بمناسبة استضافة المملكة العربية السعودية للمؤتمر الرابع والستين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الذي سيعقد في الرياض خلال الفترة من 27-28 محرم 1429هـ الموافق 5-6 فبراير 2008م أعرب معالي عبدالرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن وافر شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام – حفظهم الله ورعاهم - .
وقال معالي الأمين العام لمجلس التعاون إن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس قد أولو جلّ اهتمامهم لتفعيل مسيرة العمل المشترك في جميع المجالات ومنها المجال الصحي كما أولى القادة عنايتهم بالعنصر الوطني الذي يعتبر هدفاً رئيساً تسعى دول المجلس لتحقيقه في جميع مجالات سوق العمل ، وقد جاء قرار قمة الدوحة ( الثامنة والعشرين ) الخاص بالسوق الخليجية المشترك والذي بدأ العمل به مع مطلع هذا العام 2008م ليفتح آفاقاً واسعة للمواطن في التنقل والمساواة ، وأكد معاليه على أن تنمية الكوادر الصحية والعناية بتأهيلها والرفع من أدائها وتوطينها تأتي في مقدمة الأولويات ، حيث تعبر دول المجلس بأمس الحاجة إليها .
ووصف العطية جدول أعمال الوزراء بالحافل حيث سيتناول العديد من المواضيع المهمة والبرامج والأنشطة المتعددة التي يقوم بها مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي ، مشيداً بالدور الحيوي الذي يقوم به الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي وسعيه الحثيث نحو تطوير العمل ، حيث قفز به ولله الحمد قفزات تطويرية ونوعية كبيرة ، وأعرب معالي الأستاذ العطية عن أمله في أن يبحث وزراء الصحة خلال اجتماعهم القادم إمكانية التكامل بين الدول الأعضاء في إقامة المراكز الصحية المتخصصة المرتفعة التكاليف والقائمة على توفير التخصصات النادرة والمختبرات الدقيقة وعالية التحضير ، وذلك من خلال استراتيجية بعيدة المدى موضحاً بأن المجتمع المتمتع بالصحة ليس هو ذلك الذي يتوفر فيه عدد كبير من المنشآت الطبية الضخمة ذات التكلفة الإنشائية العالية إنما هو المجتمع الذي تتوفر فيه خدمات الرعاية الصحية الأولية لتكون في متناول كل مواطن ، وأشاد معالي الأمين العام بتجربة المملكة العربية السعودية بإعلان شعار " طبيب أسرة لكل أسرة " والطفرة الهائلة التي شهدتها الرعاية الصحية الأولية بإشراف مباشر من معالي الأخ الدكتور حمد بن عبدالله المانع وزير الصحة وجهوده المثمرة نحو إنشاء شبكة متكاملة من المراكز الصحية على مستوى المملكة العربية السعودية كما أكد معاليه على ضرورة ترسيخ مفهوم الثقافة الصحية لدى مواطني دول المجلس مشدداً على أهمية أن يعرف المواطن الخليجي مخاطر كل مرض ومصادر انتشاره ووسائل عدواه والطرق الوقائية التي يمكن أن يتحصن بها ملمحاً إلى الأثر الإيجابي لبرنامج " سلامتك " وغيره من الوصلات الإعلامية الاسترشادية والتي أثبتت فعاليتها لدى أوساط الرأي العام بدول المجلس مما يتطلب النظر في استمرارية مثل هذه البرامج لأهميتها من ناحية التثقيف الصحي .
واختتم معالي الأمين العام لمجلس التعاون تصريحه مثمناً تجربة مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي في إيصال التعاون الصحي الخليجي المشترك إلى مراحل متقدمة وإثرائه دول المجلس بالعديد من المبادرات الصحية المتميزة والتي أينعت ثمارها ولله الحمد ، سائلاً المولى عز وجل أن يخرج المؤتمر الرابع والستون للمجلس بقرارات تضيف لبنات راسخة إلى مسيرة التعاون الصحي المشترك وأن تعزز التفاؤل بمستقبل التعاون في هذا المجال .