نيابة عن وكيل وزارة الصحة للشئون التنفيذية الدكتور منصور بن ناصر الحواسي أفتتح وكيل وزارة الصحة المساعد للطب العلاجي الدكتور يعقوب بن يوسف المزروع صباح اليوم في قاعة المركز السعودي لزراعة الأعضاء اللقاء العلمي للأمراض المتعلقة بالبيئة والذي يستمر لمدة يومين حيث بدء الحفل بآي من الحكيم ثم القى مدير عام الصحة الوقائية أكد فيها على حرص وزارة الصحة بالعناية بالصحة العامة وسلامة البيئة لما لذالك من أهمية في تقرير مصير الأجيال القادمة مشيراً إلى ان الأمر الذي جعل الإدارة العامة للصحة الوقائية (بإدارة صحة البيئة) تسعى لهذا الهدف .
وقال المزروع أنه بعد إصدار منظمة الصحة العالمية تقريراً عن الوقاية من الأمراض من خلال البيئات الصحية والذي يسلط الضوء على العلاقة الوثيقة والتي تربط بين تدهور البيئة وانتشار الأمراض ووجود أمراض مختلفة تعود إلى عوامل تلوث بيئية وجد ان العوامل البيئة التي يمكن الوقاية منها تتسبب في قرابة (24%) من مجموع الأمراض التي تحدث على الصعيد العلمي مشيراً إلى ان التقرير يساعد على وضع التدابير الصحية الوقائية بعد فهم الآثار المرضية لمختلف العوامل البيئية مع ملاحظة ان المسك السببي بين المخاطر البيئية ونتائج الأمراض هو مسلك معقد في معظم الأحيان .
وبين أن التقديرات الواردة في التقرير تشير إلى ان (33%) من الأمراض التي تصيب الأطفال دون سن الخامسة تعود إلى بعض أشكال التعرض البيئي ، مشيراً إلى ان يمكن من خلال توقي المخاطر البيئية إنقاذ أرواح أربعة ملايين طفل في السنة معظمهم في البلدان النامية . كما أشار التقرير على ان أكثر من 13 مليون من الوفيات التي تحدث سنوياً ترجع لعوامل بيئية يمكن الوقاية منها وتلك العوامل تتسبب أيضاَ في نحو ثلث الوفيات والأمراض التي تحدث في أقل مناطق العالم نمواً .
وأكد أن الأمراض التي تشكل اكبر عبء على الإطلاق بسبب العوامل البيئية القابلة للتغيير وتشمل الإسهال بنسبة 94% ، وأمراض الجهاز التنفسي السفلي بنسبة 42% والإصابات الغير متعمدة 30% والملاريا بنسبة 42% .
وأوضح انه من التدابير التي يمكن اتخاذها الآن من اجل الحد من عبء الأمراض البيئية تعزيز شبكات مياه الصرف الصحي وتحسين النظافة العامة واستخدام وقود أنظف وأكثر أمان وضبط استخدامات المواد الكيميائية في المنازل وأماكن العمل وإدارتها نحو ترشيد أفضل لاستهلاكها مع تحسين إدارة الموارد المائية .
ثم ألقى مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور عوض أبو زيد كلمة شدد فيها على أهمية هذا الموضوع مشيراً إلى انه هام لدى كافة شعوب العالم ، وقال أن المنظمة أصدرت العديد من التدابير بالأمراض المتعلقة بالتلوث البيئي مشيراً إلى ان هذا يحتاج إلى جهود كبيرة من الدول .
ثم ألقى وكيل الوزارة المساعد للطب الوقائي الدكتور يعقوب كلمة بين فيها انه لا شك ان الاهتمام العالمي بالبيئة والصحة جاء كترجمة عملية لما صدر من توجيهات عن اجتماعات الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية حيث صدر عنها في الأعوام السابقة العديد من التوصيات نحو ضرورة الاهتمام بحماية البيئة باعتبارها أساساً للتنمية المستدامة للدول والتي تعتبر صحة الإنسان هو محور التنمية المستدامة وأساسها .
وبين انه في تقييم الوقاية من الأمراض من خلال البيئات الصحية تقدير عبء الأمراض البيئية الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية في العام 2006م ، تشير التقديرات إلى أنه يمكن عزو نسبة 24% من العبء العالمي للأمراض و 23% من جميع الوفيات إلى عوامل بيئية .
وبين أن التقرير السنوي لمدير إقليم شرق المتوسط في ديسمبر 2005م ذكر أن أداء الأعمال الخاصة بالصحة البيئية من قبل وزارات الصحة في العديد من البلدان لا يتم على نحو ملائم ، كما أن التعاون في ما بين القطاعات ضعيف جداً ، بالإضافة إلى الضعف الشديد في تطبيق التشريعات ، وندرة وجود معطيات دقيقة عن حالات التعرض للأخطار الصحية البيئية والنتائج الصحية الناجمة عن ذلك هذا إلى جانب نقص الموارد المالية المخصصة على المستوى القطري .
وأضاف انه رغم صعوبة الوضع فقد اهتمت وزارة الصحة بالبرامج الوقائية سواء من ناحية الكم والكيف وعلى سبيل المثال أصبحت المملكة خالية من بعض الأمراض مثل شلل الأطفال كما حققت إزالة الكزاز الوليدي وبدأت مرحلة إزالة الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف .كما قامت الوزارة بوضع برامج دقيقة لمكافحة بعض الأمراض المستوطنة مثل الملاريا والبلهارسيا حيث تم القضاء عليها نهائياً فيما عدا بعض البؤر الصغيرة في مناطق محدودة من المملكة .
وأكد ان الوزارة لم تكن بعيدة عن المستجدات العالمية في مجال الصحة العامة وأثر البيئة حيث قامت بجهود كبيرة في مجال التخلص الآمن من النفايات الطبية ووضعت لذلك التعليمات والانظمة الصارمة لتطبيقها في كافة المنشآت الصحية سواءً الحكومية منها أو الخاصة