أخبار الوزارة

تقرير صحفي بمناسبة اليوم العالمي للسكري 2014 (الحياة الصحية والسكري)
22 محرم 1436
تشارك المملكة العربية السعودية دول العالم في تفعيل اليوم العالمي للسكري من خلال العديد من الأنشطة والبرامج وكافة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، حيث يحتفل به العالم كل عام في تاريخ 14 نوفمبر، ويوافق هذا العام 21/11/1436هـ. ويحمل اليوم العالمي للسكري لهذا العام شعار (الحياة الصحية والسكري)، مع التركيز على وجبة الإفطار، وذلك للتوعية بضرورة الوقاية من الإصابة بمرض السكري أو تأخير ظهوره على الأقل، من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن في حدوده الطبيعية، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية عام 2013 إصابة أكثر من 328 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ومن المرجح أن يزداد ذلك العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول عام 2030م إذا لم تُتخذ أي إجراءات للحيلولة دون ذلك. كما تجدر الإشارة إلى أن نحو 80% من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
 
وفي تقرير صدر عن المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة، أوضح أن نسبة الإصابة بمرض السكري تزداد مع التقدم في العمر؛ حيث بلغت نسبة الإصابة به في المملكة العربية السعودية - حسب مسح المعلومات الصحية لعام 2013م - 13,4 في المائة للفئات العمرية من سن 15 سنة فما فوق، ونسبة 50.4 في المائة بين أولئك الذين بلغوا 65 سنة فأكثر. كما أن نسبة 45 في المائة من المصابين لا يعلمون بوجود السكرى لديهم؛ لذلك تسعى وزارة الصحة إلى رفع الوعي بداء السكري، وبمعدلات وقوعه، وكيفية الوقاية من المرض في معظم الحالات.
 
ويأتي تفعيل اليوم العالمي للتوعية بمرض السكري في كافة مناطق وقري المملكة نتيجة الدور الفاعل لوزارة الصحة ضمن جهودها المتواصلة للحفاظ على صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع وحمايتهم - بإذن الله - من الإصابة بالأمراض؛ حيث تهدف هذه المشاركة إلى التشجيع على تعزيز وتنفيذ سياسات الوقاية والسيطرة على مرض السكري ومضاعفاته، ودعم ونشر المبادرات الوطنية لمكافحة هذا المرض، كما تهدف إلى توضيح أهمية التثقيف القائم على الأدلة في علاج مرض السكري والوقاية من مضاعفاته، وزيادة الوعي بالعلامات التحذيرية للإصابة بمرض السكري، وتشجيع التشخيص المبكر. وكذلك تعزيز العمل للحد من عوامل الخطر لمرض السكري من النوع الثاني، ومنع أو تأخير مضاعفات مرض السكري.
 
وقد تضمن التقرير الإشارة إلى أن السكري مرض مزمن، يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين (وهو هرمون ينظم مستوى السكر في الدم) بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال. وإن ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جراء عدم السيطرة على السكري، مما يؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في كثير من أعضاء الجسد، خصوصًا في الأعصاب والأوعية الدموية.
 
وأورد التقرير الأنواع الرئيسة للسكري وهي: السكري من النوع الأول، الذي ينتج بسبب تحطم خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين، وتؤدي إلى نقص حاد في هذا الهرمون، وقد يصيب الأشخاص في أي عمر؛ ولكن عادة ما يتطور في الأطفال أو صغار البالغين؛ حيث يتعرض المصابون به لأعراض مثل: فرط التبول، والشعور بالعطش، والشعور المتواصل بالجوع، وفقدان الوزن، والشعور بالتعب. ويتمثل علاجه الوحيد في الأنسولين.
 
أما السكري من النوع الثاني، فيمثل 90 في المائة على الأقل من حالات السكري. ويحدث هذا النوع بسبب مقاومة الأنسولين نتيجة السمنة وتراكم الدهون في الجسم، يتبعه عجز في خلايا البنكرياس عن إفراز الأنسولين الكافي لحاجة الجسم، ويمكن تشخيصه في أي سن. وترتبط الإصابة بهذا النوع بزيادة الوزن، أو السمنة وقلة ممارسة النشاط الرياضي. ويمكن للأشخاص الذين يعانون السكري من النوع الثاني في كثير من الأحيان السيطرة على حالتهم، من خلال ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي؛ حيث تشير التقديرات إلى أنه يمكن الوقاية أو تأخير الإصابة بالنمط الثاني من السكري بنسبة 70 في المائة تقريبًا، من خلال ممارسة الأنماط الصحية التي يأتي في مقدمتها التوازن الغذائي والنشاط البدني؛ ولكن قد يحتاج معظم الأشخاص إلى استخدام الأدوية عن طريق الفم وحقن الأنسولين في مراحل مختلفة من العلاج. وأعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النوع الأول، غير أنها لا تظهر بشكل واضح في كثير من الأحيان. وعليه قد يُشخص المرض بعد مرور عدة أعوام على ظهور الأعراض، أي بعد ظهور المضاعفات.
 
وتنادي منظمة الصحة العالمية والخبراء المختصون بأهمية الانتظام في تناول الإفطار؛ حيث تبين بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين إهمال تناول الإفطار والإصابة بزيادة الوزن والسمنة، وهو ما قد يؤدي للإصابة بداء السكري من النمط الثاني. كما أن 80 في المائة من الحالات الجديدة المكتشفة من هذا المرض عالميًّا تعاني زيادة الوزن والسمنة.

أما سكري الحمل، وهو النوع الثالث للسكري، فيكون بارتفاع مستوى السكر في الدم خلال فترة الحمل. وتطابق أعراضه أعراض النوع الثاني، ويرتبط مع مضاعفات للأم والطفل، وتختفي عادة بعد فترة الحمل، وفي بعض الحالات قد يتطور لتصاب السيدة بالسكري من النوع الثاني في غضون خمس إلى عشر سنوات بعد الولادة. وهناك نوع جيني نادر الحدوث يصيب الأطفال، ويمكن علاجه بالحمية الغذائية، أو الأدوية خافضة السكر بالفم.
 
وأبان التقرير الصادر عن المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية أنه ما زالت الدراسات تجرى لتحديد عوامل الخطر لمرض السكري من النوع الأول، فمن المحتمل أن يتسبب وجود أفراد من الأسرة يعانون مرض السكري من النوع الأول في زيادة خطر الإصابة به، كما تم ربط العوامل البيئية والتعرض لبعض الالتهابات الفيروسية بخطر الإصابة بهذا النوع. أما عوامل الخطورة للسكري من النوع الثاني فتشمل التاريخ العائلي لمرض السكري، وزيادة الوزن، واتباع نظام غذائي غير صحي، والخمول البدني، وزيادة العمر، وارتفاع ضغط الدم، وتاريخ الإصابة بسكري الحمل، وسوء التغذية أثناء الحمل.
 
كما بيَّن التقرير أن السكري يمكن أن يتسبب مع مرور الوقت في إلحاق أضرار بالقلب، والأوعية الدموية، والعينين، والكليتين، والأعصاب؛ حيث يتعرض المرضى للعديد من المضاعفات، فالسكري يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، التي قد تتسبب في وفاة 50 في المائة من المصابين بالسكري. كما يزيد الاعتلال العصبي الذي يصيب القدمين، وهو وضعف جريان الدم وزيادة فرص الإصابة بقرحات القدم، وبتر الأطراف في نهاية المطاف. كما أن اعتلال الشبكية السكري هو من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى العمى، وبعد التعايش مع السكري لمدة 15 عامًا يُصاب نحو 2 في المائة من المرضى بالعمى، ونحو 10 في المائة بحالات وخيمة من ضعف البصر. كما أن السكري من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى الفشل الكلوي، ويتسبب هذا الفشل في وفاة 10 إلى 20 في المائة من المصابين بالسكري. كما يصيب الأعصاب بسبب السكري ما يسمى (الاعتلال العصبي السكري)، ويطول نحو 50 في المائة من المصابين بهذا المرض، بالإضافة إلى إن المصابين بالسكري معرضون لخطر الوفاة بنسبة لا تقل عن الضعف مقارنة بغير المصابين به.
 
واختتم التقرير بأن اتباع تدابير بسيطة لتحسين أنماط الحياة من الأمور الفعالة في الوقاية من السكري، أو تأخير ظهوره، ومن هذه التدابير: الحفاظ على وزن صحي وفي الحدود الطبيعية، وممارسة النشاط البدني بما لا يقل من 20 إلى 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع، واتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الفاكهة والخضراوات كل يوم، والتقليل من تناول السكر والدهون المشبعة، وتجنب التدخين؛ لأنه يزيد مخاطر الإصابة بأمراض السكري.
 
 



آخر تعديل : 23 محرم 1436 هـ 09:27 ص
عدد القراءات :