رحب وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم أمس في مقر الوزارة بالوفود المشاركة في مؤتمر صحة الطفل العربي الذي يعقد يوم السبت 6/2/1428هـ الموافق 24/2/2007م بالرياض ، وأعرب عن أمله في أن يتوصل المؤتمر لتوصيات تصب في مصلحة الطفولة بالمنطقة العربية .معرباً عن شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز على جهودهما ودعمهما لاستضافة مؤتمر صحة الطفل العربي بالعاصمة الرياض .
وأشار إلى أن هناك جملة من الأسباب التي دعت لعقد مؤتمر صحة الطفل العربي من بينها الحاجة الماسة لإيجاد تصور عربي متكامل يضم برامج ومشروعات تهدف لترقية الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة للأطفال العرب . مشيراً إلى أن محاور المؤتمر تتوافق مع الطموحات التنموية التي تسعى لتحقيقها دول المنطقة العربية خلال الألفية الثالثة .
وقال إن عقد مؤتمر صحة الأطفال العرب يأتي لدواعي عديدة استدعت تنظيمه لمناقشة القضايا الصحية التي تخص فئة الأطفال على مستوى المنطقة العربية ، ولعل أول تلك الدواعي أو المتطلبات هي الحاجة الماسة لإيجاد تصور عربي متكامل يضم برامج ومشروعات تهدف لترقية الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة للأطفال العرب ، وكذلك تكثيف النظر حول الاستحقاقات المنوطة بوزارات الصحة العربية والجهات الصحية الأخرى تجاه تحسين مستويات الاهتمام والرعاية بصحة الأطفال العرب ومحاولة ردم الفجوة الحاصلة بين معدلات الاهتمام بهذه الرعاية على مستوى المنطقة العربية وبين تلك المسجلة على مستوى المناطق والأقاليم العالمية الأخرى مثل منظمة الاتحاد الأوربي ودول أمريكا الشمالية وغيرها . مؤكداً أن المملكة تعتبر من أكبر الدول العربية وهي حريصة على مستوى قيادتها الرشيدة على تدعيم الارتباط والتعاون مع عمقها ومحيطها العربي والإسلامي ، ولعل الموافقة الكريمة التي صدرت من المقام السامي على استضافة وتنظيم وزارة الصحة لهذا المؤتمر إنما تأتي تأكيداًُ لهذا الدور ولأهلية القطاع الصحي الحكومي بالمملكة للقيام بهذه المهمة النبيلة وفقاً لما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة وبما يسهم في الخروج بهذا المؤتمر بما يحقق تطلعات المشاركين فيه من كافة الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية .
وذكر أن المؤتمر ينعقد أيضاً تحت رعاية ومشاركة جامعة الدول العربية وعلى رأسها الأمين العام للجامعة وأعضاء الأمانة العامة المساعدة للشؤون الاجتماعية وإدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية ، إلى جانب حضور ومشاركة أصحاب وزراء الصحة العرب ، مبيناً أن المؤتمر الذي ينطلق يوم السبت 6/2/1428هـ الموافق 24/2/2007م سيرعاه صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية ( أجفند ) وهذا البرنامج يتعاون مع وزارة الصحة والجامعة العربية في التنظيم والإعداد لهذا المؤتمر .
وفيما يتعلق بالأهداف التي يسعى المؤتمر لتحقيقها بين أنه صدرت موافقة مجلس وزراء الصحة العرب لدى اجتماعهم في العام 2005م على قيام مؤتمر عربي يناقش صحة الأطفال في المنطقة وذلك بناء على التوصية التي تقدمت بها إدارة الأسرة والطفولة بالجامعة العربية وقد حرص أصحاب الوزراء على تأكيد أهمية أن يكون المؤتمر مختلفاً عن غيره من الفعاليات ، وأن يلقي الضوء بدرجة أكبر على القضايا والسياسات الصحية للطفل العربي والتي تعتبر بحق سنام الأمر ورأسه ،كما أكدوا على ضرورة أن تتوافق محاور المؤتمر ومداولاته مع الأهداف والطموحات التنموية التي تسعى دولنا لتحقيقها خلال الألفية الثالثة ، ومع استراتيجية العمل العربية الثانية للطفولة التي انطلقت مع بداية العام 2004م وتستمر حتى عام 2015م ، وأن تلبي توصيات المؤتمر وتتماشى مع الانجازات والتصورات التي تحققت على المستوى الاقليمي والعالمي في مجال ترقية وتعزيز برامج الرعاية الصحية للأطفال .
وأكد المانع أن هناك لجان علمية وأخرى تنظيمية ذات خبرة واسعة عُهد إليها صياغة الأهداف التي يسعى المؤتمر لتحقيقها وهي تشمل بصورة عامة دراسة الوضع الصحي للأطفال العرب خلال المرحلة الماضية والوقوف على حجم التحديات والمشاكل التي تواجهها الدول في هذا الجانب وكيفية التصدي لها مستقبلاً .مشيراً إلى أن المؤتمر سيتطرق إلى السياسات الصحية والانجازات التي حققتها الدول في مجال صحة الطفل وما يمكن أن يتحقق خلال الفترة المقبلة ، ومن الأهداف أيضاً محاولة الوصول إلى تحقيق معدلات أفضل فيما يتعلق بالأهداف التي وردت في العهود والوثائق العربية والإقليمية والدولية وذلك بالتنسيق مع المنظمات ذات العلاقة بصحة الطفل ، وكذلك الارتقاء بالوعي العربي العام تجاه قضايا تأهيل الأطفال العرب وتحديداً أصحاب الحاجات الخاصة منهم وأولئك الذين نشأوا في ظل ظروف معيشية وصحية صعبة ومحاولة تصحيح أساليب التعامل الأسري معهم ، وسيتم في هذا الخصوص بحث ودراسة صياغة خطة إعلامية وتوعوية مبتكرة يتم تعميمها على المستوى العربي حتى تعم الفائدة ، وسيحرص أصحاب الوزراء والمشاركين في المؤتمر على أن تجد هذه الأهداف حظها من التطبيق العملي خصوصاً وأن الجامعة العربية ومن خلال الأمانة المساعدة للشؤون الاجتماعية وإدارة الأسرة والطفولة والمشروع العربي لصحة الأسرة ستحرص من جانبها على ضرورة متابعة التوصيات والمقترحات التي سيخرج بها المؤتمر وأن ترى النور تباعاً ، فالمؤتمر يدرك أهمية الدور المنتظر من الأجيال القادمة التي تمثل الاستثمار الحقيقي لأمتنا العربية وهو ما تم التعبير عنه في شعار المؤتمر الذي جاء تحت عنوان صحة الطفل العربي .. استثمار أمة .
وفي ردٍ على سؤال حول الترتيبات التي قامت بها الصحة لإنجاح المؤتمر قال أنه إضافة إلى عمل اللجان التي تم تكوينها على أعلى مستوى للمؤتمر والتي تضم ممثلين من الجامعة العربية والدول المشاركة فقد حرصنا في وزارة الصحة على ضرورة تكوين لجنة عليا داخل الوزارة يرأسها مستشار الإدارة الصحية وتضم في عضويتها عدد من الوكلاء المساعدين ومديري الإدارات العامة والتي تمخض عنها تشكيل لجان فرعية تضم اللجنة العلمية ولجنة الاستقبال ومرافقة الوفود ولجنة إقامة الوفود ولجنة إعلامية ولجنة للتنسيق مع الجهات المشاركة ولجنة نسائية ولجان أخرى مساعدة .
وأكد أن اللجان ظلت تعمل منذ وقت مبكر بهدف مراجعة أهداف المؤتمر ودراسة المواضيع الفنية التي سيتم طرحها في المؤتمر والتحقق من ضرورة خروج المؤتمر بالصورة التي تليق بالمملكة كبلد مضياف ، وكذلك بما يحقق تطلعات المؤتمرين من كافة الدول العربية والمدعوين من خارج المنطقة من أعضاء المنظمات وغيرهم .