حذر الدكتور عماد رفه مدير العيادات الخارجية بمستشفى الطواريء بمنى حجاج بيت الله الحرام من الإجهاد الحراري رغم أن الحج يأتي هذه العام في الشتاء. وقال أن على كل حاج ألا يرهق نفسه كثيرا ببذل جهد أكبر من اللازم في الحركة والمشي لأن الله لم يكلف نفسا فوق طاقتها، وأن يحرص على أخذ قسط كافي من الراحة وتناول السوائل بكميات كافية لأن عدم فعل ذلك سيؤدي إلى التأثير على مناعته وقد يؤدي إلى ضعفها مما يهيء المجال لأصابته بالأمراض.
ونصح الحجاج باستخدام المظلات في تنقلاتهم بقدر الإمكان تجنبا أشعة الشمس المباشرة، حتى ولو كان الطقس باردا كما هو الحال الآن، تلافيا للإصابة بالإجهاد الحراري الذي ينتج عن التعرض للشمس مباشرة وقلة تناول السوائل بسبب برودة الطقس. كما نصح الدكتور رفه الحجاج بألا ينشغلوا بأداء المناسك ونسيان تناول العصيرات الغنية بالفيتامين سي مثل عصير الليمون والبرتقال والحمضيات بصورة عامة. وشدد أيضا على ضرورة الاهتمام بالأكل والشرب وبتنويع الغذاء والخضار والمأكولات الغنية بالألياف، وألا يكون التركيز على أنواع معينة من اللحوم والرز حتى يكون الغذاء مفيدا لهم ولصحتهم وعدم تعرضهم للمرض بإذنه تعالي.
وبيّن الدكتور رفه بأن الحج يأتي حاليا في الشتاء، لذلك فإن أغلب الحالات التي تأتي للعيادات هي نزلات البرد والرشح، ولم تتم ملاحظة اي حالات تسمم وبائية أو نزلات معوية حتى الآن ولله الحمد. وحذر الحجاج من التعرض للهواء المباشر وخاصة وأنهم يمضون وقتهم في جو بادر ومنطقة مفتوحة وهم يلبسون الإحرام، لأن التعرض للهواء المباشر يعد من أهم الأسباب للأصابة بأمراض البرد. وإن اغلب الأمراض الفيروسية تنتقل بين الحجاج ليس بسبب العدوى فقط وإنما أيضا نتيجة لعوامل عدة مثل الازدحام والإرهاق وعدم تناول السوائل الكافية وهي عوامل تضعف الجسم وبالتالي تقلل من مناعته.
ووصف الدكتور رفه قسم العيادات الخارجية الذي يديره بمستشفى الطواريء بمنى بقوله بأنه من أكبر العيادات الموجودة في مستشفيات المشاعر المقدسة، حيث يضم (48 ) عيادة تشمل معظم التخصصات الطبية للعيادات لخارجية من عامة وعيون وانف وحنجرة وباطنية وقلب وجلدية وتناسلية ومسالك وأسنان وغيرها، كل ذلك في خدمة حجاج بيت الله الحرام. وخاصة وأن هذه المستشفي يقع قرب منطقة الجمرات الثلاث تماما حيث يتواجد الحجاج فيها بصفة دائمة بداء من يوم السابع إلى نهاية الخامس عشر من ذي الحجة. وقال الدكتور عماد رفه بأن العيادات الخارجية بالمستشفى تخدم أي حاج أو مريض يراجعها مجانا بغض النظر عن جنسيته، فإن كانت حالته مستقرة فإنه يأخذ العلاج اللازم ويخرج من العيادات، أما إن كانت حالة تحتاج لرعاية متقدمه فيتم تحوله لعيادات الطواريء لاستكمال اللازم بعد ذلك. وذكر بأن العيادات الخارجية تستقبل أعدادا كبيرة من الحجاج تصل للآلاف يوميا يشتكون من الأمراض الشائعة في الحج.
وأوضح بأن طبيعة الحجاج الذين يراجعون هذه العيادات هم من معظم الجنسيات التي يتكون منها الحجيج، أما فئاتهم فتتكون في معظمهم من متوسطي العمر، رغم أن فيهم من كبار السن وصغاره.