عقدا اصحاب المعالي وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليج العربية صباح أمس الخميس اجتماعهم السبعون في دولة قطر بالعاصمة الدوحة ، وقد القى معالي وزير الصحة الأمين العام للمجلس الأعلى للصحة الأستاذ عبدالله بن خالد القحطاني بدولة قطر رئيس الدورة الحالية كلمة في مستهل الجلسة الافتتاحية نقل فيها تحيات سمو الشيخ تميم بن حمد أل ثاني ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للصحة وسمو الشيخة موزا بنت ناصر نائب رئيس المجلس وتمنيات سموهما للمؤتمر التوفيق والنجاح.
واكد على اهمية المؤتمر لتحقيق الأهداف المتمثلة فى تطوير النظم الصحية القائمة والناشئة ومواكبة التطورات المتلاحقة في ميادين البحث العلمي بما يساهم فى الارتقاء بنوعية الحياة وتوفير أعلى مستوى من الخدمات الصحية لأبناء هذه المنطقة .
وقال ان انعقاد المؤتمر يعكس مدى الاهتمام الذي يوليه اصحاب الجلالة والسمو والفخامة زعماء دول مجلس التعاون من اجل اقامة مجتمع الصحة والعافية لكل المواطنين والمقيمين وجعل قضايا الصحة من أهم اولوياتهم وتوفير كل الوسائل والامكانيات والمصادر البشرية لبلوغ هذه الغاية.
و اشار الى ان انعقاد مثل هذه المؤتمرات يعكس ايضا حرص وزارات الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على مناقشة وتدارس الأوضاع والمشكلات الصحية التى تواجه هذه الدول.
واعتبر أن المؤتمر فرصة لتبادل الرأي والمشورة للوصول الى افضل السبل لحل المشكلات وتذليل العقبات ووضع الخطط والاستراتيجيات واستمثار مخرجات البحوث والدراسات العلمية من اجل تحقيق افضل سبل الرعاية الصحية واكثرها تقدما الى جانب متابعة التطورات الجارية على المستوى العالمي فى كافة المجالات الصحية والعمل على توحيد المفاهيم والتوجهات بين كل دول المنطقة.
وبين ان الموضوعات المطروحة على جدول اعمال المؤتمر تعبر عن رؤية واضحة لمجلس وزراء الصحة بشأن المشكلات الصحية والأمراض التى تهدد صحة المواطن وتؤثر سلبا على المصادر البشرية لبلدان المنطقة وتعوق بالتالي مسيرة نموها الاقتصادي.
واوضح ان المؤتمر سيبحث الخطط والبرامج التى سبق ان اعتمدها فى دورات سابقة من اجل مكافحة الأمراض غير السارية والوقاية من السرطان واستئصال شلل الأطفال وزراعة الأعضاء والتبرع بها وجعل شبه الجزيرة العربية خالية من مرض الملاريا الى جانب القضايا الأخرى ذات الصلة بتوحيد نظم ولوائح الشراء بين دول المجلس فى مجال الأدوية وكذلك نظم التسجيل والترخيص وتجهيز المؤسسات العلاجية وغير ذلك من القضايا ذات الأولوية.
ونوه باختيار قضية زراعة الأعضاء والتبرع بها عنوانا للمؤتمر ..مؤكدا ان زراعة الأعضاء تعتبر الحل الناجع لكثير من الأمراض التى تنتج عن الفشل التام لعضو من اعضاء الجسم الحيوية كما أنها تعيد تأهيل الانسان وتمكنه من العودة الى حياته الطبيعية.
ثم القى معالي وزير الصحة بدولة الأمارات العربية الدكتور حنيف بن حسن بن علي القاسم رئيس الدورة السابقة كلمة رحب فيها بالحضور واوضح باننا اليوم على مشارف حقبة جديدة علينا ان نستشرف المستقبل بتفاؤل وامل ، لمواصلة التعاون المشترك بين دول المجلس و المنظمات الاقليمية والدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية واليونسيف من اجل القيام بالدور الواجب علينا نحو تحقيق متطلبات العصر واحتياجات الدول الاعضاء من خدمات الرعاية الصحية ، وشدد معاليه على التصدي لمكافحة الامراض المعدية الجديدة والامراض التي عاودت انبعاثها نتيجة مقاومتها للعقاقير ، كما اننا مطالبون بمضاعفة الجهود لمكافحة الامراض المزمنة بوضع استراتيجيات المناسبة لمواجهتها والحد من انتشارها وتأمين افضل دعامة للفئات الاكثر عرضة للاصابة بها .
و القى معالي الاستاذ عبدالرحمن العطية كلمة بين فيها أهمية الصحة للمجتمع الخليجي وتعزيز الصحة العامة لهم بما يوفر رعاية صحية شاملة ولجيل مستقبل واعد من شباب الخليج العربي خالي من الأمراض .
ثم القى المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن احمد خوجه كلمة رحب فيها بالحضور ورفع شكره وباسم مجلس وزراء الصحة ومكتبه التنفيذي إلى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني – أمير دولة قطر حفظه الله – وإلى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب سمو الأمير ولي العهد وإلى معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية- على استضافة دولة قطر لهذا الملتقى الخليجي معبراً في الوقت نفسه لمعالي الأستاذ/ عبدالله بن خالد القحطاني - وزير الصحة الأمين العام للمجلس الأعلى للصحة عن اعتزازنا جميعاً بما شاهدناه من حفاوة وترحاب وإحكام في الترتيب وتميز في الإعداد والتنظيم لهذا المؤتمر الهام... منوهاً بالنهضة الشاملة التي تعيشها دولة قطر ولله الحمد في جميع مناحي الحياة وفي مقدمتها النهضة الصحية المباركة.
واشار د. خوجه بأن انعقاد مؤتمركم السبعين وبدء هذه الدورة على أرض دولة قطر يأتي تحت شعار "زراعة الأعضاء " وهذا البرنامج الذي يهدف أساساً إلى تشجيع نقل وزراعة الأعضاء في دول المجلس واستخدام التقنيات الحديثة المتوفرة وتبادل الخدمات والمعلومات بين الدول الأعضاء والتغلب على المشاكل التي تعترض مواكبة التطورات العالمية فيما يتعلق بزراعة الأعضاء مما انعكس على الإنجازات المتميزة لدول المجلس في هذا الصدد حيث أصبحت برامج الزراعة من أقوى البرامج في العديد من الدول الأعضاء ، وهنا أود أن أشيد بإعلان الدوحة للتبرع بالأعضاء والذي صادقت عليه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر– نائب رئيس المجلس الأعلى للصحة – حيث أرست دولة قطر بالمصادقة على هذا الإعلان توجهاً جديداً في التبرع بالأعضاء.
وبين د. خوجه أن التحدي الأكبر الذي تواجه نظمنا الصحية يتمثل في الآتي :
- استمرارية تقديم الخدمات الصحية بجودة عالية وضمان سلامتها.
- تبني مفاهيم الصحة العامة ضمن الرعاية الصحية للمجتمع المبنية على مفاهيم الرعاية الصحية الأولية وطب ال��سرة والمجتمع.
- توجيه استراتيجيات وخططنا الصحية ضمن مفهوم ومنطلقات وأبعاد تعزيز الصحة من illness to wellness .
- فعالية واستخدام تقنية المعلومات ضمن المنظومة الصحية.
- تبني أنظمة ومبادرات صحية فاعلة لتخفيض التكاليف وزيادة رضا المستفيد من الخدمة كالرعاية الصحية المنزلية الممتدة وجراحة اليوم الواحد والجراحات الصغرى في المراكز الصحية ... الخ .
ومن جانبه أوضح رئيس الوفد المملكة العربية السعودية الدكتور .منصور بن ناصر الحواسي قال أن اجتماع وزراء صحة الخليج هوا اجتماع دوري سنوي يعكس التعاون الكبير بين دول مجلس التعاون الخليجي فيما يحقق التعاون في المجال الصحي .
واشار بأن هذا العام موضوع المؤتمر التبرع بزراعة الاعضاء ، وهناك ورقة عمل مقدمة من المملكة لإطلاع الاجتماع على تجربة المملكة الرائدة في هذا المجال المتجذره منذ سنوات ، ونحن نفخر في المملكة بما وصلت اليه في موضوع التبرع بزراعة الاعضاء ، وهناك حرص من الاخوة في دول المجلس التعرف على هذه التجربة ، ولذلك تقوم المملكة بطرح هذه التجربة الذي يركز عليه هذا الاجتماع ، اضافة للعديد من للمواضيع التي تهم الخدمة الصحية في دول المجلس والتعاون في هذا المجال وتبادل الخبرات للتواصل الى رؤية مشتركة لجميع ما يخدم التقدم في الصحي في دول المجلس.
عقب ذلك قام معالي وزير الصحة القطري ووزير الصحة الأماراتي بتكريم امين عام مجلس التعاون الخليجي ووزير الصحة السابق سلطنة عمان واعضاء الهيئة التنفيذية السابقين د. طه مليباري ود. خالد الحسين من المملكة .