تحت رعاية صاحب السمو الملكي رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية( أجفند) الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود أفتتح وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع صباح أمس بقصر طويق بحي السفارات بالرياض الندوة التعريفية بالأكاديمية الصحية الإلكترونية .
وأوضح وزير الصحة خلال الكلمة التي ألقاها أن هذه الندوة تمثل منعطفا هاما في مجال تعزيز مفهوم الصحة للجميع وتقنية المعلومات واستثمارها في تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية و الذي تضعه وزارة الصحة على رأس أولوياتها اقتناعا منها بأن التثقيف الصحي باستخدام تقنية المعلومات الصحية هو استثمار من أجل الصحة مؤكداً على انه ينبغي أن يعطى الاهتمام الكافي على كافة المستويات ولاسيما من قبل صانعي القرار ومتخذيه ، مطالباً رصد الكافية إلى جانب التنسيق الفاعل مع كافة الجهات ذات العلاقة في مراكز المعلومات الإقليمية والدولية.
وأعتبر أن الوصول للمعلومة الصحية الصحيحة مشكلة عميقة الجذور وقد اكتسبت أهمية جديدة مع ظهور شبكة المعلومات العالمية "الإنترنت" كأداة تعليمية أساسية ولا بد من أن تتاح هذه التقنية للجميع بلا استثناء .
وأضاف أن مشاركة العديد من الجهات والهيئات الدولية والقطاعات المختلفة بالمملكة ودول مجلس التعاون في هذه الندوة المباركة سيسهم بإذن الله في وضع خطة عمل محكمة تتناول مختلف الجوانب الطبية والتربوية والتكنولوجية، كما سيسهم في إثراء أعمال هذه الندوة، كما أنه دليل واضح على أهمية الانتفاع بخدمات الأكاديمية الصحية ويمثل ذلك مرحلة مهمة نحو إنشائها حيث ستضع ندوتكم هذه الأسس والمعايير والأهداف المزمع تنفيذها .
هذا وقد تضمن الحفل الخطابي كلمة لمدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن احمد خوجة أوضح فيها أن التوصل إلى المعرفة والمعلومات الصحية الموثوقة والفاعلة يمثل مشكلة عميقة الجذور وقد اكتسبت أهمية كبيرة مع ظهور شبكة المعلومات العالمية - الانترنت - كأداة تعليمية أساسية ولا بد أن تتاح هذه التكنولوجيا أو التقنية لكل فرد بصرف النظر عن عرقه أو جنسه أو دخله أو عمره ، مبيناً أن مشروع الأكاديمية الصحية الإلكترونية أحد أهم الأهداف الحديثة لمنظمة الصحة العالمية في سعيها لتحسين الصحة عبر التكنولوجيا للاستفادة منها في إمكانية التطبيق بدول مجلس التعاون لوجود رغبة وعزيمة صادقة لدى أصحاب وزراء الصحة بالدول الأعضاء لمثل هذا النوع من التعليم،
وقال إن وجود مشاركين في هذه الندوة من مختلف القطاعات الصحية والتعليمية والاتصالات وسواهم من الجهات في القطاعين العام والخاص والخيري والفئات المتخصصة من كل دول مجلس التعاون سيسهم بوضع خطة عمل محكمة تتناول مختلف الجوانب الطبية والصحية والتربوية والاستفادة من تقنية المعلومات ، كما ستفتح هذه الندوة باب النقاش حول إمكانية استقطاب البرامج التعليمية الإلكترونية لدول المجلس للمساهمة في إعداد خطة عمل مستقبلية وآليات التعاون مع الأكاديمية بما يحقق تكافؤ الفرص في الحصول على التعليم الصحي والوصول للمعلومة الصحيحة بلغة مفهومة بما يمكن عموم الناس من التمتع بحياة جديدة سليمة وتحسين التوجه الصحي للحياة وتعميق مفاهيم تعزيز الصحة.
وأشار أن للندوة محورين الأول يتناول أهم المواضيع التي يمكن الاستفادة منها من خلال الأكاديمية، والفئات المستهدفة بالتعليم الطبي الالكتروني بما يتناسب والبيئة الخليجية من النواحي الوقائية والسلوكية والتوعوية، والتعريف بسبل وكيفية استفادة الأفراد من هذه الخدمات الإلكترونية وآلية الوصول لخدمات هذه المعلومات ، والثاني يتناول سبل الدمج بين المفاهيم التربوية والصحية، والاستفادة من فرص التعليم الالكتروني وسبل التوصل للمعلومات .
كما أكد ممثل منظمة الصحة العالمية بالخليج الدكتور عوض أبو زيد مختار في الكلمة التي ألقاها نيابة عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور حسين بن عبدالرزاق الجزائري إن الأكاديمية الصحية هي مبادرة من منظمة الصحة العالمية، من أجل إقامة تحالف عالمي للصحة والتكنولوجيا لتعزيز الوعي الصحي وأنماط الحياة الصحية عن طريق التعلُّم الإلكتـروني حيث ان الأكاديمية الصحية توفِّر التوجيه والإرشاد بلغة يسهل فهمها على الناس مهما اختلفت مشاربهم وفئات أعمارهم، آخذةً في الاعتبار مختلف الحساسيات الثقافية الفردية للمتعلِّمين، حيث يتم إعداد المعلومات ثم تـرجمتها إلى لغة البلد المحلية بأسلوب علمي مقبول. مبيناً أنه تم استكمال المرحلة الارتيادية للأكاديمية الصحية، وجرى تقيـيمها في كلٍّ من الأردن ومصر. حيث شملت العينة ستة آلاف وسبعمائة وخمسة وثمانين طالباً تـراوحت أعمارهم بين اثني عشر عاماً وسبعة عشر عاماً في خمس وأربعين مدرسة. وكان تقيـيم الطلاب للدورات التعليمية بالغ الإيجابية. وبيَّنت المرحلة الارتيادية أن أسلوب التعليم الإلكتـروني في الأكاديمية الصحية، وسيلة فعَّالة للتعلُّم، وأن من الممكن أن يكون لهذا الأسلوب تأثير إيجابي على مواقف الطلاب وسلوكهم. ويتم الآن توسيع رقعة الأكاديمية الصحية، لتشمل بلداناً أخرى في إقليم شرق المتوسط والأقاليم الأخرى لمنظمة الصحة العالمية.