أخبار الوزارة

بيان منظمة الصحة العالمية لتقييم وضع فيروس (كورونا) الجديد بالمملكة
أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا صحفيًّا عبر بعثتها الموجودة في المملكة العربية السعودية؛ بهدف تقييم وضع فيروس كورونا الجديد (MERS-Cov) في المملكة أوضحت خلاله العديد من الأمور المهمة حيال هذا الفيروس والحالات المرضية المسجلة عالميًّا،وجاء في البيان:
 
التقت بعثة منظمة الصحة العالمية المشتركة مع المملكة العربية السعودية في مدينة الرياض بين 4-6/6/2013م الموافق 25-30 /7/1434هـ ؛ بهدف تقييم الوضع المتسبب فيه فيروس (كورونا) الجديد في المملكة، والذي تمت تسميته مؤخرًا متلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا (MERS-Cov) ميرس، وهو فيروس ظهر حديثًا وذو صلة بعيدة بالفيروس الذي تسبب في فيروس سارس.

إن أول حالة موثقة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا (MERS-Cov) ظهرت في الأردن في بدايات عام 2012م. وتوجد حاليًا 55 حالة مؤكدة مخبريًّا، 40 حالة منها ظهرت في السعودية، أما البقية، فقد تم الإبلاغ عنها من دول أخرى منها (قطر، الإمارات العربية المتحدة) في الشرق الأوسط، وتونس في شمال أفريقيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وأيرلندا الشمالية في أوروبا.

إن العدد الإجمالي للحالات ما زال محدودًا؛ ولكن الفيروس أدى إلى وفاة 60% من الحالات المصابة به. وحتى الآن، قرابة 75% من الحالات في السعودية قد أصابت الذكور، ومعظمها أصابت أشخاصًا يعانون مرضًا أو أكثر من الأمراض المزمنة الخطيرة.

ويبدو أن هناك ثلاثة أشكال وبائية رئيسة للفيروس هي:
الشكل الأول: حالات متفرقة تظهر في المجتمعات. وحتى هذه اللحظة لا نعلم مصدر الفيروس أو كيف تتم الإصابة بالعدوى.
 
الشكل الثاني: مجموعة من الإصابة بالعدوى على  تحدث بين أفراد العائلة (عنقودية Clusters)، ويبدو في معظم هذه المجموعات أن الانتقال يحدث من شخص لآخر؛ ولكن يبدو أن العدوى محدودة بالاحتكاك المباشر مع الشخص المريض في العائلة.
 

الشكل الثالث: مجموعة من الإصابة بالعدوى تحدث في منشآت الرعاية الصحية. وقد تم الإبلاغ عن مثل هذا النمط في فرنسا، والأردن، والسعودية. وفي هذه المجموعات يظهر أن العدوى تنتقل من شخص لآخر بعد إدخال حالة مصابة بالمرض للعلاج في المنشأة الصحية.
 
كما أنه لا بد من التأكيد على نقطتين مهمتين هما:
أولاً: لا توجد براهين واضحة للانتشار الواسع لانتقال العدوى بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا (MERS-Cov) من شخص لآخر، وحينما تحدث حالات انتقال العدوى بالفيروس من شخص لآخر، فغالبًا ما تحدث نتيجة مخالطة المصاب لشخص قد يكون أحد أفراد العائلة، أو مريضًا، أو من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

ثانيًا: في المملكة العربية السعودية، يظهر أن هناك عددًا أقل من المتوقع في حالات العدوى بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا (MERS-Cov) بين العاملين في المجال الصحي؛ استنادًا إلى المقارنة مع  الوضع في فيروس سارس؛لأنه في فترة الإصابة بوباء سارس، كان العاملون في المجال الصحي من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
 
إن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا (MERS-Cov) مختلفة عن فيروس سارس، مع أن سبب قلة خطر الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا (MERS-Cov) بين العاملين في المجال الصحي غير واضح؛ ولكن يبدو أن التدابير التي اتخذتها معظم الدول لمكافحة العدوى بعد تفشي فيروس سارس أدت إلى تحسن ملحوظ في مكافحة العدوى. وفي هذا السياق، يظهر أن التدابير التي اتبعتها المملكة العربية السعودية لمكافحة العدوى كانت فعالة.

في الوضع الراهن، يعتمد تشخيص متلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا(MERS-Cov)بشكل كبير على المعرفة الإكلينيكية، بالإضافة إلى تأكيد الحالة من خلال اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR). كما أنه لا تتوافر اختبارات سريرية سريعة تحدد المرض، ويعتمد علاج المصابين في المقام الأول على العلاج الداعم، كما لا توجد بيانات مقنعة بأن استخدام العقاقير المضادة القوية ضد الفيروسات مثل الريبافيرين أو الإنترفيرون قد يجدي نفعًا. كما يجب تجنب استخدام جرعات عالية من الكورتيزون.

ولقد اطلعت بعثة منظمة الصحة العالمية - عن كثب - على الاستجابة في التعامل مع الفيروس بالسعودية. وتوصلت إلى أن المملكة العربية السعودية قد قامت بعمل متميز في التقصي والسيطرة على الفاشية. فعند اكتشاف أول حالة عام 2012م، قامت وزارة الصحة باتخاذ عدد من التدابير بما في ذلك ما يلي:

- اتخاذ إجراءات مكافحة العدوى للحد من انتشار المرض بالمستشفيات.
- زيادة مستوى التقصي الوبائي لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا(MERS-Cov).
- إطلاق حملات توعوية لتوعية المجتمع وتنبيهه.
- إبلاغ الحالات المصابة لمنظمة الصحة العالمية.
- البدء في إجراء فحوصات وبائية لتحديد مصدر العدوى، وعوامل الخطورة، وطرق انتقال العدوى.
- دعوة خبراء دوليين للمساعدة.
 
واستنادًا إلى ذلك، تم التأكد من اتخاذ الخطوات الصحيحة للوقاية والسيطرة على الفيروس. وتستحق حكومة المملكة العربية السعودية التهنئة على الإجراءات السريعة المهمة واللازمة التي اتخذتها.

وختامًا، لا بد من التأكيد على بعض النقاط المحورية:
أولاً: ما زالت هناك فجوة كبيرة حول معرفتنا بالمرض، وعلى الرغم من استمرار بذل الجهود المكثفة حيال ذلك؛ فإنه لا بد من إدراك الحاجة إلى مزيد من الوقت للوصول إلى نتائج لتلك الجهود العلمية.

ثانيًا: هناك اهتمام دولي عالي المستوى بشأن هذه العدوى؛ لأنه من المحتمل أن ينتقل هذا الفيروس حول العالم. ولدينا الآن عدد من الأمثلة حول انتقال الفيروس من دولة إلى أخرى من خلال المسافرين.

ونظرًا لهذا الوضع، يتعين على جميع دول العالم التأكد من أن لدى العاملين في المجال الصحي الوعي تجاه هذا الفيروس والمرض الذي يسببه، وفي حال ظهور حالة إصابة بالتهاب رئوي غير محددة؛ فإنه لا بد من فحصها ووضع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا (MERS-Cov) في الحسبان. وفي حال اكتشاف حالات إصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا (MERS-Cov)، لا بد من إبلاغ منظمة الصحة العالمية عنها وفقًا للوائح الصحية الدولية (2005م).وحتى الآن، يظهر أن معظم حالات الإصابة بعدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا (MERS-Cov) المكتسبة في المجتمع قد ظهرت في الشرق الأوسط. وعلى جميع دول الإقليم تكثيف إجراءات التقصي الوبائي عاجلاً تجاه هذه العدوى.



آخر تعديل : 02 شعبان 1434 هـ 12:54 م
عدد القراءات :