انطلاقًا من التوجيهات السامية الكريمة بانتهاج مبدأ الشفافية والوضوح مع كافة وسائل الإعلام، ورغبة من وزارة الصحة في إطلاع الجميع على حقائق الأمور بخصوص ما ينشر في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بشأن طلبات العلاج للحالات المرضية، وحيث لاحظت الوزارة مؤخرًا كثرة النشر عن هذه الحالات بطريقة لا تخدم المريض، وتقلل الثقة فيما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - ممثلة في وزارة الصحة من جهود لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم، استنادًا للمادة 31 من النظام الأساسي للحكم، والتي تنص على (تُعنى الدولة بالصحة العامة وتوفير الرعاية الصحية لكل مواطن).
وبناءً على ما سبق، فإن وزارة الصحة تؤكد للجميع التزامها بتقديم الخدمات الصحية، وتوفير الرعاية الطبية لمحتاجيها، وفقًا للأعراف الطبية والأنظمة واللوائح المتبعة حيال علاج الحالات المرضية، سواء داخل المملكة أو خارجها، علمًا بأن حالة المريض والرأي الطبي هما الفيصل. كما أن الوزارة تقدر وضع المريض، وتبذل قصارى جهودها لتحقيق رغبته في العلاج.
من هذا المنطلق تود الوزارة أن توضح للجميع الآلية المعمول بها للتعامل مع الحالات المرضية التي يرغب أصحابها في العلاج داخل المملكة أو خارجها، وذلك وفقًا للتالي:
أولًا: تحويل المرضى من مستشفى إلى آخر داخل المملكة:
- بالنسبة للحالات المرضية العاجلة التي تحتاج إلى تحويل من مستشفى عام إلى مستشفى أو مركز مرجعي، فإنه يتم التنسيق لتحويلها عاجلًا عن طريق الإدارة العامة للطوارئ بالوزارة، وذلك في حالة أن الرأي الطبي يرى أن الحالة سوف تستفيد من الإحالة، وأنه سيتم إضافة إجراءات تشخيصية أو علاجية أو تأهيلية للمريض.
- الحالات المرضية الروتينية التي تحتاج تحويلاً من مستشفى عام إلى مستشفى أو مركز مرجعي أو تخصصي، فإنه يتم عرض الحالة ودراستها من قبل الهيئة الطبية العامة بالمنطقة المعنية، التي تضم في عضويتها أطباء استشاريين، ويتم اتخاذ قرار التحويل وفقًا للرأي الطبي الذي يرى أن المريض سيستفيد من الإحالة، وأنه سيتم إضافة إجراءات تشخيصية أو علاجية أو تأهيلية.
- في الأحوال السابق ذكرها تتولى الوزارة تأمين تذاكر الإركاب مرجعًا، والتكاليف النثرية للمريض ومرافقه، وإذا كانت الحالة تستدعي النقل عن طريق الإخلاء الطبي، فإنه يتم التنسيق لذلك مع الجهات المعنية. (الإخلاء الطبي الجوي - الخدمات الطبية بالقوات المسلحة).
- تقدر الوزارة رغبة المرضى أو ذوييهم لتحويلهم إلى أي جهة، إلا أن النظام الصحي يبنى على إحالة المرضى وفقًا للرأي الطبي الذي يُبنى أساسًا على الحالة الصحية للمريض، ومدى إمكانية الاستفادة من الإحالة إلى مرفق صحي آخر، حتى تتم الاستفادة القصوى من المراكز والمستشفيات المرجعية والتخصصية التي يتم إحالة المرضى إليها، ودون هذا التنظيم سيتم إشغال أسرَّة هذه المستشفيات المرجعية والتخصصية بحالات مرضية يمكن علاجها في المستشفيات العامة على حساب مرضى هم في أمسّ الحاجة إلى خدمات هذه المستشفيات المرجعية والتخصصية.
- من خلال ما ينشر، فإن أغلب الحالات التي يتم إبرازها في وسائل الإعلام حالات يرى الاستشاريين المتخصصين عدم استفادتها من الإحالة؛ نظرًا لعدم وجود علاج شاف لها مثل حالات إصابات الحوادث الشديدة وإصابات وأمراض الجهاز العصبي والأمراض المستعصية التي لا يوجد لها علاج ناجع طبي حتى الآن.
- بلغ عدد من تمت إحالتهم للعلاج بالداخل 86587 مريضًا منذ بداية العام الميلادي الحالي وحتى الآن وفقًا للتنظيم المعمول به.
ثانيًا: تحويل المرضى خارج المملكة:
- يتم إحالة المرضى للعلاج خارج المملكة بناءً على الأوامر السامية الكريمة، أو بقرار من الهيئة الطبية العليا المكونة من استشاريين سعوديين من القطاعات الصحية الحكومية المختلفة، وهي: (الخدمات الطبية بوزارة الدفاع، الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، الخدمات الطبية بوزارة الداخلية، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، المستشفيات الجامعية، وزارة الصحة).
ويقوم الاستشاريون أعضاء الهيئة الطبية العليا بدراسة الحالة الصحية للمريض، ومدى توافر العلاج للحالة داخل المملكة من عدمه، ومدى حاجة المريض واستفادته من إرساله للعلاج بالخارج. أي أن القرار طبي بحت ومبني على الحالة الصحية للمريض، وفرص العلاج والشفاء - بإذن الله.
- في حال صدور القرار بإرسال المريض خارج المملكة، تقوم وزارة الصحة من خلال الملحقيات الصحية خارج المملكة بالتنسيق مع المراكز الطبية والمستشفيات في الخارج، والإفادة بموعد إرسال المريض. ويتطلب ذلك ورود موافقة لموعد للمريض من المستشفى المحال إليه، وأن يكون الموعد مع الطبيب المطلوب الذي سيقوم بمعالجة الحالة، وهذا الأمر يتطلب بعض الوقت لصعوبة حجز مواعيد فورية مع الطبيب المطلوب لمعالجة الحالة؛ نظرًا لارتباط هؤلاء الأطباء بمواعيد مجدولة مسبقًا؛ لكونهم من الأطباء المتميزين المشغولة جداولهم مسبقًا، أو أن يكون المطلوب تخصصًا نادرًا لا يتوافر إلا في عدد قليل من المستشفيات العالمية.
أما إذا كانت الحالة الصحية للمريض خطرة وتحتاج عناية خاصة، وتتطلب نقل المريض بالإخلاء الطبي، فإن الوضع يكون أصعب لأسباب تنظيمية طبية متعارف عليها عالميًّا، ويصبح الحصول على قبول وتوافر سرير لتلك الحالات أصعب.
- المرضى الذين يصدر لهم قرار بالعلاج بالخارج يحتاجون تأشيرة دخول لهذه الدول التي سيتم العلاج بها، وأغلب سفارات هذه الدول تشترط لمنح التأشيرة وجود موافقة وموعد من المستشفى لعلاج المريض، علمًا بأن الهيئة الطبية العامة بالمنطقة تمنح المريض أو ذويه خطابات للسفارات المعنية يبين فيها موعد المستشفى، وذلك لإنهاء إجراءات التأشيرات بأسرع وقت، بالإضافة إلى أن وزارة الصحة تقوم بتأمين الإركاب مرجعًا والتكاليف النثرية للمريض ومرافقه أو مرافقيه.
- أغلب ما ينشر في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي هي لحالات يرى الاستشاريون المختصون من القطاعات الصحية المشار إليهم أعلاه وجود علاج لها داخل المملكة، أو عدم استفادتها من العلاج خارج المملكة؛ لعدم توافر علاج ناجع لها، أي أن القرار طبي ومن مختصين.
- قرار استمرار العلاج بالخارج من عدمه يتم وفقًا لقرار الهيئة الطبية العليا، ويُبنى هذا القرار على رأي طبي بحت من مختصين في المجال؛ حيث تدرس تقارير المريض الواردة من الطبيب المعالج خارج المملكة وتؤخذ توصيته بعناية.
- بلغ مَنْ تم إرسالهم للعلاج في الخارج 1833 مريضًا خلال عام 2012م.
وختامًا، تود الوزارة إيضاح أنها تعمل وفق آلية ومنهجية علمية تحقق العدالة والمساواة بين أبناء الوطن؛ لأن الفيصل هو الحالة الصحية والرأي الطبي البحت، كما أنها وفرت خدمة صوت المواطن عبر موقعها الإلكتروني http://www.moh.gov.sa لتلقي طلبات المواطنين وشكاواهم ومقترحاتهم حيال ما يقدم لهم من خدمات، بالإضافة إلى توفير خدمة 937 لتقديم الخدمات الإسعافية وتلبية احتياجات المرضى.