تحتفي دول العالم، ومن بينها المملكة العربية السعودية، باليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة، الذي يوافق الثاني عشر من ديسمبر من كل عام، وذلك بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية تطوير النظم الصحية المستدامة، وتقديم رعاية صحية أولية تشاركية تمتد مدى الحياة، عالية الجودة، وميسورة التكلفة للجميع.
ويهدف اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة إلى تعزيز وعي المجتمع بالقضايا الصحية، وتعبئة الموارد والإرادة السياسية لمعالجتها، بما يسهم في بناء مستقبل أكثر أمانًا وصحة، وتحفيز تطوير المنشآت الصحية وفق معايير الرقابة والجودة المعتمدة في المنظومة الصحية الحديثة، بما يشمل تدريب الكوادر الطبية والإدارية ورفع كفاءتهم لضمان تقديم أفضل الخدمات الصحية للمستفيدين.
وتدرك المملكة أهمية الرعاية الصحية الأولية بوصفها الركيزة الأساسية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، حيث اتخذت خطوات متسارعة في هذا المجال من خلال تطوير البنية التحتية لمراكز الرعاية الصحية الأولية، وزيادة عدد العيادات التخصصية فيها، بما في ذلك عيادات الطب النفسي، إلى جانب التوسع في برامج تدريب أطباء الأسرة والتمريض، وتفعيل الدور المجتمعي لهذه المراكز، إضافة إلى توفير عيادات متنقلة للرعاية الصحية الأولية لخدمة المناطق النائية.
كما كثّفت المملكة جهودها في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، بما يسهم في السيطرة على الأمراض المزمنة والحد من عوامل الخطر المرتبطة بها، إلى جانب دعمها للجهود الدولية التي تؤكد أهمية التغطية الصحية الشاملة ودورها في تحقيق التنمية المستدامة، لا سيما في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، من خلال تقديم خدمات صحية متكاملة ومترابطة تركز على تلبية الاحتياجات النفسية والجسدية والاجتماعية، بما يضمن تحقيق تغطية صحية شاملة ومستدامة لجميع فئات المجتمع.
وتولي المملكة التغطية الصحية الشاملة اهتمامًا بالغًا، يتجسد في دعمها المستمر للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، بما يسهم في تحقيق مستهدفات التغطية الصحية الشاملة في المنطقة، وتحقيق نقلة نوعية في القطاع الصحي بوصفه أحد المتطلبات الرئيسة للتنمية المستدامة، وذلك عبر تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية، وتحسين جودتها وكفاءتها، وتعزيز الوقاية من المخاطر الصحية، والارتقاء بجودة الحياة لكافة أفراد المجتمع.
كما تطبق المملكة نموذجًا للرعاية الصحية يهدف إلى تقديم خدمات صحية متكاملة ومترابطة تتمحور حول المستفيد، وتلبي احتياجاته النفسية والجسدية والاجتماعية، بما يضمن تغطية صحية شاملة ومستدامة لجميع فئات المجتمع، مع التركيز على تعزيز الصحة وحمايتها والوقاية من الأمراض بوصفها خط الدفاع الأول والوسيلة الأنجح للحد من الأمراض المزمنة وعوامل الخطر المسببة لها.