بناءا على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يغادر صباح اليوم الأحد وزير الصحـــــــة الدكتور حمد بن عبدالله المانع إلى الأرجنتين لاستلام جائزتي التقدير الدولي اللتين حصلت عليهما المملكة العربية السعودية في مجال مكافحة العمى من الوكالة الدولية لمكافحة العمى، وهما جائزة الشراكة العالمية لمكافحة العمى Global Partnership Award وجائزة الإنجاز الإقليمي Regional Achievement Award. وستتم مراسيم استلامهما صباح الغد الاثنين 24 شعبان 1429هـ الموافق 25 أغسطس 2008م في الحفل الكبير لافتتاح اجتماع الجمعية العمومية الثامن للوكالة الدولية لمكافحة العمى بالعاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس.
وقبيل مغادرته للرياض إلى بيونس آيرس، عبر وزير الصحة عن سعادته البالغة لتحقيق المملكة لهذا الإنجاز العلمي الكبير الذي يضاف إلى رصيد إنجازات وعطاءات الدولة الرشيدة المتعددة، ودعا الله بدوام الرفعة والسؤدد ومزيد من النجاحات المتولية لها بإذن الله تعالى. وأضاف بأنه كل هذا ما كان ليتم لولا فضل من الله سبحانه وتعالى ثم الدعم السخي والتوجيهات السامية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز - يحفظهما الله تعالى ـ للمبادرات الإنسانية لمكافحة العمى التي تتناغم مع الرسالة السامية النبيلة التي تضطلع بها مملكة الإنسانية لخدمة البشرية جمعاء .
وأوضح بأن حصول المملكة على هاتين الجائزتين، والذي يتم لأول مرة، جاء تقديرا من المجتمع الدولي لجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في تبني العديد من برامج مكافحة الإعاقة البصرية، وتتويجا لجهود وزارة الصحة في مجال مكافحة أمراض العيون والإعاقات البصرية. فعلى المستوى الوطني تقوم وزارة الصحة بتقديم خدماتها في مجال طب العيون لأكثر من مليوني مراجع سنويا، كما تجري أكثر من 28 ألف عملية جراحية للعيون سنويا بمستشفياتها ومراكزها الصحية وخاصة المتخصصة منها مثل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض ومستشفى العيون التخصصي بجدة، ومستشفى العيون التخصصي بالظهران. فمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض – على سبيل المثال - الذي يعد أحد مفاخر وزارة الصحة يبذل جهودا كبيرة في معالجة أمراض العيون بمختلف أنواعها. فقد قام خلال العام الماضي 2007م بتقديم الرعاية الطبية التخصصية لأكثر من 91 ألف مريض عبر عياداته الخارجية، وتنويم حوالي 7 ألاف حالة مرضية، واستقبال حوالي 27 ألف حالة طارئة، وأجراء أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة عملية جراحية منها عمليات معقدة ونادرة.
والجدير بالذكر أنه كان للمملكة العربية السعودية دور متميز في المساهمة في طرح المبادرة الشهيرة (الرؤية 2020: الحق في الإبصار) على أنظار الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية ومن ثم إقرارها عام 2003م، وأخذت المملكة على عاتقها استمرار الدعم لهذه المبادرة وذلك من خلال العمل على استصدار قرارات تنفيذها. وقد نجحت المملكة وبدعم من الدول الصديقة في الحصول على تأييد لمقترحاتها بإعطاء جهود مكافحة العمى الأولوية في نشاط المنظمة ، وبإدراج مكافحة العمى والإعاقة البصرية في الخطة الإستراتيجية المتوسطة الأجل لعام 2008م إلى 2013م والميزانية البرمجية المقترحة لعام 2008-2009م وذلك ضمن القرار رقم ج ص ع 59/25.
وكذلك عملت المملكة في اجتماع الجمعية العامة للصحة في دورتها الستين في عام 2006م على إدراج مكافحة الإعاقة والبصرية وبصورة واضحة وقوية ضمن الغرض الاستراتيجي الثالث للخطة الإستراتيجية متوسطة المدى لعام 2008-2013م . وكانت المملكة قد قدمت مقترحا - لقي التأييد هذا العام - لوضع خطة عمل منفصلة لأنشطة مكافحة العمى وتعمل حالياً منظمة الصحة العالمية على صياغة مسودتها وذلك تمهيداً لعرضها على المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في اجتماعه القادم في شهر يناير 2009م تمهيداً لعرضه وإقراره في اجتماع الجمعية العامة للصحة في دورتها الحادية والستين التي ستعقد في شهر مايو 2009م بجنيف.