالعالم يشيخ بشكل سريع؛ حيث إن نسبة مَنْ أعمارهم 60 سنة وما فوق كانت تشكل 8,2% من سكان العالم في عام 1950م وزادت إلى 10% عام 2000م ومن المتوقع أن تزيد إلى 22% في 2050م، وحينها ستكون نسبة المسنين أكثر من نسبة الأطفال بعمر 0-14 سنة؛ لذا فقد أصبح الاهتمام بصحة المسنين من القضايا الحيوية المهمة التي استحوذت على اهتمام كافة المسئولين الصحيين على مستوى عالمي.
وكشف الغامدي الأهداف الخاصة للبرنامج والتي تركز على الاكتشاف المبكر وتدبر المشاكل الصحية الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية الشائعة بين المسنين إضافة إلى خفض معدلات الوفيات والمراضة والإعاقة للمشاكل الصحية الشائعة بين المسنين. كما تؤكد على تعزيز صحة المسنين والتشيخ النشط وتحسين نوعية حياتهم وأيضًا تطبيق مفهوم الرعاية الصحية الأولية صديقة المسنين، وأخيرًا تعزيز توفير الحياة الصحية الاجتماعية الكريمة للمسنين والمحافظة على دورهم الإيجابي والمنتج في المجتمع.
جدير بالذكر أن المملكة أعدت برنامجها لرعاية المسنين بناء على الإستراتيجية الوطنية لصحة المسنين (2010-2015) وتوجهات منظمة الصحة العالمية لرعاية صحة المسنين في الرعاية الصحية الأولية وتم تنفيذ المرحلة الأولى للبرنامج، والتي شملت بناء القدرات وتأهيل الكوادر الصحية لتقديم خدمات الرعاية الصحية للمسنين في المراكز الصحية، وذلك من خلال عدد من الدروات التدريبية لتدريب منسقي البرنامج في جميع المناطق والمحافظات الصحية وتدريب أطباء وطبيبات وممرضي وممرضات (100) مركز صحي بواقع خمسة مراكز صحية في كل منطقة ومحافظة كمرحلة أولى لتطبيق البرنامج وإعداد أدلة العمل لكيفية الرعاية الصحية للمسنين بالمراكز الصحية وإعداد السجلات الصحية الخاصة بالمسنين، والتي تختلف عن السجلات الصحية في المحتوى وطريقة التعامل للفحص الشامل للمسنين، وتحديد المشاكل الصحية لديهم وكيفية التعامل معها بالمراكز الصحية وإعداد برنامج توعوي عن صحة المسنين ينفذ من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية لرفع وعي المجتمع بأهمية وكيفية الرعاية الصحية للمسنين.